ياغهاز .. بقصة وشخصيات مختلفة (كاملة)

الفصل 29

بدأ يتعود .. على صراخها .. واستيقاظها في الليل .. كم هي صبورة هازان .. تنهض معها في كل مرة وترضعها ولا تتشكى اطلاقا .. يأخذها في الصباح .. يغير لها حفاضها وملابسها .. يلعب معها قليلا ليتركا هازان تنام قليلا .. ثم يرجعها اليها عندما تجوع وتعود للبكاء ..
ويعود هو الى حاسوبه واوراقه يبحث عن حل لمشكلته .. بات بلا عمل .. فشل مشروعه و لا وجود لامكانية الهجرة .. لن يبتعد مجددا عن عائلته ولن يبعد هازان عن امها ولا اسيا عن جديها .. سيجد حلا .. هو ياغيز ايجمان .. يجد دائما الحلول ..
اقترح عليه ابوه ان يعود للعمل معه لكنه رفض .. ان تسكرت الابواب في وجهه قد يطرق باب ابيه .. لكن الان سيبحث عن حل ..
لاقت عيناه الرسالة .. تلك الرسالة في مكانها منذ عشرة ايام .. متى سيفتحها ... حاول تجاهها لكن لم يقدر .. وضعها في جيب جاكيته وخرج ..
اراد ان يجتمع بمستثمرين ليحاول كسب واحد منهم ويشاركه .. لكن الرسالة تخزه .. تريده ان يقرأها .. وهو لا يريد .. يعرف انه ان قرأها سيسامحه .. وهو لا يريد ان يسامحه .. مازال مجروحا منه ..
وجد نفسه امام السجن .. كيف وصل الى هنا .. لا يعي .. اذن انه اليوم .. الرسالة قررت ان تُقرأ اليوم ..
" اخي ..
اخجل من ان اكتب لك .. من ان اقف امامك او ابرر لك ..
في الاشهر التي ابتعدت عنكم فيها راجعت نفسي كثيرا .. ماذا فعلت لاستحقكم .. ماذا فعلت لاستحق ابنتي .. لا شيء .. بل كنت مخربا طوال الوقت .. حُرمت ابنتي من امها بسبب انانيتي .. فحرمت نفسي منها .. كيف احضنها واشمها وامها التي حملتها تسعة اشهر لم تحضى بحضنة واحدة ..
لا استحقكم ..
لا استحق امي التي جف دمعها مني .. ولا ابي الذي سكن الخجل عينيه عند ذكر اسمي .. ولا اخوتي الذين بكل مرة يمنحونني فرصة اخرى
وبالاخص .. لا استحق اخ مثلك .. كان سندي وانا غدرت به .. ودمرت عمله .. ولكنك ستصلح الامور .. اعلم .. تجد الخير وراء كل شر .. هذا جزاء الطيبين .. اما انا فقد اخترت جزائي .. سأحاسب نفسي .. سأتلقى جزائي .. ثم سأخرج لالتقي اخيرا بابنتي .. ربما وقتها استحق ان اشم رائحتها ..
اخي .. سأطلب منك ان تعتني بها .. اعتنوا بابنتي ولا تجعلوها تشعر بغيابي .. اخبروها انني سافرت وسأعود لألقاها ..
قبل ان انتهي .. علي ان اعترف لك بأمر .. هازان لم تحبني يوما .. رأيتها معك وأدركت أنها ما أحبتني .. هازان نصفك انت ومكتوبة لك ولم تكن يوما لي .. اخبرها انك تحبها .. لا تخف لن تكون الاضعف .. الحب يجعلك اقوى .. انا ادركت ذلك .. ولكن متأخرا ..
سامحني .. اعرف أنك لن تسامحني اليوم .. ولا غدا ولكن عدني ان تسامحني ..
سنان "
عاد اخر النهار الى بيته بعد ان اجتمع ببعض رجال الاعلام وتحصل على وعود و ربما شراكة قريبة ..
وجد عندهم ايجه ومعها شاب .. تبين انه تركي تعرفت عليه في ايطاليا واصبحت بينهما قصة حب وهاهو يريد التعرف على عائلتها ..
فضيلة تقيمه بنظراتها المتفحصة .. وهازان وايجه مرتبكتان من تصرفات امهما واسئلتها ..
اما العريس .. فهو لا يعي شيئا .. ينظر فقط لايجه كالعاشق الولهان .. سخر منه .. هكذا اذن زوجته تريده .. غبيات النساء .. رومانسيات حد الغباء ..
احظرت له ابنته فحملها وقبلها وجلس معهم ليكمل ما بدأت به فضيلة .. فهو يعتبر اخو ايجه .. ومنه سيطلبها العريس ...