صديقتي الوسيمة

البارت السابع و الثلاثون

فجأة توقفت هانا مكانها مخرجة جيمين من شروده في أفكاره المظلمة ، رفع رأسه ينظر ما الشيء الذي جعلها تتوقف مكانها ..

خرجت فتاة من مقهى بالشارع بتعبير مضطرب تمشي بسرعة بينما خرج بعض ثوان شاب لحق بها بخطى سريعة و أمسك بمعصمها ليديرها ناحيته ، سحبت يدها بقوة و بدت غاضبة و منزعجة جدا ، كانا يبدوان و كأنهما يتناقشان ، فجأة سحب الشاب الفتاة إليه و حضنها ، لم ترفضه الفتاة بل رفعت يديها لتحيط ظهره ، دام عناقهم لبعض الوقت قبل أن يفصل الشاب العناق و يمشي رفقتها يلف دراعه حول كتفها ..

لكن ما جعل هانا و جيمين يتابعان الأحداث بفضول هو أن الفتاة كانت إحدى صديقتي سويون و الشاب لم يكن سوى حبيب سويون ، سمع جيمين هانا تقول هامسة و كأنها تفكر بصوت عال :

- إنه حبيب سويون .. أيعقل أنهما ..

ثم التفتت إليه معيدة الابتسامة إلى وجهها و قالت :

- آسفة .. لقد توقفت بدون سابق إنذار .. رأيت فقط أشخاصا أعرفهم ..

- آه لا بأس ..

تابعا طرقهما بينما شرد ذهن جيمين في الثنائي الذي شاهداه ، أربما الشخصان اللذان كانت تتحدث عنهما سويون هما صديقتها و حبيبها .. يبدو أنهما حقا يخونانها و الأسوء أنها كشفت أمرهما .. إذا كان الأمر كذلك فهما لا محالة في عداد الموتى بما أن الأمر يتعلق بسويون ..

جلس جيمين قرب هانا عند محطة الحافلة ، ظل صامتا لبعض الوقت قبل أن يقول بتردد :

- صديقتك .. ماذا لو .. اكتشفت يوما أنها ليست كما تظنين ؟ .. ماذا لو فعلت شيئا سيجرحك ..

التفتت هانا إلى جيمين مستغربة من سؤاله ، تابع مستدركا حين لاحظ استغرابها :

- .. فقط أرى أنك تثقين بها كثيرا .. لهذا أشعر بالفضول ..

تنهدت ثم قالت :

- لا أظن أنها ستقوم بشيء يؤذيني .. كما أني أثق بأنه مهما كان الأمر .. أعني مهما فعلت من أمر سيء .. لا بد أنه سيكون رغما عنها ..

قالت هانا ذلك ثم نظرت إليه و ابتسمت ، لكن ابتسامتها بدأت في الخفوت شيئا فشيئا حين تعلقت عيناها بعيني جيمين الذي ظل يحدق بها ، نظراته لم تكن نظرات حب أو إعجاب ، شعرت و كأنها كانت نظرات حزينة .. و كأنها نظرات شخص يتأسف .. عاود الشعور الغريب ليجتاح ذلك التوهان في ترجمة نظراته ، دقات قلبها تتسارع دون أن تدرك السبب في ذلك .. أ لأن جيمين يحدق بها .. أم لأنه نفس الشعور الغير مفهوم .. هي لا تستطيع الجزم ..

قاطع تواصل أعينهما صوت الحافلة قادمة ، وقفت هانا بسرعة تحمل حقيبتها ليقف جيمين بدوره ، ابتسمت له قائلة :

- إذن .. أنا سأغادر ..

لوحت بلطافة ، و كانت تهم بالالتفات لتنتظر وقوف الحافلة أمامها و تستقلها ، لكنها تفاجت بجيمين يندفع ناحيتها و بدراعيه تفتح لتحضن جسمها النحيف ..