الحلقة 13:
اعاد السيد حازم هازان الى المنزل بدون سؤالها عن ما فعلت وهي في المقابل لم تقل شيئا ابدا، ارتدت لباسا مريحا ثم خرجت لتتجول قليلا..
لم تخبر والدتها انها ستخرج بل قالت لها انها ستبقى بالبيت لترتاح، هي حقا غير راضية عن كذبها ولكنها مجبرة على فعل ذلك، لان والدتها لو تعلم بخروجها و انها لا تعتني بصحتها فلن تتركها بمفردها ابدا..
كان يوما صيفيا حارا، ارادت هازان الذهاب الى الاماكن التي كانت تتردد اليها سابقا، ارادت ان تفرغ ذهنها و ان تفصل نفسها عن العالم قليلا..
المسؤوليات، الالتزامات و القيود هم اخر اشياء تريدهم في الوقت الحالي.
تتبعت مشاعر هازان القديمة فوجدت نفسها في حيهم السابق، من ناحية كانت تفكر في الاشياء التي يجب عليها القيام بها و من ناحية اخرى ارادت ان تستمتع بذكرياتها الماضية..
عند وصولها للحي شاهدها البعض فالقو عليها التحية و قالوا لها حمدا لله على سلامتك و هذا ما جعلها تشعر براحة غريبة بداخلها فلقد اكد لها هذا ان علاقتهم باهل الحي لم تقطع بعد و انهم لازالوا على تواصل..
اكملت طريقها و هي تشعر بالسعادة، وبعد مرورها على الحي، توجهت نحو مدرستها القديمة، ومن هناك الى الصالة الرياضية التي عملت بها سابقا، مرورا الى المقهى الذي كانت تذهب اليه لتناول الغداء وصولا الى حديقة الحيوانات التي غالبا ما كانت تذهب اليها لانها تحبها، لقد شعرت بانها هازان القديمة مرة اخرى و هذا ما اشعرها بالراحة و الفرحة..
بعد ذلك، قررت السير على طول الساحل، اذ ارادت ان تستنشق هواء المضيق...
كانت تستمتع بجمال الطقس الذي تحول الى طقس ربيعي، فقررت الذهاب الى بائع الكفته الذي لطالما ذهبت اليه قبل اربع سنوات، اشترت ساندويشة كفتة ثم جلست تتمتع بمنظر المذيق امامها، ابتلعت اخر لقمة بفمها بتلذذ ثم نهضت ممتطية سيارة اجرة لتعود الى المنزل..
فتحت باب المنزل و دخلت فاذا بها تشاهد ياغيز يمسك بهاتفه وهو في قمة احتقانه، وفور رئيته لها وهي تهم بالدخول القى هاتفه من يده و هرول نحوها..
- اين كنتي انتي ؟
اجفلت هازان امام نبرة صوته التي كانت تدل على غضبه الشديد..
- لقد خرجت لاتجول
- جيد ولماذا لا تعطين خبرا عن خروجك؟ اذا كنتي لن تستعملي هذا الهاتف فلماذا تحملينه معك ؟ هل لديكي علم كم اتصلت بكي من مرة ؟
حاولت هازان الهدوء و عدم التوتر ولكن معاملة ياغيز المتواصلة لها كالطفلة ازعجها كثيرا فقالت له:- لقد كان على وضع الصامت، كما ان الوقت ليس متؤخرا الى هذه الدرجة، لم افكر انني يجب علي اعطاء تقرير
- اعطاء تقرير ها ؟ هل تسمين هذا اعطاء تقرير ؟ الم يخطر ببالك ابدا انني ساقلق عليكي ؟
- هلا توقفت عن معاملتي كطفلة ضعيفة ؟ انا امراة في ال29 من عمري، ولن اسئلك عن موعد قدومي الى المنزل
- انتي لا تسئليني عن شيء اساسا، كما انكي لا تعطيني خبرا عن ما تفعلينه ابدا، مثلا هذا الصباح، لا افهم لما لم تخبريني انكي تريدين الذهاب الى اخصائية نفسية، و كانني غريب عنك، برايك الم يكن من حقي ان اعلم هازان ؟
زاد انزعاج هازان ولكن هذه المرة السبب هو كيف علم ياغيز بهذا الامر ..
- هل السيد حازم من اخبرك ؟
اذا ارادت ام لا فقد شعرت بالخيانة، لقد اوصته وهو وعدها بعدم اخباره ولكن لمذا فعل هذا!
- هاير، لم يقل لي شيئا، اولا لم افهم سبب عدم اخباره لي ولكن نظرا لردة فعلك هذه فيبدو انه كان طلبك، ولكن لماذا ؟
- بيداكا، بداكا، اذا انت كيف علمت بذهابي الى الاخصائية النفسية ؟
- برايك ؟
فكرت هازان قليلا ثم ...
- يوك ارتك، هل وضعت رجلا يتعقبني ؟
لو كان في الوضع العادي و علمت هازان بان ياغيز فعل شيئا كهذا، لشعر هذا الاخير بالخجل الشديد ولكن الان و بما انها لاتزال حالتها الصحية ليست جيدة فلم يشعر بوجود مشكلة بفعلته هذه، لذلك استمر في حديثه بانفعال : ايفيت، و احسن انني فعلت، انظري، من كان سيخطر بباله انكي ستتصرفين بعدم مسؤولية، عندما اوصلكي ابي الى البيت، اطمئن قلبي و دعوت ايردال للعودة الي ولكن ليتني لم افعل، و ما ادراني انكي ستختفين فجاة ؟
- برافو يا جيرشيكتان، برافو حقا! و ايضا تقول هذا بدون خجل، من ماذا خفت اذا ياغيز باي ؟ من ماذا خفت الى درجة وضعك لرجل ورائي ؟ هل اعتقدت انني ساهرب قبل قدومك الى المنزل ؟ اذا اردت فل تضع رجلا ليمسكني من يدي و يذهب معي اين شئت
سلبت الالوان من وجه ياغيز و حدجها باستياء ثم قال: لقد خفت من حدوث شيء لكي و انتي لازلتي لم تتعافي جيدا، لقد خطر ببالي العديد من الاحتمالات وكلها عن ما اذا حدث لكي شيء ولكن لم اكن اعلم ان احتمال الهروب سيمر بذهنك بهذه السهولة...
ساد صمت غريب انحاء المكان، ادركت هازان انها اخطئت بحقه ولكن كبريائها كان اكبر من ان تسترد كلماتها، لقد اتخذت قرارها صباحا ويجب عليها الوقوف ورائه، لقد قررت عدم التصرف كامراة متزوجة بل كما هي تريد، واذا تصرفت الان كهازان الفاقدة لاربع سنوات من حياتها فلن يبقى معنى لقرارها ابدا..
لم تفكر ابدا انه قلق على صحتها لانها هي في حد ذاتها لم تعد تشعر بمرضها، لقد اعتقدت انه يتصرف معها هكذا لانها زوجته ولان من واجبها تقديم تقارير له ولهذا السبب لم تفكر ابدا في عاقبة كلامها، لكن الان كان من الواضح لها انها قد داست بشكل قاسي على النقطة الحساسة بالنسبة اليه..
شعرت بالندم ولكنها لم تقل شيئا، التفت ياغيز و توجه نحو النافذة الضخمة و التي لطالما استطاع رئية اسطنبول من خلالها، ربما اراد اخفاء وجهه او لم يعد يحتمل رئية وجهها امامه، ضلت هازان دون حركة قليلا ثم صعدت السلالم مسرعة و اقفلت على نفسها باب غرفتها..
رمت بنفسها على السرير وهي تفكر " هل كان خطئا ام لا "
لقد كان ما قالته له قاس جدا، لماذا تهتم كثيرا بمشاعره ؟ لو كانت هازان القديمة لما اهتمت اساسا ولكانت تصرفت وكان شيئا لم يحدث، ولكن هذه هي المشكلة، هاذان الوجهان اللذان يستمران في الظهور، نعم لربما خلال الاربع سنوات احبت هذا الرجل ولكن هازان تلك اين هي ؟ وماذا سيحدث اذا لم تعد مرة اخرى ؟
لماذا تشعر بالفراغ الذي بداخلها يتسع مرة اخرى؟ لماذا لا تشعر بالراحة ؟
مرت الايام التالية بصعوبة شديدة، اذ ان ياغيز اصبح لا يكلم هازان ابدا اينما كانت و عدا بعض الجمل الكلاسيكية مثل " انا ذاهب الى العمل ، الطعام جاهز، هل تريدين شيئا من الخارج؟ " فلا يقول شيئا ابدا، اما هي ففي كل مرة تشعر بانها ستنفجر ولكنها تتمالك نفسها و تتضاهر بعدم اهتمامها، وفي اوقات فراغها كانت احيانا تمر على والدتها او تذهب الى العمل قليلا، لم تصبح خبيرة بعد في اعمال الصالة ولكنها على الاقل اصبحت على دراية تامة ببرنامج العمل بها..
لازالت تواصل حصصها مع السيدة سيزين و مع مرور كل حصة تشعر بالراحة اكثر فاكثر، كانت كل صباح تغادر منزعجة بسبب معاملة ياغيز الباردة لها و مزاجه المعكر، و بعد انتهاء الحصة تستعيد ثقتها التامة بنفسها مما يبعث بها نوعا من القوة و القدرة على فعل كل ما تريده هي فقط، ولكن فور عودتها للتفكير بتصرفات ياغيز معها و تذكرها لشجارهما تشعر بالامتعاض و الضيق كثيرا..
فكرت انها يجب ان تمحي من ذهنها هذا الاستياء و ان تركز على خطوتها القادمة وهي ان تجد الشجاعة على فعل ما تريده و ما تفكر به حقا..
ولهذا السبب استجمعت قواها ثم اتصلت به ...
قال بصوته المرح كعادته: الو هازان ! كيف حالك ؟
- انا بخير ولكن... هل انت متفرغ ؟
- تابي كي موسايتيم، طبعا انا متفرغ ! وهل للعاطلين عن العمل امثالي ما يشغلهم ؟ علاوة على ذلك، انا دائما لدي وقت لكي، تعلمين
- اذا... لنلتقي في مكان ما و نتحدث ! اذا كان هذا يناسبك طبعا
- طبعا، اذا ساتي و اسطحبكي، انتي بالمنزل ؟
- انا بالمنزل، نلتقي بعد نصف ساعة
بعد فعلها للشيء الصحيح، شرعت في الاستعداد، لا يجب عليها ان تفقد شجاعتها فطالما خرجت في طريق، يجب ان تذهب الى اخره
نزلت بعد نصف ساعة لتجد سنان ينتظرها امام سيارته الاخر موديل، وفور رئيته لها ابتسم و فتح باب السيارة لها..
- انكي تبدي احسن حالا
- على ما يبدو انني كنت بنفسجية، صفراء و خضراء قليلا في تلك الليلة بسبب الكدمات !
ابتسم سنان وقال: ساشمالاما، بلا سخافة، لقد حاربتي حادثا كبيرا و خرجتي منه سالمة و لطالما كان المحاربون موضع احترام الجميع، ولو كنت بحالتكي هذه الان لارتميت على سريري و تضاهرت بالعجز عن الحركة و جعلتهم يفعلون ما اريد
ضحكت هازان واجابته: هذه حركة متوقعة منك اصلا
نظرت الى انحاء المكان الذي توقفا امامه، لم تتذكر انها اتت من قبل اليه ولكنها احبته كثيرا، فقد كان مقهى صغير، متواضع و لطيف، وكانه ليس بمكان في اسطنبول، كان كالمكان السري الذي يهرب اليه الناس للشعور ببعض الراحة و الهدوء، وهذا ما جعل هازان تستغرب من معرفة رجل محب للصخب و الضجة هكذا مكان هادئ و لطيف، لذلك توجهت له بالسؤال : هل تاتي هنا دائما ؟
- انا ؟ هاير هاير، هذا المكان هادئ بشكل مبالغ فيه بالنسبة الي، لقد اخبرني ياغيز سابقا انه قام باحضارك الى هنا و انكي احببتي المكان كثيرا ولذلك خطر ببالي، ماذا حدث ؟ الم تحبيه ؟ هل اخطئت المكان ؟ هاي الله !
سرت بجسدها تلك القشعريرة التي تشعر بها عند سماعها لاسم ياغيز ...
اجابته وهي تحاول الابتسام: يوك سيفديم، لقد احببته، انه جميل
طلب سنان فنجانين من الشاي ثم لفت هي وجهها نحو شاطئ "مرمرة" المترامي الاطراف غارقة بافكارها، الا ان صوت سنان ايقضها من شرودها
- ماذا حدث ؟ لقد شردتي ؟
التفتت نحوه وهي تنظر اليه بفضول ...
- المعذرة... ناديتك هكذا ثم تركتك و شردت، لا تؤاخذني..
ابتسم هو الاخر قائلا: غير مهم
ترددت قليلا في فتحها للموضوع ولكنها فكرت انها ستكون وقحة لو دخلت فورا لذلك حاولت ان تدردش معه قليلا اولا : اييه! انت ماذا تفعل ؟ في الليلة السابقة سمعتك تتحدث عن يخت، ولان ذهني كان مشتتا قليلا لم استطع فهم ذلك جيدا، اذ هل هو عملك؟
- ايش مي ! عمل ؟ لا، انا فقط لم اعد اعيش في القصر، انتي محقة في عدم فهمك فانا يومها لم اشرح جيدا امامك فقد نسيت وضعك ولكن ذلك اليخت اصبح بيتي
- ني ؟ ماذا؟ ناسيل يعني ؟ كيف يعني هل تبقى صباحا و مساءا في ذلك اليخت ؟
- لنقل انني ابقى في الصباحات اكثر
ضحكت هازان قليلا ثم قالت: جيد ولكن لماذا يخت بالذات ؟
- اعتقد ان فكرة النوم على البحر تثير اعجابي، تعلمين انها ليست المرة الاولى التي افعلها
قال كلماته الاخيرة وهو ينظر اليها مبتسما بطريقة مختلفة، اما هازان فقد استطاعت فهم قصده جيدا، اذ انهما اضطرا من قبل على البقاء حتى الصباح في قارب صغير وهو ما اعتبرته هازان حينها اجمل ذكريات حياتها
لقد تذكرت جميع ذكرياتها معه بمجرد النظر اليه، حاولت بشدة فهم تعابير وجهه ولكنها لم تستطع معرفة اذا كان قد قال هذا من منطلق الصداقة فقط ام لديه نية اخرى ؟
و للحظة قطعت هازان نظراتهما، موجهة عيناها نحو البحر مرة اخرى
قال هو محاولا تغيير الموضوع:- اييه! حسب كلام سيلين فقد عدتي الى العمل !
شعرت هازان ببعض الغرابة فهي تعلم ان سنان لن يقول هكذا شيء عبثا، اعادت نظرها نحوه وقد لاحظت انه عاد ينظر بشكل طبيعي، كما يبدو انه كان يريد مواصلة الحديث فقط
ادركت هازان حينها ان عليها التوقف عن التصرف بذعر، فرسمت ابتسامة جميلة على محاياها و قالت له: نعم، لم اعد في الوقت الحالي الى البوكس. فالطبيب لا يزال يقول انني لست على ما يرام لكي امارس الرياضة، لكنني اذهب هناك للقيام بعمل رئيس العمل فقط وحتى هذا لم افلح به ابدا, انا و الترئس ! كلمتان لا تلتقيان
- انتي تضلمين نفسك حقا، فانتي لستي بهذا السوء في القيام بهذه الاعمال، لقد رايت هذا بعيني ولكن في الحقيقة انا اعتقد ان التدريب يناسبك اكثر من الرئاسة، لن اكذب عليكي
- انت اين شاهدتني ؟
- اييه ! انتي عند فتحك للصالة الرياضية، نحن كعائلة ايجيمان غيرنا صالتنا لديك كتشجييع، وكما تعلمين فانا رجل تلاحقه الصحافة دائما فهذا كان اشهارا، اذ اينما اذهب الجميع يلحقني هناك
لم تشعر هازان بالغرابة كثيرا من كلامه، ابتسمت قليلا و هي تقول: لم يكن هناك داع حقا ولكن مع ذلك شكرا جزيلا، اذ ان بفضلكم انا استطعت كسب المال لفتح تلك الصالة
الان بدات ابتسامة سنان في التلاشي...
دققت هازان النظر به و اضافت:انت تعلم باي مال فتحت ذلك المكان. اليس كذلك ؟
اجابها : ايفت
- جيد وهل تعلم كيف وافقت انا على ان اكون وجها اعلانيا ؟
اختفت ابتسامة سنان تماما الان و بان عليه التوتر اما هي فقد كانت تشاهد للمرة الاولى عبارات الجدية الاتي كانت ترتسم على وجهه...
اجابها بصوت خافت: نعم اعلم***************************
وهيك بنكون خلصنا الحلقة 13 من قصتنا 💖💖💖 انشالله تكونو حبيتو الحلقة و الاحداث ، بعرف انكن رح تكونو زعلانين من تصرفات هازان بس لا تزعلوو و لا شي لان الخير جاي 😂😂😂💖💖💖
شكرا على كومنتاتكم و تفاعلكم و يلاا شو رايكم بخناقة هازان و ياغيز و كيف لقيتو سنسونة القملة ؟ و حزنتو على ياغيز لما جرحتوو هازان ؟ 😭😭 انا كتيير حزنت لان 😭💖💖
يلااا بدي توقعاتكم ؟
يا ترى سنان رح يقلها الحقيقة او رح يكذب ؟ و يا ترى شو ردة فعل هازان في الحالتين ؟ و شو رح يقول ياغيز لما يسمع عن مقابلتها لسنان ؟ و كيف رح ياثر الكلام يلي رح يقولو سنان لهازان على حياتها هي و ياغيز ؟
يلاااا حبايبي بحبكم كتيير و قراءة ممتعة 🙏💖😘😘😘💖💖💖
أنت تقرأ
مفقودة (مكتملة)
Romanceتوقفت للحظة، اجالت نظرها بتفاصيل وجهه الجميل الذي زينته الشامات المتناثرة هنا وهناك، مدت يدها المرتعشة بلطف لكي لا توقضه، هناك شعور قوي داخلها يدفعها لتلمس هذه التفاصيل الدقيقة بكلتا يديها، مررت اصابعها برقة متحسسة كل مكان في وجهه لتستقر اخيرا فوق ش...