💥💣الحلقة الثامنة و العشرون 🔥💣

8.5K 87 47
                                    

مرحبااا بالغوالي ❤️ اشتقتلكم و اشتقت لياغيز و هازان بس متل ما وضحت من قبل.. اخر الشهر كان زواج خيي لهيك كنت مشغولة كتير فما كتبت ولا كلمة بس اول ما خلص و حسيت براحة بلشت على طول و اليوم خلصت بارت طويييييل كتيررر و حلووووو كتييير و مليااان بالمشاعر و الاحاسيس الجديدة و القديمة لهيك ركزوا و اقروا البارت بعمق و حسوه... ❤️ بارت فيه اكتر من 6000 كلمة لهيك بتمنالكم قراءة ممتعة 🙏🏻💘
***********
هازان: امي انها رحلة ليومين فقط علاوة على ذلك هاهي ايجه معي يعني تستطيعين الاعتماد عليها بايصال تحركاتي إليك
فضيلة: ابدا.. قلت لا يعني لا... رحلة ومعكم ذو العيون البلورية ذاك.. هل تعتقدين انني غبية لاسمح لك بالذهاب معه في رحلة و فوق ذلك ستنامون بفندق... ومن ايجه هذه التي اعتمد عليها؟ هل ملاك الحب التي جمعتكما في يوم من الايام؟ اكثر قلقي منها هي فلو بيدها لاقفلت عليكما باب غرفة واحدة..
هازان: امي اقسم اننا لن نكون انا وهو فقط بهذه الرحلة وبخصوص الفندق انا و ايجه سنبقى في نفس الغرفة.. ألا تثقين بي؟
فضيلة: انا لا أثق بذو العيون البلورية الذي ينظر ببرود دائما ولكن الله العليم ما يدور بداخله..
هازان: اولا لا تقولي عنه هكذا امي و ثانيا ياغيز ليس من ذلك النوع انه اكثر رجل محترم صادفته بحياتي و اشكر الله على ذلك..
فضيلة: و تدافع عنه أمامي أيضا.. يا الله لقد اعميت عينا ابنتي الغبية... ارجوك ماذا فعلت لكي تمنحني ابنتان الأولى اغبى من الثانية... ماذا فعلت لكي تمتحنني ببناتي يالله! الاهي لا تجعل ما ببالي يحدث يا الله!
هازان: ما هذا الحديث يا أمي... انا حقا لا اصدقك.. إلى أين اوصلتي الموضوع.. حقا انا اعلن استسلامي.. برافووو
فضيلة: نعم طبعا ساصل إلى هنا.. ماهذا رحلة و ما شابه... ستذهبان سوية و ليومين.. لا اريد تخيل ما قد يحدث بينكما و خاصة ان البارد خاصتك لا يظهر يمينه من يساره...
هازان: امي لقد هذيتي بما فيه الكفاية...وحقا انا لا أعتقد انني قادرة على مواصلة الاستماع اولا لانه ليس بالشيء الذي ساناقشه معك و ثانيا لانه بالنسبة الي مجرد هذيان..انا اعرف نفسي و ياغيز جيدا... و ها أنا أخبرك من الان.. انا ذاهبة و تذكري انني لست ايجه التي تلقين عليها اوامرك.. لا تعتقدين حقا انني سأقول لك السمع و الطاعة
فضيلة: هكذا اذن سيدة هازان؟ ستذهبين اذا؟ و لست ايجه؟ تمام اذا اذهبي ولكن اقسم اذا تفطنت بحدوث شيء بينكما هناك ساجعلك تنسين يوما انك التقيت برجل اسمه ياغيز ايجيمان...
هازان: لم أكن انتظر رأيك على اي حال يا سيدة فضيلة..
استدارت لتذهب ولكنها تذكرت شيئا لذا التفتت ثانية إليها.. "بالمناسبة لن يستطيع احد ان ينسيني ياغيز مهما فعل فلتضعي هذا بعقلك امي العزيزة" قالت هازان وهي تغمز فضيلة قبل أن تغادر..

*******
توقفت ثلاث سيارات مرسيدس أمام إحدى الفنادق الفخمة ببودروم لينزل منها كل من ياغيز و هازان ثم سنان، سيلين و ايجه و اخيرا جوكهان و زوجته ياسمين...
اتجه ياغيز نحو باب الفندق يدا بيد مع هازان التي كانت سعيدة جدا... واخيرا ستقضي يومين مع حبيبها ياغيز لوحدهما بدون ازعاج امها و حركاتها المقصودة في محاولة ابعادهما عن بعض و التجسس على ما يقولانه و يفعلانه دائما...
وكحركة متوقعة من ياغيز ايجيمان الذي لطالما كان يحترم هازان و يخشى خدش كبريائها.. فقد قام بحجز غرفتين منفصلتين له ولها وذلك لسببين مترابطين الأول كان خوفا منه أن يفقد سيطرته على مشاعره مرة أخرى و يفعل شيئا يمكن أن يدمر هازان او يجرح كرامتها والثاني تفاديا لأي مشاكل قد تنشب من طرف السيدة فضيلة والتي ستعود أيضا بالضرر على هازان التي لا يريد لاحد ان يؤذيها...
اخذ كل منهم كارت غرفته و اتجهوا نحو المصعد.. ولحسن حظ هازان و ياغيز او سوءه فقد كانت غرف الجميع في نفس الطابق ولكن بصفة متفرقة..
وقفت تعاين الكارت الذي يحمل رقم غرفتها ثم رفعت نظرها باحثة عنها لتجد نفسها أمامها في بداية الرواق.. ثبتت أمامها ثم أدخلت المفتاح و توجهت بنظرها فورا إلى ياغيز متسائلة: كم رقم غرفتك حبيبي؟
ياغيز باعثا بنظره اليها: انها 643
رفعت عيناها نحو أبواب الغرف تتفحصها وهي تصلي داخلها ان تكون على مقربة من غرفتها..
-" تفصلنا خمس غرف حياتي.. كيف ساستطيع النوم وانتي قريبة مني هكذا ولا أستطيع أن أكون معك؟" همس ياغيز بأذن هازان التي بان الخجل على وجهها الذي كسته حمرة خفيفة..
تأملته لبرهة ثم قربت وجهها منه وتمتمت بصوت رقيق شبه مسموع: ولماذا لا يمكنك ذلك؟
صوب عيناه نحوها والدهشة تملأ ملامحه.. مال نحو اذنها وهم بالتكلم الا ان صوت سنان قاطعهما: اذا يا شباب ماالذي تخططون فعله الان؟
التفت كل من ياغيز و هازان فورا وكأن من امسكهما بالجرم المشهود ثم نطقا معا في نفس الوقت: لا شيء
استغرب سنان و البقية من ما قالاه ليلتفت جوكهان اليهما: هل اتينا إلى بودروم لكي لا نفعل شيء؟ انتما حقا مملان..
- اختي كفى مللا حبا بالله انظري إلى الجو.. انه يوم صيفي بما تحمل الكلمة من معنى.. سننزل البحر لا محالة" أضافت ايجه بحماس
فهم ياغيز وهازان من كلام ايجه و جوكهان ان سنان لم يكن يقصدهما بسؤاله ليسترقا النظر الى بعضهما البعض و ابتسامة جانبية تعلو كلا ثغريهما..
-" تمام نلتقي اذا بعد ساعة من الان في صالة الاستقبال ومن هناك نتجه إلى الشاطئ.. اتفقنا؟" قالت هازان وهي تجيل نظرها على الجميع لتستقر اخيرا على ياغيز الذي كان كل تركيزه مع كل حركة و كلمة تصدر منها..
سألت وهي تنظر بعينيه ليجيبها بكل ثقة: انا اتفق معك حتى على ذهابي الى الجحيم لذا لا تسأليني حبيبتي
ابتسمت له ابتسامة دافئة وهي تسمع كلماته التي لاحظت مدى صدقها داخل عينيه.. انها تحب هذا الرجل.. انها لا تحبه بل تعشقه و تعشق التراب الذي يمشي عليه..
- اذا بعد ساعة.. هيا الى اللقاء" حسم سنان رأيه قبل أن يتجه نحو غرفته
نطقت ياسمين وهي تحيط يدها بذراع جوكهان: ونحن نستأذن منكم أيضا فكما تعلمون ساعة ليست بالوقت الكثير..
سيلين والتي استقرت غرفتها بجانب غرفة جوكهان و زوجته استأذنت هي الأخرى و تبعتهما وهي تتحدث مع هذه الأخيرة.. اما ايجه التي كانت تمكث أمام حجرتها.. لم تضيع اكثر وقتا و دلفت إليها و السعادة تملأ ملامحها الطفولية...
بقي كل من هازان و ياغيز الذي التفت نحوها وابتسامة خبيثة استقرت على شفتيه..
- اذا هازان هانم.. الن تستضيفينني على فنجان من القهوة؟
اكتسى وجهها بحمرة خفيفة وقد فهمت ما يقصده...
اقتربت منه بدلال مطوقة عنقه وهمست: أليس الجو حارا على فنجان من القهوة؟
عادت الابتسامة الخبيثة لتشق فمه وهو يرمقها بنظرات مضلمة ثم مال براسه نحو شفتيها وهمس: ما الفرق ان كان الجو حارا او باردا.. فأنتي دائما تشعلين بي نيرانا لا يستطيع احد اطفاء لهيبها غيرك..
كلماته الأخيرة جعلت هازان تذوب بين يديه التي وضعها على خصرها وهو يقربها اليه.. لثوان.. لثوان فقط بقيا هكذا ينظران لبعضهما البعض بدون حرف حتى ابتسمت آسرة شفتها السفلى بين أسنانها ليلعن ياغيز داخله..
- "تعلمين ما تفعله بي حركتك هذه أليس كذلك" قال قبل أن ينقض على شفتيها مقبلا اياهما كما لم يفعل من قبل.. قبلها بحب خالص.. قبلها بدون خوف او تردد.. قبلها وكأن حياته تعتمد على هذه القبلة..
اما هي فقد كان النعيم... هو جل ما فكرت به وهو يلسقها بالباب المقفل ورائهما ليعود ويلتهم شفتيها و لسانها وكل ما اعترض طريقه بكل شغف... تبا لقد اشتاقت اليه منذ اخر مرة كانا معا فيها والتي خُتمت بمجيء عائلة ايجيمان.. وعلى ما يبدو أنه اشتاق إليها اكثر فقد أصبحت قبلاته اكثر همجية و جنون و هذا يعني انه لن يستطيع السيطرة اكثر..
كانت تبادله قبلاته المحمومة حين تذكرت أنهما في إحدى اروقة الفندق وأمام غرفتها تحديدا ويمكن لأي شخص ان يراهما وهما على هذه الحالة.. همست من خلال شفتيه بنفس متهدج : حبيبي سيرانا احد
ابتعد ياغيز عنها مرغما ليثبت عيناه التي كستها ضلمة قاتمة على شفتيها وقال وقد خرجت كلماته متقطعة: لا يهمني حقا.. لا استطيع ولا اريد التفكير بشيء او بأحد اخر غيرك.. اخرج كلماته المتقطعة من بين شفتيه الرقيقتين ثم عاد ليفترسها وهي لم تمانع ذلك ابدا.. وبحركة غير متوقعة شد يده على خصرها و فتح باليد الأخرى باب الغرفة ودخل بدون أن يقطع سلسلة القبلات العديمة الرحمة والتي بعثت بكل ذرة منها إلى التلاشي... أغلق الباب بقدمه ثم التقط شفتيها مرة أخرى ويداه وجدت طريقها داخل بلوزتها صعودا إلى صدرها.. كانت تعلم جيدا نتيجة ما هما بصدد فعله ولم تتردد ابدا، عشقها الامتناهي لياغيز و ثقتها العمياء به يجعلانها تستسلم له و تقدم نفسها له بدون ذرة تفكير.. ولكن شيء ما بادر ذهنها.. انها امها.. اذا علمت السيدة فضيلة بهذا فلن يستطيع احد ردعها عن ما ستفكر بفعله.. صحيح.. هازان لم تكن يوما الفتاة التي تقودها كلمات والدتها او الفتاة التي تخاف تصرفات امها ولكن هذه المرة لم تفكر بنفسها.. جل قلقها منصب على الازعاج الذي ستسببه امها لياغيز، تكاد تقسم انها رأت من الان شريط ما ستقوم به من مضايقات وما سترميه من كلام لاذع بوجه حبيبها الذي سيتحمل تصرفاتها و عباراتها المهينة فقط من أجلها.. لن تسمح له بعيش هذا ابدا.. كما لن تتيح لأي أحد فرصة كسر قلب ياغيز تحت أي شرط او ظرف..
رعشة غريبة سرت داخلها وهي تشعر بيده تضغط على صدرها لتعلم انهما وصلا إلى نقطة اللارجعة ويجب عليها اتخاذ قرار حاسم..
سحبت يدها من شعره لتحط بها على كلتا يديه وهي تقول بصوت عميق : ياغيز..
لم ينتبه في البدايه إلى يديها التي حاولت ابعاده ولكن اسمه الذي خرج لاهثا من بين شفتيها جعله يزيح يده من تحت ملابسها مخللا اصابعه بأصابع يدها ثم رفع عيناه الداكنتين إليها بانفاس مضطربة و وجه متوهج.. امال جبينه على جبينها ليلامس انفها خاصته و همس بصوت مبحوح: روح ياغيز
تمتمت مقابل شفتيه: لا نستطيع فعل هذا
نظر إلى عينيها مباشرة محاولا فهم مقصدها ليضيف: ألا تثقين بي هازان؟
هزت راسها فورا يمنة و يسرة نافية ما قاله ثم رفعت اناملها لتلامس وجنتيه وقالت موضحة: ابدا.. لا اريد لهكذا احتمال ان يمر بخاطرك ولو للحظة.. انا اثق بك أكثر من نفسي و احبك اكثر من نفسي.. انا على استعداد لاموت معك حبيبي ولكن.. هذا.. هذا مختلف..
رمقها بنظرات مدققة ساحبا بإحدى يديه خصلة نافرة من شعرها الليلي وراء اذنها ثم قال: انا اعلم سبب خوفك هازان.. وانا افهمك جيدا ولكن أريدك أن تعلمي ان لا أحد قادر على ازعاجك طالما انا موجود واللا احد يشمل والدتك تحديدا..
ابتسمت ابتسامة رقيقة مغمضة عينيها مستمتعة بلمسة يده على خدها.. هذا سبب اخر يجعلها تقع بغرامه.. هو يفهمها من رمشة عين.. معه ليست بحاجة إلى تبرير نفسها او توضيح شيء... انه فقط يفقهها...
دنا من شفتيها وزرع قبلة خفيفة عليهما ثم ابتعد بسرعة وكأنه تذكر شيئا..
" لنتزوج هازان.." قال بحماس
رمشت عيناها عدة مرات محاولة استيعاب ما تلفظ به لتوه وهي ترى الثقة التي كست ملامحه لتضحك متسائلة: ياغيز هل انت جاد؟
" كما لم أكن من قبل" اجابها والسعادة تشق خلاياه
قهقهت بصوت عالي... صدمها طلبه.. لقد تخيلت هذه اللحظة و حلمت بها مراارا و تكرارا ولكن الحقيقة مختلفة.. الحقيقة جعلت الفرح ينسكب من صدرها إلى كامل جسدها.. غبطة تملكت قلبها وهي ترى الاصرار و البهجة يشع من بين عينيه البلورية.. يريد الزواج بها.. يريدها و يريد ان يكمل بقية حياته معها.. يريدها ان تقاسمه حياته بكل تفاصيلها.. سيتشاركان كل شيء.. التلفاز، آلة القهوة، المطبخ، الصالون، غرفة النوم و حتى غرفة الاستحمام.. احست بالحرارة تتدفق داخلها وهي تتخيل كل هذه التفاصيل التي بعثت بها قشعريرة بمجرد تخيلها فقط...
نظر إليها ووميض من التساؤل لمع بعينيه فبادلته هي نظرات تشع فرحا و حبا وابتسامة عريضة تزين ثغرها وقالت : نعم..
قال وهو يقترب منها : لم اسمع..
قهقهت وهي ترى حالته هذه للمرة الاولى: نعم.. نعم.. اتزوجك ياغيز ايجيمان اتزوجك.. نعم
كادت تقسم هازان انها رأت عيناه تغرورق بالدموع فور تفوهها بكلماتها الأخيرة قبل أن يحيط خصرها بين ذراعيه و يحتضنها بقوة وهو يديرها في الفضاء و صوت ضحكاته تصدح في اذنيها..
انهااا اسعد لحظة في حياة ياغيز.. لقد حرم من العائلة و من الحب و الحنان طوال حياته... وكل هذا قدمته له هذه الملاك التي لا يعلم ما فعل في حياته ليستحقها... ولكنه يعلم شيئا واحدا فقط وهو انه لن يسمح لها بأن تضيع من بين يديه مهما حدث...
*******************
اخترقت أشعة الشمس الحارة ستائر الغرفة لتفتح هازان عيناها مجبرة.. حركت يدها متلمسة الفراش ولكنها لم تجده بجانبها.. نهضت فاركة عينيها وهي تنادي: ياغيز.. ياغيز
لم يجبها ولم تسمع اي حركة داخل غرفة الاستحمام لذا عادت لترمي بنفسها على السرير وابتسامة سعادة تزين شفتيها.. لا تصدق ما حدث بالأمس.. هل ما حصل بينهما كان حقيقة؟
مررت اناملها فوق شفتيها ثم رقبتها ثم فخذيها لتأسر شفتها السفلى بين أسنانها..
اغرقت رأسها بالمخدة كاتمة ضحكتها لترى ورقة صغيرة تحاذيها وردة حمراء تستقر فوق المنضدة لتنتفض من مكانها آخذة اياها ثم شرعت في قرائتها بغبطة كالمراهقة وهي تشتم وردتها الحمراء...
" لم ارد تركك ابدا ولكن توجب علي الذهاب إلى الشركة فلدي اجتماع مهم لا استطيع تفويته.. كنت تنامين كالملاك لذا لم أستطع التفريط بك.. ساشتاق إليك و انتي هل ستشتاقين الي؟ عندما أعود ساسمع إجابتك.. احبك"
لم تعلم كم من مرة أعادت قرائتها وهي تبتسم كالبلهاء ولكنها انتبهت لنفسها لترجعها مكانها ثم ترمي بنفسها خارج السرير متجهة نحو الحمام لتبدا صباحها بحمام ساخن استعدادا ليوم جديد...
دخل مكتبه باكرا و ابتسامة مشرقة تملأ محياه.. لم يشعر بهذه السعادة منذ شهرين أو أكثر.. ما حدث بينهما البارحة و خاصة حالة هازان و ما طلبته منه يجعل الدماء تتدفق بحرية داخل عروقه وهذا حقا يبعث به النشاط و الحيوية للقيام بالعديد من الأشياء...
جوكهان صارخا: ياغيزززززز... هاي
انتفض من مكانه وقد انتبه لوجود أخيه أمامه وهو يصرخ باسمه ليقول باحتجاج: هل انا أصم يا اخي؟ لماذا تصرخ؟
" هل يا ترى لأنني اناديك منذ نصف ساعة وانت توزع ابتسامات كالابله بدون إجابة؟" أجاب جوكهان بسخرية
انتبه ياغيز لنفسه فوضع قناع البرود أمام اخاه ثم اضاف: ابتسام ماذا يا هذا؟ وهل جننت لكي ابتسم بدون سبب؟
ضحك جوكهان بخبث وهو يقول: هناك سبب طبعا لجنونك و انا أعلمه جيدا.. ولكني سعيد من أجلك اخي.. اخيرا و بعد التصحر الذي عشته لاشهر
ضيق عيناه متظاهرا بعدم الفهم ولكن جوكهان تابع حديثه ضاحكا: و انا انصحك ان لا تقوم بحركاتك هذه لأنني حفظتها عن ظهر قلب ولن أسألك عن ما حدث فقط سألكم وجهك الجميل هذا ان لم يمر هذا الاجتماع على خير بسبب شرودك هذا كالعاشق الجديد..
لم يستطع ياغيز كتم ضحكته بعد سماع كلمات أخيه فاجابه مطمئنا: تمام تمام لا تقلق سنوقع هذه السفقة و كل شيء سيسري على ما يرام
" هيا اذن" قال جوكهان وهو يهم بالوقوف..
نهض متوجها نحو باب المكتب ليتبعه ياغيز متخذان طريقهما إلى غرفة الاجتماعات..
اما هي فنزلت من السلالم متجهة نحو باب الشقه تحمل حقيبتها الرياضية بيدها، لتقف للحظة مسترجعة ما حدث بينهما بالأمس من قبلتهما في النادي الليلي إلى ما عايشاه في هذا البهو تحديدا..
فلاش باك 💭
ابتعد عنها قليلا سامحا لها باسترجاع أنفاسها التي سرقها منها في هذه القبلة المحمومة.. وضع جبينه فوق جبينها و يداه احتضنتها وهو يشعر بحركة صدرها قبالة صدره المهتز صعودا و نزولا بفعل تنفسها المتهدج اما هي فقد وجدت يداها طريقهما على صدره و انفها على أنفه محاولة الاسترخاء و التهدئة من نبضات قلبها المجنونة.. لقد كانت قبلة لا مثيل لها.. قبلة بدأت بحب، اشتياق و شغف لتصبح اكثر عنفا و همجية وكأنها عقاب.. التهم روحها وكأنه يريد مقاصصتها على ما فعلته به كل هذه الفترة وما أروع هكذا قصاص.. لقد كان أجمل عقاب تتلقاه بحياتها..
انحنى إلى اذنها هامسا: هل تريدين العودة؟
هزت رأسها وهي تتأمله كالمغيبة معربة عن موافقتها ليبتعد عنها ممسكا بكف يدها بشدة متجها نحو جوكهان لاعلامه برحيلهما.. وشوش في اذن أخاه و خرج يدا بيد غير آبه بسخرية هذا الأخير و تلميحاته عن سبب مغادرتهما مبكرا وقبل الجميع...
وصلا إلى الشقة والصمت الذي ساد الطريق باكمله لايزال رفيقهما.. كان كل منهما سعيد بما حصل بينهما قبل قليل، كيف يمكنها وصف قربه منها.. انه تماما مثل النار.. يبعث لهيبها بك دفئا محببا يجعلك تريد الاقتراب منها اكثر و عندما تفعل تلسعك شراراتها و تحرقك... وهذا ما يجعل الاقتراب منها خطر.. تماما كاقتراب ياغيز منها...
اشتاق إليها.. يتوق إلى تقبيل شفتيها و زرع خط من القبلات على عنقها ثم دفن وجهه بصدرها الأبيض المكتنز.. يريد بشدة ان يقبل كامل جسدها الذي اشتاق اليه كثيرا.. اشتاق لرئيتها عارية بين يديه.. اشتاق لرئية تفاصيلها التي لا يعلمها احد غيره.. اشتاق إلى سماع انينها و تأوهاتها وهي تتلوى تحته.. كم يتوق إلى رئية وجهها المتوهج وهي تتحرك فوقه ممسكة بشعرها الذي تشده بين اصابعها مع كل آه تخرج من بين شفتيها وهو يسرع بحركته داخلها... اشتاق لها حد اللعنة و لم يعد قادرا على الانتضار اكثر.. انها تحتاجه كما يحتاجها ولن يقدر على منع نفسه من ممارسة الحب معها خاصة وهي على حالتها المثيرة هذه...
كاانت تتجه نحو الصالون تاركة اياه ورائها والخجل يتئاكل داخلها، لا تعلم ما سيحدث الان تحديدا او ما الذي عليها فعله او قوله في موقف كهذا..
سمعت اقفاله للباب ولا شيء بعد ذلك... لم تشعر بحركته وراءها ولم يأتيها صوت خطواته فاستدارت لتتفقده...
حدق بها كالمفتون وهي تتجه بخطواتها الحذرة إلى الصالون.. عاصفة من الأفكار تهب داخله.. هل يستمع الى قلبه ام عقله؟ هل يتقدم نحوها و يأخذها اليه ام يبتعد عنها قدر ما استطاع و ينسى ما حدث؟ والأهم هل هي تريده كما يريدها ام لا؟ شاهدها وهي تستدير لتواجهه و عيناها تلمع ببريق غريب.. خيل اليه انه رأى التوسل داخلهما.. وكأنها تتوسله الاقتراب.. وكأنها تلتمس منه أخذها بين ذراعيه و اغداقها قبلا ملتهبة... وهاهو يهديها ما تريد بنظراته الهائمة...
وبلحظة.. لحظة من لحظات الصمت.. شاهدها وهي تتقدم نحوه بخطى بطيئة تحولت إلى السرعة بعد هرولته نحوها لترمي بنفسها بين احاضنه واضعة قدميها حول خصره ملتقطا هو بدوره شفتيها بين خاصته.. أجساد متلاسقة.. عقول مغيبة.. أنفاس ساخنة.. نبضات مجنونة و شفاه عطشى تريد أن تروى.. قبلها كما أراد.. كما تخيل تماما.. بشوق.. بلا ندم.. وبلا رحمة.. لم يرحمها ولم يرحم نفسه الا حين نزل بقبلاته إلى رقبتها..
اللعنة على تلك الرغبة اللاذعة التي تنهش بجسدها وهو يقبلها كما أنه يموت ليفعل ذلك منذ اشهر.. كيف وصلت لهذه الحال معه.. يومان..يومان فقط منذ أن كانت لا تطيق النظر اليه حتى والان هاهي بين يديه و الادهى انها تريد و تعشق ما يفعله بها حد اللعنة..
تشبثت اصابعها بخصلات شعره الخلفية وهي تشعر بالسعير تظرم داخلها مع اشتداد حركات شفاهه ولسانه اللعين ذو الخبرة على طول عنقها..
اما هو فقد اخذ طريقه إلى عنقها لاعقا كل انش به كالمغيب عن الوعي لتصدر هي انينا الهب جسده الذي يتوق إلى الاتحاد بخاصتها..
انتزع ياغيز نفسه عن هازان التي كانت تحاول التقاط أنفاسها بشفاه منفرجة ليرمقها بنظرات راغبة فبادلته نظراته بأخرى مماثلة..
رفع شفتيه وطبع قبلة رقيقة على جبينها.. لم تعلم ما شعرت به حينها ولكنها وجدت نفسها تحتضنه بشدة.. اعتصرته بين ذراعيها وكم احتاجت هذا حقا.. الاحضان هي أجمل شيء يمكن تقديمه لشخص تحبه.. أن تشعر بنبضات قلب من تحتضنه تربك قلبك وتبعث بك إلى النعيم هذا حقا احساس رائع.. وهذا كان ما ينتضره منها حقا فما كان منه إلا أن يضغط بكل ما فيه عليها وكأنه يريد إدخالها بروحه... بقيا على تلك الحال إلى أن هدئت دقات قلبهما.. احس ياغيز بجسدها وهو يرتخي عليه فاتجه إلى السلالم ليصعد إلى غرفتها.. وضعها برقة على السرير لتنظر اليه بعينان ناعستان هامسة: ابقى معي.. اريد ان انام على صدرك..
اسعده طلبها فسارع في خلع سترته و حذائه نازعا عنها كعبها أيضا ثم تمدد بجانبها وهي تواصل النظر اليه بدفئ.. غرست وجهها بصدره مختبئة تحت ذراعه ليستنشق هو عطرها مقبلا شعرها و يداه تشد عليها ليستغرقا في نوم عميق حرما منه لايام عديدة...
نهاية الفلاش باك 💭
قشعريرة سرت بكامل جسدها بمجرد تذكرها للتفاصيل... لا تعلم حقا ما يحدث معها.. هل ما يحركها مجرد رغبة؟ هل ضعفها هذا أمامه مجرد حاجة اليه والى قربه؟ ام هي بدأت تشعر بشيء تجاهه! "يا الاهي لقد تعبت من حالتي هذه، ارجوك ساعدني لكي استرد ذاكرتي علّي اواصل حياتي كما كانت يا الله " همست داخلها بياس.. لم تعد قادرة على فهم نفسها البته ولكنها ستترك كل شيء ليسير على طبيعته علّ الله يستجيب إلى تذرعها و تسترد حياتها و ذكرياتها بجميلها و سيئها...
ابعدت الأفكار عن ذهنها ثم خرجت من باب البلازا و استقلت تاكسي باتجاه صالتها الرياضية...
" ألم أخبرك اننا سنوقع هذه السفقة اليوم؟" قال ياغيز بثقة وهو يدخل مكتبه وورائه جوكهان
" حسنا لقد اصبت.. والفضل يعود إليك يا بني لقد اكلت اذهانهم.. ما كل هذا النشاط.. لم تترك لهم الفرصة للاحتجاج.." أردف جوكهان باستسلام
ضحك ياغيز رافعا حاجبيه : ايييه هذا ما حدث.. انا اعلم جيدا ما علي فعله و متى.. اختار الوقت الصحيح للهجوم دائما
قهقه جوكهان ناظرا لياغيز بخبث: هل اعتبر هذا تلميحا؟
" اعتبره كما شئت و الآن هيا يا اخي إلى مكتبك هيا لدي أعمال لاقوم بها " ياغيز وهو يسير باتجاه جوكهان
" هل تطرد أخاك من مكتبك يا هذا؟" جوكهان متضاهرا بالانزعاج و ابتسامة جانبية مرسومة على فمه
" نعم انا اطرد اخي من مكتبي نعم.. هيا هيا" ياغيز وهو يدفعه باتجاه الباب
وعند وصولهما اليه فُتح امامهما ليظهر السيد حازم من ورائه وقد كست ملامح الاستغراب وجهه : مالذي يحدث هنا؟
تبادل جوكهان و ياغيز النظرات يحاولان كتم ابتسامتهما ليقول جوكهان بسخرية: لقد اتممنا السفقة ابي وكان ياغيز يحتضنني معربا عن فرحته وعندما هممت بالخروج انت فتحت الباب...
ابتسم السيد حازم وهو يجيل نظره بينهما ثم قال وهو يركز النظر نحو ياغيز: اريد التحدث معك بني.. على انفراد
استأذن جوكهان منهما ليجلس ياغيز و والده على الاريكة المقابلة للمكتب...
"بني كيف حالك؟ ألم تشتق الي؟ لم ارك منذ العشاء الذي تلى خروج هازان من المشفى.." قال حازم مستفسرا بصوت تخللته الحسرة
كان ياغيز يهرب عيناه من والده... لم يستطع منذ ما حدث ان يتصرف معه كما ذي قبل.. هناك شيء انكسر بينهما.. لربما هي الثقة ام هو برود أصبح بينهما... لا يعلم ماهو تحديدا ولكنها هوة تستمر في الاتساع...
أجاب ببرود: انا بخير لقد كنت مشغولا في الآونة الأخيرة فقط.. وانت كيف حالك؟
ابتسم حازم ابتسامة حزينة وقال: انت تعلم انني لست بخير بني، منذ ما حدث بيننا وانا لا استطيع النوم.. لا احتمل اعتبارك لي وكأنني غير موجود.. ليس هذا ياغيز ابني.. اعلم انك محق في ما تفعله ولكنني اعتذرت منك مرارا و تكرارا بني.. ارجوك عد لسابق عهدك لقد اشتقت لابني الذهبي الذي اعتمد عليه في كل شيء واثق به اكثر من نفسي.. انا حقا اشتقت اليك بني..
احنى راسه وهو يستمع لحديث والده.. يعترف انه اشتاق أيضا اليه ولكنه لايزال غير قادر على محو كل ما فعله له منذ نعومة اضافره و مسامحه كأن شيئا لم يكن.. ولكن ليس بيده حيله فذكريات ما حدث لازالت تعبق داخل ذهنه..
رفع عيناه نحو السيد حازم وقال بثقة: منذ ارسلتني إلى مدرسة داخلية من دون اخوتي ثم اعدتني بدون أن تطلب مني البقاء في القصر معكم و انا احاول إيجاد الحجج لك و لافعالك... حتى عندما حملتني مسؤولية الاعتناء بسنان و سيلين ثم أصبحت تتصرف معي كالحارس المؤجور، تأمرني بملاحقة هذا و ذاك بدون أن تسألني عن رأيي او عن ما اريد.. حتى عندما قمت بهذا لم ألمك ابدا ولم اتخيل ابدا انني داخل لعبة شطرنج قذرة وبطلي وأكثر انسان اثق به هو من يحركها... لقد كسر هذا بي العديد من الاشياء و علي الإقرار ان التئام هذه الكسور سيدوم كثيرا...
صمت قاتل مر بينهما.. لم يتفوه السيد حازم بحرف بعد ما قاله ياغيز.. مالذي سيقوله من الأساس؟ احيانا يكون الصمت افضل في مثل هذه المواقف... وقف من مقعده ليقف معه ياغيز ثم قال له : عمل موفق بني.. و... وكن سعيدا..
هز ياغيز براسه ثم اتجه لإيصال والده إلى باب المكتب ليقفله متضاهرا بعدم التأثر ولكنه ود لو يحتضنه فبالرغم من كل شيء إلا أنه يشتاق إلى ابيه كثيرا...
نزلت دمعة دافئة على وجنته فمسحها فورا و جلس أمام مكتبه.. اخذ هاتفه بين يديه باحثا عن رقمها.. هي اول من خطر بذهنه في هذه اللحظة.. تمنى لو كانت تتذكر ما عايشه ليفضي ما بداخله إليها ولكنه لا يستطيع وهذا ما يجعل الأمر افضع و أكثر ايلاما..
"ألوو" جائه صوتها الحنون من الجهة الأخرى ليهمس: هل تعلمين انني اشتقت اليك كثيرا؟
لم تجبه ولكنه فهم من صوت تنفسها الذي دل على تسارع نبضات قلبها انها سعيدة بكلماته...
"وهل تعلمين ايضا انني اشتاق اليك اكثر كلما تنفستي بأذني هكذا؟" اضاف ياغيز
كتمت هازان تنفسها وابتسامتها معا ليقهقه قائلا: تمام تمام لم اقصد ان تكتمي نفسك و لكن لا... لا تلهثي هكذا.. فهذا يجعلني اتخيل بعض الأشياء
حرارة وجهها الذي زينته حمرة خجولة وصلته إلى هنا لتقول بصوت ناعم: وما هذه الأشياء؟
أجاب ياغيز ونار الرغبة تستعر داخله: لنأجل هذا إلى حين عودتي.. و ساشرح لك بالتدقيق هذه الأشياء..
" تمام اذا متى ستعود؟"
"اذا اردتي يمكنني العودة الان"
" ان عدت الان ستجد نفسك وحيدا.. فأنا في الصالة الرياضية "
" اها.. لهذا كان نسق تنفسك سريع.. هل ضربته جيدا.. هل كسرتي أنفه وفمه و اخذتي ثارك منه؟" قال ياغيز ضاحكا
" مزاجك في مكانه، لمن ندين بهذا؟" أجابته مبتسمة
" إلى من اسرت قلبي بابتسامتها و سكنت جسدي بجمالها و احتلت صدري برائحتها"
" وهل لي أن اعلم من هي صاحبة الحظ السعيد التي فعلت كل هذا بالسيد المثالي ياغيز ايجيمان؟ " قالت هازان متضاهرة بعدم الفهم
" لنأجل هذا أيضا إلى حين عودتي.. ساشرح لك العديد من الأشياء على ما يبدو"
" حسنا اذا متى ستعود لكي اكون مستعدة للشرح" قالت بخبث
قهقه ياغيز من ما قالته ثم اردف: سأقول لك شيء تعلمينه من الأساس.. ستتعرفين علي ثانية و حين تفعلين ستعلمين انك يجب أن تكوني مستعدة لشرحي دائما... واليوم سوف تستعدين جيدا لاني سادعوك إلى العشاء في الخارج لذا كوني جاهزة على الساعة السابعة و النصف ساقلك من المنزل"
ابتسمت رغم خجلها ثم اجابته : لا تتأخر علي، فأنا أيضا سأقول لك شيء لربما تعلمه من الاساس.. انا لا احب الانتظار..
" اعلم هذا هازان.. واعلم اكثر من هذا عنك.. وانتي كذلك تفعلين.. وهذا ما يجعلنا ياغيز و هازان... "
اقفلا الخط بعد أن ودعا بعضهما ليلتفت كل منهما لاشغاله...
اكملت تفقدها لبعض ملفات العمل كي تتأكد من حسن سيره ثم قامت بجولة من الملاكمة افرغت بها طاقتها السلبية ثم اتجهت نحو غرفة تغيير الملابس... لملمت ثيابها في حقيبتها الرياضية ثم خرجت بعد أن ودعت ايرين ( اكيد ما رح تتذكروه بس هاد المدرب تبع البوكس الي بيشتغل بصالتها والي بيغير منه ياغيز 😌) و البقية...
أمسكت بهاتفها متصلة بايجه فجائها صوت هذه الأخيرة نائما: مرحبا أختي
هازان متضاهرة بالصراخ: اختي اذا؟ حمدا لله انك تذكرين هذا.. ما هذا يا فتاة لا تتصلين بي ولا تطمئني..؟ ألم تقلقي علي البارحة عندما لم تجديني هناك؟ ألم تتسائلي عن سبب عودتنا باكرا لربما اصبت بوعكة صحية مثلا او شيء من هذا القبيل.. ها؟
" ويحك يا اختي.. خذي نفسا و استريحي... ما هذا هل تناولتي مذياعا على فطور الصباح؟" أجابت ايجه بسخرية
" ساريك الان المذياع يا هذه.. أين انتي؟ على ما يبدو أنك لازلتي نائمة!"
" نعم.. لقد تواصلت سهرتنا بالامس إلى بزوغ الفجر.. وانتي كيف حالك اختي؟ ماذا هناك آه؟ عودة مبكرة وما شابه؟ هل اشم رائحة ليلة ساخنة هنا؟ " أضافت ايجه ملمحة
" ما هذا الحديث ايجه؟ متى تعلمتي هكذا اشياء يا هذه؟ لقد أصبحتي عديمة الحياء.. " هازان بانزعاج
" تمام، تمام لا تتركين الإنسان يمزح معك ابدا يا اختي.. لن اعيدها ثانية " ايجه باستسلام
" حسنا اذا.. ايجه اختي العزيزة انا احتاجك كثيرا اليوم.. هلآ جئتي الي؟" قالت هازان بنبرة متوسلة
" تمام اختي ولكن هل حدث شيء؟ أعني اكل شيء على ما يرام؟ " ايجه بقلق
" انا بخير وكل شيء جيد هنا ولكني احتاجك في شيء ضروري لذا كوني بالبلازا خلال ساعة.. اتفقنا؟"
" حسنا.. ولكني لن اتأخر اختي تعلمين طائرتي غدا وعلي جمع ما تبقى من اغراضي"
" تمام تمام اقبلك عزيزتي "
" وانا ايضا اختي "
اغلقت الخط مقررة العودة ركضا إلى شقتها والتي لا تبعد كثيرا عن صالتها لكي لا يجف عرقها قبل الاستحمام...
دخلت الشقة.. صعدت إلى غرفتها نازعة ثيابها ثم دلفت غرفة الاستحمام لتأخذ حماما ساخنا قبل قدوم شقيقتها...
بعد ارتدائها لثيابها و تجفيف شعرها سمعت صوت جرس الباب فهرولت لفتحه لتجد ايجه أمامها : مرحبا عزيزتي ايجه
أجابت ايجه وابتسامة زينت فمها: اهلا اختي.. كيف حالك؟
قبلا بعضهما ثم دخلا إلى الصالون.. جلست ايجه لتقول هازان: شاي ام قهوة؟ ماذا تشربين؟ هل تريدين عصير؟
أجابت ايجه : عصير افضل علي استعادة نشاطي بعد ليلة البارحة، على ذكر ليلة البارحة.. لماذا عدتما باكرا هل هناك خطب ما؟ "
صمتت هازان من المطبخ لتبتسم ايجه بخبث: اذا ما خمنته انا صحيح
خرجت هازان من المطبخ تحمل صينية و وضعتها على الطاولة وهي تحدج ايجه بنظرات محذرة ولكن لم يخفى على ايجه وجه اختها المتوهج من الخجل...
" هيا اختي.. هل تخجلين مني؟ لقد كنتي تخبرينني كل شيء و بالتفاصيل من قبل" ايجه محاولة استدراج هازان لتفضي ما بداخلها
شهقت هازان : ويحك تفاصيل ماذا ايجه؟ لا تحاولي معي انا اعلم انني لا أفعل هكذا شيء
" حسنا لا علينا من التفاصيل.. اريد ان اعلم لماذا غادرتما باكرا؟ فقط السبب و أعدك انني لن اسأل اي شيء آخر "
احنت هازان راسها محاولة منها إخفاء خجلها ولكن ايجه رفعت ذقنها لتواجهها وهي تقول: لا داعي للخجل يا اختي.. ياغيز زوجك و ما حدث او سيحدث بينكما شيء طبيعي وليس اول مرة يحدث.. يعني اعذريني يا اختي ولكنك أصبحتي خبرة لولا ما حصل معك"
تداخلت مشاعر هازان بين الضحك او الحزن من ما قالته شقيقتها ولكنها اختارت الابتسام.. ابتسمت وهي تقول: ليلة امس كانت من أجمل ليالي حياتي ايجه.. انا أجزم انني بحياتي لم اعش هكذا أحاسيس رائعة..
" لقد عشتي أجمل و أروع منها اختي و ستعيشين ولكنك لا تذكرين.. اكملي عزيزتي ماذا حدث"
" لقد اعترف لي بحبه ايجه و بعبارات مست قلبي.. لقد كان يتألم كثيرا من بعدي عنه.. لقد صرخ بوجهي واصفا لي ما شعر به منذ قيامي بحادث السيارة و عيناه كانت تملاها الدموع وهو يكابر لمنعها من النزول.. آلمتني رئيته هكذا و حرك بي كلامه مشاعر لم افهمها.. ف... فقبلته... لا تسأليني من أين أتيت بجراتي ولكنني فعلت.. لا أكاد افهم نفسي ولكنني أحببت حركة شفاهه مقابل خاصتي و قربه مني و دقات قلبه فوق صدري.. لقد كان كل شيء مثل الخيال... ثم... عدنا إلى هنا و.. كان.. كيف اشرح لك.. لقد كان شخصا اخر تماما.. لم يكن ياغيز الذي اعرفه.. لقد كان مختلفا تماما ولكنه اختلاف مجنون قادني إلى الجنون معه...
بقيت ايجه صامتة وهي تتأمل اختها وهي تتحدث عن ياغيز و ما حدث بينهما ولمعة مألوفة استقرت داخل عينيها.. لم تقاطعها ابدا بل تركتها تفضي بما داخلها لترتاح او لسبب اخر تعلمه ايجه جيدا... سكتت هازان ولكن ايجه لم تتكلم... اخذت يدا اختها بين كفيها و قالت : انا ارى هازان منذ اربع سنوات أمامي الان.. لربما لا تتذكرين شيئا ولكنك تستعيدين احداث ما عايشته من قبل باحداث مماثلة ولكن في ظروف أخرى اختي.. لطالما كنتي تتحدثين بهذه الطريقة عن ياغيز.. لطالما رأيت ذلك العشق يسكن عينيك عندما تنظرين اليه او تذكرين اسمه.. والأمر لا يختلف كثيرا لديه.. فياغيز لا يعشقك كما تفعلين.. بل اكثر بكثير.. اذكر دائما كيف كنتما تتشاجران أمامنا عن من يحب الاخر اكثر ولم يكن احدكما يستسلم حتى ينهي ياغيز الشجار بقبلة.. لقد اغرم بك حد الجنون لدرجة انه احب اختك و أمك كعائلته.. تصوري ان السيدة فضيلة أصبحت تنعته ببني.. لقد فعل الكثير من أجلنا وكله من أجل اسعادك فقط.. كلنا شهدنا لهفته عليك عندما تمرضين او تتألمين و شجنه ايام نومك بالمشفى.. هل تسمعين بعنتر و عبلة.. قيس و ليلى.. روميو و جوليات... اذا ضيفي إلى هذه القائمة.. ياغيز و هازان...
ابتسمت هذه الأخيرة رغم الدموع التي ترقرقت داخل مقلتيها وهي تستمع لكلمات ايجه.. قالت بصوت باكي: انا اشعر بشيء تجاه ياغيز ولكني لا أفهم ماهو ايجه.. أريده دائما بقربي.. احب سماع صوته وهو ينادي باسمي.. رائحته الرجولية تاسرني.. أشعر براحة غريبة وانا انظر داخل عينيه و انزعج حد الموت عندما يتجاهلني... لا أعلم أن كان ما احس به حبا ولكني اعشق مشاعري هذه...
ابتسمت ايجه بدفء وهمست : سوف اتركك لتجدي الإجابة بمفردك.. ولكن انا حقا سعيدة من أجلك و من أجل ياغيز اختي.. ادعو من الله ان يسترد لك ذاكرتك يا اختي كي تتخلصي من هذا الحمل..
" امين اختي العزيزة.. أمين.. لقد نسيت سبب دعوتك الي بسبب ثرثرتي.."
" بل بسبب ياغيز.." ايجه مازحة
"لماذا؟ مالذي فعله ياغيز؟"
" هو من جعلك تنسين سبب حضوري"
ضحكت هازان و قالت : لم انسى طبعا.. اساسا هو السبب في قدومك..
" كيف ذلك؟"
" لقد دعاني ياغيز الليلة إلى العشاء بالخارج بمفردنا و يجب أن أكون جاهزة على الساعة السابعة.. لا أعلم ماذا سارتدي او ما سأفعل... انا اشعر بالارتباك وكأنني اخرج للمرة الأولى لذلك اتصلت بك اختي.."
" حسنا اهدئي.. لما كل هذا الاضطراب.. سوف تكونين جاهزة في الموعد لا تقلقي.. هيا اتبعيني "
مر اليوم على ياغيز ثقيلا وهو يعد الدقائق ليعود و يراها.. أما هازان فقد ساعدتها ايجه في اقتناء فستان ثم صففت لها شعرها و ختمت مساعدتها بلمسة سحرية من مساحيق التجميل على وجه اختها...
خرج مسرعا من باب الشركة و ركب سيارته منطلقا في طريقه إليها.. حمل هاتفه أثناء الطريق و هاتفها: هل حبيبتي جاهزة؟
انتفض قلب هازان مع وقع كلمة حبيبتي عليها لتجيبه بتلعثم: نعم..
ابتسم برضا وهو يستمتع بنسق تنفسها السريع باذنه للمرة الثانية هذا اليوم.. هل ستجعله يشعر هكذا في كل مرة تتنفس بها؟ يشعر وكأنه يتعرف عليها من جديد.. ولكنه ممتن.. فحالتها هذه تذكره ببداية علاقتهما و كيف كان يرتجف قلبها فور اقترابه منها او فور سماعها لمغازلته...
قالت من بين أنفاسها: هل ستأتي الان؟
" لو الأمر بيدي لكنت أمامك الان.. ولكن ازدحام اسطنبول يمنعني عنك.. يخطر ببالي ان اشتمه لانه يحيل بيني و بين قدومي إليك سريعا ولكن مجرد التفكير بهذا يشعرني بالجنون.." همس ياغيز بصوت عميق
" اذا لا تفكر بهذا.. فكر بي فقط.."
" التفكير بك لم يعد خيارا بالنسبة الي.. فهو واقع اعيشه منذ استفاقتي صباحا و حتى استغراقي في النوم ليلا.. "
ابتسمت آسرة شفتها بين أسنانها ثم قالت: انا في انتظارك اذن.. لا تتأخر
" خمس دقائق فقط.. " ختم ياغيز قبل أن يغلق الخط..
عاود الاتصال بها فور وصوله لكي تنزل.. بقي ينتظرها لدقائق احسها دهور فخرج من سيارته المرسيدس ليتكئ عليها مواجها لبوابة البلازا.. إلى أن شاهدها وهي تتبختر نحوه في فستانها الأسود الحريري الذي انسدل على جسدها مضهرا منحنياته المثيرة مصدرة ذلك الصوت الذي يكرهه عندما تصدره النساء ولكنه منها يصبح لحنا موسيقي عذبا يطرب أذنيه.. انه صوت كعبها ذو الاسلاك الفضية المرصعة... ااخذت تقترب منه ليتسنى له رئية شعرها المرفوع من الوراء والذي تدلت بضع خصيلات منه بشكل عشوائي على وجهها الخلاب... ضل محدقا بها يتأمل جمالها حتى أنه لم ينتبه انها تقف أمامه مباشرة... انتبه فور سماعه لكحة اصدرتها هازان لكي تشتت انتباهه ليقترب منها ممسكا بيدها و زرع قبلة مطولة على ظهر كفها ثم رفع نظره إليها ثانية وقال في ذهول: كل مرة تبدين أجمل من التي تسبقها.. ارئفي بقلبي هازان.. قلبي لا يتحمل هكذا جمال..
احمر وجهها خجلا زارعة ابتسامتها الرقيقة على ثغرها ثم اردفت : انت تخجلني... لم اتعود على هكذا حديث
اجابها وهو يدقق النظر بعينيها: ستتعودين.. وعلى اكثر من هكذا حديث.. ستتعودين على العديد من الأشياء وأولها على هذا..
ثم جذبها من يدها لتلتصق بجسده ملتقطا شفتيها بين شفتيه مقبلا اياها قبلة خطفت أنفاسها...
ابتعد عنها لاهثا لتبتسم هي بشفتان مرتجفتان فبادلها هو الابتسامة ثم همس مقابل شفتيها: الن تجيبي على سؤالي؟
خرج صوتها ضعيفا من بين أنفاسها: اي سؤال؟
" هل اشتقتي الي؟" سأل ياغيز لتتذكر هازان رسالته الصباحية والتي أخبرها بها انه سيأخذ جوابه عند عودته..
ابتسمت ثم همت بالتكلم الا ان رنين هاتف ياغيز اوقفها...
ابتعد عنها مرغما وهو يقول: انه جوكهان.. لا تعتبري نفسك قد نجيتي.. سوف تجيبيني بعد الاتصال..
ضحكت هازان ليجيب ياغيز على هاتفه و ابتسامة مشرقة على ثغره سرعان ما تبددت لتحل محلها عبارات الصدمة.. سمعته يسأله كيف.. أين... و متى و لكنها لم تفهم شيء...
قطع الاتصال فورا وهو لايزال مصعوقا ودمعة ساخنة وجدت طريقها على وجنته لتسأل هازان بقلق : ياغيز.. ماذا حدث؟
اجابها و عيناه تنظر في الفراغ : بسببي انا... انا السبب..
زادت كلماته من خوفها فصرخت بوجهه وهي تديره لينظر اليها: ما الذي بسببك ياغيز؟ ماذا هناك؟
"ابي هازان.. لقد نقل إلى المستشفى بسبب أزمة قلبية"
وضعت هازان يداها على فمها بصدمة ثم أمسكت بذراعيه وقالت وهي تجذبه: علينا أن نذهب ياغيز.. هيا.. لماذا تقف هكذا كالهائم... هيا
انتبه ياغيز إليها ليتجه مترنحا نحو باب السيارة و صعدت هي بدورها بجانبه ثم انطلقا باتجاه المستشفى...
********************
انتهى البارت و رح تبلش هلا اسألتي الكم 😅😁
يلا شو رأيكم اول شي ببارت اليوم؟
كيف كانت ردود افعالكم وانتوا عم تقروا؟
شو رايكم بمشاعر هازان؟
يلي صار بين ياغيز و هازان؟
كلام هازان و ايجه؟
وهل عنجد ياغيز السبب بيلي صار لحازم؟ وأهم شي ليش؟
شوو توقعاتكم بالبارت الجاي و شو اقتراحاتكم؟ لا تحرموني من كومنتاتكم ❤️🙏🏻😍
بحبكم ❤️








مفقودة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن