الفصل الاخير

8.2K 208 36
                                    

نهضت على طرق الباب متواصل .. نظرت بجانبها فلم تجده .. المسكين يعمل ليلا نهارا ليعوض افلاس شركتهما .. رفض مساعدة ابيه .. منذ شهر منذ خروجه وهو يحاول الوقوف على ساقيه لوحده .. سيفعل تؤمن انه سيفعل .. ليست المرة الاولى التي يسقط فيها .. وربما لن تكون الاخيرة .. ولكنه يقف دائما ..
فتحت الباب فإذا هي ايجه امامها ..
ايجه : سأعود فدا الى ايطاليا واريد ان اقضي اخر يوم لي مع ابنة اختي ..
باستغراب ردت هازان : ماذا ستفعلين مع رضيعة عمرها شهر ونصف ..
ايجه : ما دخلك .. هوض ان تفرحي بيوم حرية لك
هازان : وانت مكان ان تتجولي في اخر يوم لك هنا .. ستقضينه بين الرضاعات والحفاضات ..
ايجه : سآخذها واتجول بها ..
هازان : طبعا لان ابنتي تعشق التجول .. البنت لا ترى بعد بوضوح ..
جاءت فضيلة من وراء ايجه
فضيلة : اختك تريدك ان تسترخي قليلا .. لذلك فكرت ان تعتني بآسيا ليوم .. لكن انا لدي الحل .. انا سأهتم بحفيدتي واخرجا انتما اختان مع بعضكما
قبلت ايجه امها
ايجه : تعيش فضيلة وحلولها العبقرية ..
امضتا يوما جميلا .. هازان كانت بحاجة للاسترخاء فعلا .. ورغم انها كانت تتصل بأمها كل نصف ساعة للاطمئنان على ابنتها الا انها استمتعت ..
الساونا والمساج واخيرا تغيير قصة الشعر كان له تأثير كبير على نفسية هازان .. عادت ترى انها لا تزال امرأة شابة جميلة لا فقط ام بعينين محوقتين تنهض 5 مرات في الليله الواحدة ..
ارادت ايجه ان تتعشيا بمطعم فخم ورغم رفض هازان وانها يجب ان تعود لابنتها .. فربما امها ملت من الاعتناء بها .. لكن فضيلة اخبرتهما انها سعيدة بحالها ولهما ان تسهرا خارجا ان ارادتا ..
لم تتصل بياغيز لتخبره عن يومها .. ليس بينهما هذه العادة .. كم تمنت لو كان من الرجال الذين يتصلون بزوجاتهم كل ساعة .. لا بأس .. ربما سيتفاجأ بقصة شعرها .. وربما تفك عقدة لسانه .. يووه لن تفكر به .. ستستغل هذا اليوم في الاسترخاء .. لا للافكار السوداء .. فقط المرح مع اختها ..
وصلتا امام مطعم من المطاعم الانيقة المطلة على البوسفور ..
ايجه : اسبقيني وانا سأركن السيارة والحقك ..
هازان : لما لا تتركيها لعامل المطعم ؟
ايجه : لا داعي .. كل ما في الامر دقيقتين ..
***
دخلت هازان .. كان المطعم فارغا .. لا زبائن فيه .. وكل الطاولات مزينة بورد احمر .. هل هو محجوز .. ولكن لماذا تركها عامل الاستقبال تدخل اذا ..
استدارت لتخرج .. فهو محجوز لليلة رومانسية ليست لها .. حتى سمعت صوته .. توقفت لم تصدق اذنيها
ياغيز : هازان الفضولية تخرج دون ان تعرف امن هذه التجهيزات ..
استدارت نحوه
هازان : يكفي ان اعرف انها ليست لي
ياغيز : خطأ .. تبين انها لك
سكتت ولم تبد ردة فعل .. تقدم منها ورفع راسها نحوه
ياغيز : اعرف كل ما يدور هنا .. لكنك لا تعرفين شيئا مما يدور برأسي
هازان : لانك تحيط نفسك بجدران وتمنعني من الدخول
ياغيز : لم تمنعك اسواري في الماضي .. مالذي تغير ؟
هازان : انا تغيرت .. تقبلتك مثلما انت .. اليس هذا ما تريده ..
ياغيز : لا انكر ان هذا ما رددته على مسامعك مرارا .. ربما لاصدقه انا قبل ان تصدقيه انت
هازان : ماذا تريد ؟
ياغيز : الليلة لست انا من يريد .. بل انت
ابتسمت وتقدمت نحو الطاولة الوحيدة المجهزة للاكل وجلست
هازان : اتفقت مع ايجه على كل شيء ولكن لم تفكرا في جعلي ارتدي ثوبا يناسب المطعم .. ما هذا بنطال جينز ..
جلس مقابلا لها مبتسما بينما بدأت تأكل المقبلات .. عندما رأته ينظر اليها قالت
هازان : ماذا ؟ انا ام مرضعة .. وعلي ان اتغذى جيدا ..
ياغيز : امرت بتجهيز سلمون مع ريزوتو الذي تخبينه
نظرت اليه بدهشة .. لم تصدق انه يعرف طبقها المفضل .. لكنها رجحت انه ربما سأل ايجه ..
ياغيز : ولماذا اسأل ايجه .. قولك انني لا اهتم لا يعني انه صحيح ..
هازان : ربما لانك تفعل كل ما بوسعك لاظهار ذلك
ياغيز : معك حق .. كنت هكذا منذ صغري .. عندما كان جوهكان في طفولتنا قريبا من امي .. كنت انا ابن ابي .. رأى فيا ولي عهده .. لم يجبرني على شيء .. ولكن كنت اريد ان اكون عند حسن ظنه .. عندما اخبرته انني اريد ان ادرس بأمريكا رأيت الفخر بعينيه ورغم رفضه مدة ولكن كان يريد ان ادرس بافضل المدارس بالعالم .. انت فقط كنت تجبرينني على ان اكون طفلا .. باصرارك على ان اشاركك اللعب .. كنت اخرج الطفل الذي دفنته واتحرر والعب .. اخذت معي صورتنا .. لانني فيها لا اختبأ وراء الكتب او النضوج .. ثم سافرت وتغيرت .. تقوقعت اكثر .. الغربة تقسي القلب يا هازان ..
هازان : ألم يدق الحب بابك هناك ؟
ياغيز : لا انكر انه كانت لي حبيبة في وقت ما .. كنت مرتاحا معها .. فيها كل الخصال التي اتمناها وكانت لنا علاقة مستقرة .. كنت اعتقد ان هذا هو الحب .. هناك التوافق العلمي .. الاحترام .. التفاهم ..
كانت الغيرة تأكلها .. هو يتحدث عن نفسه لاول مرة .. اول مرة تسمع عن هذه الحبيبة ..
هازان : لماذا .. لماذا انفصلتما ؟ مالذي كان ينقص علاقتكما ؟
ياغيز : الالم .. الالم هو ما يجعل الحب حبا .. ان لم تتألم فأنت لم تحب ..
اذا هي تعشقه .. لو تقيس مقدار حبها له بألمها فهي اذا تعدت حدود الحب وهي الان في مدينة العشق .. فهل تجده ينتظرها ...
ياغيز : انفصلنا عندما عدت .. رغم اعتقادي انني عدت لاقضي الاجازة لكن طال مكوثي .. وحدث زواجنا وطبعا لم اكن لأخدعك او لأخدعها ..
هازان بسخرية : انفصلت عنها باتصال
ابتسم واكمل : بل برسالة ..
هازان : انت ملك السنة في البرود .. يووه
ياغيز : كنت .. كنت بارد .. انت من اذابت جليدي
ابتسمت هازان بخجل .. تخجل منه كأنها في اول موعد معه .. بل هي باول موعد معه .. كل شيء في علاقتهما صار بالعكس .. الزواج قبل الحب .. والموعد بعد الزواج ...
اكمل : كنت ومازلت فخر ابي وسنده .. اول ما اتصل بي واخبرني ان الشركة على وشك الافلاس وانه يحتاجني عدت فورا .. يوم هرب سنان من عرسكما لم افكر في حجم المسؤولية .. فقط نظرة العجز في عيني ابي دفعتني لاجلس مكان العريس ..
هازان : واصبحت بعد ذلك جحيمك ..
ياغيز : جحيم .. بل اكثر .. طفلة بجسد امرأة .. رددت بغباء لاسابيع انك تحبين سنان ثم ما ان عرفت بخيانته صرت عدوته بل تكنين له كل مشاعر الكره وكأن قلبك لم ينبض له يوما ..
هازان : ألم تتحدث عن علاقتك السابقة .. وانك اعتقدت انه الحب .. وانا مثلك اعتقدت ان ما بيني وبين سنان حبا .. اجل نحن نتشابه وربما هذا ما جعلني اعتقد انه حب ..
ياغيز : تتشتبهان .. ربما في حب الخطط والمكائد .. ولكنك لست مثله .. سنان تخطى حدود البراءة منذ زمن واصبحت خططه تضر الاخرين .. كنت اغتاظ منك وابرر تفكيري فيك بالغيظ .. دائما كنت اجد مبررا لتفكيري طوال الوقت فيكي ..
ابتسمت .. احضر النادل صحنيهما
ياغيز : كنت اقنع نفسي انني لن احبك طالما انت بهذه العيوب .. لكن تبين لي بعد ذلك انني اصبحت احب عيوبك .. هذه انت .. لا تكتملين الا اذا خططت او رميت كلاما لكامران او سيلين .. لماذا اريدك ان تتغيري .. ان كنت سأحب العاقلة الهادئة كنت أحببت حبيبتي السابقة .. لم يعد هناك شك في عقلي وقلبي ..
هازان : ولكن ظل هناك انكار
ياغيز : ألا تنادينني بالمعقد .. وهذا عيبي تقبليه ..
هازان : اتقبله ياغيز .. اتقبله لأنني أحبك .. حبك كالبذرة نما في قلبي منذ الطفولة .. كبر معي لكنه كان مختبئ .. هادئ مثلك .. وعندما شاءت الاقدار جمعنا .. ثار .. لانني نسيته .. لانني اعتقدت انني قد احب غيره .. غضبي لم يكن فقط منك بل من نفسي .. كيف خنتها يوم تخليت عنك .. ليتني راسلتك .. ليتني جئتك .. ليتني كنت انا حبيبتك وكنت انت خطيبي .. ليتنا تزوجنا عن حب .. ليت لنا صورة عرسنا ونحن ننظر لبعض بشغف ..
توجه نحوها واوقفها .. مسح دمعة نزلت على خدها ..
ياغيز : هكذا هي قصتنا .. حب طفولة يُنتسى لكن يعود ليوحدنا .. وانا احببتك هازان منذ الطفولة .. احببت مشاكستك لي ومتابعتك لي .. احببت سؤالك عني وانا في الغربة .. تألمت عندما سمعت انك وسنان خطبتما لكن لم افهم ان هذا هو الحب .. تألمت عندما كنت تنتظرين عودته .. ولو تعرفين كم تألمت عندما اعتقدت انك هربت معه .. لم اكن حيا اصلا كنت كالميت .. فقط اتنفس .. مدة شهرين كنت بلا قلب .. ولما عرفت الحقيقة .. بدل ان اركع امامك واعتذر منك لعدم ثقتي بك .. تغلب علي غروري ومنعني كبريائي من الاعترافكم انا ناقص بدونك .. هازان انا احبك .. بل اعشقك .. اعشق تفاصيلك .. ضحكتك .. تكشيرتك .. ثرثرتك .. احمد الله انه رغم برودي لم يحرمني ربي منك .. انت امامي .. زوجتي وام ابنتي .. انا بكامل سعادتي
انهى اعترافه بقبلة طويلة تؤكد لها مدى هيامه وعشقه لها ..
ابتعد عنها واكمل : لا تعتقدين انه اعتراف جاف .. انا ياغيز ايجمان .. لا اقوم بالامور ناقصة ..
اخذها نحو طاولة فوقها علبة كبيرة لم تلاحظها من قبل .. فتحتها واذا بها ترى ثوب زفاف .. وعليه بطاقة كتب فيها " تصميمي .. ايجه "
بانبهار التفتت نحو ياغيز الذي كان ينظر اليها بحب وعادت تتلمس القماش الناعم
ياغيز : هيا ارتديه
هازان : الآن ؟
ياغيز : اجل .. في هذه الغرفة ..
دخلت هازان ووجدت امها وابنتها وايجه .. احتضنت ابنتها التي اشتاقت اليها .. ثم ساعدتها ايجه في ارتداء ثوبها .. مشهد تكرر لكن باختلاف المشاعر .. خرجوا الى الجزء المفتوح والمطل على البوسفور فوجدت عائلة ايجمان مع بعض الاصدقاء المقربين .. اخذها ياغيز وتأبطت ذراعه وجلسا على طاولة العروسين .. جلس جوهكان مكان مأمور النكاح
جوهكان : انا من سيزوجكما هذه المرة
قالت له نعم بقلبها بعقلها بكل جوارحها .. قالت نعم لصديق طفولتها وحبيبها واب ابنتها ..
قال لها نعم بكل العشق الذي يكنه لها .. قال نعم للماضي .. للحاضر وللمستقبل .. قال نعم للحب .. قال نعم يعترف انه يحب .. انه ناقص وبالحب اكتمل

🎉 لقد انتهيت من قراءة ياغهاز .. بقصة وشخصيات مختلفة (كاملة) 🎉
ياغهاز .. بقصة وشخصيات مختلفة (كاملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن