صديقتي الوسيمة

البارت السادس و الثلاثون

ظلت شين هي تحدق بجيمين بتعابير فارغة تحاول استيعاب ما الذي يفعله عضو من أشهر فرق كوريا ، لا بل العالم ، ببدلة رياضية في سطح مدرستهم الثانوية ..

*تحية للهيترز للمرة الثانية*

- مـ .. ما الذي تفعله هنا ؟

- لما لا تنزلين و سأخبرك ..

كان جيمين يحاول حملها على النزول حتى و إن كان على حساب فضح أمره لكن خطته فشلت لأنها وجهت نظرها مرة أخرى للأسفل و وقفت بثبات قائلة بحزم :

- إذن .. سأموت دون أن أعلم ..

كانت على وشك إلقاء نفسها لكنه أوقفها :

- انتظري ! شين هي أرجوك لا تفعلي هذا بنفسك !

نظرت إليه شين هي باستغراب مجددا و قالت بتلعثم :

- كيف .. اسمي ..؟

تابع متجاهلا سؤالها :

- اسمعيني أرجوك .. مهما كانت حياتك صعبة .. وضع حد لها ليس الحل الأمثل صدقيني !

عادت لتركيزها على هدفها ، وقفة تابثة و نظرات خالية من الحياة ، كل ما رتاه هو الموت و الظلام ، قالت بصوت به بحة من الألم الذي يخنق حلقها :

- أنت لا تعلم مدى صعوبة حياتي .. لا تعلم أي شيء .. أريد فقط أن أموت ..

- هل تعتقدين أن كل من تنمروا عليك سيشعرون بشيء حين يعلمون أنك قتلت نفسك بسببهم ؟ كل ما سيفعلونه أنهم سيضحكون بشدة ! "من الجيد أنها فعلت ذلك و خلصتنا من رؤية وجهها" هذا أبسط شيء يمكن أن يقولوه في حقك ! صدقيني لا أحد سيهتم ! حتى من سيهتمون .. سينتهي بهم الأمر ينسونك !

سالت دموع شين هي بغزارة على كلمات جيمين لتنظر إليه نظرات انكسار قائلة وسط شهقاتها :

- هل .. تستهزأ مني الآن ؟

أجابها جيمين بصوت هادئ لا يخلو من الحنية :

- أنت من يستهزأ بنفسك شين هي .. و لست أنا من يفعل .. أنت تفعلين ذلك الآن .. تملكين صوتا قويا رائعا لم يسبق لي أن سمعت مثيله .. لكنك تستهزئين بنفسك و تحاولين هدر موهبة كتلك بموتك ..

صمتت لثوان بينما لا تزال دموعها تنهمر ثم قالت متذمرة :

- من السهل عليك قول هذا لأنك أيدول وسيم و رشيق .. ماذا يفرق إن كنت أملك صوتا جميلا أو كنت جيدة في الدراسة .. أنا لا يمكنني تحقيق حلمي بجسد كهذا ..

تنهد جيمين ثم قال و هو ينظر إلى الفراغ يسترجع ذكريات ما قبل ترسيمه :

- أنت مخطئة كليا .. ليس أبدا سهلا قول ذلك .. سأخبرك سرا .. لقد كنت طفلا بدينا بعض الشيء .. تعرضت لكلمات جارحة في طفولتي بسبب ذلك .. أحببت الرقص في البداية لأنه كان فرصة لإنقاص وزني .. لكنه أصبح جزءا من هويتي .. تجسد لدي ذلك الحلم بأن أصبح أيدول و أفضل راقص .. لهذا و كي أحقق حلمي .. لقد جوعت نفسي و اتبعت حمية قاسية لأنقص من وزني .. تدربت بقسوة .. حتى حصلت على عضلات .. أصبح جسمي منحوثا .. انطلقت بدايتنا و حصلت على الإعجاب بسبب عضلات بطني .. يمكنك القول أنها منحتني الثقة في نفسي .. فعلت ذلك لإرضاء المعجبين و لأحصل على حبهم .. أنت تعلمين .. حين تجد طريقة للحصول على حب و قبول الآخرين تحاول ما أمكن الحفاظ عليه .. لكن أتعلمين ماذا تعلمت من أصدقائي .. أن أكون أنا .. فقط .. ألا أقسو على نفسي و أعذبها و أكون فقط نفسي و أحبها كما هي .. إذا كان لديك حلم شين هي .. عليك المعاناة لأجله و شق طريقك إليه .. و لكن عليك أولا أن تحبي نفسك كما هي .. لأنك حين تبدئين بحب نفسك سيحبك الجميع ..