البارت الثالث عشر

1.3K 199 48
                                    

اتجه بها نحو منتزه غير بعيد عن المدرسة و هو يجرها من يدها دون قول كلمة ، إلى أن وقف أمام إحدى الكراسي ثم أفلت يدها و جلس بينما ظلت هانا واقفة ، فقال بحدة :

- اجلسي ! لما أنت واقفة ؟

جلست بهدوء و هي لا تقوى على رفع رأسها و دموعها تنهمر في صمت ، ظلا صامتان للحظات ، التفت جيمين إلى هانا و شعر بقلبه يؤلمه و هو يراها على تلك الحال ، كانت تبدو منكسرة ، شعر بالذنب لظنه أنه السبب فيما حصل لها ..

- أنا .. حقا آسفة .. كل ما حصل بسببي .. كان علي أن أمنعك من الذهاب .. كان علي أن أدرك أنه يريد الانتقام مني ..

مسحت هانا دموعها بكم زيها المدرسي و قالت و هي تهتز من شهقاتها لشدة بكائها :

- بل .. أنا السبب .. كان علي أن أدرك .. أنه يحاول الاستهزاء بي .. لقد رآني مرات كثيرة من قبل .. لكنه تجاهلني .. لقد كان الأمر واضحا أنه يخدعني .. أنا حقا غبية ., و أستحق ما حصل ..

ظل جيمين صامتا بينما تابعت هانا البكاء لمدة حتى انفطر قلبه ، خطرت بباله فكرة فوقف و مد يده لهانا بتعبير مرح و قال :

- لنأكل شيئا !

- مـ.. ماذا؟

قالت و هي تفرك عينيها المنتفختان من كثرة البكاء ، لكن جيمين أمسك يدها متجاهلا استغرابها و سحبها ورائه راكضا بخفة بينما تطلب منه التريث..

وصلا إلى مطعم صغير غير بعيد عن المنتزه، كان مطعما تقليديا حيث يجلس الجميع على الأرض براحة ملتفين بطاولة خشبية، جلس جيمين بحماس بالمقابل لهانا و قال لها :

- ماذا تريدين أن تأكلي ؟

أجابت بوجه عابس :

- أنا حقا لا أملك شهية للأكل أنجيلا ..

- حسنا .. لنأكل لحما مشويا ! و بعدها نطلب حلوى !

ظلت هانا تحدق فقط بعينين واسعتين بينما جيمين يتجاهل إجابتها ، ثم أشار إلى النادلة لتأتي و تأخذ الطلب ، ظل ينظر هنا و هناك يشاهد الأطعمة التي طلبها غيره عله يطلب إحداها أيضا ، فقد تمالكه شعور غريب بالرغبة في الأكل بشراهة ، ربما هذا ما آل إليه غضبه ..

انتبهت هانا للخدش الدامي الموجود على ظهر يد جيمين ، فتحت حقيبتها و أخرجت علبة صغيرة لتلفت بذلك انتباه جيمين ، ظل يحدق بها باستغراب و هي تخرج من العلبة الصغيرة ضمادة صغيرة برسوم لطيفة قامت بنزع غطائها، ثم سحبت يد جيمين إليها ليحس و كأن تيارا كهربائيا خفيفا هز جسده ، قالت و هي مركزة على وضع الضمادة :

- يدك ليست أبدا كما تبدو .. صغيرة و لطيفة و دافئة .. لكنها قوية بالنسبة لفتاة ..

ظلت نظرات جيمين متعلقة بوجه هانا غير مدرك لما شعر بشيء يدغدغه في صدره حين قالت ما قالته ، "دافئة" هذا كل ما ركز عليه ..

صديقتي الوسيمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن