الحلقة الثانية

4.5K 105 8
                                    

الحلقة 2:

افاقت هازان وهي تشعر بيدها تلامس يد احدهم. كانت لا تزال جفونها ثقيلة اذ لم تستطع فتح عينيها ولكنها كانت متاكدة من ان نعومة هذه اليد ليست حلما، حاولت فتح عيناها بببطء ولفت راسها لكي ترى هوية الشخص الذي يمسك بيدها و لكن دهشتها من رئية اخر شخص كانت تريد رئيته جعلها تتجمد في سريرها دون حراك...
لقد كان ياغيز ايجيمان، ياغيز ايجيمان بنفسه ينظر اليها وهو يبتسم..
-عندما اخبروني انك قد استيقضتي عدت فورا من منتصف الطريق، هازان انا حقا لا استطيع وصف مدى سعادتي، لقد اخفتني لدرجة...
سارعت هازان بتمليص يدها من بين يديه ثم القته بنظرات حادة و قالت : انت ماذا تفعل هنا ؟
كانت سعادته برئيتها امامه مرة اخرى لا توصف، اذ لم تفارق الابتسامة محياه و لكن سرعان ما بدات هذه الابتسامة بالتلاشي فور سماعه لسؤالها، استطاع بطريقة ما فهم ان ذهنها كان مشوشا بقدره
فقال لها : لم افهم !
- اظن انه ليس هناك شيء غير مفهوم، لقد قلت لك ماذا تفعل هنا ؟
- هازان انا حقا لا افهم
لقد بدات هازان بالشعور بالغضب، وجود هذا الرجل في غرفتها، على سريرها و امساكه ليدها لم يكن لكل هذا اي تفسير منطقي وفوق ذلك انه يقول انه لم يفهم ايضا ؟
قالت له بنبرة غاضبة : هل لوجود ياغيز ايجيمان بغرفتي سبب معقول يا ترى ؟ او... او ان سنان هو من ارسلك الي ؟ اين هو ؟
اجابها ياغيز باستغراب و قد تشوش ذهنه :  سنان ؟ 
اجابته هازان بكل اصرار : نعم سنان، اخاك سنان
كان ياغيز يحملق بها من شدة صدمته وقد خيل له انها ليست هازان نفسها التي يعرفها منذ اربع سنوات، كما لو انها هازان اخرى
ضل على حاله للحظات حتى افاق على صوتها وهي تقول : انظر انني الان حقا لست بخير، وليس لدي وقت لهذا الحوار، كما انني بحاجة الى اجوبة على اسالتي لذلك اريد رئية سنان، هلا اخبرته رجاءا ؟ لقد قالو لي انه ذهب الى المنزل، اذا علم باستيقاضي لاتى على الفور...
حاول ياغيز تمالك اعصابه ثم قال رويدا رويدا: يعني ... انتي تريدين مني الان ان انادي سنان، هل فهمت قصدك بشكل صحيح ؟
فاجابته راسمة ابتسامة خفيفة على وجهها: نعم و اخيرا استطعنا النجاح بفهم كلام بعضنا البعض
ثم اكمل : و انتي بحاجة الى رئيته ؟
اعادت لفضها لنفس الكلمة ولكن هذه المرة كانت تقولها بشكل قاطع دل على ثقتها التامة من ما تريده : نعم، هل تتحدث اللغة التركية اجابا ؟ ما الذي لم تفهمه في ما اقول ؟
قال لها ياغيز وهو يرمقها بعينين نصف مفتوحين وكانه لا يزال يحاول فهمها : لماذا ؟
- لماذا ؟؟؟ اريده بجانبي لان لا احد يستطيع مساعدتي بهذا غيره، انا الان بحاجة ماسة الى الانسان الذي يحبني و احبه و الى الانسان الوحيد الذي اثق به ان يكون بجانبي، شكرا جزيلا على مجيئك ولكن اخر شخص اريد التحدث معه الان هو انت
لاحظت هازان ان كلامها اولا قام بادهاشه ثم اربكه و بعد لحظة قصيرة اغضبه ولكن كلماتها الاخيرة كانت مدمرة له. و لكن الشيء الغريب الذي ادهشها هو  رئيتها و احساسها بمشاعره في تلك اللحظة، فتسالت بداخلها منذ متى اصبحت تشعر بما يشعر به ياغيز ايجيمان ؟
فتح ياغيز فمه ولكنه لم ينجح حتى بالتلفض بما يريد قوله وكانه قد فقد القدرة على النطق لفترة مؤقتة اما هازان فقد سرى بداخلها شعور غريب في معرفة ما يريد قوله
كان ياغيز كمن شلت حركته حتى صوته اصبح غير قادر على الخروج ولكنه في النهاية استطاع التكلم فخرجت كلماته متقطعة بصوت مبحوح شبيه بالتمتمة و كأن قوته لا تكفي حتى لقولها لنفسه : منذ متى ؟
احست هازان وكأن عاصفة شديدة البرودة هبت داخل جسدها.
ثم اكمل وهو يمعن النظر في عينيها: منذ متى وانت تحبينه ؟
رفعت هازان حاجبيها بعبوس ثم قالت: منذ البداية طبعا
ما هذا السؤال السخيف ؟ لماذا يسالها هكذا سؤال فهو يعلم انها هي و سنان على علاقة منذ البداية
احس ياغيز و كأن جسده باكمله قد شل او خدر، لم يرد التحرك حتى انه لم يستطع التحرك، اما هي فقد تساءلت عن سبب نظرة الحزن التي بعينيه، حتى انها ارادت هدم الجدار الجليدي الذي بينهما لتعرف معنى هذه النظرات، ارادت الفهم، الفهم فقط.
غرقت هازان في بحر عينيه محاولة ايجاد معنى لنظراته و لكن سرعان ما استفاقت عندما تحولت هذه النظرات من الحزن الى البرود، الرجل الذي كان شفافا امامها قبل قليل قد اغلق نفسه فجاة و بدون سابق انذار. اما هي فقد احست بشعور شبيه بعدم الراحة لانها لم تستطع معرفة ما كانت تقوله عيناه..
في ذات الوقت دخل الطبيب الى الغرفة قاطعا هذه اللحظات قائلا:
- مرحبا هازان هانم، كم جميل رئية استيقاضك، ثم اضاف عندما شعر بالجو الغريب الذي كان يسود الغرفة : اَمل انني لم اقاطع حديثكما! 
ابعد ياغيز نظره عن هازان ملتفتا باتجاه الطبيب اما هي فللحظة اعتقدت انها قد رات لمعة تعتمر عيناه و لكن لابد انه مجرد خيال فياغيز ايجيمان ليس من الرجال الذين قد تدمع عيناهم امام احد
نظر ياغيز الى الطبيب و ابتسامة مريرة ارتسمت على شفاهه ثم اجابه في هدوء : لم تقطع شيئا دوكتور باي، تفضل ارجوك
رغم هدوئه و ابتسامته المصطنعة الا ان هازان لاحظت الارتجاف الذي تخلل صوته
قالت فتاة شابة كانت ترافق الطبيب: جيد اذًا اذا سمحتي لي هازان هانم لاقوم بفحصك حالا
نظرت هازان الى عينيها مباشرة محاولة التحقق ثم نظرت الى المصل بعدم استجابة
خلال هذا الوقت كان ياغيز يقف جانبا و عيناه تتابع الطبيب وكانه يحاول قدر الامكان ان لا تتقابل عيناه بعينا هازان
انهى الطبيب فحصه لها ثم نظر اليها بعناية وهو يقول : الممرضة نورسال اخبرتني بضعة اشياء و انا يجب علي التحقق من صحتهم بنفسي، لذا سوف اقوم ببعض الاختبارات لك هازان هانم
هزت هازان راسها معربة عن موافقتها
ولكنه فور سماعه لكلمات الطبيب لم يستطع كتمان خوفه و هم بسؤاله : لماذا انت مضطر للقيام بهذه الاختبارات ؟ هل هناك مشكلة ؟
اذا لم تخطئ اذناها طبعا فهل ياغيز نفسه من سال عن وضعها الان ! لربما قد فعل ذلك من قلقه فقط ! ولكن حتى هذا الاحتمال غير معقول اكثر و اكثر
نظر الطبيب الى ياغيز وهو يتوجه اليه بالحديث : لقد دارت بين الممرضة و السيدة هازان محادثة قصيرة و النتيجة التي خرجت بها من هذه المحادثة هي ان هازان هانم لا تتذكر اخر اربعة سنوات من حياتها
صدم ياغيز و ارتسمت على وجهه علامات بداية فهم للاشياء التي كانت تحدث ثم قال بصوت ينم عن القلق و الذعر : لااا تتذكر ؟ يعني هل هو فقدان ذاكرة ؟ هل هكذا شيء ممكن الحدوث ؟
دهشت هازان بشدة من ما فعله ياغيز فهذه المرة قد امسك يدها وهو في قمة القلق على وضعها
- نعم ياغيز باي انه وارد الحدوث، لقد قلت لك من قبل انها تعرضت الى صدمة شديدة على مستوى راسها ولكن لم يكن باستطاعتي التاكد من حدوث فقدان ذاكرة الا عند استيقاضها, وعلى قدر فهمي فانكِ لا تتذكرين اي شيء متعلق بالاربع سنوات الاخيرة اليس كذلك هازان هانم ؟
- نعم، آخر ما اتذكره هو مداهمة ياسين للقصر و قيامي انا بخطوة فاتجاهه لاخذ السلاح من بين يديه
صدم ياغيز من ما قالته هازان و رمقها بارتباك شديد و قد عقد حاجبيه رافعا اياهما حتى قاربا على الوصول الى شعر رئسه من شدة الصدمة ثم قال ببطئ : ما... ما حدث قبل 4 سنوات .....
بانت على وجه ياغيز المتعب علامات توحي بتقبله لوضع هازان، فاغمض عيناه للحظة محاولا كتمان حزنه
اما هازان فقد شعرت بالاسف من اجله للحظة فقد بدى لها للمرة الاولى منذ تعرفها عليه بهذا العجز
ولكن ما سبب اهتمام هذا الرجل و قلقه على صحتها ؟
قامو باخذها للقيام بالاختبارات ثم اعادوها الى غرفتها، و وفقا لنتائج الاختبارات فان فقدانها لاربع سنوات من حياتها لم يعد مجرد احتمال بل اصبح حقيقة و واقع حياتها اذ ان الطبيب لم يقل لهم عن وقت محدد لاسترجاع ذاكرتها لانه لم يكن هناك علاج لهذا حتى انها من الممكن ان تبقى على هذا الحال طوال حياتها او يمكن لمعجزة ان تحدث بعد ساعة و تسترد ذاكرتها.
اثّر تفكيرها باحتمال عدم استرجاعها لذاكرتها على حالتها النفسية الى حد شعورها بالاختناق الشديد ..
ساعدت الممرضات هازان على اعادتها الى سريرها ولكنها سرعان ما تراجعت فور احساسها بالالم الحاد الناجم عن الكسور التي ملئت ضلوعها، لقد شرح لها الاطبة قبل بضع ساعات ما حدث لها واحدا تلو الاخر، كسور في الضلوع، ضربة على مستوى الراس، كدمات، تورمات و الاجزاء المتاثرة من جسدها، اما الحالة التي اصبحت عليها بعد معرفتها بكل هذا فهي مسالة اخرى، لحسن الحظ انها تستطيع التنفس بدون صراخ بفضل المسكنات التي تستمر في اخذها ...
على اي حال، على الاقل انها لم تعد مضطرة على رئية ياغيز ايجيمان مرة اخرى بعد قيامها بالاختبارات، يبدو انه قد احترم نفسه و فعل كما طلبت منه و ذهب للاتصال بسنان
فور انتهائها من كلامها فُتِح باب الغرفة ولكن لم يكن سنان، بل هو مرة اخرى
توجه ياغيز نحوها و جلس على الكرسي الذي يحد سريرها ثم قال لها : لقد تحدثت مع الطبيب، كيف حالك ؟
جيد، انها ممتنة لاهتمامه، و لقلقه على حالتها، كل هذا تستطيع تفهمه و لكن ما يفعله الى هذا الحد ليس له داعٍ،
اجابته بانزعاج: انا جيدة، بفضل المسكنات
- لقد قال الطبيب انك تستطيعين الخروج بالمساء
- جيد جدا، فانا اكره المستشفيات
لم يلتفض ياغيز بكلمة ولكنها فهمت من نظراته انه لم يتفاجئ، فقالت له : لمذا لازلت هنا ؟
لم يعد ياغيز قادرا على التحمل و لكنه اخذ نفسا عميقا ثم هم بالكلام وهو يخلل يديه بين خصلات شعره بغضب : اعتقد انه هناك بعض الاشياء التي يجب علينا التكلم بها و لكني لا اعلم من اين سابدا
يمكنك البدا بالقيام بما طلبته منك، هل يمكنني استخدام هاتفك ان امكن ذلك ؟ علي اخبار عائلتي و سنان باستيقاضي
كان ما قالته هازان عبارة عن عود الكبريت الذي اشعل غضب ياغيز فانتفض من مكانه قائلا :- سنان، سنان، سنان ! هلاّ توقفتي عن التلفظ باسمه ارجوك ؟ لماذا تعيدين الموضوع اليه دائما ؟ 
لقد استغربت هازان من ردة فعل ياغيز الى درجة انها لم تجد شيئا تقوله له
عاد ياغيز الى وعيه بعد رئيته لنظرات هازان ثم قال لها : الستي مدركة انك امراة متزوجة ؟
اجابته هازان بانزعاج : تتهمني انني اعيد المواضيع الى سنان دائما ولكن انت هو من يفعل ذلك الان
- افندم ! انا لم اعد الموضوع اليه او ما شابه !
- ولكنك سالتني ان كنت على علم بزواجي او لا
- نعم و لكن .... ، قال ياغيز هذا ثم صمت للحظة وقد بانت على وجهه و عيناه الزرقاوين ملامح بداية الاستيعاب، واخيرا لقد فهم ما تقوله هازان، اخذ نفسا عميقا ثم قال : هازان انت و سنان لم تعودا على علاقة
هازان بارتباك: لم افهم هل تطلقنا ؟
- انت و سنان لم تتزوجا من الاصل
- ولكن كنيتي هي ايجيمان !
- نعم
هازان وقد وصلت الى حد شديد من الانزعاج: نعم ماذا ؟ هلاّ قلت ارجوك !
- هازان انت لستي زوجة سنان، بل زوجتي انا ...

**************************
ملاحظة: الاحداث يلي صارت بالمسلسل بعد الحلقة 14 اغلبهم مو موجودين و رح تعرفو عن شو عم احكي لما تقرو بس رح اعطيكم مثال انو هون بالقصة سنان و هازان ما رجعو لبعض بعد ما عرفت الحقيقة بس صارو كتير اشياء رح خليكم تفكرو فيهم ....

يلااا شو رايكم بالحلقة ؟
شو بتتوقعو تكون ردة فعل هازان بعد معرفتها الحقيقة ؟
كيف رح تتصرف معياغيز و كيف رح تتقبل زواجها باكتر انسان بتكرهو بحياتها ؟
انشالله تكون الحلقة نالت اعجابكم و القفلة حماسية 🙏💖 يلاا هاي نزلتلكم حلقتين بنفس اليوم هاد لانو فرحانة فيكم 😂😘

مفقودة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن