الحلقة الرابعة عشر

2.8K 74 24
                                    

الحلقة 13:
كانت تنظر اليه بدقة وهي تستعد لمحاولة تقبلها و هضمها لاي كان ما سيقوله، لقد فكرت انها ستكون مستعدة لسماع كلامه جيدا كان ام سيئا، خيبة الامل... اذ كانت متاكدة انها ستشعر بهذا، فقد اعدت نفسها لسماع شيء سيدهشها الى درجة احتراق روحها، ولكن اتضح انها كانت مخطئة، لقد كان ما سمعته الان صادما الى درجة انها لم تعلم بماذا ستفكر، انزلت يدها من على الطاولة كالمشلولة لتضعها على يدي كرسيها وعيناها لازالتا على سنان تحاولان الاستيعاب ..
اما هذا الاخير فقد كان جالسا باستقامة وقد استطاعت هازان قراءة كم الخجل الذي كان يسود عينيه بسبب اخبارها انه هو من كان السبب في ما حدث لها تلك الليلة في غرفة الفندق
- لماذا ؟ ولكن لماذا ؟
- لقد كان غباءا مني، انا لا افتخر بما فعلته يا هازان, لقد كنت قبل ان اعرفك رجلا اناني، مدلل و غير مسؤول، لم اهتم حينها الى ما ستأدي كلماتي، ولكني حقا لم اكن اعرف انكي ستكونين في تلك الغرفة، لم اكن لاعرف ان كلماتي ستضعك في موقف مؤذي لهذه الدرجة ولو كان بمقدوري ان استرد كلماتي لضحيت بكل شيء لمنع هذا من الحدوث، انا اسف حقا اسف جدا
- هذا ليس سببا يا سنان ... ان تكون اناني، مدلل و غير مسؤول ليسوا اسبابا... انت ... مالذي رايته بي جعلك تعتقد انني امراة كهذا ؟
نظر سنان الى عينيها المليئة بالغضب فشعر بنوع من التردد في الاجابة : والدتك... لقد قالت كلاما سخيفا لكي اختار ايجه في المسابقة... انا اعتقدت انها يمكن ان تقوم باي شيء .... يعني احيانا السيدة فضيلة ....
قاطعته هازان قبل ان يكمل كلماته و قد اصبح صوتها و يديها ترتعشان، هي ليست بحاجة ان تتذكر ما كانت عليه والدتها قبل اربع سنوات فقالت بصوت مرتجف: دور، توقف، انا لم انسى كيف كانت والدتي ولكن كونها هي كذلك لا ينصفك و لا يجعلك بريئا من فعلتك الدنيئة تلك
- هازان، لقد اخبرتك، لقد خجلت من فعلتي و لازلت كذلك، لكنني حقا لم اكن اعلم انكي الشخص الذي سيكون هناك
- و بعد ذلك ! لماذا لم تقل شيئا عندما اخبرتك عن تلك الليلة ؟
- لقد حاولت اخبارك، ا تتذكرين ؟ يومها تحدثت معك وكانني اودعك، يومها، يومها تحديدا كنت افكر في اخبارك رغم تاكدي انني ساخسرك ولكن بعدها حدثت اشياء ولم اجد الشجاعة لافعلها
- ومتى علمت انا اول مرة ؟
- لقد كنت اتحدث انا و ياغيز عندما كنتي انتي تستعدين للتصوير، حينها انتي اتيتي و نحن لم نراكي، و سمعتي
ابتسمت هازان بالم، اذا هي لم تسمع هذا كاعتراف من فم سنان، وحتى ان كان فعل ماذا كان سيتغير ؟ هل سيكسبه هذا نقاطا لصالحه ؟ هذا ليس وضعا يبرئ سنان بسبب صراحته، لا شيء يستطيع تغيير حقيقة ان ما سمعته كان قاس جدا، و هازان كانت متاكدة ان لا شيء سيغير هذه الحقيقة...
ارادت ان تنهض و تذهب، اليس هذا الجواب الذي كانت تبحث عنه ؟ ماذا تنتظر ؟ سماع اعتذار او سماع كلمات الندم لن يساعد على اصلاح الامر، كم صعب ان يكون الانسان مجبرا على عيش نفس الالم الذي عاشه و مر منه منذ اربع سنوات، لقد اختلطت مشاعرها و افكارها بين الماضي و الحاضر، انها الان في مواجهة قاسية مع مشاعرها حتى انها لم تعد تحتمل البقاء اكثر..
نهضت من مكانها و كانت تهم بالذهاب حين امسكها سنان من ذراعها..
- هازان، ارجوكي...باك، انظري... انا اسف لانني احزنتك بفتحي هذا الموضوع مرة اخرى، عندما سالتني، لم اعلم انكي ستحزنين هكذا مرة اخرى.. انا..
اجابته بكل برود:- لا يوجد شيء لتعتذر من اجله سنان
صمتت قليلا ثم اكملت : انا سالتك عن ما حدث و انا لدي الحق في سماع هذه الاجابة
- نعم لديك ولكن...هازان انتي لا تفهمين، لقد عبرنا انا و انتي من هذا من قبل، و ايا كان ما حدث قبل اربع سنوات فقد نسيناه، ولكن انتي الان تنظرين الي بطريقة تشعرني حقا بالسوء
- كيف انظر ؟
- بحقد، خيبة امل ... انا لا اريد ان تكون علاقتنا هكذا
- لا تؤاخذني سنان ولكنني الان مشغولة بهضم الحقائق الرهيبة التي سمعتها منذ قليل، وانت لست في وضع يخول لك ان تتخذ قرار او ان تبدي رايك في ما اشعر به، لربما انت لا تعيش هذا للمرة الاولى ولكنك هذه المرة مستعد على الاقل اما انا فمجبرة على عيش نفس الاشياء و لا اعلم ماذا او كيف ساشعر، برايك من منا حالته اكثر سوءا ؟
- اذا كان سيجعلك هذا تشعرين بتحسن ف.... فلقد نسيتي هازان، نسيتي و سامحتي، حتى ان علاقتنا جميلة الى درجة اننا نتحدث معا بارياحية في كل المواضيع، لقد تركنا الماضي ورائنا، ولقد اتضح ان الالم كالسعادة لا يدومان الى الابد..

مفقودة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن