ياغهاز .. بقصة وشخصيات مختلفة (كاملة)

الفصل 10

وصلا البلازا .. كانت اول مرة تزور فيها هازان شقته .. فكر لولا اكتآبها لسألته عشرات الاسئلة ولنفخت رأسه بثرثرتها المعتادة .. لسبب ما تأسف لحالتها .. فرغم انها تغضبه بتصرفاتها الطفولية الا انه يفضل ذلك على الفتاة المنكسرة التي صارت الآن .. غضب منها كثيرا .. غضب كيف تربط حياتها بشخص واحد وتعلق سعادتها وحزنها عليه .. لماذا دائما يغضب منها ان تكلمت او لا يغضب منها .. لم يمر على زواجهما اسبوعان .. واصبحت تأخذ حصة كبيرة في حياته اليومية .. ارتعب من الفكرة .. ومن ارتباطه بشخص او ارتباط شخص به .. هو غريب يعلم ذلك لو كان انسانا عاديا .. لجلس معها وخفف عنها .. ولكنه اناني .. رغم معرفته انها بحاجة لشخص الا انه لا يفكر حاليا سوى بنفسه .. وكيف يهرب منها ..
ياغيز : هل اتصل بايجه .. او امك
هازان : لا .. لا اريد ان احزنهما معي اكثر .. ثم انت موجود ..
صعق من كلمتها ..
ياغيز : لا لا انا ساذهب .. لدي شغل .. لا استطيع البقاء
هازان والدموع تملأ عينيها : ستتركني وحدي ..
كانت كالقط عندما يحاول كسب عاطفة صاحبه ..
ياغيز : ايه تمام .. سأبقى ..
ابتسمت بضعف وجلست على الاريكة ..
جلس بجانبها .. لا يعرف ماذا يقول في مثل هذا الوضع .. لم يسبق له ان اعتنى بشخص ..
هازان : هل استطيع الشرب ..
ياغيز : افعلي اذا شئت لماذا تأخذين اذني .. انت لست طفلة .. ثم انا لست ابوك ..
دمعت عيناها ..
هازان : لو كان ابي حي .. لما كنت سخرية اخيك .. كان حماني ..
ندم ياغيز على تكلمه بلا تفكير ..
ياغيز : يوجد ابي .. يعتبرك ابنة له
هازان : اجل .. زوجني بك لاعتقاده انك حمل المسؤولية .. المسكين يرى اولاده احسن الرجال بالكون .. لا يعرف ان الصغير طائش وخائن والكبير اناني وبارد ..
ياغيز : انا .. بارد ..
هازان : لا تنكر .. لقد افسدتك امريكا .. اصبحت شخصا انانيا لا تفكر سوى بنفسك
ياغيز : ولكنني .. انقذ...
هازان : انقذتني من الفضيحة .. وانقذت اباك من الافلاس طبعا تقولها لنا بكل فرصة .. تعايرنا وقتما تريد .. فهمنا ..
انزعج من اتهاماتها .. ورغم انه في داخله يعلم انها محقة .. لكنه هكذا .. منذ صغره .. لا يستطيع ان يتغير .. او لا يريد ان يتغير
ياغيز : اعتقد ان الموضوع هنا انت وسنان .. لا داعي للحديث عني .. كيف لم تكتشفي خيانته .. حتى انا الذي كنت اعيش بعيدا وكنت على علم .. هل اعماك الحب ..
هازان : لا اعرف .. ايعمي الحب فعلا .. هل يمكن ان نتغاضى عن سيئات وعيوب محبوبنا بسبب الحب .. انت الذكي .. الذي يعتقد انه اذكى من الجميع .. امن الممكن ان تحب بنتا اقل ذكاء منك ..
صعق كأن الكهرباء مسته .. لما ظن انها تقصد نفسها ..
ياغيز : مستحيل .. لا احب الغبيات
هازان : من لم يدرس بنفس مدارس ياغيز ايجمان يعتبر غبي .. وتذكره بذلك كأنها عاهة .. ارى انك تعتبرني غبية .. ان لم تقلها بلسانك فانت تقولها بعينيك .. لكن ياغيز ايجمان انا لست غبية
ضحك بسخرية
هازان : انا فقط اثق بالناس الذين احبهم .. اعتقد انني وثقت بسنان .. ربما من ثقتي بعمي حازم وان ابنه مستحيل ان يحزنني .. ابي ايضا اوصاني قبل ان يموت ان اثق بالناس وان اجد السعادة في كل ظرف .. قال لي انه لن يتركني وحيدة .. امي .. ايجه .. عمي حازم موجود .. جوهكان .. انت ..
كان يستمع اليها متأثرا بحديثها عن ابيها .. كانها حاولت الحفاظ على قلب الطفلة التي عرفه والدها .. لم تلوثه بخبث النساء
تقدم من البار وصب كأسين لهما ..
اخذت الكأس
هازان : كنت المفضل عند ابي اتعلم
ابتسم
هازان : تعلم .. انت تنجح ان تكون المفضل عند الكل .. بحركاتك و حديثك المنمق .. كنت تغضبني ..
ضحك ياغيز : اغضبك .. ليس هذا ما اذكره .. بل اذكر لحاقك بي في كل مكان بعينيك الدامعتين وشعرك المبعثر .. لا تذهب ياغيز .. لا تذهب ..
كان يقلد صوت طفلة
هازان : مزعج .. اغضب منك لانك تهملني
ياغيز : ايه تمام مرت خمسة عشر سنة .. لم نعد اطفال .. مع ان الوضع لم يتغير كثيرا. . لا زلتي تلتصقين بياقتي
هازان : من .. انا .. انت من اقترحت ان نأتي هنا
ياغيز : لابعدك عن اعين الفظوليين بالقصر
هازان : تفعل خيرا ثم تذل الشخص عليه ..
توجهت للمطبخ .. لحقها
ياغيز : ماذا تفعلين
هازان : سأطبخ شيئا جعت ..
ياغيز : اتركي .. انا سأفعل .. انت طائشة ستقومين بمصيبة .. ثم لا احب من يلمس اشيائي
هازان : اه تتصرف كالاطفال .. ما هذا لا يحب ان نلمس اشياءه .. عليك باستشارة طبيب نفساني اه
ياغيز : وجهي نصيحتك لنفسك ..