الحلقة الرابعة

3.4K 83 23
                                    

الحلقة 4: 
خيم الصمت على الغرفة، كانت هازان تنظر الى ياغيز اما هو فقد كانت عيناه تلامس يديها التي تمنى لو يستطيع لمسها ببشرته ولكنه لم يشا الضغط عليها اكثر فيكفيه انها قد سمحت له بالبقاء، كانت هازان تعلم ان صمته ليس بسبب انه لا يريد الكلام معها و لكنه يحاول تجنب الضغط عليها او الاصح انها هي التي لم تكن جاهزة للاستماع الى احاديث ياغيز ايجيمان رغم لباقته العالية.
لفت وجهها فاستوقفتها باقة زهور الاوركيد البيضاء التي كانت تحاذيها، لربما يجب عليها ان تستجمع شجاعتها و تساله عن هذا على الاقل، اخذت نفسا عميقا ثم قالت: شكرا جزيلا على الورود انها حقا جميلة
رفع ياغيز راسه فور سماعه لكلماتها الاخيرة فالتقت زرقة عيناه بضلام عينيها الليليتين ، حدق بها قليلا ثم تمتم بصوت مبحوح : لا شكر على واجب، انه ليس بالشيء المهم
تردد للحظة ثم تابع حديثه : كل الورود التي كانت بالغرفة كانت لاتزال على قيد الحياة، ولكن فور رئيتي لتلك الزهور شعرت بشيء من الروح داخلها، كانت مليئة بالحياة، قلت في نفسي هذه الازهار لن تتلاشى قبل ان تستيقظ هازان
صمت قليلا وهو يمعن النظر في عينيها ثم اضاف : لقد كان مجرد احساس ولكن اتضح انه حقيقة
اكتفت هازان بهز راسها اذ لم تعلم ما ستجيبه، لقد صدمت من وجوده على سريرها اول فتحها لعينيها، والان فقط علمت سبب السعادة و الراحة التي تشكلت على وجهه عند رئيته لاستيقاضها..
قالت هازان وهي تنظر اليه بنظرات استفهام : لقد تسائلت بداخلي فور رئيتي لهم ان كانو ذوي معنى
ثم اضافت : لان زهور الاوركيد هي المفضلة لدي
ابتسم ياغيز ثم اردف قائلا : ليست هي، انا اعلم
نظرت اليه هازان باستغراب ثم قالت و بداخلها شعور من العناد : مستحيل ان تكون تعلم عني كل شيء
ابتسم ياغيز ابتسامة شدت انتباهها اليه، اذ بان لها كطفل في قمة برائته و طفولته علما و انها لطالما اعتبرت ياغيز ايجيمان مملا و بغيضا جدا ولم تكن ترى به اي شيء يوحي بالعكس...
رفع ياغيزز حاجبيه متسائلا : هل تقصدين متى بدئنا مواعدة بعضنا البعض ؟
لاحظت هازان هدوء ياغيز مما جعلها تواصل طرح اسئلتها بكل ارياحية، و من جانب اخر لاحظت ان ياغيز ايجيمان الذي امامها مغاير لياغيز الذي تعرفه هي منذ زمن لربما هو لايزال على حاله ولم يتغير ولكن هناك جزء مخفي داخله لا يضهره الى الجميع وهذا الجزء هو ما تراه الان، رفعت حاجبيها محاولة تقليده فلم يستطع هو كتم ضحكته ثم قال :  منذ ستة او سبعة اشهر
صدمت هازان من اجابته فصاحت : فقط ؟
فابتسم ياغيز و قال : لم يكن هناك سبب للانتضار
شعرت هازان بان الشك عاد لينخر في داخلها، ليقل ياغيز ما يريد قوله اذ ان  كلماته و ما يقوله لن يغير انها تعتبره غير منطقي الحدوث، لقد تزوجاا اجل و لسبب ما ولكن النتيجة التي توصلت اليها من كل ما سمعته و عرفته هو انهما تزوجا عن حب حقيقي. وهذا هو ما كان يضايقها، هي لم تكن لتحب اي شخص لهذا الحد، حتى سنان بالرغم من انها تحبه منذ مدة طويلة ولكنها لم تكن لتفكر ابدا في الزواج به بعد ستة او سبعة اشهر من المواعدة فقط، هذا الوضع غريب عن هازان التي تعرفها وهذا ما جعلها تشعر انها لم تعد هازان القديمة...
هم ياغيز بالكلام ولكنه تراجع عند دخول الممرضة نورسال الى الغرفة مما جعل هازان تشعر بالراحة لتخلصها من شيء مزعج اخر كان بصدد قوله.
قالت الممرضة وهي تتجه نحوها و ابتسامة عريضة تعلو فمها : يستطيع هذا النائم من الان العودة الى بيته الجميل، من الماكد ان الطبيب قد اخبركم بعدم وجود اي شيء غير طبيعي ! لذلك تستطيعين الخروج من الان و حمدا لله على سلامتك هازان هانم
ثم حولت نظرها باتجاه ياغيز و قالت : و لك ايضا ياغيز باي
نهض ياغيز من مكانه و قال : نحن نشكرك جزيل الشكر نورسال هانم، لقد اهتميتي بهازان جيدا، سلمتي
- استغفر الله، لا تقل هذا انه واجبي
ابتسم ياغيز لها معبرا عن امتنانه ثم التفت الى هازان قائلا : انا ساذهب للاهتمام باجراءات الخروج، هل تحتاجين الى شيء هازان ؟
- يوك، هاير
القى ياغيز نظرة اخيرة عليها ثم خرج..
عند خروجه ضلت كل من هازان و الممرضة بمفردهما، اقتربت هذه الاخيرة من الفتاة الشابة التي كانت غارقة بافكارها غير دارية بما حولها ثم تمتمت : كل شيء سيعود كما كان من قبل، لا تحزني روحك الحلوة تلك
رفعت هازان راسها بحزن و قالت : اذا استيقضتي يوما على اساس انك عزباء، ولكنك وجدتي نفسك متزوجة و بشقيق الشاب الذي كنتي تحبينه ماذا كنتي لتحسين ؟ 
فتحت الممرضة عيناها باندهاش شديد و لم تلتفض بكلمة
- هذا هو .... هذا هو السبب في انني لا استطيع التصديق ان كل شيء سيعود الى ما كان عليه
ساد صمت غريب بينهما فانزلت هازان راسها ولكنها احست ان اعين الممرضة كانت لاتزال عليها و ما ان سمعت صوتها وهي تباشر بالحديث حتى رفعت راسها اليها
- هازان هانم، قد ابدو لك و كانني اقول مجرد اشياء تافهة و فارغة ففي النهاية انا بنضرك لست غير مشاهدة فقط و لكن .... انتي الان تتحدثين و تفكرين بمشاعرك القديمة قبل اربع سنوات، ولكنك لا تعلمين ما الذي حدث خلالها، ماهي الاربع سنوات ؟ اذ ان الانسان حتى في يوم واحد يستطيع ان يعلم بخيانة اعز و اقرب شخص اليه ، ما ادراك لربما الشخص الذي كنتي تحبينه في اخر يوم تتذكرينه قد اصبحتي تكرهينه في اليوم التالي ؟ اذا فكرتي بهذا جيدا سوف تدركين مدى احتمالية حدوث الاشياء التي تعتقدين انها مستحيلة لك في يوم من الايام، انت لا تستطيعين معرفة هذا، فقط اصبري و لا تياسي، انا لا اعرف الشاب الاخر ولكنني كنت مع ياغيز باي لمدة ثلاثة اسابيع
ثم ابتسمت و اكملت : و ليس هناك اي داعٍ للتفكير في السبب الذي جعلك تختارينه و تخيرينه عن الشاب الاخر ..
الممرضة قبل ساعات والان ايجه تقف امامها و تخبرها ان زواجها به لم يكن له سبب غير طبيعي بل هو نتاج لقصة حب حقيقية.
صمتت هازان و لم تنطق بحرف وكانها لم تجد الكلمات بسبب ما سمعته اليوم
قالت ايجه وهي تحاول تغيير الموضوع عندما ادركت انزعاج اختها : اييي ! اذ ستخرجين حالا من هنا ؟
ثم ارتمت على هازان طابعة قبلة مطولة على خدها و اضافت : انا لا انوي تركك تغيبين عن عيناي للحظة واحدة من هنا فصاعدا، ستكونين تحت رقابتي
فاجابتها هازان وهي تحاول ابعادها عنها : ارى انك لم تفقدي اي شيء من عادات طفولتك، ولكن توقفي لدقيقة، لقد قالوا لي اننا في ايلول اذا اليس لديك دراسة ؟
- اولسون ليكن، غير مهم، الاهم عندي هو رئيتك بخير و هذا يكفيني، حقا يا اختي لو تعلمين ما الذي عشناه
- هكذا شيء غير ممكن! انا بخير كما ترين، لقد قمت بكل الاختبارات ولو كان بي شيء هل كانوا سيسمحون لي بالخروج ؟ ليس هناك حاجة الى الدخول في خطر تفويت سنتك
- يااااا! اختي كفي عن الهذيان! اذا لزم الامر سوف ادرس بشكل اجمالي و مكثف، لا تخافي لن يحدث شيء
- يوك ايجه ! من اجلي والا والله لا اخاطبكي
ضحكت ايجه و قالت : يا الله ! ان استيقضت او لم تستيقظ نفس التهديد و نفس الطبع، ولكن هذا غير ممكن! هل ساقضي حياتي باكملها هكذا ؟
- ايتها الغبية! لقد سمعتي ما قلته و لازلتي تتحدثين ؟
عندما ادركت فضيلة ان بناتها يمزحان و يضحكان بارتياح قررت الدخول...

توجهت نحو ابنتيها وهي تقول متضاهرة بعدم استماعها لشيء من حديثهما : اااه! لماذا اراكما تتشاجران الان مرة اخرى ؟
اجابتها هازان : ايجه تقول اشيائا سخيفة كعادتها، لا تهتمي
- ولكن امي اليس من الافضل ان اضل هنا الى ان تصبح اختي افضل حالا ؟ هكذا سنكون معا مرة اخرى
قالت هذا ثم اعادت نظرها الى اختها وقد خطرت لها فكرة فاكملت : ما رايك يا اختي لو تذهبين معي الى ازمير ؟ انا متاكدة انك ستحبين المكان، و هكذا تقومين بعطلة بما ان الطقس جميل ها ما رايك؟
لم تجد هازان الفرصة للاجابة لان فضيلة سبقتها قائلة : وفقا لما قاله الطبيب فان لكي تعود ذاكرة اختك يجب عليها ان تعود الى حياتها القديمة، و لهذا السبب يجب عليها ان تكمل حياتها تماما كما كانت قبل قيامها بالحادث، لذلك فيمكن لتغيير المكان ان لا ينفعها، سوف تعود الى بيتها و ترتاح هناك بشكل جميل و تستجمع افكارها ثم بعد ذلك اذا ارادت سوف ناتي اليك يا عزيزتي، لربما نذهب معا ولكن ليس الان، سونرا، تمام ! بعد ذلك !
احست هازان ان هناك ما تخفيه فضيلة من خلال كلامها، فقبل اربع سنوات كانت امها عندما تكون لديها خطط في ذهنها كانت لا تكون بهذه الجدية حتى ان هازان دائما تتفطن لالاعيبها ولكن هذه المرة لم تستطع هازان فهم ما تخفيه ابدا
تقدمت فضيلة نحو ابنتها و قبلتها من خديها ثم قالت لها : ستكونين بخير، تمام ! ليس هناك عبوس من هنا فصاعدا، لقد كنتي امراة سعيدة جدا قبل ثلاثة اسابيع يا ابنتي و ليس هناك اي سبب الان يجعلك غير سعيدة ! هل اتفقنا ؟
خجلت هازان من ما كانت بصدد التفكير به تجاه والدتها، لعلها تغيرت حقا، اذ ان ليس هناك شيء غريب اكثر من زواجها بياغيز ايجيمان، طالما انها قد تزوجت بهذا الاخير فليس هناك غرابة في تغير امها اليس كذلك  ؟

******************************
اسفة حبايبي مرة تانية عالتاخير و انشالله رح صير منضبطة بمواعيدي بس عنجد لاني ما عم لاقي تفاعل كبير لهيك ما بنزل 😑🙏
المهم انا اليوم رح نزل حلقات كتييرة و انشاللخ تعجبكم 💖🙏

يلا قولولي شو رايكم بهاي الحلقة ؟
و يا ترى هازان بعد ما عرفت انو زواجها من ياغيز كان عن حب كيف رح تتقبل هاد الشي ؟
كيف رح تتصرف معه ؟
ارائكم ؟

مفقودة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن