22- مَـارسيل التي لا تَنام

10.3K 726 474
                                    



" هل انتَ بخير ؟ "

اِستفاقَ من شِرودِهِ عِندَ سَماعِهِ لِصَوتِ ايرين ، يبعدُ يدهُ التي كانَ يتكأ بِرَأسِهِ عَلَيها وَيُلقي نظرةً ناحِيَتِها ، معالمُ كوزيت كانت قلقه بعضَ الشئ حريصةً ، سيهون يَعلمُ الانَ سببِ بقائِها مَعَهُ طَوالِ الفترةِ السابقه ، انها لم تكن تَهتَمُ بِهِ مِن لا شئ ، ايرين كانت تَعلمُ مِنَ البدايةِ بالحقيقيةِ ، الشئ الذي كانَ يَجهَلُ الاخرَ عنها .

" انا بخير " كذبَ الاصغر ، بِشكلاً واضحاً وعادَ يَزفِرُ الهواءَ بينما اغمضَ عيناهُ ، يتكأ بِها على الكرسي الذي يجلسُ عليها ، وَلَم تَرغَبُ ايرين بالتَحدثِ اكثر ، هي اخرجت تنهيدةً من شفتيها تدعُ المجالَ لهُ ، الاصغر كانَ لا يزالُ لا يتحدث بشيئ وَاخذَ الامر بهدوء وهي تعلمُ بِأنهُ قريباً سوفَ ينهار لذلكَ هي كانت تحضرُ لكلِ شيئاً .

العربةِ اصبحت تصعد بهم وتنزل ، ليتحركَ جسدِ الاثنانِ الى الجانبينِ لكن هذا لم يجعل من عيني الاصغر تفتحُ ، زحفت خالتهُ تتقربُ من ناحيةِ النافذه لتبعدُ الستارةِ قليلاً تعاينُ المكانِ الذي وَصلوا اليهِ الان .

" لقد غادرنا ! "

فتحَ الاصغرُ عيناهُ ، لكلماتِ ايرين التب اخبرتهِ انهُ غادرَ منطقتهُ ، لأولِ مَرةً يحدثُ ذلكَ ، سيهون زَحفَ هوَ الاخر وحركَ الستائر ليرى الطرق الوعرةِ التي هم بها والثلجِ المُتَكَدِسِ على الطارقه ، امراً كانَ جديد ، سيهون لم يغادر ليون في حياتهُ لكن الان هم غادرا معاً ، وسيهون يَشعرُ بِقَلبهِ ينقبض .

عشرون عام من حياتهُ قضاها داخلِ هذا المكان ، عشرون عام مِنَ الكذبِ والخداع ، المدينةِ الكاذبه التي احتظنتهُ طوالِ هذهِ السنين ها هوَ ذا يَبتَعِدُ عنها ، القليلِ من الحنينِ اجتاحهُ ، عندما عيناهُ كانت تقرأ اللافتةِ التي اصبحت تخلفهم بأمتاراً كثيره ، ذكرياتِ طفولتهِ شبابهُ وعائلتهُ ، حتى وان لم يكونوا كذلكَ ، سيهون كانَ مُتَعَلِقاً بِهم ، واخذت ذكرياتهِ تَجتازُ بعضِ الامور وَصولاً الى قصرِ الماركيز !

هنالكَ حيثِ دارت المَصائبُ عليهِ ، ابتداءاً من موتِ ديفيد الى تَسلطِ كاي عليهِ ، كاي الذي بشكلاً من الاشكالِ يظهرُ انَ بينهم تقبعُ صلةِ دماً قريبةً جداً " انتَ لا تبدو بخير " حدقَ بـ ايرين للحظه وزمَ شفتيهِ ، بينما يداهُ قد اغلقت الستائرُ ليعودَ الى مكانهِ المعتاد بهدوء وهذا ما جعل الفتاةُ تعقدُ حاجبيها ، حتى تكلمَ اخيراً .

" انها المرةِ الاولى التي اغادرُ بها المكان "

Royal Servant ||  الخـادم المَـلكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن