لم تعد تسطيع صبرا .. مرت ساعتين على خروج حماها وجوهكان لاحظار زوجها .. تمنت لو انها ذهبت معهما .. لكنها لم تسترد بعد كامل قوتها من بعد الولادة والحمل .. غيرت لابنتها ثلاث او اربع مرات .. حتى يراها ابوها في ابهى حلة .. تأنقت هي ايضا وتزينت .. وقفت تنظر الى نفسها امام المرآة .. تنظر الى شعرها الاسود المرفوع والى قميصها المزركش بورد وسروالها المنساب بأناقة .. عاد جسمها رشيقا كقبل الولادة .. فقط صدرها المنتفخ بالحليب .. ولولا ذلك لن يصدق من يراها انها ولدت منذ اسبوع ..
ماتت البسمة على شفتيها .. عندما وصلت بافكارها الى ياغيز .. من يراها ينبهر بجمالها الا هو .. تتزين له .. وكأنه يهتم .. وكأنه سيفرحها بكلمة اعجاب او حتى نظرة انبهار .. هو اصلا لا يراها .. قد ينظر اليها ولكن ليسخر بعد ذلك من مجهوداتها .. وان كل ما تفعله عبث .. لن يؤثر بقلبه ..
هو يحبها .. تشعر بذلك .. بل متأكدة .. والا كا كانت طفلة ستبقيه الى جانبها .. عاشق الحرية ما كان عشرة اطفال ام يبقوه ان لم يرد هو ..
اذا لماذا لا يقول لها .. لماذا لا يفصح عن ما بقلبه .. بل لماذا لا تتخلى هي عن احلامها ورومانسيتها الطفولية .. لن يقول لها يوما كلمة عشق .. افعاله تعبر عن حبه .. لكن لسانه لن ينطق به يوما .. هو هكذا .. حبيبها المعقد .. كما تناديه ..
***
دخل فيلته .. بعد ان ترك ابوه واخوه ليفهما ما دخل سنان بقضيته .. شوقه لهما غلب فضوله .. ليضم عائلته اولا .. ثم سيحزن من غدر اخيه له .. اولا سيفرح بحريته .. لن يمنعه سنان من هذا .. سيشم رائحة ابنته التي لم يلحق ان يشمها في اليوم الاول .. وسيحتضن زوجته .. ويطمأنها انه بجانبها ولم يهرب .. منعوه عنهما اسبوع .. اسبوع كان اكثر غربة من خمسة عشر عاما قضاهم في امريكا .. اسبوع اليوم فيهما يعادل طول سنة ..
رآها امام مرآتها .. ابتسم .. تعتقد ان الثياب ما تجملها .. لا تعرف انها هي ما تجمل ما ترتديه .. حورية هي بهية في كل مكان وزمان .. لو التفتت الآن لرأت تلك النظرة التي تحلم ان تراها .. لكنه كان اسرع منها .. سيطر على مشاعره وفتح لها ذراعيه عندما رآها تقبل نحوه ركضا ..
بعد ان طال عناقهما وحكى ما ترفض افواههما الاعلان عنه .. امسكت بيده واخذته نحو سرير ابنتهما .. كانت نائمة كحورية صغيرة .. كأمها ..
هازان : أخذت منك لون عينيك .. وبشرتك
ابتسم وأكمل : ولون شعرك ..
هازان : ولكنها لم ترث منك هدوءك .. انها بطاقة طفلة في السنة من عمرها ما شاء الله .. لا تنام في الليل تظل تبكي وتبكي .. لن تتحمل هذا .. ستهرب بعد يومين لاستعادة هدوءك ..
سكتت فجأة .. وكالعادة تتكلم دون تفكير
بألم نظر اليها : هازان .. لن اهرب مجددا ..
تركها ودخل الحمام بينما ظلت وحدها تنعت نفسها بالغبية ...
***
ذهبا بعد ذلك الى فيلا حازم وسيفينش .. لم تعتذر عما قالته ولا ناقشها هو .. اخترا ان يتجاهلا ما حدث منذ قليل
***
عاد حازم وجوهكان .. مسح سنان للمرة الالف الفرحة من على وجوههم .. دخل حازم لرؤيته .. واعترف له بكل شيء .. بأنه هو صاحب الخطة .. وفرح وكريم من نفذا ..
حازم يقاوم دمعة .. ابنه يغدر بابنه الثاني .. كيف خرجا من نفس البطن ويكونان بهذا الاختلاف .. كيف يحملان نفس الدم في عروقهما وواحد لم يخجله يوما والثاني اخجله سنين ..
سيفينش تضم نايلا وتبكي ..
سيفينش : حُرمت من امك .. وتُحرمين من ابيك .. ابنتي تعيسة الحظ ..
سيلين : كم سيبقى في السجن .. الا يستطيع المحامي ان يتحصل له على اخف حكم .. هو سلم نفسه واعترف الا يُأخذ هذا في الحسبان ؟
جوهكان : لا يريد ان نوكل له محامي .. يريد ان يلقى جزاءه .. يقول ان هذا قراره .. لاول مرة في حياته يريد ان يتحمل مسؤولية أفعاله ..
حازم : ربما السجن يفعل به ما عجزنا نحن عن فعله ..
سيفينش : انا لا ابكيه هو .. يشهد ربي ان قلبي ممتعض منه .. بل غضبان .. انا ابكي صغيرتي .. التي لم تعرف بعد حضن الاب .. الا يكفيها انها حرمت من حضن امها ..
اخذها جوهكان من حضن امه .. كأنه يعوضها عن غياب والدها ..
تحول اليوم الذي كان عيدا في الصباح لمأتم .. كيف يفرحوا لخروج ابنهم من السجن واخوه من كان السبب في سجنه ..
عندما هم ياغيز بالانسحاب .. ناداه ابوه واعطاه رسالة .. من سنان
***
عندما عادت بابنتها لتنيمها .. وجدت الرسالة لم تفتح
هازان : الم تقرأها ؟
ياغيز : لن اقرأها .. لست جاهزا بعد .. لن اجد له عذر ولا باعتذاره سيصفح قلبي .. ليس اليوم على الاقل .. اليوم انا غاضب .. لان سجنني .. مكان ما كان يخيل لي ان تطأه قدمي .. اخذوني مكبلا كالمجرمين في احسن يوم في حياتي .. اليوم سأفرح بحريتي وسأفرح لان من نكل بي لقي حسابه .. ربما غدا او بعد اسبوع .. اخوتي تؤنبني وتأمرني ان افتح الرسالة .. لكن اليوم .. انا ياغيز .. فقط ياغيز الحر
أنت تقرأ
ياغهاز .. بقصة وشخصيات مختلفة (كاملة)
Romanceنظرت الى نفسها في المرآة .. والضحكة تملأ وجهها التفتت الى امها واختها .. كانت فضيلة تمسح دموع التأثر وايجه منبهرة بجمال اختها بثوب الزفاف هازان : امي .. لما البكاء ؟ ؟ فضيلة : انها دموع الفرح ابنتي .. انها الامومة عانقت هازان امها ثم التفتت الى ا...