الحلقة 18:
- هل أحضرت الكؤوس أيضا؟
- أنها هنا، اعتقد اننا انتهينا
لقد كان مساءً لطيفا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كانا يقومان بلملمة السفرة معا بعد إكمال عشائهما، ياغيز يحضر لهازان الصحون المتسخة وهي تقوم بوضعها في الآلة، كانت هي في غاية من السعادة بسبب الصداقة التي جمعتها بياغيز خلال الأيام القليلة الماضية، اختفى العبوس الذي كان دائم الوجود على وجهيهما، لم يعد هناك داعي للهروب من بعضهما البعض كما أن اعينهما لم تعد تخشى الالتقاء كما ذي قبل..
قامت هازان بالكثير خلال هذه الأيام حتى أنها بطريقة ما جعلت ياغيز يتوانى عن اعشية العمل، إذ أصبح يقضي المساء بأكمله معها في المنزل، حتى تعوّد كل منهما على أن يكون مع الآخر كل مساء..
كانت تهم بالتحرك عند سماعها طرق الباب حين اوقفها ياغيز : انا سارى
اتجهت نحو غرفة الجلوس بعد انتهائها من توضيب المطبخ ولكنها سرعان ما توقفت لتستمع إلى الحديث الذي كان يدور أمام الباب...
- هل انت متفرغ اخي؟
توقفت في مكانها كالمشلولة، لقد كان سنان الطارق..
لم يعطي خبرا مسبقا بقدومه ولو كان قد فعل لاخبرها ياغيز بهذا اكيد، إذا من أين خرجت هذه الزيارة؟
احست بضيق يختلجها، لقد استمرت في الهروب منه بإرادتها و الآن يأتي إلى بيتها و يجعلها مجبرة على التحدث معه بدون أن يسأل إذا كان هذا سيزعجها، وعلاوة على ذلك ياغيز معهما.. ما الذي يحاول هذا الرجل فعله؟
- جال، جال، تعال، ادخل ما هذا الذي تقوله..
سمعت دخولهما إلى الصالون اما هي فقد كانت شديدة الاضطراب مما جعلها تعود ادراجها إلى المطبخ، لم تعلم ما ستفعل بسبب توترها ولا اراديا وضعت أظافرها بين اسنانها و شرعت في اكلهم, ولكن لم يكن بيدها عدم الاضطراب، فهي كانت تعلم جيدا أنها لازالت غير جاهزة لرئيته.. إذا كيف ستستطيع الذهاب إليهما بينما لا تريد رئية وجهه حتى!
من المؤكد أنها لن تتحكم بتصرفاتها، سوف تقوم بشيء خاطئ وهي تخشى عودتها من البداية مرة أخرى.. ما الذي حدث لكي يأتي الليلة إلى بيتها؟ ما الذي كان سيحدث لو أتى بعد مدة أخرى؟
ولكن بقائها في المطبخ من المؤكد أنه سيلفت الأنظار أكثر، لم تستطع سماع تحديدا ما كان يدور هناك ولكنها أدركت أنهما بدءا بالكلام عند سماعها لاصواتهما..
أخذت نفسا عميقا مصحوبا بتنهيدة، ثم قالت بينها و بين نفسها "يابابيليرسن هازان، تستطيعين فعلها هازان"، لقد اتخذتي قرارا اويلي مي؟ أ لهذه الدرجة ليس لديكي ثقة بنفسكي؟ لن تسمح لأي شيء بأن يخيفها، ألم يبقى كل شيء في الماضي بالنسبة اليهم، وهي أيضا ستتصرف معهم على هذا الأساس، لن تسمح لأي شيء بأن يخنق و يزعج روحها، ايفت، هذه هي الطريقة الوحيدة لتخطي هذا..
بدأت في السير باتجاه الصالون، قطع ياغيز حديثه فور رئيته لها تتقدم نحوهما، تابع سنان نظرات أخيه التي كانت تحدق بهازان فالتقت عينا هذه الأخيرة بعيناه..
رسمت نصف ابتسامة على شفتيها و قالت : هوش ڨالدن
لاحظ سنان ابتسامة هازان المصطنعة عند اجالة نظره بوجهها فاجابها: هوش بولدوك، لقد أتيت هكذا بدون خبر ولكني اتمنى اني لم اسبب ازعاجا
قالت هازان و بداخلها كلام غير الذي تتفوه به: اولور مو جنم! ني ديميك! وهل يعقل هذا! ما هذا الذي تقوله...
ثم جلست على الاريكة المقابلة لياغيز...
أزاح سنان نظره عن هازان لتلتقي عيناه بعينا اخيه الذي كان ينظر لكليهما..
قال ياغيز : هل تريد أن تشرب شيئا؟
اجابه سنان بهدوء: هل لديكم مشروب؟ هذا الشيء الوحيد الذي احتاجه الان
- تمام، انتظر ساجلب لك
بقيت هازان مع سنان بمفردهما عند ذهاب ياغيز، فالوقت هي بنظراتها إلى الجهة الأخرى لكي لا تنظر نحوه فاركة أصابع يديها من التوتر..
واصلت التزام الصمت مما زاد من توتر الاجواء التي كانت تسود الصالون إلى حين قدوم ياغيز...
نظر هذا الأخير لكليهما ثانية، لكنه ركز نظره على أخيه الذي مد يده نحوه لأخذ قارورة البيرا منه و بدأ بالكلام: لقد تشاجرنا انا و ابي
قال ياغيز وهو يقوم بفتح قارورة البيرا خاصته: مالذي حدث من جديد ؟
- لقد حدثت مشكلة بالأمس في المكان، تبين أن احدى الرجال قد دخل يحمل سلاح و اختلطت الأرجاء و عمت الفوضى بالطبع، فقد كاد المعتوه أن يهاجم احد من بين الموجودين لولا رجال الأمن لدينا الذين منعوه بصعوبة، ولكن المشكلة قد تمت طبعا، و يبدو أن الصحافة قد وصلها الخبر فوقعتُ بلسان ابي الذي استمر في لومي على هكذا استهتار، قائلا لي أن ماذا لو حدث لأحدهم شيئا، كنت ستكون المسؤول و ستحاسب و ما إلى ذلك... هاااير، يعني ولايزال يريد اللملمة من ورائي، لقد قلت له مرارا اني لست بحاجة إلى مساعدته ابدا ولكن.. ما الذي يعتقده...
لم يكمل كلماته بل رفع القارورة باتجاه فمه و ارتشف منها رشفة كبيرة
نظر ياغيز إليه بقلق و قال: لم يصب ايا منهم مكروه أليس كذلك؟
- هاير جنم، لقد تدخلنا في الوقت الصحيح، ولكن ما ادراني انا انه سيكون هناك عدم انتباه مِن مَن في الخارج؟ هل سأقوم انا بعملهم؟ ما العلاقة هنا في أن أكون أنا المسؤول؟
- سنان.... ليست هذه الحادثة الأولى بالمكان، لهذا السبب ابي قلق
اجابه سنان باقتضاب: تقول ان المكان اكتسب هكذا سمعة؟
- هاير، انا لا أقول هذا، فقط اقول ان قلقه طبيعي
- يوك، او ايش اويلي ديل، لا، الأمر ليس هكذا، انه مازال لا يثق بي، و ما حدث كله يدل على هذا، و كأنني مجرد فاشل، لا أنفع لشيء...
- ني الاكاسي فار! ما العلاقة! عملك يسير بشكل جيد، و لطالما كان هناك هكذا رجال همجيين و فاسقين في حياة الليل..و الشيء الوحيد الذي عليك القيام به هو أن تحسن التدبير و التحكم أكثر
- هذا يعني انك توافق ابي الرأي؟
تحولت نبرة صوت ياغيز من الهدوء إلى العصبية مما زاد من حدته:- هل هذه الخلاصة التي خرجت بها من بين كل ما قلته؟ انت حتى لم تستمع لما كنت اتحدثه..
كانت هازان تشعر في كل لحظة أنها ستنفجر اثناء مشاهدتها لشجارهما وكانها تتابع مباراة تنس وهي تحول نظرها تارة إلى هذا و أخرى إلى ذاك لكنها ادركت أن من الأفضل أن لا تتدخل بينهما فالمسألة تخصهما و تدخلها لن يفيد اي واحد منهما..
قام سنان باحتساء ما تبقى في القارورة من شراب، اما ياغيز فقام بحركته المعتادة والتي يفعلها كلما توتر، فرك وجهه بكلتا يديه ثم تنفس بعمق و شرع في الكلام..
- باك، انظر هناك هو مكان عملك، المسألة ليست نجاحك أو فشلك، المسألة، هي أنك مسؤول تجاه جميع من يأتي إلى مكانك، حتى مجرد حادث صغير سوف يزعزع ثقة حرفائك، مهمتك هي عدم التسبب في أي اهمال، وإذا اضطر الأمر ان تقوم بإعادة مراقبة كل شيء مرارا و تكرارا، انا اقول هذا لمصلحتك، لا تنظر إلي هكذا بعتاب، بان سينين ابينيم ( الكلمة السحرية تبع ياغيز ايجيمان 😂😂)، انا أخاك وانت تعلم جيدا أنني لا أقول هذا عن سوء نية، لقد قمتَ باستقطاب أولئك الناس بصعوبة، و بدأتَ من الصفر.. برأيك هل أبدو لك اني لا أثق بك؟ انا فقط لا أريدك أن تفقد العمل الذي حاربت من أجل نجاحه أمام ناضريك..
نظرت هازان إلى سنان الذي احنى راسه خجلا من ما قاله اخاه، وقد شعرت بشيء مسها من الداخل وهي تشهد على الأخوة الرائعة التي يمارسها ياغيز، حتى أنه كان وكأنه أكثر من مجرد اخ كبير، لقد كان قريبا من شقيقه كأب و صديق في ذات الوقت.. خطرت حينها ايجه ببالها، ترى هل كانت هي أيضا هكذا معها؟ في البداية واجهت صعوبة في الإجابة على سؤالها ولكن بعد ذلك تيقنت انها في يوم من الايام كانت بمثابة الأم و الأب و الأخت لها حتى أنها لا تأمن كثيرا بكلمة 'اخ' فقط..
هز سنان راسه معربا عن تفهمه، ثم عاد الأخوان كما كانا، ليذهب حنقهما في مهب الريح..
عاد سنان نحو هازان متوجها إليها بالكلام: و ازعجناكي انتي أيضا على ما اعتقد، لا تؤاخذينا، يحدث هذا بين الحين والآخر
الان هي ترى ثغره الذي كشف عن ابتسامة، عندما اعتقدت انها نجت من التقاء اعينهما هاهي الان تشعر بالاضطراب من جديد
قالت وهي تبادله الابتسامة : سورون ديل، ليس هناك مشكلة، لقد سعدت انها حُلّت
ولكن قوتها لم تكن تكفي لكي تستمر في النظر إليه مباشرة، فحولت نظراتها نحو يديها، لماذا لا يذهب إلى الآن! فلينهض الان و يذهب.. كانت تشكي همها لنفسها..
ولسوء الحظ لم تكن هذه الليلة في صف هازان...
- اييه.. كيف حالكي هازان؟ لا نعد اننا التقينا، لقد سمعت انكي بدأتي الاعتياد من جديد على العمل، هل لازالت جروحكِ تؤلمكِ؟
استجمعت هازان جميع قواها ثم ابتسمت و اجابت: اييم ساوول، انا بخير شكرا، اذهب و آتي هكذا، والان هار شاي يولوندا، كل شيء على ما يرام
- لقد سُررت، لم أمر على الصالة منذ مدة، ولكن في هذا الطقس الصيفي فأنا تنفعني السباحة أكثر، وانت اخي هل تريد القدوم للسباحة؟ و الطقس يكون منعشا في الصباح، ها؟
ياغيز وهو يبتسم: نيردي اولوم؟ اين يا بني؟ نحن لا نقضي صباحاتنا بدون أشغال مثلك
- سوف تكتسب كرشا عما قريب ليكن بعلمك، اساسا عند النظر من هنا اعتقد انك اكتسبتها
ياغيز متضاهرا بالغضب : يوك ارتك، ليس إلى هذا الحد
- اويلي، اويلي، هكذا، هكذا، ام هل أن أطعمة العشاء هي ما جعلتك على هذا الحال! هازان انتي فتاة رياضية، هل تسمحين له بتناول اي شيء؟
انزعجت هازان من إصراره و محاولاته الجاهدة لجعلها تضطر على مشاطرته الحديث، حتى أنها لم تكن مجرد محاولات، ما اضجرها حقا هو اعتباره لكل ماهو بصدد فعله على أنه أمر طبيعي جدا، وكأنه لم يكن هو المسؤول الوحيد على تدمير كل شيء
دققت هازان النظر به و بتعابير وجهه المبتسمة ولكنها حافضت على ابتسامتها ثم قالت: لقد بدى لي في كامل لياقته, حتى أنه هكذا مثالي بالرغم من جلوسه لساعات على طاولة العمل
نظر إليها ياغيز رافعا حواجبه، فكر أنه لربما كان على هازان أن تكون أكثر صراحة، يعني صحيح أنه لا يوجد خطأ بما تقوله ولكن سماعه لكلامها بدا له غريبا بعض الشيء، اما هي فبسبب سنان زاد توترها ولم تشعر حتى بما قالته أو حتى بنظرات ياغيز لها..
ابتسم سنان ابتسامة عريضة وهو يقول: على كل حال إذا كان أهم شخص يا أخي تعجبه حالك ويرفض وجود أي تغييرات سلبية إذا ليس هناك مشكلة
قام ياغيز بفرك كلتا يديه اما سنان فقد أدرك أن سؤاله قد سبب بعض الازعاج لأخيه..
لم يكن هذا الأخير يقصد التسبب بالحرج عندما قال ما قاله لذلك حاول فتح حديث آخر، و هازان التي لم تكن تنوي الانظمام إلى هذه المسرحية فقد وجدت نفسها مجبرة على المواصلة لكي تحافظ على مجاملتها ..
احست بعينا سنان تراقبانها فتضاهرت بعدم الانتباه، ولكن مع مرور الوقت اختفت ابتسامتها و انزعاجها كان قد وصل حده، كانت وكأنها ستختنق حتى الموت..
استرجعت ليلة الفندق و تذكرت الكلام الذي قاله لها سنان في آخر لقاء بينهما فزاد حنقها ...
احست وكان الغرفة خالية من الهواء فحاولت التنفس مرتين ولكن ما فعلته لم ينفعها، إذ لم تكن حرارة المكان هي السبب في حالتها هذه ولكن الأفكار التي تعتمل خاطرها و التي تخنقها..
حاولت بصعوبة بالغة تشتيت أفكارها و إعادة انتباهها إلى الحديث الذي كان يدور بجانبها..
نظرت إلى قارورة البيرا الموضوعة على الطاولة و التي لم تفتح بعد و بدون تفكير مدت يدها نحو المفتاح الذي احضره ياغيز و قامت بفتحها ..
ارتشفت منها الكثير دفعة واحدة فتجعدت ملامح وجهها، وفقا لتسجيل الفيديو الذي شاهدته فهي لديها ماضي في ما يخص الثمالة، إذا لماذا تشعر الان وكان البيرا هي أكثر شيء مقرف تذوقته في حياتها؟
نظر كل من ياغيز و سنان نحو هازان فورا ولكنها تضاهرت بعدم الاكتراث، ثم أكملت شربها للبيرا ولكن هذه المرة بلطف محاولة الاعتياد على طعمها..
تجاهلت نظرات سنان لتلقي عيناها بعينا ياغيز المتسائلة فقالت: ني فار؟ ماذا هناك؟ لا تقل أنني لم اشرب البيرا ابدا.. لقد اشتهيتها، الا استطيع الشرب؟
اجابها ياغيز بهدوء: لقد كنت سأقول لكي فقط أن تشربي ببطء
لم تستطع هازان أن تتوقف عن التفكير في إذا ما كانت قد عاشت نفس الموقف من قبل أمامه ام لا ولكنها لا تريد التفكير لا بالماضي ولا بالمستقبل، فالشيء الوحيد الذي تريده هو أن تتخطى هذه الليلة بصحة و سلامة..
اخطئت هازان باعتقادها أن شربها سيخفف من اضطرابها، إذ أن الأجواء أصبحت وكان هناك مشكلة في الوسط، كانت تعتقد أنها استطاعت تدبر أمرها ولكن على ما يبدو فإن فتحها لقارورة البيرا زاد الطين بلة، فمنذ ذلك الحين نظرات ياغيز لم تفارقها ابدا، اما هي فكانت في كل مرة ينظر إليها تبادله النظرات اعتقادا منها أنه سيتوجه إليها بالكلام..
اما سنان فقد كان مسألة أخرى، عاد بحديثه إلى هازان التي انتبهت بالتوتر الكامن وراء ابتسامته، فتسائلت داخلها إلى متى سيستمر في وضع هذا القناع الذي على وجهه ولكن يجب عليها أن تعترف، إذ أنه كان أفضل منها بكثير في هذا الموضوع لأنها و عكس سنان فقد كانت تتلعثم خلال كلامها و كانت تبذل جهدا كبيرا لتستطيع الإجابة على كلامه..
يجب على أحدهما أن يضع نهاية لهذه المسرحية..
لم تكمل أفكارها الا و سمعت رنين هاتفها فهمست داخلها" لو تمنيت شيئا آخر لحدث"
نهضت من مكانها و توجهت إلى النافذة المطلة على إسطنبول و بدأت بالحديث..
-الو، ايجه جم، عزيزتي ايجه، كيف حالك؟
- انا بخير يا اختي، وانتي؟ هل انتي متفرغة؟ أعلم أن الساعة متأخرة ولكن..
- ساتشمالاما ايجه، كفاكي سخافة ايجه، انا متفرغة طبعا، انا جالسة مع ياغيز و سنان
- هاه، ايي او هالدي، جيد إذا، لدي خبر جميل لا يصدق لك، بيل باكاليم ني اولدو؟ احزري ماذا هناك لنرى؟
قالت هازان ضاحكة: بيلميوروم، لا أعلم، ماذا حدث؟
-اختكِ ستتخرج اخيرا
سمعت هازان ما قالته شقيقتها وقد گنت صرخاتها باذنيها فانفجرت ضاحكة على مرح ايجه الطفولي
- دور شابشال كز، انتظري أيتها الفتاة السخيفة، هل انتي بصدد القفز الان؟
- بيتي، بيتي ابلا، انتهى يا اختي، الأسبوع المقبل حفلة تخرجي!بالتأكيد ستاتين، لوتفن، لوتفن، لوتفن! ؟
أبعدت هازان الهاتف عن أذنها قليلا بسبب صوت اختها المرتفع و هي مستمرة في الضحك
- طبعا سآتي، انتي اختي الوحيدة، هل هناك احتمال أن لا أكون معكِ في أسعد يوم في حياتك؟
ايجه متذمرة:- ايه اعتقد هذا ايضا, وانا لهذا سألت اساسا... و انظري حتى أنني اتصلت بكي قبل امي، سجلي هذا
- ساسجلها حالا، احسنتي فعلا، و اي يوم تحديدا الحفلة؟
- الأربعاء القادم، وهناك سهرة ليلا أيضا، فأنا و اصدقائي سنقوم بسهرة بنات لكي نتسلى و نودع بعضنا البعض، لذلك لن أفرغ المنزل فورا يا اختي، هل هناك مشكلة ابلا؟
- طبعا ليس هناك أي مشكلة، استمتعي فقد استحقيتي هذا
- انتي وحيدة اختها
قالت ايجه كلماتها ثم شرعت في رمي القبلات
- هيا، هيا كفي عن مجاملاتك و اطرائك... ولكن بعد ذلك سوف تعودين إلينا فورا، لقد اشتقت إليك كثيرا ايجه
- و انا اشتقت إليك، هااا بو ارادا، بالمناسبة تستطيعين دعوة من تريدين، يعني اذا اردتي دعوة السيد حازم، سنان و البقية فلا مشكلة، طبعا هذا لا يشمل زوجكِ لأنه من عائلتنا كما تعلمين
سمعت هازان قهقهاتها بعد إكمال حديثها فاردفت قائلة: كيفين ياريندي تابي، مزاجكي عال العال طبعا، واصلي سخريتك، تمام ساقوم بدعوتهم و الخيار لهم إذا أرادوا القدوم ام لا
- انتظر خبرا منك اذا، أخبريني متى ستأتون، كم ستبقون و من سيأتي لكي استعد انا وفقا لذلك، والان علي الاتصال بأمي ابلا، نتحدث لاحقا، اوبيوروم تشوك تشوك، اقبلكي جدا جدا، ارسلي سلامي لياغيز و سنان
أغلقت هازان الهاتف وهي لاتزال مبتسمة، إذا اختها الصغيرة في طريقها لتخطي أهم سنة لها، بهذا ستكون قد حلت آخر ما كان يمنعها لخوض معركة الحياة..
التفتت فإذا بياغيز و سنان ينظران نحوها، فابتسمت، إذ أنها شعرت بتحسن حالتها بعد اتصال شقيقتها، انه مرح ايجه ما جعلها احسن حالا..
- أنها تبعث سلامها، كما أنها تقوم بدعوتنا لازمير لحظور حفل تخرجها الهانم الصغيرة
قال سنان مبتسما هو الاخر: فاي جيمجيمي، هذا يعني أنها أنهت مدرستها
ارتسمت على وجه ياغيز ابتسامة دافئة تعبر عن سعادته بما سمعه ثم قال: لقد فرحت كثيرا، ساتصل بها لاحقا لابارك لها
قالت هي متوجهة بحديثها إلى ياغيز تحديدا: سنذهب أليس كذلك؟
- طبعا سنذهب
بادلته هازان الابتسام..
وقف سنان من مكانه وهو يقول :- وانا يكفي لأنهض، لقد شغلتكم باحاديثي بما يكفي
لم تتفوه هازان بكلمة ولكن عند تذكرها لدعوة شقيقتها فكرت أن تقوم بواجبها فاردفت: سنان... ايجه تدعوك انت و السيد حازم و البقية إلى حفلة تخرجها، ليكن بعلمك
نظر إليها هو الآخر، تردد قليلا ثم اجابها: باكارز، سنرى، لا أستطيع أن اعدكِ
قال كلامه ثم قام بتوديعهما و خرج...
أخذت هازان نفسا عميقا، واخيرا انتهت هذه الليلة بدون مشاكل أو مصائب، انها حقا لا تكاد تصدق حالتها هذه، شيء تافه كهذا لا ينفك يعكر مزاجها و يجعلها غير قادرة على التحمل أكثر، مع العلم ان المسألة لازالت جديدة ولكنها تعلم أنها يجب تكف عن التصرف هكذا و تلملم نفسها..
ياغيز و فور عودته إلى الصالون، مد يده نحو قوارير البيرا الفارغة وهو يقول: لالملم هذه الأشياء
ثم توجه بهم إلى المطبخ، فلحقت هي به، احس ياغيز بوجودها ورائه فقال: انتي شاردة قليلا اليوم
نظرت هي إليه فادركت انه و كما شائت العادة لم يفوت شيئا البتة، كان و كأن لديه منبه يعطيه اشعارات كلما لاحظ أقل شرود لها، دققت النظر بعينيه فاضاعت نفسها كالعادة بهما..
قالت وهي تتمنى بيأس عدم ملاحظته للاجواء التي كانت تسود علاقتها بسنان : اييم، يوك بير شاي، انا بخير لايوجد شيء
ثم اضافت: من أين استنتجت أنني شاردة؟
رفع ياغيز بوجهها قارورة من بين التي بيده ثم لوح بها وهو يقول : ساديجي... فقط...
رفعت حاجبيها : لم أفهم لماذا علقت على هذا لهذه الدرجة؟ كما قلت في الصالون لقد اشتهيتها فقط
حاولت جاهدة أن لا تزيح عيناها عن عينا ياغيز الذي كان يدقق النظر بها
- عادة فأنتي تشربين فقط عندما تريدين الاستمتاع او عندما تكونين مستائة، وإلا فأنتي ليس لديكي علاقة جيدة بالمشروب
حاولت كثيرا أن لا يتغير لون وجهها ولكن لا جدوى، كل ما تفعله على فراغ، كان يجب أن تفكر في هذا من قبل، ففي النهاية هي زوجة هذا الرجل منذ سنوات، حتى أنه في بعض الاحيان يفهم معنى تصرفاتها أكثر منها، وهذا يجعلها تفكر إذا ما كان هذا الشيء جيد ام سيء ولكنها متأكدة أن هذا الشيء كان يروقها في الماضي..
هذا الموقف يزعجها كثيرا، هي لم تفكر بعد أن تخبره بما حدث مع سنان، لأنها كانت متأكدة ان ما تشعر به بسبب ما سمعته سيزول و انه لن يبقى لديها أي أضرار منه، كما أنها استطاعت و بصعوبة تحسين علاقتهما ولذلك لم ترد لأي شيء أن يعكرها أو أن يلاحظ ياغيز اي خطئ منها في الوقت الذي قررت هي طي صفحة سنان و تركه في الماضي..
في حين أن هناك العديد من الأفكار التي تشغل ذهنها الا انها حاولت الابتسام ثم قالت مواصلة كذبتها : انا فقط أردت مرافقتكما عندما كنتما تشربان
كان شعور تأنيب الضمير يزداد داخلها مع كل كلمة كاذبة تتفوه بها...
انزل ياغيز نظره عنها وهو يهز راسه تعبيرا عن فهمه وقال: الوقت تأخر، لاتصل بايجه قبل أن يتأخر أكثر
فاجابته هي محاولة عدم اضهار شيء: تمام*********************
مرحبااااااااااا مرحبااااااااااا حبايب قلبي 💖💖💖💖😍😍😍😍 اسبوع جديد و سبت جديد و حلقة جديدة مع ياغيز و هازان حبايب قلبنا 💗💗💗💑
المهم انا كتير اشتقتلكم 💝💝 يا رب الحلقة تكون تكون عجبتكم بعرف انو مافيها كتير احدااااث بس الحلقة تبع بكرااا نار و شراررر 😂💖 ومشان حمسكم رح اعطيكم تلميح وهو كلمة "ازمير" 🤣
يلاااا أطلقوا العنان لتوقعاتكم 💖💖💖
أنت تقرأ
مفقودة (مكتملة)
Romanceتوقفت للحظة، اجالت نظرها بتفاصيل وجهه الجميل الذي زينته الشامات المتناثرة هنا وهناك، مدت يدها المرتعشة بلطف لكي لا توقضه، هناك شعور قوي داخلها يدفعها لتلمس هذه التفاصيل الدقيقة بكلتا يديها، مررت اصابعها برقة متحسسة كل مكان في وجهه لتستقر اخيرا فوق ش...