البارت الواحد و العشرون

1.3K 186 29
                                    

كان المنزل بسيطا من الداخل كما هو من الخارج ، لكن ديكوراته و أثاثه مختلف شيئا ما ، و كأنه لثقافة أخرى ربما ..

أقفل الأب الباب ثم قال بعد أن لاحظ شرود جيمين في الديكور البيت :

- لقد اعتمدت على الأسلوب العربي في تأثيث المنزل بما أن والدة هانا كانت عربية ..

ثم تابع و هو يتظاهر أنه يدفعهما :

- هيا ادخلا بسرعة و اجلسا .. سأحضر الطعام حالا ..

أعجب جيمين بلطافة والد و خفة دمه ، لكنه لا يزال حائرا حيال ردة فعل هانا ، فقد ظلت ملتزمة الصمت بتعابير جافة قامت بالإشارة له للجلوس على الطاولة الطويلة الموجودة بالبهو ، جلس هو و بدأ يجلو بنظره ينظر إلى اللوحات فنية لزخرفات غريبة و جميلة لم تكن سوى لوحات للخط العربي ، صور فوتوغرافية معلقة هنا و هناك لهانا و والدها و والدتها ، لكنها كانت تبدو أسعد و أقرب إلى والدها على عكس الآن ..

قاطع شروده في الديكور والد هانا الذي بدأ يمشي ذهابا و إيابا للمطبخ يملأ طاولة الطعام بالمأكولات الشهية ..

جلس في مكانه و قال مبتسما :

- هيا ابدآ الأكل .. تفضلي يا ابنتي .. ذكريني باسمك ؟

تنحنح جيمين و قال بإحراج :

- آآه .. عفوا .. اسمي بارك أنجيلا سيدي ..

قال جيمين بصوت خافت لشعوره بالذنب حيال تمثيله على والد هانا الذي بدى رجلا لطيفا ، لكن لم يكن باليد حيلة ..

فتح الوالد فاهه مندهشا و قال :

- آآه أنجيلا .. إذن أنت ..

قاطعته هانا بنبرة جادة و ربما حادة بعض الشيء و هي تقلب الحساء أمامها بملعقتها :

- إنها أجنبية .. مثلي تماما.

كان جيمين يشعر بتوتر الجو و بأن علاقة هانا مع والدها لم تكن مقتصرة على تأخره عليها في المستشفى ، لكن يبدو أن هناك شيئا أكبر من ذلك ..

طأطأ والدها رأسها و أطلق ضحكة قصيرة ثم تابع وجها كلامه لجيمين :

- أرجوكي تناولي الطعام قبل أن يبرد .. جربي الحساء فقد صنعته بنفسي ..

- سأتناوله جيدا سيدي .

رشف جيمين رشفة من الحساء الذي بدى مختلفا عن الذي يعرفه ، و بالطبع طعمه أيضا مختلف ، اتسعت عيناه و أطلق همهمة إعجاب موجها نظره إلى والد هانا الذي اتعست ابتسامته سائلا :

- كيف هو ؟ هل هو جيد ؟

- إنه أطيب حساء تذوقته سيدي .. حقا مذاقه مختلف تماما عن أي شيء تناولته في الثلاث و العشرين سنة من حياتي !

صديقتي الوسيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن