البارت التاسع عشر

1.2K 179 18
                                    

كانا يمشيان في ممر المدرسة بصمت فلمح جيمين بعض الطلاب يحيطون بزميلهم يلهون بنظاراته و يستهزؤون به و يسخرون منه ، انتبهت سولجي إلى تحديقه بهم و شعرت باستيائه فقالت و هي تركز على طريقها :

- إنه أمر مؤسف .. لكن لا يمكننا تغييره ..

نظر إليها جيمين بعدم فهم ثم تابعت :

- هناك أشياء في هذا العالم لا يمكن تغييرها ، لأنها ببساطة ضرورية لتوازن سيرورة الحياة .. كما يوجد خير هناك شر ، و كما يوجد غنى هناك فقر ، لكل شيء نقيض لا بد من وجوده .. لهذا و كما يوجد أقوياء هناك ضعفاء .. هؤلاء الضعفاء يتم التنمر عليهم قبل مجيئك إلى هذه المدرسة و كان هناك آخرون قبلهم .. لا يمكن لتدخلك أن يغير شيئا أنجيلا .. ذلك يوقعك في المشاكل في النهاية ..

شعر جيمين بالعجز فاسترخت كتفاه و طأطأ رأسه بتعبير عابس ، في النهاية ما قالته سولجي صحيح ، لا يمكنه تغيير شيء بتدخله كل مرة ، سيأتي يوم يغادر فيه هذه المدرسة و سيظل الضعفاء يتعرضون للتنمر من الأقوياء ، ربما هي محقة بعض الشيء ، فمدرسة خالية من التنمر و الحقد و الكراهية ربما لا توجد سوى في المدينة الفاضلة الأسطورية ..

جلسا في المقهى فقدم النادل يأخذ طلبهما ، نظرت سولجي إلى جيمين تدعوه لطلب ما يريد ، قال بعفوية و بدون تفكير :

- مثلجات بنكهة الفراولة من فضلك ..

نظرت سولجي بتعبير بارد للنادل و قالت :

- بسكويت و عصير برتقال ..

غادر النادل لتنظر إليه و تقول و هي تعدل جلستها لتضع قدما على الأخرى :

- سمعت ما فعلت في السباق .. لا بد أنكما صديقتان مقربتان جدا كي تتخلي عن الفوز لأجلها ..

أجاب بإحراج :

- حسنا .. بعض الشيء ..

- لقد تفاجئت حقا .. لم أظن أن صداقة كهذه لا تزال موجودة .. لهذا شعرت بالفضول حيالك و أردت أن أتعرف عليك ..

توسعت عينا جيمين و هو يتابع كلام سولجي ، كيف يمكن للأمور أن تسير بشكل جيد كما تمنى ؟ لكن لما لا يزال يشعر بشيء مفقود ؟ و كأن الأحجية في قلبه لا تزال غير مكتملة..

حضر النادل ليضع كأس المثلجات أمام جيمين و صحن البسكويت و كوب العصير أمام سولجي ..

أخذ جيمين يتناول المثلجات بشهية و انتبه إلى أن سولجي تختلس النظر إليها من حين لآخر ، مما جعله يدفع بكأسه إليها و قال :

- هل تريدين مشاركتي ؟

ترددت لثوان قبل أن تقول بما يشبه التلعثم :

- لا لا .. أنا لا أتناول المثلجات .. فهي تجعل وزني يزداد ..

لاحظ جيمين تحدثها بعدم ثقة و كأنه كلام يعبر عن عكس ما تريده ، فقال :

صديقتي الوسيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن