البارت الرابع و العشرون

1.2K 170 16
                                    

اقترب أحد الشبان الثلاث من هيون وو قائلا:

- لما لم تعد تطيع أوامري ؟ هل تريد أن أقتلع عيناك أم ماذا ؟

أجابه هيون وو رافعا رأسه يحدق بثقة مع نبرة مزعزعة بعض الشيء تفضح شعوره بالخوف رغم صموده :

- لا يهمني ما ستفعله بي لأني حقا ضقت ذرعا من استعبادكم لي ! سئمت من استغلالكم لي ! سئمت من القيام بمهامكم بينما تتسكعون أنتم طوال اليوم ! سئمت من سرقتكم لمصروفي ! أفضل الموت على أن أكون دمية بين أيديكم بعد الآن !

أطلق أحدهم قهقهة عالية ليقترب بعدها من هيون وو و يركله بقدمه على وجهه مسببا انكسار نظاراته ، و قال بنبرة حادة :

- إذا كان الموت هو ما تريد .. فلك ذلك !

أشار لأصدقائه الذين انهالوا عليه بالضرب بشتى أنواع الطرق ، و لم يتركوا شيئا من الخردة الملقية في الزقاق إلا و قاموا برميه بها ..

انكمشت هانا في مكانها و هي تحكم إغلاق فمها بإحدى يديها بينما سحبت هاتفها من جيبها بيدها الاخرى ، أرادت الاتصال بأحدهم لكن دماغها كان معطلا ، لا تعلم ما الذي عليها فعله ، وجدت نفسها تنقر على تطبيق الكاميرا و بتلقائية شغلت التسجيل و أشارت بهاتفها للمشهد المروع الذي لم تستطع الاستمرار في مشاهدته ، فقد أغلقت عينيها بإحكام بينما جسدها المنكمش في الزاوية يرتجف بشدة و دموعها تسيل في صمت ..

بعد أن تأكد الشبان الثلاث أنهم قضوا على هيون وو ركضوا هاربين من المكان ، تحاملت هانا حينها على قدميها تخشى الاقتراب و مع ذلك كانت تستمر في الاقتراب من هيون وو ..

أطبقت على فمها بكلتا يديها حين رأته مغشيا عليه يكاد وجهه لا يظهر من سيل الدماء على وجهه و جميع أنحاء جسمه ، ملابسه ممزقة بسبب القارورات الزجاجية التي تم ضربه بها ..

لم تشعر بقدميها إلا و انهوت إلى الأرض تبكي بحرقة ، فقد بدى و كأنه ميت بالفعل ، لكنه فاجئها حين سعل بصعوبة ، فاقتربت منه تناديه و هي غير قادرة على لمسه من شدة نزيفه :

- هـ.. هيون وو ..

بدى و كأنه يحاول قول شيء و من الواضح أنه يحاول طلب المساعدة ، أمسكت هاتفها و قالت و هي تركب رقم الإسعاف :

- أرجوك .. اصمد قليلا ..

في ذلك الوقت كان جيمين رفقة الماكنيز في شقة النونا بعد أن أنهوا التدريب ، كان يحزم أغراضه بطلب منهما لأن موعد تركه للمدرسة قد اقترب ، لكنه بدى عابسا بدل أن يكون سعيدا لقرب موعد تخلصه من المدرسة اللعينة ، لم يتفوه بكلمة و لم يخبرهم أنه معجب بهانا و ليس لدي أي اهتمام بسولجي عدا علاقة الصداقة السطحية التي تجمعهما ، اشياء لم يستطع شرحها ، و كأنه لا يملك الطاقة لمواجهة أسئلتهم ..

صديقتي الوسيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن