1- بـلا نسـل

43.6K 1.4K 909
                                    



" في ماذا يخدمك هذا العبد الفقير سيدي ! "

كان جسده كله محنياً الى الارض ، في خشوعٍ وخوفٍ إمتلّكَ كيانهُ  ، حتى مع عِلمهُ ان الرجل الذي يخشاهُ لم يكن حتى يُّقابِله ولم يعطهِ ادنى إهتمامٍ ، لكن هذه كانت ردةُ فِعل طبيعية للتحدثُ مع اسيادهِ ، خصوصاً هذه الرجل ، لمن يكن احداً قادر على الاقترابُ مِنه فـ كيف لهُ ؟ وهو رجلٌ قد اثقلته الحياة واحتمت عليه العبوديةِ ان يقفُ في حضرةِ سيده ؟

كان يريد عضُ اطرافِ اصابعه ، في ماذا اخطأت ؟ يلوم نفسه ويعيد ذكرياته ، لمن يكن يريدُ ان يفقد رأسه ولا احدِ عائلته ، لا تزالُ زوجتهِ قابِعةً في سريرها والم الولادةِ يحويها ، فـ كيف يستطيع تركهم بهذه اللحظةِ والاستسلامِ للموت ؟

" لقد سمعت أن زوجتك قد ولدت منذ عدة ساعات "

رفعَ الرجلُ رأسهُ في رعب ، لمن يكن كثيراً ، للحد الذي جعله يرى الظلال القادمةِ من خلفِ ستارةً السرير ، رأى سيدهُ يجلس هنالِكَ ، لم يكن يعطي ادنى اهتمام لموقِفَهُ ، بدى لهُ شيئ اخر يهتم به .

" لـ .. لقد ولدت بالفعل سيدي "

لهْثَ بصوتهِ ، كانت صدمته واضِحه ولكنه قد ابتلع لعابه ، لقد كان الرجل الذي امامه مسؤول عن حياته ، يمكنه اخذها في لحظةً واحِده ، لكن ، حياةِ خدمه لم تكن شيئاً تخصهُ ، كانوا لا يزالون حشرات ليسير عليها النبلاء متى ما يشاؤون ، فـ كيف علم ولماذا يرغب في معرفةِ الامر ؟

" وكيف حالها "

- " أنها بخير، شاكرةً لكَ على فضلِكَ الكبيرِ لنا "

" وماذا قد أنجبت "
لم يبدو له ان الماركيز يهتم بتملقه ولا بمديحه ، صوته كان مختصر وثابت

" صبي "

لم يتحدث سيده مجدداً ، ولم يسأل الرجل مرةً اخرى ، ابقى رأسه محنياً ، كـ متهم ينتظر منصةِ اعدامه ، هدأت نبضات قلبه ، شعر للحظةً ان سيدهُ لم يكن يهتمُ بحياته وما يفعل بها .

Royal Servant ||  الخـادم المَـلكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن