الفصل الثالث

6K 149 21
                                    

فتحت عينيها .. فوجدت نفسها في المشفى .. لم تتذكر فورا ماذا حدث بها الى أن اتاها صوت جوهكان القلق
جوهكان : هازان .. هل استيقظت .. اووه لقد اخفتني .. حذرتك بأنك تنهكين نفسك في الشغل ..
هازان بقلق : هل اتصلت باحد ؟ ؟
جوهكان : لا لم اتصل اسف .. من التوتر ..
هازان : احسن .. لا داعي ان تقلق العائلة ..
لم تنهي جملتها عندما دخلت طبيبة ..
الطبيبة : هازان هانم .. ما ان اخبروني انك هنا حتى جئت مسرعة .. هازان هانم الم احذرك ان حملك ليس مستقر بعد وعليك بالراحة التامة ..
اغمضت هازان عينيها بتعب .. ها قد كشف سرها الذي حاولت اخفاءه
جوهكان : ماذا .. حامل .. حضرة الطبيبة .. لم افهم ..
الطبيبة وهي تسلم على جوهكان : حضرتك زوجها .. هازان هانم تعرضت منذ شهر للاغماء وتبين انها حامل .. لكن للاسف الجنين غير مستقر حاليا لذلك فرضت عليها الراحة التامة ..
جوهكان : انا اخو زوجها .. منذ .. شهر
هازان : اخو طليقي ..
لاحظت الطبيبة التوتر الذي خلقته فانسحبت من الغرفة ..
جوهكان : حامل .. لا اصدق .. الم يكن زواجكما غير حقيقي .. اعتذر ولكن هل كنت ستخبريننا ..
هازان : يعني لم اكن سأخبؤه للابد .. كان سيظهر ذاتا
اخذ جوهكان هاتفه .. ارتعبت عندما راته ونهضت من السرير لتحاول منعه
هازان : ماذا تفعل ؟
جوهكان : اخبر ياغيز .. يجب ان يعرف
هازان : لا .. لن يعرف
جوهكان : اعذريني هازان .. لكنني لن ارضخ لطلبك هذه المرة ..
هازان : كأنه سيهتم ..
تركته وخرجت من الغرفة .. خرجت من المشفى .. لتجلس على اول مقعد وجدته مقابل البحر ..
بعدما ان عرفت انه سافر تحطمت .. يعني صدق سنان .. لكن ماذا ستفعل .. ذاتا تطلقا صباح ذلك اليوم المشؤوم ... ذهبت لطبيب نفسي .. ارادت ان تتعالج منه .. لكن .. هل للحب علاج .. عرفت انه لا يوجد .. والنسيان لا يوجد في قاموسها ايضا .. الحل كان ان تشغل نفسها .. اقترحت ان تدخل الشركة مجال التجميل .. ذاتا حازم لم يكن يرفض لها طلبا .. كأنه يعوضها عما حدث لها مع اولاده .. من الجيد انه وافق .. فقد انشغلت جدا .. لدرجة انها ما ان تعود الى البيت .. حتى تنام من التعب وتصحى في اليوم التالي لكي ترهق نفسها في العمل ....
الى ان جاء ذلك اليوم .. فقدت وعيها في الشارع .. واخذها احد المارين للمشفى .. يومها اخبرتها الطبيبة انها حامل .. البيبي لا يزال صغيرا .. صغيرا جدا .. فكرت في اجهاضه .. كيف سيعيش بلا اب .. او من الممكن ان يفكر انها تكذب حتى تعيده اليها .. او حتى ينكر ابوته .. لكنها لم تستطع .. مثلما لم تستطع سحبه ورميه من قلبها .. لم تسطع رمي ثمرته من جسدها .. لا تعرف ماذا سيحصل في المستقبل .. كل ما عرفت في تلك اللحظة انها ستصبح اما .. اما لابن ياغيز .. ستحتفظ بهذا الخبر لنفسها .. تستحق هذه السعادة بعد كل ما عاشته ...
***
كانت تمطر بامريكا ..
لم يميز بين دموعه والمطر .. ركب السيارة وطلب منه التوجه للمطار .. جن جنونه بعد ان تلقى اتصال جوهكان .. كسر ما بقي من اثاث في بيته .. واخذ جواز سفره ونزل .. حتى انه نسي ان يلبس معطفه ...
جوهكان : ياغيز .. لا اعرف كيف سأخبرك بهذا .. اعرف انني كنت رافضا لكن ابي اجبرني .. هازان لم تهرب بارادتها مع سنان .. لقد اختطفها .. رسما لعب بكما .. هو الان بمصح نفساني .. هازان كان طلبها الوحيد الا نخبرك .. طبعا تعرف ضعف ابي تجاهها .. حاولت مرارا اقناعها لكنها رافضة .. اليوم .. اليوم حدث شيء جعلني لا انصاع لطلبها .. هازان حامل ..
لم يجبه ..
جوهكان : ياغيز .. هل لازلت على الخط ..
وصل اخيرا للمطار .. اخذ اول طائرة تتجه نحو تركيا .. وجلس ينتظر ..
خطفها .. خُطفت .. من يرى شكله لا يدرك ان بركانا يغلي داخله .. بركانا يشعل كل المدينة .. خطفها واوهمه انهما هربا .. اخوه هو عاش جحيما لاعتقاده انها تركته .. وهي عاشت جحيما لاعتقادها انه تخلى عنها .... كيف آذاهما بهذا الشكل .. كيف سمح له ان يكون لعبة بيده ...
سمع نداء طائرته .. فوقف وتوجه نحو الصالة
***
عادت البيت مرتبكة .. لا تعرف ماذا فكر عندما سمع .. هل سيعود ام لا .. استقبلتها امها وقد لاحظت شحوب وجهها
هازان : بسبب ارهاق العمل .. اعذريني امي .. سانام قليلا ..
لم تعلق فضيلة ..
حل الصباح ولم تنزل هازان كعادتها .. استغربت فضيلة وصعدت لتراها ..
فضيلة : الن تذهبي للعمل
هازان : انا متعبة لن اذهب .. اريد النوم
زادت حيرة فضيلة وسألت ان كانت ايجه تعلم شيئا عن حالة اختها
حازم لم يخبر احدا عن حادثة الاختطاف .. ولم تمانع هازان لانها لم ترد ان تعيش امها الخوف الذي عاشته هي ..
جلست فضيلة على طاولة الفطور مع ايجه
فضيلة : حالتها غريبة منذ امس ..
ايجه : ماذا سيكون لعله ارهاق في العمل ..
فضيلة : ايعقل ان يكون ياغيز اتصل بها .. او رأت انه ارتبط .. هي لم تتحدث مطلقا لكن هذا لا يعني انها نسته .. الا اعرف ابنتي ..
دخلت الخادمة تعلن عن قدوم ضيف .. وظهر من وراءها ياغيز ...
فضيلة : توبة توبة .. اذكر .... وجهز العصا
ايجه : امي ..
لم يكن يستمع اليهما بل كان يبحث بعينيه عليها ..
اخيرا نظر نحوهما وقد كان متعبا وحالته رثة
ياغيز : اين ... اين هازان ؟

ياغهاز .. بقصة وشخصيات مختلفة (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن