البارت الثالث و العشرون

1.3K 174 27
                                    

عادت هانا من مدرستها لتنعزل في غرفتها كعادتها ، جلست على مكتبها و فتحت مذكرتها الزهرية لتترجم أحاسيسها الغريبة إلى كلمات شاعرية ..

لكن هذه المرة ليست كلمات سوداوية حزينة ، بل كانت كلها أمل و تفاءل ، إنه الأثر الذي تركته فيها صديقتها الوفية ..

أنهت مقطوعتها الشعرية اليومية بابتسامة عريضة ، ثم أغلقت مذكرتها ، تذكرت فجأة تذكرت الفرقة التي تحدثت عنها أنجيلا ، شعرت بالفضول لتعرف ما الذي يجعل الجميع مجنونا بتلك الفرقة لتلك الدرجة ..

*الفضول الذي جعلني في نهاية المطاف أرمي*

أخذت حاسوبها المحمول و وضعته على السرير ثم استلقت على بطنها أمامه تلعب بقدميها عاليا ، بحثت عن اسم الفرقة و شاهدت مقاطع أغانيهم واحدا وراء الآخر ، شعرت أنها بهرت بموهبة هؤلاء الشبان السبعة ، لدرجة أنها لم تسمع أن والدها يطرق الباب لمرات كثيرة حتى شعر بالقلق و قرر الدخول ليتفقدها ..

كانت هانا شاردة في المقطع الخاص بجيمين حيث يظهر عضلات بطنه حتى قاطعها صوت والدها :

- هانا يا ابنتي .. لقد أخفتني ..

بحركة فجائية أقفلت حاسوبها بقوة و جلست بسرعة و قالت بارتباك :

- مـ.. ماذا ؟

- لقد كنت أطرق الباب عليك حتى ظننت أنك لست هنا ..

- آه .. أنا .. لم أسمعك ..

- لا بأس .. هل تناولتي عشاءك ؟

- نعم .. هل .. تناولت عشاءك ؟

كانت تلك المرة الأولى بعد مدة طويلة حيث تسأل هانا والدها إن كان قد تناول عشاءه ، ذلك ما جعل ملامحه تنفرج و شعر أنه يستعيد ابنته شيئا فشيئا ، هي حتى لم تعي ما قالته ، ربما توترها و شرودها لوهلة في ما اكتشفته للتو جعلها تنسى مشكلتها مع والدها ..

- نعم .. نعم لقد تناولت شيئا في طريقي .. إذن سأتركك لتتابعي دراستك ..

أومأت هانا برأسها بتعبير جامد ، ما إن غادر والدها الغرفة حتى استلقت على السرير تركل بكلتا قدميها من الإحراج الذي شعرت به ..

في صباح اليوم التالي ذهب جيمين إلى المدرسة كالعادة ، لكن هذه المرة بمفرده بما أن هانا راسلته مساء البارحة تخبره أنها ستتغيب بسبب موعد الطبيب ..

كان الدرس مملا بالنسبة له بما أن هانا لم تكن موجودة ، رن الجرس معلنا عن وقت الفسحة ، لكنه قرر البقاء جالسا في مقعده بدل الخروج للراحة كما فعل الجميع ، لكنه لم يكن وحده فقد كانت سولجي هي الأخرى جالسة مكانها ..

كان شاردا في المنظر خارج النافذة إلى أن تفاجئ بسولجي تقف قربه و تقول :

- عفوا .. أنجيلا .. هل يمكنني التحدث إليك قليلا

صديقتي الوسيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن