الحلقة الخامسة عشر

3.4K 92 26
                                    

الحلقة 15:
ضلت لايام عديدة وهي تجلس امام التلفاز تتنقل من قناة الى اخرى وهي تفكر في كلام الاخصائية النفسية، تاففت من شدة ضجرها، اذ انها منذ ايام وهي تشاهد نفس الاشياء محاولة تشتيت ذهنها عن التفكير، مرت على قنوات الافلام على امل ان تجد فيلم ينال اعجابها، حينها سمعت صوت الباب وهو ينفتح، لفت وجهها باتجاه الحائط لترى ان الساعة قد شارفت على التاسعة ليلا، منذ ايام وهو يعمل على هذه الوتيرة، واغلب الاوقات يتاخر عن العودة الى اكثر من هذه الساعة، تنفست هازان بانزعاج، لربما هي لم تحاول اصلاح الاوضاع بينها و بينه ولكنها لم تتوقع ان عيشهما معا كغريبين سيكون غير قابل للاحتمال هكذا..
غريبين... هذه الكلمة حقا تختصر جيدا الوضع، لم تفكر هازان من قبل عن المعنى في فتح الانسان لباب البيت و الدخول، ولكنها الان وبسبب الوحدة التي تشعر بها يوميا فهمت معنى ان يفتح الانسان الباب وهو يعلم ان هناك من ينتظره في الداخل، الان هي تعلم جيدا كم ان الشعور بان لا احد يهتم لمجيئك ام ذهابك هو شيء قاس جدا.
وهذا ما تشعر به هي منذ ايام...
لقد كانا كغريبان وحيدان يعيشان في نفس المنزل..
عند رئية ياغيز لها القى عليها التحية وهي بدورها القت عليه خطابها المعتاد و المتكون من ثلاث جمل : مرحبا، هل انت جائع؟ هناك بعض الاشياء في الثلاجة
- اكلت بعض الاشياء في الخارج، لقد كان يوما طويلا، لذلك ساستحم و انام
قال كلماته ثم اتجه نحو غرفة الضيوف..
ضلت هازان تنظر اليه وهو يسير متجها نحو غرفته، لاحظت ان حديثهما اليوم كان اقل من الايام الماضية، حتى ان كلماته كانت قابلة للعد
نهضت من مكانها فور رئيتها للاقراص (سيديز) المرصفة بجانب التلفاز، ومن بينها كان هناك اقراص ديفيدي مسجلة، مدت يدها نحوهم، اخذت البعض منها و شرعت في قراءة ما ورائها، اختارت احد الافلام الذي كانت تتذكره منذ صغرها ثم اعادت البقية ولكن فضولها جعلها تحمل الاقراص المسجلة و تلقي نظرة عليهم..
ارتعد قلبها عند فهمها ان ما تمسك به بين يديها هي تسجيلات فيديو، كان من بينهم ما كتب عليهم التاريخ و ملاحظة صغيرة تشرح موضوع التسجيل، وبدون ان تنتبه وجدت نفسها تنظر الى الاقراص التي كانت مرتبة من اقرب تاريخ الى ابعد..
"14-04-2019 عيد ميلاد ياغيز"، "05-12-2018 مفاجاة سنان"، 18-10-2018" غناء ياغيز خلال عشاء العمل"، (واثناء قرائتها لهذه الملاحظة وجدت تحتها ملاحظة صغيرة كانت تبدو قد كتبت بخط ياغيز تقول" و اثناء قيامي بواجبي كزوج لهازان ايجيمان")، "10-08-2018 ياغيز ايجيمان في محاولة لضبط رحلات السفاري" (ومرة اخرى وجدت ملاحظة اخرى بخطها تقول"  محاولة هازان اخفاء فهمها لخطئها و عدم تبيينه حتى ولو كانت نادمة" و تحتها وجدت ملاحظة اخرى بخط ياغيز تقول" على الاطلاق") "03-06-2018 مباراة الاخوة ايجيمان"، "11-03-2018 زيارة دار رعاية الاطفال اليتامى"، "28-02-2018 شرب هازان للخمر حتى السكر بدون علمي في عيد ميلادها" (ولكن هذه المرة تعجبت هازان من ايجادها لملاحظة لها على شكل قبلة)، "01-01-2018 عام جديد"، " 15-10-2017 الهروب الصغير"، "30-07-2017 اليوم المنتظر، "28-05-2017 ياغيز ايجيمان خلال التريكينڨ ( رحلة على الاقدام)" (وجدت ملاحظة بخط ياغيز تقول" و اول خطوة تخطوها هازان شاميكران في طريقها لتصبح ايجيمان" )
توقفت هازان عند اخر قرص بين يديها، " اول خطوة تخطوها هازان شاميكران في طريقها لتصبح ايجيمان "، ترى هل ما تفكر به صحيح؟، الملاحظات التي قرئتها قبل هذه كانت تبدو ضريفة، لابد وانه شيء تعودت فعله هي و ياغيز دائما، اثناء قرائتها لتلك الملاحظات كان تضحك على بعضها و تتعجب من البعض الاخر ولكن هذه الاخيرة لماذا جعلتها تشعر بتوعك شديد في معدتها ؟
نظرت باتجاه بهو غرفة الضيوف ثم اقتربت قليلا من الباب فسمعت صوت مياه تاتي من الداخل، عاودت النظر الى القرص الذي تحمله بيدها المرتعشة، لم تعلم ماذا سيفعل ياغيز اذا خرج فجاة و امسكها وهي تشاهده، لازالت لا تعلم الحل في تخطي هذا الخوف من الحديث معه في هذه المواضيع، نعم هي ليست ممتنة من وضعهما هذا ولكنها ايضا لا تستطيع الوقوف هكذا دون فعل شيء
اقنعت نفسها بانها تستطيع التفطن به اذا هم بالخروج ثم هرولت نحو جهاز الديفيدي، ضغطت على الزر، وضعت القرص في مكانه ثم عاودت ضغط نفس الزر، امسكت بجهاز التحكم بين يديها المرتعشتين، نظرت في اتجاه غرفته مرة اخرى خوفا من خروجه، وطت في صوت الفيديو الى حد يخول لها سماعه هي فقط ثم ضغطت على زر التشغيل، حبست انفاسها وهي تنتظر بدايته..
كانت الصورة التي تشاهدها و اصوات الرياح التي عبت المكان تدل على انه كان مكانا جبليا، وطت من صوت التلفاز اكثر ثم اقتربت من الشاشة و ما ان جلست امامها حتى رئت وجهها..
- مرحبا ! اليوم نحن هنا لتسجيل حدثا تاريخيا لكم اعزائي المشاهدين، انا هازان شاميكران، اليوم انا فخورة بقيامي معكم بهذه الرحلة افندم ! الان و قبل انطلاقنا في طريقنا الطويلة جدا سوف نكمل اخر استعداداتنا ثم نبدا سلك طريقنا، بالمناسبة...
اتى صوت من خلف الكاميرا مقاطعا كلامها :- انتي اولا قومي بربط احذيتك هذه جيدا ومن ثم ابدئي في التصوير
- هااا وهاهو الجزء التاريخي من الحدث اعزائي
وجهت الكاميرا نحو ياغيز فبدى وجهه المثالي بملامحه القاسية و عيناه السماويتان، كان يمسك بحقيبة ضهره يحاول اقفالها حين التفت نحو الكاميرا حيث كانت هازان لاتزال تتحدث: لان و لربما لن تصدقوا، لكن حضرته قد اخذ استراحة من العمل لبضعة ايام للخروج في رحلة و علاوة على ذلك انه قرر القيام بتريكينڨ ( رحلة على الاقدام)
اقترب ياغيز هذه المرة من الكاميرا حتى ان وجهه لم يعد يرى وهو يقول: اذا سرتي باحذيتكي على هذا النحو فسوف تقعين لا محالة، اعطني هذه الكاميرا و قومي بربطهم
اخذت هازان نفسا عميقا ثم اجابته: تمام باي كونترولسوز ياشامايان، ايها السيد الذي لا يستطيع العيش بدون تحكم، لازلنا في الدقيقة الاولى و ها قد سجل الهدف الاول، عدا ذلك ما الذي وضعته في هذه الحقيقة لكي لم تستطع قفلها باي طريقة؟
اكملت ربط احذيتها ثم عادت لاخذ الكاميرا موجهة اياها نحو ياغيز الذي اجابها: جميع الاشياء التي قد نحتاجها في وضع طارئ، مشاعل يدوية، اكل اضافي و ماء...
- اوهوو انت ماذا قرات في الكتيب الخاص بالبرنامج؟ كان يجب عليك قراءة القسم الخاص بالانشطة التي سنقوم بها، و القسم الذي يحمل صور المناظر التي سنراها، وكان عليك معرفة اسامي الطرق التي سنمر من خلالها و الشلالات التي سنصل اليها
- هناك فائدة من الاستعداد، كما انني قمت ببحث حول التلال الخطرة، المنحدرات الحادة و الصخور التي سنمر منها, لن نكون دائما مزدحمين، كما ان الهاتف لا يلتقط الاشارة هناك، ولهذا السبب انا ساكون حذرا افضل من ان اشعر بالندم بعد ذلك
- تمام، تمام ساغير الموضوع قبل ان تكمل سرد الكوارث التي تشغل ذهنك، اعزائي اذا وفقا للبرنامج فسيكون سيرا لمدة ثلاث ساعات، وحين وصولنا الى اجمل نقطة نهاية سترونها وهي الشلالات خاصتنا سوف ننهي بهذا رحلتنا, طبعا انت قم بحمل هذا و لكنك لن تكون هناك الا مع حلول المساء، هذا اكيد
- تكلمي، تكلمي انتي، سنرى الى متى سوف تتحملين السير و التكلم في ذات الوقت
بالمناسبة لقد انطلقا في السير...
- اولا، انا لا اتحدث كل دقيقة و اساسا ماذا ساجد حديثا لاقوله لمدة ثلاث ساعات و ثانيا انا رياضية ياغيز باي، و استطيع التحمل اكثر منك كما ان نفسي اطول من نفسك، كن على ثقة من هذا.. و ثالثا انا شابة اكثر منك، برايي ان تقلق على نفسك افضل
قالت كلماتها و هي تضحك، امسك ياغيز بالكاميرا موجها اياها نحوه..
- لازلتي شابة اليس كذلك ؟ وانا هل ابدو لكي مسنا من هناك ؟ علاوة على ذلك انتي كيف تحسبين انني قمت بهذه العضلات ؟
- لا اعلم، هناك شيء في مجالنا يسمى البروتين، لا اظن انك لم تسمع عنه من قبل
- توه! ويحك! كيف استطعتي كشفي ؟
لم تستطع هازان كتم ضحكتها فملئت قهقهتها ارجاء المكان..
- لا تقم بهذه الحيل علي، من يصدق انك تحصلت على تلك العضلات عن طريق ممارسة الرياضة و انت تستمر في الجلوس على المكتب طوال اليوم ؟
- طوال اليوم ؟ لماذا ؟ هل انا روبوت ؟ لن تصدقي ولكني كانت لدي جوائز في السباحة
- و ها نحن نتعرف على واحدة من فضائل التواضع لديك
- استمري انتي في عدم تصديقي
- انا لا اهتم بالكلام، انا اهتم بالافعال، هل انت موجود في الرهان ؟ فارميسين ؟
- وماهو ؟
- من يصل الاول هو من يكسب الرهان
رفع ياغيز حاجبيه متسائلا: جيد، و الرابح على ما سيتحصل ؟
- ما تريده، ولكن طبعا سيكون هناك حدود معقولة
- حدود معقولة اذا ؟ لقد كنتي متاكدة منذ قليل من وصولي المساء، طالما تراهنين لماذا تخافين اذا ؟
قال كلماته و شرع في الضحك ...
- تمام ليكن كذلك، فكيف ما كان سوف تخسر، و هذا لا يهمني، انت اردت هذا و بعدها لا تشتكي و تقول انه طلب غير معقول، اتفقنا ؟
- اتفقنا
- اذا لنبدا
بدا الفيديو في الاهتزاز، الكاميرا لا تزال لدى هازان، احيانا تلفها لتري المنظر، واحيانا اخرى تقوم بملخص الرهان الذي بينها و بين ياغيز
وجهت الكاميرا نحو ياغيز ثم قالت : نحن الان في نصف الساعة الثانية ولازال ياغيز ورائي ب10 امتار
كانت ترى فقط يداه من بعيد حتى وجهه لم يكن واضحا، صاحت لكي يسمعها: انظر لازلنا لم نتدحرج من الصخور، كما اننا لم نسقط في الهاوية، انصحك بان تلقي بتلك الحقيبة والا لن تستطيع الاسراع ابدا
- ساراكي و انتي تسقطين و حينها سوف تنادين" ياغيز انقضني" و ستتشكرينني
صاحت هازان مقهقهة : ماذا ؟ ماذا ساقول ؟
ضحك ياغيز ايضا ولكنه لم يخطو اي خطوة الى الامام : ستريدين مساعدتي، وحينها لن ينقضك احد غير حبيبك وعضلاته التي سخرتي منها، لانني انا الوحيد الذي حمل مكانك و من اجلك هذا الكم من الحمولة
وجهت الكاميرا نحوها و قالت بعينين تلمعان بهجة:- تشاهدون اليس كذلك ؟ انه الان يقوم بخطاب في المشاعر
عاد الفيديو ليهتز مرة اخرى، لم تعد هازان تستعمل الكاميرا كثيرا ولربما بسبب تعبها، فقط بين الحين و الاخر تمسك بها باتجاه ياغيز لكي ترى مكانه او اذا شاهدت منظرا رائعا تصوره فورا..
عندما اقتربت من النهاية و شارفت على الوصول عادت لتمسك بها بين يديها ووجهتها نحوها وقالت: ايفيت، هل ترون الشلالات من هنا ؟ استطيع الشعور برحابتهم من الان، حتى لو وقعت الان من شدة الحرارة فحقا هذا يستحق لكي ارى هذا المنظر فقط، لايزال هناك ساعات ليتغير الطقس ومع ذلك فالمكان هنا يبدو رائع، لاصل اولا الى القمة التي ترونها، بالمناسبة اظن انكم قد لاحظتم انني من سيكسب الرهان ! في الواقع لقد بدات التفكير في ما ساطلبه من ياغيز ولكن حقيقة لم يخطر ببالي شيء بعد، اساسا انا من فتحت على راسه قصة التريكينڨ هذه، لربما قد ندم على مجيئنا منذ زمن، الان لا اعلم ماذا سافعل مع تانيب الضمير الذي اشعر به ولكن الرهان رهان اليس كذلك ؟ انا لم اجبره، نعم، نعم... لا داعي للعطف الان، كما انكم رئيتم كيف ضحك عندما قلت له "حدود معقولة"، يوك،  شفقة مفقة يوك، ايفيت! لنرى الى اين وصل ؟
اعادت توجيه الكاميرا كما فعلت سابقا نحو ياغيز ولكنها لم تجده، لفتها 360 درجة في انحاء المكان ولكن ليس له اثر ابدا، غمغمت : ا تجاوزني و لم اره الله الله ؟
نظرت الى القافلة التي كانت تسير معهم ولكنها لم ترى اي احد يشبه ياغيز من بينهم..
طال بحثها لدقائق ثم توقفت في مكان ثابت و ضلت تنتظر اقتراب الاشخاص الذين كانوا ورائها، ضلت تحول الكاميرا من مكان لاخر علها تراه ولكنها بعد مدة قامت بانزالها الى الاسفل و ضلت تصور المكان فقط، بدات هازان في العودة من الطريق الذي قدمت منه وهي تحاول الاتصال بياغيز..
لم تعد هناك صورة ولكن الاصوات عبت الفيديو: لو سمحتم هل استطيع سؤالكم ؟ لقد كان معي شاب طويل، يرتدي تيشرت ازرق غامق، يحمل وراء ضهره حقيبة سوداء، ترى هل رايتموه ؟
- هاير جورميديم، لا لم اراه
- باردون باكارميسينيز، عذرا هلا نظرت ! لقد كان معي حبيبي، لقد تعرفتم عليه، كان اسمه ياغيز، هل تذكرتموه ؟ لقد كان يسير ورائي منذ نصف ساعة هل رايتموه يا ترى ؟
- لا لم ارى ياغيز باي
سئلت بضعة اشخاص اخرين وعند تلقيها لنفس الجواب عادت لتتسلق من جديد، زاد صوت تدفق مياه الشلال كلما اقتربت اكثر ليختلط بصوت تاففاتها وهي تقول: انه لا يلتقط اووف ياا، اين انت ياغيز ؟ لقد كنت ورائي, كما انه ليس طريقا صعبا لتضيع به، يعني لا افهم الم تحمل معك خريطة ؟
كانت تسير نحو نقطة النهاية وهي تكلم نفسها بقلق شديد حين سمعت صوتا جعلها تقف كالهيكل العضمي في مكانها..
- هل لازال الرهان قائما ؟
لقد كان صوت ياغيز ياتي من قربها..
- يااا سانا اناناميوروم ! انا حقا لا اصدقك ! ياا اين كنت ؟ لقد مت قلقا عليك، هل لديك فكرة عن عدد المرات التي اتصلت بها بك ؟
وضعت الكاميرا على جنب، ورغم ان الرئية كانت شبه منحرفة الا انها كانت تلتقط كل منها و من ياغيز..
اقتربت منه و شرعت في لكمه بخفة على صدره و ذراعه، اما هو فقد احس بمدى ذعرها فقال لها محاولا التهدئة من روعها: هاي، هاي...تمام، تمام، لقد فهمنا ! ساكينول، اهدئي، ها انا هنا، انني رجل راشد هازان، ماذا اعتقدتي سيحدث لي ؟
- لم يكن هناك وميض لك طوال الطريق، كما انه يوجد صخور هنا عديدة، ماذا تريد مني ان اظن ؟
ياغيز محاولا كتم ضحكته: ولكنكي لم تصدقي وجودهم ؟
- اذا صدقت ام لا، ما دخلك انت ؟ عدا ذلك اين كنت ؟
اجابها ياغيز بصوت مبحوح ينم عن الندم:- في الواقع لقد قرئت جيدا ذلك الكتيب، وكان به خريطة تشير الى طريق للوصول الى هنا اقصر من هذا ولكنه اخطر، وانا لم اخبركي عن هذا الطريق لانني اعلم انكي و بدون تفكير سوف تصرين على الذهاب منه، و عندما اقترحتي فكرة الرهان، اجبرتني على الخروج من هذا الطريق و تجربة الاخر و ها انا وصلت قبلك، ولو كنت علمت باتصالك بي لعدت اليكي فورا، صدقيني لم يكن لدي علم
- انه مجرد رهان ياغيز ! ماذا لو حدث لك مكروه ؟
- لقد كانت الجائزة مهمة بالنسبة لي، لذلك رجل الاعمال الذي بداخلي لم يستطع تفويت هذه الفرصة..
- هكذا اذا ؟ و ما هذا الذي تريده لهذه الدرجة اخبرني لنرى ! قل لي اولا لكي اقرر انا هل ساغضب منك لمدة اسبوع ام شهر
- هازان هلا هدئتي ؟ عندما تفعلين هكذا لا يبقى لهذا اي معنى
حاولت هازان الهدوء رويدا رويدا ثم قالت له: تمام، انا هادئة هل رايت !
كان ياغيز يدقق النظر بها ثم اقترب منها خطوة..
- هازان... انا اسف حقا تمام! ولكن نيتي كانت ان اقول هذا عند صعودنا الى الشلال، كنت اريد شيئا بدون حدود معقولة... انه عرض جميل لدرجة لا اتخيلها..
امسك بيد هازان ثم اكمل: اولا خطر بذهني طعام عشاء، ولكن بعد ذلك فكرت انه يجب علي فعل شيء اكثر اهمية لاسعادك، بصراحة انا اعلم، انتي لم تقولي لي ولا مرة بصراحة مالذي يضايقكي مني ولكن حتى لو لم تقولي ذلك فانا افهم هازان، لذلك كان يجب علي ايجاد مكان استثنائي لعرض استثنائي، وعند رئيتي لقمة حماسك لهذه الرحلة قلت في نفسي هذا هو ما ابحث عنه, انتي لن تكوني سعيدة في عشاء رومانسي، مع وجود هذا الوادي الغير المحدود حولك، صوت الشلال المتدفق في اذنيكي و الحمرة التي على خديكي بمفعول الرياح كنتي ستتركين الجميع ورائك و عند قيامي بعرضي هذا لفتاتي الرائعة ذات الروح الحرة لن اخشى احدا, يعني انني عند قبولي لهذا الرهان لم اكن بريئا و نعم علي الاعتراف انني قد اكون التجئت لاساليب احتيالية للفوز
حبست كل من هازان التي بالفيديو و هازان التي في الصالون نفسهما وهما ينتظران ما سيقوله ياغيز بعد ذلك..
اخرج الشاب خاتما من جيبه، كانت هازان التي بالفيديو تنظر الى الخاتم، اما هازان التي بالصالون فتعلقت عيناها بياغيز الذي لم يبعد نظره لحظة عن هازان..
- هازان ... هل تقبلين الزواج بي ؟
نظرت في اتجاه الغرفة عند سماعها لصوت الباب وهو يفتح، ثم احست بصدرها وهو يقفز من مكانه عندما شاهدته يسير باتجاهها يضع منشفة على راسه، سارعت بغلق الفيديو بتوتر ، ارجعت الاقراص الى مكانهم بدون انتضام ثم امسكت بجهاز التحكم و فتحت التلفاز
اتجه ياغيز نحو الة القهوة وقد كان واضح انه لم ينتبه لشيء، لاحظت هازان استراقه النظر نحوها اثناء قيامه بتحضير القهوة، اما هي فقد كانت نبضات قلبها تتسارع اكثر فاكثر حتى انها فكرت انه لولا صوت التلفاز لكان سمع صوتهم، وذلك بسبب خوفها لان القرص لا يزال داخل جهاز الفيديو، اكمل ياغيز ما بيده ثم التفت باتجهاها ولم يكن صعبا عليه فهم ما كان يحدث اما هي فقد كاد قلبها يخرج من مكانه من شدة خوفها..
بعد بضع دقائق، قال ياغيز لها "تصبحين على خير" ثم اتجه نحو غرفته، اما هي فقد ضلت كمن اصابه شلل كلي، صدرها فقط هو ما كان يهتز وفقا لضربات قلبها القوية..
تذكرها لما كانت تشاهده قبل قليل جعلها تشعر بمغص بمعدتها، لازالت اصوات ذلك الثنائي تتكرر على مسمعها، لقد شاهدت و سمعت كم كانا يحبان بعضهما و سعيدان معا، كانت تحاول تخطي صدمتها من ما رئته، كم ارادت ان تدخل داخل ذلك الفيديو و تصبح تلك الفتاة و ان تضيع بين نظرات ذلك الرجل الذي لا ينظر اليها مباشرة الان
نهضت من مكانها و اتجهت نحو النافذة، ليس هناك داعي لان تكمل سماع اجابتها، وليس بسبب انهما متزوجان الان، ولكنها حتى ولو لم تكن متاكدة من عشقها له الا انها متاكدة انها وافقت على عرضه حينها وليس لهذا ايضا علاقة بلطافة ياغيز او بمخططه الرائع
هي فقط فهمت و تاكدت من ذلك من خلال نظراتهما المليئة بالسعادة...
اذا كانت قد احبت سنان يوما، فماهي مشاعر تلك الفتاة التي كانت تراها تجاه ياغيز ؟
ترى هل هو مشابه للحب ؟ لم تعلم ولكن هازان كانت تعرف نفسها جيدا، عندما اخبرها الجميع كم كانت سعيدة، كم انها احبت ياغيز و انها سامحت سنان على فعلته لم تصدق ولم تقتنع ولكن رئيتها لهذا بنفسها، مجرد النظر الى وجهها استطاعت فهم كيف كان قلبها ينبض، كيف كان داخلها يحترق و حتى من كان يملئ عينيها سعادة و فرحا، و الشيء الوحيد الذي تاكدت منه منذ قليل وهو انها كانت تحب ياغيز حبا اعمى و وجود مستقبل لها بدونه لم يكن خيارا ابدا..
" لماذا تصرين على رئية حياتك قبل الاربع سنوات و حياتك بعدها على انها ذات الشيء"
عند تذكرها لسؤال السيدة سيزين اغمضت عينيها و تنفست بعمق، انها الان ترى ما لم تكن تراه منذ زمن..
هازان لم تفقد فقط تلك الاربع سنوات من حياتها، بل فقدت لحظات مليئة بالتعاسة، القلق، الخوف، الدموع و الوحدة، و خلال الاربع سنوات تلك، استعادت حياتها من جديد، و ملئتها بالسعادة، الحب و الامل..
و خلالها لاول مرة تشعر انها على قيد الحياة كما انها ادركت من تكون حقا ..
حرمانها من كل هذه الاشياء كان ضلما حقا ولكن ليس هناك داع لمحاسبة نفسها الان، لانها هي من كانت تغمض عينيها عن تلك الحياة..
لقد كانت تمنع نفسها من فتح عينيها بالرغم من ادراكها بانها حياة سعيدة ..
ومن اجل من ؟ من اجل رجل خيالي كانت تظن نفسها تعرفه ؟ ام بسبب عدم معرفتها للرجل الذي تزوجته ؟ اييه ! و النهاية ماذا كانت ؟ كانت معرفتها ان الرجل الذي كانت على علاقه به هو السبب في ليلة الفندق تلك وان الرجل الذي لطالما كرهته بريئ، لكن عليها الاعترافانه  الان لم يبقى لديها ادنى شك ان ذلك الرجل الذي لا تعرفه عاشقا لها..
ليس هناك داع في مواصلة خداع نفسها، لقد كانت الاخصائية النفسية محقة حين قالت لها انها الزمن يمر وهي لازالت تقف مكانها، لقد تعلقت بالماضي الى درجة توقفها عن المضي قدما، ولكنها ليست فتاة كهذه، انها ليست الفتاة التي تبكي على ايام مضت، لم ولن تكون فتاة على هذا النحو، انها الفتاة التي نجحت في صنع نفسها من جديد..
هي الان تعرف تلك الفتاة جيدا، لقد كانت هكذا منذ البداية، ولكي نستطيع رئية هذا يجب علينا تذكر كيف استطعنا ان نولد من رماد من جديد..

************************

وهيييك بنكون خلصنا الحلقة الخامسة عشر يلي ما حدا فيه ينكر انها كتير حلوة و رح تكون هي بداية التحول و التغيير 💖💖💖💖💖😂😂
الحلقة هاي طوييلة كتيير و حلوة كتيير فبدي تفاعلكم و مومنتاتكم تكون كتيرة متلها 😂😂💖💖🙏
يلااا حبايبي انشالله تكونو حبيتو الحلقة و يلا بدي رايكم، بيلي شافتو هازان، و بعلاقة ياغيز و هازان قبل الزواج و كيف كانو عايشين حياتهم و كيف كانو سعداء و شو رايكم بالسيديز او الديفيديز يلي مسجلين و اهم شي شو رايكم بعرض الزوااج ؟ اااخ بس شو كان بدي شوف هاد الشي بالمسلسل 😭😭😭😭😡
المهم يلاا توقعاتكم هلق كيف رح تتصرف و شو رح تعمل هازان من هون و رايح ؟
بس بوعدكم رح حطلكم عيديات بالحلقات الجااية بالرغم من انهم مو موجودين 😂😂😂😂💖💖💖

مفقودة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن