الحلقة الرابعة و العشرون

3.4K 86 29
                                    

الحلقة 24:

- سيداتي أعلم أني اقوم بمقاطعة حواركن ولكن بعد اذنكن فأنا مجبر على اخذ زوجتي
ااه..و كما شاءت العادة ياغيز ايجيمان يظهر في الأوقات الرائعة، كان يتوجه بكلامه إلى السيدات المتقدمات في السن بكل لباقة و رقي راسما على شفتيه ابتسامة دافئة لتدرك هازان حينها انه كسب قلب و إعجاب كل واحدة منهن بالفعل..
بعد ابتعادهما عنهن بقليل لم تستطع هازان كتم ضحكتها بعد فقالت: لقد اعجبن بك
- بي ام بكِ ؟
نظر إلى عيناها المتسائلة ثم اجابها: علي الاعتراف، لو اقول اني لم اتفاجئ من ترويجك لمستحضراتي سأكون كاذب
- أيها الوقح، هل كنت تتصنت علينا؟
قالت هازان لياغيز هذا غاضبة ولكن عند رئيتها لملامح وجهه المازحة تخلت عن غضبها..
- هل تغضبين الان في حين أن عليكي شكري لانقاذك منهن منذ قليل؟
- ياله من منقذ! يا للأسف كان عليك الحديث معهن قليلا أيضا فأنا متأكدة أنهن لديهن أسئلة ليسألنك اياها أكثر مني
- انا فقط لا أجد نفسي لائقا لسيدات في الخمسين من عمرهم هازان، انظري لتلك الفتيات اللواتي لا يتوقفن عن النظر الي، و لابد أنهن ادركن أنني رجل ثري أيضا، انا في حاجة إليك، إذ كلما عرفن أنني متزوج أبكر يكون اخراجهن لي من دنيا احلامهن أسهل
- و معجب بنفسه أيضا! هل تخاف من فتاة شابة على وشك التخرج؟
ركز عيناه بعينيها وأردف قائلا: ماذا تنتظرين مني أن أفعل؟ انا زوج مخلص
أرادت هازان كتم ابتسامتها ولكنها لم تستطع فكلماته و نظراته اسعداها كثيرا..
شرعا في الحديث مع أصدقاء و أساتذة ايجه التي قامت هذه الأخيرة بتعريفهما عليهم، إذ ان بعض الأساتذة كان ياغيز يعرفهم من خلال المجلات الاقتصادية، اما هازان فلم تكن تفقه شيئا عن هذا المجال لذلك كانت تجول نظرها في الأرجاء، لاحظت أن العديد من الفتيات و السيدات استقرت انظارهن على ياغيز ولكن مع ذلك لم تتجرأ واحدة منهن على الاقتراب منه، أعادت تركيزها نحو ياغيز وهي تنصت إلى حديثه مع احد الأساتذة المساعدين بكل حماس، وفجأة بدأ الحديث يصبح في غاية الأهمية..
ركزت نظرها بفضول على ياغيز الذي كان يرسم ابتسامة أثناء استماعه لحديث الرجل متسائلة داخلها إلى متى سيستمر هدوئه..
التفتت نحوه فور ابتعاد الأستاذ المساعد وقالت : أفكارك حول الشركات الصغرى و المتوسطة إذا؟ لقد حاول المسكين جاهدا أن يحشر رجل أعمال كبير مثلك في الزاوية
ارتشف ياغيز من كأس العصير الذي كان يحمله بين يديه وعلى شفتيه ابتسامة
اما هازان فواصلت : وفي الواقع هو لم يقل اشياءا خاطئة جدا، يعني وانا ايضا اعتبر مستثمرة صغيرة
قال ياغيز وهو يدقق النظر بها:- باك سان.... ايييه وانتي ماذا تفكرين إذا؟
ابتلعت هازان لعابها ثم قالت : انا لا استطيع الحديث بطريقة أكاديمية هكذا، ولكنني أعلم أنك سمكة كبيرة بإمكانها ابتلاع الأسماك الصغيرة التي تعترضها، ولكن ليس لهذا اي معنى لأن هذه الأسماك الصغيرة كلها سيأتي عليها يوم اما ستصبح فيه مثلك أو ستعمل مع أناس امثالك ولهذا السبب تخرجوا، وأيضا لهذا السبب قام اساتذتهم بتدريسهم المنطق يعني انا ايضا باعتباري سمكة صغيرة لا يمكنني الحكم ولكن مع ذلك هذه هي طبيعة العمل وهذا يعني أن جزء منه قاس
- إذا قلتي هذا الكلام أمام الآخرين لن تستطيعي تفسير سبب زواجك بي خاصة في غداء عمل أمام الأسماك الكبيرة
كانت ملامح وجه ياغيز في غاية الهدوء اما عيناه فكانت تضحك..
- سأقول حينها أنني أشعر بالفخر و بالحظ كوني مستثمرة صغيرة في نفس مجالهم كما نقول لهم كم أنني مرتاحة، هذا سينال إعجابهم أليس كذلك؟
احست هازان بشيء ما يتخلل نظرات ياغيز التي ألقاها بها.. ابتسم برقي وهو يستمر بالنظر إليها اما هي فشعرت ببعض من الخجل فاستدارت وهي تبتسم نحو أجواء الحفل فشاهدت شقيقتها التي كانت تضحك من بين الحضور..
- كنت سأقول أن لايجه أشياء كثيرة لتقولها في ما يخص هذا الموضوع ولكنها الان تبدو وكأنها لا تأبه بالدنيا كلها، كما أنها سمعت بعطلتها في انجلترا... لا تفكر بشيء آخر ابدا
عند نهاية حفلة التخرج اضطرت ايجه ترك أصدقائها و العودة إلى الفندق مع عائلتها...
قامت هازان بضبط منبه هاتفها تفاديا لوقوعها في نفس موقف الصباح، غدا ستتناول فطور الصباح مع ايجه، ثم ستذهب مع هذه الأخيرة إلى بيتها لتجهز نفسها للحفلة الراقصة فلقد وعدت أصدقائها بذلك..
في الجهة الأخرى، قام ياغيز عند حلول المساء بتحضير الاريكة لينام عليها وكأن شيئا لم يكن اما هي فقد كانت مترددة بالدخول إلى الغرفة فذهنها مليء بالافكار و الاحتمالات عن ما إذا سيحدث كل ما حدث بينهما مرة أخرى...
شردت وهي تنظر إلى الفراش الذي حضره ياغيز لنفسه في صمت، تمام، هي لا تريد فتح الموضوع بنفسها تريده هو أن يطرحه ولكنها أيضا لا يجب عليها السماح له أن يشك بها بسبب حالتها الغريبة، في الأيام الطبيعية كان ياغيز هو من يراقب تصرفات هازان، وهاهو الان يقوم بتحضير الاريكة وكأنه ينتظر من هازان أن تطلب تفسيرا لما يفعله بالرغم من انه هو أيضا لا ينطق بكلمة ولا يقوم بأي تفسير..
كان وكأنه لا يريد التفكير في نومهما معا على ذلك السرير..
في الواقع هازان، لم تستطع فهم سبب هذا التوتر و الارتباك الذي يتملكها من اقترابهما من بعض، لربما يجب عليها الاسترخاء قليلا، لا يوجد داعي لكل هذا الاضطراب، انها لازالت تحت تأثير ما حدث بينهما، هيبسي بويدو، هذا كل شيء..
حاولت بصعوبة بالغة أبعاد اي أفكار عن ذهنها لكي تستطيع النوم إذ ينتظرها يوم طويل غدا..
استفاقت على صوت المنبه المزعج لتجد ياغيز قد نهض منذ مدة وقد أصبح جاهزا أيضا، على ما يبدو أنها الوحيدة التي تأثرت بشدة بهواء البحر حتى أصبحت تنام بعمق هكذا..
جهزت نفسها بسرعة، حيث أن ايجه أرادت وجود اختها بجانبها أثناء تجهيزها لنفسها للحفلة الراقصة، لم يكن باستطاعة ياغيز المساعدة بشيء ولكنه قام بايصال هازان و السيدة فضيلة إلى بيت ايجه ثم وعدهما أنه سيأتي لاصطحابهما فور انتهاء عملهما..
لم تكن المرة الأولى التي تتعرف بها هازان على أصدقاء ايجه ولكنها لم تتذكر اسم اي واحدة منهن لذلك أصبحت مضطرة على سؤالهن واحدة تلو الأخرى عن اسمها، ومن محادثة إلى أخرى معهن احست هازان بالبهجة و المرح و كأن روحهن المرحة قد التقت بروحها الحزينة فنقلت لها بعض الطاقة الإيجابية و السعادة التي تحويها، فقد كن تارة يضحكن كالمجانين و تارة أخرى يبحثن بالدقائق على حلقهن المفقود وهي كانت تشاركهن في كل هذا، ولكن كل هذا قبل أن تفلت إحداهن بكلمة لتفسد بعدها الاجواء...
- سيصطحبكِ اوزغور أليس كذلك؟
التفتت فضيلة فور سماعها لكلمات الفتاة باتجاه ايجه وكأنها قد تلقت صعقة كهربائية لتنظر هذه الأخيرة بدورها إلى اختها وهي تترجاها بعينيها الزمرديتين..
اما الفتاة الحمقاء والتي لم تلاحظ نظرات فضيلة و ايجه ولم تدرك الموقف التي وضعت به صديقتها أكملت حديثها قائلة: لقد أظهر هذا الفستان جمال عينيكِ ايجه، ترى سيغار قليلا خاصتك عندما يحدق الجميع بجمالك؟
- ايجه انيجم، يا ابنتي العزيزة هلأ اتيتي معي لدقيقة؟
لحقتهما هازان فورا إلى المطبخ...
- ماذا تقول هذه البنت ايجه؟ اوزغور ماذا؟ ماذا يكون لك ذلك الفتى؟ ماذا يعني اصطحابك من البيت و الغيرة وما شابه؟ انظري الي وقولي الحقيقة...
- امي اقسم لك انه ليس كما تظنين, انه فقط شعور بلا معنى، والا ليس هناك أي شي اخر
- هاه! وانا ابتلعت هذا، يا ابنتي انظري الي قليلا؟ هل كتب على جبيني غبية؟ على الأقل جدي كذبة مقنعة أكثر تقنعينني بها، عدا ذلك بأي صفة سيأتي و يصطحبك؟
- يااا بصفته صديقي يا أمي، هذا شيء طبيعي بين الأصدقاء، لقد قال ان باستطاعته اصطحابي بسيارته سيكون أسهل، كما أننا سنعود في وقت متأخر ليلا، سيكون من المستحيل إيجاد تاكسي في ذلك التوقيت، على الأقل سيكون لدي سيارة هل هذا سيء؟ ماذا هناك بهذا لتضخيمه؟
- مستحيل هكذا شيء، نحن نصطحبك و نحن أيضا ناخذك ليلا، ما عملنا بسيارة الشاب؟
نظرت ايجه إلى هازان طالبة منها المساعدة..
- امي ماذا هناك بهذا؟ أنهما أصدقاء، كما أنهما ذاهبان إلى نفس المكان، والشاب تصرف بلباقة و أخبرها أن بإمكانه اصطحابها كما أن....
- هازان هانم سان بي دور، انتي انتظري، الفتاة الشقراء التي بالداخل قد لمحت لشيء، قالت إنه سيأتي لاصطحابكِ، لماذا ايجه فقط يعني اريد ان افهم لماذا سيصطحبها هي فقط؟ انا لا اعطي الأذن لهذا، اساسا ذاك الشاب لم يرق لي ابدا، مستحيل
- اميي!
صاحت فضيلة بوجه ايجه :- ماذا امي ماذا؟ انا اعلم جيدا بأي فندق ستقام هذه الحفلة ايجه، انظري، اقسم اني احمل نفسي و اتي إليك واعلم ما تخططين لذلك إياك و الكذب علي
امتعضت ايجه وقالت محاولة نزع سحاب فستانها : إذا لن اذهب
- هوب هوب يا اختي العزيزة ماذا انتي فاعلة؟ امي انتي أيضا كوني منطقية قليلا، الا تثقين بابنتك؟ طالما تقول صديقها فهو كذلك، علاوة على ذلك لن يكون أوزغور فقط في هذه الحفلة، فالفتاة ستستمتع مع جميع أصدقائها، لماذا تضخمين الامر؟
- انا لا أفهم هذا، إذا كانت ستذهب لتكون مع ذلك الفتى فلن تذهب
- لقد غيرت رأيي، سوف اتصل باوزغور و أخبره أنه فقط سيصطحبني إلى الحفلة ولن يوصلني في نهاية السهرة
- كززز سان!!
تدخلت هازان فورا ممسكة بوالدتها ثم استدارت نحو ايجه: اذهبي و اكملي تجهيزاتكِ و اتصلي و اذهبي مع من تريدين لكن قبل منتصف الليل ستعودين، هل هذا واضح؟
اختفت ايجه عن انظار امها الحانقة فور سماعها لما قالته اختها..
- لماذا تمسكين بي؟ لن تذهب إلى أي مكان تمام؟ اصلا ايزين فارمام، لن اسمح لذلك الشاب ابدا بالاقتراب منها
- يااا امي هلا عدتي إلى رشدك؟ انظري لحالك، الا تخجلين؟ الا ترين انها وضعت الذهاب في ذهنها؟
- لتذهب إذا استطاعت الذهاب، مادامت قد وضعت الذهاب بذهنها وانا لن أقف و اشاهدها، أين حقيبتي، إن لم اذهب الى ذلك الفندق لا يسمونني السيدة فضيلة بعد الآن
- يوك ارتك، توقفي، قلت لك توقفي، لأول مرة في الحياة ابنتك ستعيش يوما هل تنوين اخجالها به و تدميره؟
- سان كاريشما، انتي لا تتدخلي
- كاريشيريم، ساتدخل، لست ذاهبة إلى أي مكان
- اويلي مي! حقا! إذا كيف ستوقفيني يا هازان هانم؟ هل ستضعين قفلا على باب الفندق الذي نبقى به؟ سأذهب إلى هذه الحفلة الراقصة و سارى بعيني أن كان ذلك الفتى حبيبها ام لا، وان كان كذلك فلتجهز نفسها السيدة الصغيرة لتناول التوبيخ الذي تستحقه على العشاء الليلة
- دور، انتظري تمام انتظري... طالما من غير الممكن ايقافك إذن....
****
- وإذا قام اوزغور باصطحابها ماذا ستقولين لوالدتك ؟ هل سنكذب عليها؟
كان ياغيز ينظر من بلور سيارته نحو باب الفندق، وبجانبه هازان على المقعد المجاور، تاففت هذه الأخيرة بضيق، لم تجد حلا آخر لمنع والدتها من المجيء إلى الحفلة و افتعال فضيحة غير إعطائها وعد بأنها ستراقب ايجه بنفسها، نظرت إلى ياغيز بخجل وقد تملكها الشعور بالذنب تجاهه لأنها تواصل إدخاله في مشاكل هو في غنى عنها..
- طبعا لن أقول شيء، سأقول انها كانت برفقة أصدقائها فقط
-هاريكا
- انا اسفة لادخالك بهكذا سخافة
- نحن حلفاء هازان، مع العلم انني ساخسر اعتباري أمام والدتك إذا كشفت كذبتنا ولكن ليس بيدي حيلة
نظرت هازان إلى النافذة ضاحكة لترى شقيقتها و مجموعة من أصدقائها يدخلون الفندق ولم يكن اوزغور معهم
- هاه، انظر، كل المشكلة التي افتعلتها كانت بدون جدوى، ولكنني قلت لها هذا، على أي حال طالما أنها تقول الحقيقة إذا لنلتقط لها صورة و يكون دليلا بين يدينا
- هل نتمشى قليلا إلى حين انتهاء هذا الأمر؟ ساقاي تعبتا من الجلوس بالسيارة
- تمام، لنفعل
ترجل كل منهما من السيارة و تمشيا نحو الساحل المقابل للفندق، انه وقت الغروب، وهاهي الشمس مالت للغروب واللون الأحمر قام يسجد في طرف محرابها..
قال ياغيز: لابد وأن الحفلة في حديقة الفندق، انظري إلى الأضواء التي وضعت هنا و هناك
- نعم لقد أصبحت جميلة، أمان، لنتخطى هذه الليلة بدون حوادث أو مصائب، لقد ارتعبت من إمكانية حدوث مشكلة هذه الليلة
- في كل الأحوال كنا سنوقف والدتك، طبعا هذا نوع من الظلم لأن هناك توزيع غير متساوي في الجهات
- لهذا السبب اردتك أن تكون في صف امي ياغيز، نحن لا نريد توزيعا غير منصف في الجهات
- نعم، انا و السيدة فضيلة كنا سنصبح ثنائي عظيم حقيقة
ضحكت هازان ثم واصلا سيرهما وهما يتبادلان أطراف الحديث..
بدأت نسمات البحر في التحول من الدفء إلى البرودة...
قالت هازان: لنعد إذا أردت
هز ياغيز راسه موافقا ثم عادا ادراجهما إلى السيارة، كادا يقتربان حين اعتقدت هازان انها شاهدت شيئا ازرق يرفرف في الهواء، ركزت النظر أكثر لتتاكد ان الشيء الأزرق المرفرف هو فستان ثم أدركت أن ايجه هي صاحبة الفستان..
ضلت مصعوقة من ما تشاهده، لقد كانت شقيقتها مع اوزغور تسترق النظر نحو مخرج الحديقة الخلفية..
- ياغيز هل ترى انت ايضا ما انا بصدد رأيته؟
قال ياغيز بنبرة مازحة محاولا اضحاك هازان: على ما يبدو أن ايجه تحظر لشيء اكثر من توقعاتنا
ولكنها لم تكن بحالة تسمح لها بالمزاح، هذا يعني أن ايجه الصغيرة كانت تكذب عليها هي أيضا..
- انا لا اصدقها حقا، وانا التي اعتقدتها بريئة و الحال انها وضعت خطة منذ البداية، لهذا قالت صديقتها انه سيأتي لاصطحابك إذا..
- هازان، ايجه فتاة فالثاني و العشرين من عمرها، حقا لا أعتقد أن هناك داعي للقلق عليها، تمام انا لست معجبا بذلك الفتى و أفعاله ولكنها حياة ايجه، لا نستطيع التدخل
أغلقت هازان عيناها لمدة ثم قالت بحدة: انا فقط اريد معرفة مكان ذهابهما ياغيز، بعد ذلك سنعود، اولور مو؟ أهذا ممكن؟
- تمام، اويلي اولسون، ليكن هكذا
سارا وراءهما تاركان مسافة بينهما، اما هازان فقد كانت في قمة قلقها، لماذا كذبت عليها، مالداعي للكذب من الأساس؟ الا تثق باختها أيضا؟ علاوة على ذلك لماذا هي بمفردها مع هذا الشاب؟ أكانت والدتها محقة منذ البداية؟
شاهدتهما وهما يدخلان إلى مكان يشبه المقهى قد علت منه أصوات الموسيقى و الضوضاء، إذا اتضح أن ايجه لم تفكر قط في الذهاب إلى حفلة راقصة، فقد أرادت الاستمتاع و الاحتفال بتخرجها مع أصدقائها على طريقتها..
أخذت نفسا عميقا وقد شعرت بالراحة..
- يوما ما سيتوقف قلبي بسبب هذه الفتاة، ماذا يعني الهرب من الحفلة الراقصة؟ من أين تعلمت هذه الدواليب؟
- لربما هي موروث عائلي
التفتت هازان فورا نحو ياغيز قائلة: ماذا يعني هذا؟ انا متى هربت من أماكن خلسة؟
اجابها ياغيز مبتسما: في ليلة إطلاق ماركتنا... لقد هربتي من الدعوة قبل حلول الساعة العاشرة حتى
تذكرت هازان تلك الدعوة من الصور التي شاهدتها على الإنترنت..
- هل الدعوة التي كانت في ليلة رأس السنة؟
رفع ياغيز حاجبيه : من أين تعلمين هذا؟
أسرعت هازان باختراع كذبة وقالت له: لقد ارتني اياها امي، لدي صوري الخاصة ولكن لم يذكر شيء عن اختفائي تلك الليلة في اخبار الصحف و المجلات
- اييه لم تذهبي فورا اساسا
قال ياغيز هذا وقد جلس على إحدى الكراسي القابلة للثني التي على الشاطئ، جلست هي الأخرى على الكرسي المجاور له وهي تنتظر اكماله لما حدث ليلتها بفضول..
واصل ياغيز كلامه بعد رئيته لنظراتها المتسائلة : لم يخرج خبر هروبك من الحفل لأننا وضعنا أموالا طائلة للترويج لماركتنا و كل الصحافة قد ركزت اهتمامها على هذا ولكن من المؤكد أن المدعوين قد لاحظوا غيابك
- وانت أين كنت أثناء هذا، اي لا أعتقد أنك سمحت لي بالذهاب هكذا، وماذا فعلت عندما علمت
- بان مي؟ انا؟ لقد كنت معك منذ البداية
تفوه بكلماته ثم حول نظره نحو البحر، ورغم الظلام الحالك الذي ساد المكان الا ان ضوء القمر الذي انعكس بعينيه البلوريتين جعل هازان ترى البريق الذي تخللهما
- دقيقة، دقيقة! هل سمعت جيدا؟ انت قبل قليل قلت انك تركت دعوة عمل بكامل حريتك و كامل ارادتك؟ مدمن العمل ياغيز ايجيمان ... الصارم، المتكامل.. صاحب مشروع التجميل... لا أصدق ابدا
- ولكنك تجرحين مشاعري هازان، هل انا رجل ممل لهذه الدرجة؟
نظرت إليه هازان بقلق، يا إلاهي هل حقا جرحت مشاعره بدون قصد منها؟
ولكن فور رئيتها لابتسامته شعرت بالراحة ثم هزت رأسها يمنة و يسرة، كم هو غريب هذا الرجل
- حسنا إذا، لابد وانك قد قمت ببعض الجنون ولكن كن صادقا، انا هي التي اخرجتك عن الطريق أليس كذلك؟ من المستحيل انك تركت الدعوة لأنك مللت
- لقد اصبتي التخمين في ما يخص هذا الجزء، فأنا ليس لدي هكذا تصرفات في الأيام الطبيعية
ضحكت هازان وقالت : حسنا، وانا لماذا لم أستطع التحمل؟ يعني تمام انا اعلم انني اكره ان اكون مركز الاهتمام ولكنني أيضا انا الوجه الإعلاني للشركة
أكملت حديثها فور رئيتها لياغيز الذي رفع حاجبيه : تمام تمام انا امزح ولكن حقيقة لماذا هربت من الدعوة؟
- في الواقع انا ايضا لست واثقا، على ما اذكر كان هناك سيدة تضع على رقبتها فرو حيوان وانتي استمريتي بالنظر إلى فروها بغرابة، وبعد ذلك خلال الدعوة عُرِض شريط عن حماية الحيوانات و انتي طلبتي منها أمام الجميع أن تتبرع إلى الجمعية بفروها و المرأة المسكينة وقعت أرضا من شدة دهشتها و اذكر أنني سمعتك تنعتينها بالمتعجرفة
تعالت قهقهات هازان و قالت من بين ضحكاتها: هل المرأة المسكينة ام انا؟ والان اتضح سبب هروبي من هناك، انا لا اتحمل البقاء مع أناس أمثالها، الله العليم ما هذو به، انا لم استغرب اتعلم هذا؟ هؤلاء الفئة البرجوازية مملون كثيرا و همهم الوحيد هو التباهي
- البرجوازية المملون هممم؟ وانا ضمن هذه الفئة على ما اعتقد
نظرت إليه هازان مبتسمة: استطيع القول انك لست ممل مثلهم
بادلها ياغيز الابتسامة ليعم الصمت المكان لدقائق آخذة النظرات دورها في الكلام..
احتضنها ياغيز بعينيه و قبلها بنظراته التي افترستها، لم يكن يحدق بها فقط بل كانت نظراته تروي عشقه لها، مرضه و هوسه بها و بجمالها، ود لو يجذبها إليه و يطارحها الغرام هاهنا حتى شروق الشمس، تذكر في كل مرة يقترب فيها منها كيف تذوب بين يديه كالشمعة المحترقة من الهيام ولكنه لا يريد الضغط عليها، سينتظرها، سينتظر طلبها..
لم تكن هي الأخرى أفضل منه حالا، فقد كانت عيناها تصرخ باسمه، كانت وكأنها تقول له خذني إليك ياغيز، خذني لدفء احضانك و روعة عالمك، ارجوك قبلني كما فعلت ذلك اليوم، اريد ان اشعر بذلك الاحساس الرائع مرة أخرى، لم تستطع التوقف عن التفكير بما حدث بينهما، كم كان رائعا وكم تمنت حدوثه مرة أخرى ولكن ياغيز قد تجاهل ما حدث ولم يذكره مجرد الذكر لذا هي أيضا يجب عليها المضي قدما...
قالت: انا اسفة... وانت دائما ورائي
قال ياغيز متضاهرا بالتفاجئ:- لا أصدق، هذا اول اعتذار اتحصل عليه منك في ما يخص تلك الليلة
- هل علقت على هذا يا ياغيز منذ زمن؟ كم انت سيء
- لو كان فقط بسبب الهروب من الدعوة لكان أهون ولكنني أصبت بالزكام ليلتها
- عظيم.. كم كانت ليلة رائعة، ولكنني اعتقد أنني اعتذرت عن إصابتك بالزكام وإذا لم أفعل فسجل هذا أيضا
قالت كلماتها وقد وضعت يديها على صدرها بامتعاظ..
قال ياغيز هامسا : ومع ذلك... لقد استحق كل ايام مرضي
عادت هازان لتدقق النظر بوجهه، مالذي تذكره؟ الان جسده هنا ولكنها كانت تعلم أن ذهنه قد ذهب إلى ليلة الشتاء تلك، استغلت شروده لتجول نظرها بين شفتيه الورديتين المنفرجتان عن ابتسامة خفيفة، ملامح وجهه المتناسقة، شاماته المتناثرة بشكل عشوائي ثم عيناه البلورية التي عكست ظلمة الليل، كم تمنت لو تستطيع التذكر مثله، ليت باستطاعتها مشاركته هذه اللحظة، ولكنها لا تستطيع وهذا ما اشعرها بعدم الراحة..
لأول مرة تشعر هازان بهذا... الفضول.... في الواقع لم يكن هذا فقط ما تشعر به، انه شيء متعلق بقلبها أكثر، أرادت أن تشعر ماهو بصدد الشعور به الآن... أرادت أن تعلم مالذي حدث تلك الليلة ليجعله هائما هكذا..
قالت هامسة: اريد ان اعرف لماذا
أدركت أن نظرات ياغيز عادت لتستقر عليها ولكنها لم تنظر إليه، فقد كان الفراغ الذي بصدرها يزعجها، لم تشعر بهذا الفراغ منذ مدة وهاهي الان تشعر به مرة أخرى وهي تحاول التذكر من جديد
- ها تلك الليلة و ها هذه الليلة... لم يتغير شيء يا هازان، ها نحن ننظر لبعضنا مرة اخرى، ها نحن جنبا إلى جنب مرة أخرى، باستطاعتنا تخطي كل شيء ولكن هناك أشياء ليس بيدنا حيلة من أجلها، لقد عشتُ باحتمال عدم فتحكِ لعينيك مرة أخرى، وصدقيني انك لا تريدين معرفة أي إحساس هو
نظرت هازان إليه مباشرة، لقد فهم انها انزعجت من عدم تذكرها و قد قال لها أشياءا أكثر قسوة و رعبا في هذه الدنيا مما جعلها غير قادرة على إجابته، هل يعلم ما يفعله بها في كل مرة؟ هل يعلم أنه في كل مرة يقطع أنفاسها باجاباته؟ يكتفها و يجعلها كالمشلولة؟
ما الذي عاشه هذا الرجل؟
أعاد ياغيز نظره نحو البحر..
هز راسه يمنة و يسرة قائلا: أعتقد أنني حقا رجل ممل، انظري كيف أنجح في كل مرة في تدمير الوسط بتفوهي بكلام كهذا
في تلك اللحظة رأت هازان الحسرة، الألم و الضعف القابعين في عيناه و كم كانت تعلم هذه المشاعر القاتلة جيدا
قامت بانهاضه من على الكرسي ثم لملمت نفسها وقالت: انا واثقة أن لديك خطة لهذه المواقف
لاحظت هازان ابتسامة قد ارتسمت على شفتيه حتى وإن كانت صغيرة فشعرت بالراحة الشديدة لاستطاعتها أن تعيده إلى معنوياته السابقة
- لا أعتقد أن خططي لهذه المواقف ستنفع معك
- اه نعم، فمن الصعب أن تشتت انتباهي، لو قمت بخداعي لعلمت فورا... ومع ذلك انا لست بالشخص الصعب، مثلا لو قلت لي أن نتمدد و ننظر إلى النجوم و نتخيل أشياء من خلالها لالتزمت الصمت و استمعت لتخيلاتك مثلا، دب صغير و دب كبير و ما شابه..
انفجر ياغيز ضاحكا: انتي تلتزمين الصمت؟ انتي من بين الناس المستحيل إقناعهم، انا ساتخيل أشياءا من النجوم و انتي ستصدقينني في صمت أليس كذلك؟
- لقد قلت مثلا ياغيز، مجرد مثال
أبعدت نظرها عنه ثم انفجرت هي الأخرى ضاحكة ليعم صوت قهقهاتهما المكان...
سمحا لسعادتهما أن تغمرهما غير آبهين بما حدث معهما بالماضي أو ما سيحدث لهما بالمستقبل ..

*****************

حبايبي اهلييييين و اسفة كتير عالتاخير بس كل تأخير فيه خير 😍😍😍😍❤️❤️❤️😘😘😘
انتهت الحلقة الليلة و يا رب تكون نالت اعجابكم كالعادة بدي رايكم يلي بتشرف فيه و بفرح بقرايته ما تقولوا اني ما بقرا يلي عم تكتبوه 😭 انا باقرا كل شي و بفرح كتيييييير بكلامكم بس ما عم لاقي وقت لجاوب كل وحدة فيكم و كمان ما بحب جاوب حدا و اترك حدا بحاول كون عادلة 😍😍😍 المهم يلاااا توقعاتكم للحلقة الجاية يلااا ❤️❤️❤️
بس قبل بدي تحكولي عن رايكم بأحداث هاي الحلقة💋💋💕 بحبكم كتيير يلااا وداعا ليوم السبت انشالله 🙏🏻🙏🏻









مفقودة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن