30- الـكشـفِ عَنِ الـتَنكرِ

10.1K 671 613
                                    



عَضت عَلى سُفلِيَتُها وَهي تُمَسدِ بِأصابِعُها الـنَحيلَةِ خِصلاتِ شَعرِهُ الخَفيفةً ، يَقبَعُ الى جانِبها بعدَ تَناولهُ لِغذائهُ الروتيني ، لِـتبتسمُ هي بِـشكلاً اكبر عندما رَأتهُ يَرفعُ إحدىَ يديهِ الصَغيرةِ وَيتمسكُ بِأصبعها .

تريدُ ان تغني لَهُ تَهويدةِ النَومِ وَأن تَحتظِنهُ اكثر لَكِنها احبت تِلكَ السَكينةِ التي قَد كانَ بِها رَفعت الغطاءُ اكثرُ عَليهِ لَم تَرغبُ ان يصابُ بأيةِ نَزلةِ بَرد .

تُفكرُ في الاعتِناءِ بهِ تربيتهُ بِشكلاً لطيفاً وَتدليلها لقد كانَ مَولودها الوحيدِ الذي إنتظرتهُ مِنذُ فَترةً طَويله وهي لا تُصدقُ وِجودِهُ بجانِبها وهيَ تحاولُ تخيلُ الوضعُ مَعها عندما كانت تشتمهُ في فترةِ طلقها .

لكن ان كانَ الحصولُ على هذا المنظرُ وهذهِ الشُحنةِ الساخنةِ مِن البرائةِ وَالجَمالِ مقابلُ ذلكَ الالمِ فـ هي ستوافقُ على عيشهُ مِئاتِ المَراتِ .

وَاثناءِ ذَلِكَ كَسبَ إهتِمَامِها صَوتُ مِقبضِ البابِ الذي اصدرَ ضجةً خفيفه وَكأنَ الفاعُلَ يحاولُ عدمِ اصدارِ ايةُ ازعاج

" لا بأسَ انهُ مستيقظ "

كلمتهُ بِنبرةً هادئةً تحوي الكَثيرِ مِن الـنِعومةِ ، توحي الى كَمِ الانوثةِ التي لديها صوتها اشبهُ بتغريدِ احدِ العصافيرِ ولا يمكنهُ ان يكونَ احمق عندما كانَ يستمعُ الى تهويدتها لوليدها كلَ ليلةً .

رَسَمَ إبتِسامَةً صَغيره على شفتيهِ وشعرَ بالغباءِ عندما اغلقَ البابُ خَلفَهُ وَتقدمَ نحوَ سَريرها ب يأخذُ لهُ مكاناً قربهم وبشكلاً مُتردد لطالما كانت هذهِ حَركاتهُ مليئةً بالترددِ وَصوتهُ المُتلعثمِ ، عبثت بشعره " ابن اخيك جميل اليس كذلك "

كان الفتى محرج وهو ينظر اليهم

نَهضت قليلاً مِن مكانِها تتكأ على الوسائدِ التي خلفها وَتحملُ طِفلُها بَينَ يَديها " احملهُ " تفاجئت من وجهه وردةِ فعله " لا تخف الامر بخير "

نظر الى الفتى الصغير الذي في حضنه ، كان يغمغم بشيئ ما ، ابتسم كاي لاول مره منذ فتره طويله

" انتما تَملكانِ ذاتِ الوجهِ الحسن " هو تجرأ على البَوحِ قَليلاً " بنفسِ الملامحِ ونفسِ الجمالِ ، انهُ يشبهكِ كَثيراً يا زوجةَ اخي  "
رسمَ ابتسامةً واسعةً على شفتيهِ وَحدقَ بها .

Royal Servant ||  الخـادم المَـلكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن