الحلقة السادسة عشر

2.9K 71 31
                                    

الحلقة 16:

وضعت آخر طبق على الطاولة ثم نظرت باتجاه الساعة التي كانت تشير إلى الساعة 7:45، وعند سماعها للاصوات الآتية من الغرفة فهمت انه قد استفاق و استعد للخروج.
ألقت نظرة أخيرة على السفرة باحثة بعينيها عن أي نقص بما قامت باعداده لفطور الصباح..
لقد كانت الأحوال بينهما ليست على ما يرام في الآونة الأخيرة ولهذا لم تسنح لهما الفرصة لتناول الفطور معا.. فبما انها لا تزال غير مضطرة للذهاب إلى عملها الان فهي تنام و تنهض متى أرادت حتى أنها لا تتفطن لخروج ياغيز إلى عمله، و عدم معرفتها بساعة خروجه من المنزل جعلها تضطر للنهوض باكرا اليوم كما أنها قامت بإعداد فطور صباح شهي من أجله.. في الواقع لقد كان اليوم هو دور ياغيز في إعداده ولكنها فكرت ان تكتفي من هذه السخافة و أرادت هذه المرة أن تفعل شيئا نابعا من داخلها.. على الأقل يجب البدء من مكان ما لكسر هذا التوتر و الانكسار الذي بينهما و أدركت انها الشخص الذي يجب عليه أن يقوم بالخطوة الأولى لأنها تعتبر السبب الرئيسي لما يحدث، فلو سيطرت على تصرفاتها و اعصابها لما كانت قد أصبحت الأوضاع هكذا بينهما.. و عدم قدرتها على منع شعور تأنيب الضمير الذي تملكها جعلها تقرر فعل شيئ قبل فوات الأوان...
ابتلعت ريقها ثم أخذت نفسا عميقا داخلها عند سماعها لصوت فتح الباب..
تستطيعين فعل هذا.. ليس هناك داع لهذا الكم من التوتر.. انتما شخصان متحضران و تستطيعان حل مشاكلكما بكل هدوء و تحضر..
ارتسمت على وجه ياغيز علامات الدهشة من رئيته لها فور دخوله غرفة الجلوس، اما هي فابتسمت إليه قائلة: صباح الخير
اجابها وهو يضع هاتفه بجيبه وقد تعلقت عيناه بالطاولة : صباح النور، انتي مبكرة اليوم
-لقد أعددت الفطور، هل نجلس؟
ضل ياغيز يحدق بهازان وكأنها قد سألته سؤالا عجيبا، اما هي فاستمرت في النظر إليه دون أزاحة عينيها وهي تتمنى داخلها أن لا يقول لها أن لديه عمل مستعجل، لقد أدركت انها لن تحتمل مجرد رفضه للجلوس بسبب استعجاله، لم تعلم إذا هذا الاحساس بسبب كبريائها ام لأن كل ما قامت به و خططت له سيذهب سدا ...
رفع ياغيز حواجبه وقال وهو يقوم بازاحة الكرسي للجلوس في ذات الوقت : لقد كان دوري انا في تحظير الفطور على ما اذكر!
حذفت هازان جميع أفكارها و لملمت نفسها راسمة ابتسامة على محياها ثم قالت : خطر ببالي أن أقوم بتحضيره انا عندما نهضت باكرا
ثم أكملت وهي تملأ فنجان الشاي خاصته: لا أعلم كيف تشربه
امسك بالفنجان و قام بارتشاف القليل منه ثم اجابها : هكذا جيد
جلست بمقعدها و شرعت في ملأ طبقها وهي تراقب تحركاته خلسة، اما هو فقد كان يمسك بهاتفه بين يديه يقرأ شيئا منه وفي الان ذاته كان يتناول بعض ما يوجد في طبقه...
طال صمتهما، مما جعل هازان تشعر بالانزعاج الشديد خاصة و انه لم يرفع راسه عن الهاتف قط حتى أنه لم يأكل الا القليل مما تسبب في انعدام شاهيتها.. يبدو أنه لا يخطط لتناول شيء آخر غير قطعة الزيتون التي وضعها بشوكته منذ جلوسه 😡 الا يرى أنها تفعل ما بوسعها لارضائه!؟ ماذا يوجد بذلك الهاتف الغبي حتى لا يزيح عيناه عنه؟ لماذا يشعر الإنسان أنه مجبر على العمل حتى أثناء تناوله لفطوره؟ 😬
وضعت شوكتها على الطاولة، ثم همست داخلها "خطوة أخرى هازان، لا تعتبري قد فعلتي ما بوسعكي، ليس هناك مجال للهروب، قومي بخطوة أخرى"
استجمعت قواها و: متى تذهب إلى العمل!؟
رفع ياغيز وجهه نحوها ولأول مرة منذ مدة ثم قال في هدوء تام : إذا كنتي تريدين الذهاب إلى مكان ما، فأنا لن أتدخل بكي ثانية تعلمين هذا..
صدمت هازان من كلامه و ضلت محملقة به، لقد ظن انها تحاول إبعاده عن المنزل كما فعلت سابقا لكي تخرج، الا ينوي هذا الرجل نسيان ما حدث!؟
أمسكت بالشوكة مرة أخرى ضاغطة عليها محاولة منها لكتم غضبها، قال صوت آخر بداخلها "ولكن ليس لديك حق هازان هانم! هل تنتظرين منه نسيان ما فعلته من ورائه و كلماتك القاسية له ذلك اليوم؟"
أنزلت للحظة عيناها إلى طبقها خجلا ثم رفعتهما مجددا نحوه و قالت بصوت يكاد يسمع: لقد كنت ساطلب منك ايصالي إلى العمل
عادت نظرات ياغيز لتستقر عليها ثم وضع سكينه و شوكته بسرعة فوق طبقه...
ماذا توقعتي أيتها الغبية؟ هل ستصلحين كل ما حدث بمجرد فطور؟ الأفضل أن تنهضي و تشرعي في لملمة السفرة و تنسي ما فكرتي به..
ألقت نظرة على الطاولة بياس، لقد قامت بالكثير من الأشياء حتى أنها اعتقدت انه مهما حدث فسيلاحظ ياغيز ما فعلته ولكن ما تراه الان أكد لها أن تعبها لم يجدي نفعا..
كانت تهم بالنهوض من مكانها حين بدأ ياغيز بالكلام: لازلتي تتناولين الأدوية، لذلك تحتاجين الاكل و إذا ذهبتي إلى العمل لن تجدي الفرصة لذلك..
- ليس هناك داع، على أي حال لن اذهب الان الى العمل، لذلك ساتناول بعض الاشياء
- إذا كنتي قادمة معي فلن يتبقى لديكي الوقت
التفتت هازان نحوه فور سماعها لكلماته، اما هو فقد كان لايزال ينظر بهاتفه لكنها استطاعت ملاحظة بهجة قليلة كست تعابير وجهه عكس ما كان عليه منذ قليل..
لازالت هازان تعجز عن فهم قدرته على قول الكثير من الأشياء بدون النطق بحرف!؟ كيف يستطيع القيام بهذا!؟ لازالت غير قادرة على فهمه و استيعاب طريقة تفكيره و تعامله، حتى أنه كل يوم يزيد تعقيدا عن ذي قبل وهي مدركة بأنها هي السبب في تعقيد حياتهما يوما بعد يوم و انها هي أيضا السبب الوحيد في المسافة التي بينهما.. هو من لطالما صبر عليها اثناء استمرارها في اهانته ولهذا السبب هي الآن عليها أن تظهر نفس الصبر ..
- انت أنهيت فطورك، و انا يلزمني وقت لإكمال تناول ما بطبقي لذلك اذهب إذا أردت
قالت كلماتها ثم ركزت النظر بعينيه علها تفهم ما يدور بخاطره، اما ياغيز فقد القى نظرة على الطاولة ثم نحو هازان التي كانت تقف منتظرة ردة فعله بامل.. ليحدث ما يحدث، فقط إشارة صغيرة، اي شيء يضهر تفهمه أو قبوله لعذرها...
وضع ياغيز هاتفه على الطاولة ثم مد يده نحو طبقه وقال : لا اعتبر أنني تناولت شيئا، لا يزال هناك وقت، اجلسي، لنتناول بعض الأشياء ثم نخرج..
لم تستطع هازان كتم ابتسامتها التي كانت نابعة من داخلها حقا ثم عاودت الجلوس...
كانت تضع حزام الأمان حين كان هو يشغل السيارة، لقد تعافت جراحها تماما إذ لم تعد تشعر بألم أثناء وضعها الحزام كما ذي قبل، كانت تشعر بسعادة غامرة لأنها أصبحت في حالة جيدة مما يجعلها قادرة على مباشرة عملها، في السابق كانت تذهب إلى الصالة الرياضية فقط لشعورها بالملل من المنزل بالرغم من معاناتها الشديدة حينها اذا تحركت بدون حذر.. ولكن حمدا لله ان جسدها قد اجتمع بصحته ثانية..
-أعتقد أن بإمكاني من هنا فصاعدا الذهاب إلى عملي بدون خوف، يكفي ما بقيته بدون عمل
-كيف حال جراحك؟
-اييم، لا اتألم أثناء الحركة، في الواقع لقد فكرت ان بإمكاني العودة إلى القيادة، قلت من قبل انك أخذت السيارة بعد الحادث إلى الميكانيكي، أخبرني عن مكانه لاذهب و أراها
قال ياغيز بصوت ينم عن القلق : سيكون أفضل إذا لم تستخدمي السيارة لمدة أخرى
لفت هازان رأسها نحوه و دققت النظر بتعابير وجهه: جيد و لكن لماذا؟ لدي رخصة، و إذا اصلحت السيارة ف..
كانت تهم بمواصلة حديثها حين قاطعها ياغيز: هازان، لوتفن، دعكي من تلك السيارة، سنشتري واحدة اخرى
لم تفهم هازان سبب رفضه لعودتها إلى القيادة، و علاوة على ذلك هو لم يعطها سببا وجيها لرفضه، و كأنه لا يكفي هذا فانه يعدها باقتناء سيارة جديدة لها..
- انا اسئلك عن السبب و انت لا تكلف نفسك حتى لتقديم توضيح لي، ومن أين خرج موضوع تغيير السيارة هذا أيضا؟ انه مجرد حادث، فإذا اخذناها إلى ميكانيكي جيد سيصلحها، انت باستطاعتك شراء سيارة جديدة كل يوم ولكن ما اكسبه انا لا يخول لي ذلك، هل انت مضطر لتضخيم المسألة ؟
-انا لا أضخم المسالة هازان، انتي هي من لا ترينها، انتي خرجتي من حادث سيارة من مدة قصيرة فقط، وقبل أن تتاكدي من علاجك ام لا، اول شيء يخطر ببالك فعله هو الجلوس ثانية على المقود، و انا فقط لا أجد معنى لهذا
-ماذا يعني؟ هل يعني ان لا اقوم بقيادة سيارة لبقية حياتي؟ هل هذا ما تريد قوله؟
-انا لا أقول هذا
-ايه اذا، إذا كان اليوم او غدا ما الفرق؟
-هل انتي مضطرة على أن تكوني عنيدة لهذه الدرجة؟
- في الأصل، انت هل مضطر على أن يكون كل شيء تحت رقابتك و تحكمك بهذا القدر؟
وضع ياغيز يديه على المقود ضاغطا عليه، اما هازان فلم تعلم كيف بلحظة وصلا إلى هذه الحالة، كلما حاولا التقدم خطوة، يجدان نفسيهما داخل شجار آخر..
أخذت نفسا عميقا محاولة الهدوء، لعله يتراجع عن قراره إذا تحدثت معه بعقلانية...
- سأكون دائما بالخارج ياغيز، هل ستوصلني انت في كل مرة؟
- سنخصص سائق خاص لكي
نظرت إليه باندهاش، هذا يعني أنه لن يتراجع ابدا عن ما بذهنه
هزت رأسها يمنة و يسرة ثم اردفت قائلة: إذا أنت اتخذت قرارك على مواصلة هذا الموضوع هكذا؟ لأقول ما يحلو لي فأنت لن تغير رأيك أويليمي؟ أليس كذلك؟
القاها ياغيز بنظرة قصيرة واكتفى بقول كلمة واحدة: اويلي، كذلك
ضغطت هازان على شفتيها لكي تمنع نفسها من التفوه بما يجول بخاطرها و تزيد الطين بلة، أرادت أن تخبره انه ليس لديه الحق لمنعها، وأنها تستطيع فعل ما يحلو لها و ان تتخذ أي قرار يخص حياتها و انها ليست بحاجة لاذنه إذا أرادت العودة إلى القيادة..
لم تصدق كيف بدأت علاقتهما تتصلح ولو قليلا لهذا لم ترد هازان معاودة عيش نفس الأشياء مرة أخرى..
طبعا داخلها ليس مرتاحا، فهي لا تجد سببا منطقي لردة فعله هذه، هل كل من يقوم بحادث يكمل حياته وهو يهرب من السيارات!؟
لو كان قد تحدث معها بهذا و نبهها لكانت استطاعت فهمه ولكن لااا، هو يعطي الأوامر فقط..
تمتمت داخلها " في وقت آخر"، هذا الموضوع لم ينتهي هكذا، ستعاود فتحه في وقت آخر و لعل الافندي سيغير رأيه حينها..
جمعت يديها تحت صدرها، ثم حدجت ياغيز بنظرة عصبية و غمغمت : سائق... وكان سيارات الأجرة قد انقرضت من البلاد
اغمض ياغيز عينيه و تنفس بعمق ثم قال لها: هازان حيث اردتي انا ساوصلكي، سنخرج في الصباح سويا و في المساء أيضا ساخذك أثناء عودتي، و طبعا اذا كنتي ستذهبين إلى اخصائيتك النفسية فيجب علينا الخروج باكرا تحسبا لحركة المرور في تلك المنطقة..
لأول مرة يتحدث ياغيز في ما يخص الاخصائية النفسية، إذ كان يقولها و كأنها أمر طبيعي، كان يتحدث بنبرة صوت غير مبالية ولكن هازان كانت تعلم أنه يفعل ذلك عمدا..
هي لم تحدثه ابدا عن ما تحدثته هي و سيزين هانم، أو عن كيف مرت الحصص معها أو حتى لماذا احتاجت من البداية الذهاب إليها، لقد كان هذا الموضوع كغيره من المواضيع التي يصعب عليها طرحها معه...
همت بالكلام وهي تدقق النظر به : لن اذهب بعد الآن
صدم ياغيز من ما تردد على مسمعه فانفصل نظره عن الطريق لتلتقي عيناه السمائيتان التي زادت الدهشة من صفائهما بعينيها التي كانتا تتفحصان تعابير وجهه..
قال لها محاولا التخفيف من شعور تأنيب الضمير الذي بداخله: هازان... إذا كنتي لم تتعافي بعد، يعني ما أردت قوله هو انكي إذا كنتي لازلتي بحاجة للتحدث مع أحدهم، فيمكنكي المواصلة في....
- هاير انا بخير ياغيز، سورون يوك، لا توجد مشكلة، هكذا أفضل
في الواقع لقد أحبت هازان السيدة سيزين، كما وثقت بها جيدا، ولكن قرارها ببدا حياة جديدة و مع بداية تنفيذها لهذا القرار أرادت الابتعاد عن أي أحد سيحاول تذكيرها بفقدانها لذاكرتها و انها عليها تذكر بعض الأشياء القديمة.. على الأقل ستحاول العيش هكذا لمدة، وكأنها ولدت من جديد، لقد حان الوقت لعيش حياتها بدون خوف و بدون ركض وراء الأشياء لاكتشافها..
لم يتفوه ياغيز بحرف و اكتفى بإعادة تركيزه على الطريق، فساد صمت غريب على السيارة، مدت هازان يدها نحو الراديو و فتحته ثم وضعت يدها على النافذة و ضلت تنظر إلى الطريق حين التفتت ثانية فور سماعها للأغنية التي بالراديو
-هذه فيڨا أليس كذلك؟ هل أخرجوا البوما جديدا؟
- في 2017
اجابها ياغيز ثم قام بتعلية الصوت أكثر...
-انا لا أصدق! ترى هل هذا الألبوم الذي قالوا انه سيبصر الضوء منذ سنوات!
ثم أكملت حديثها و ابتسامة مريرة على شفتيها :حتى أن عدم تذكري أصبح شيئا طبيعيا
قالت هازان كلماتها مازحة ولكنها لاحظت حركة ياغيز المعتادة وهي رفع حاجبيه إلى الأعلى..
اتكئت على مقعدها وهي تستمتع بكلمات الأغنية التي كانت تملأ السيارة، لطالما كانت فيڨا هي من المفضلين لديها، عندما تستمع إلى أغانيها تشعر بأنها عادت إلى أيام شبابها، تشعر أنها بخير مع كل اغنية، لطالما كانت هي محور الموضوع...
التفتت نحو ياغيز الذي توقف ينتظر حركة المرور وهو ينظر إلى الخارج فشرعت في الحديث..
-الأغنية لم ترقك كثيرا غالبا!
التفت نحوها ليجدها لازالت مبتسمة، فغرق في جمال ابتسامتها التي كلما رآها أدخلت على قلبه البهجة و السرور، ضل يجول عيناه بوجهها للحظات ثم انتبه لنفسه..
- هذه الموسيقى.... لا تخاطبني تحديدا
رفعت هازان حاجبيها..
- وماهو نوع الموسيقى التي تخاطبك ياغيز باي؟
تسللت من بين شفتي ياغيز ابتسامة طفيفة ثم قال: إذا قلت لكي الان سوف تقولين عني ممل
-هذا يعني اني كنت أجد ذوقك الموسيقي ممل؟
التقت أعينهما ببعضهما البعض، فشعرت هازان أن هناك أشياء يريد كل منهما قولها إلى الآخر و احست أن عليها إخراجه من التردد الذي ضل عليه فقالت وهي تمد يدها نحو الأقراص التي كانت توضع داخل التابلو : لنرى من تحب..
شرعت في تفحصها وهي تقول : هممم، بيتهوفن، باش، شوبرت، لقد فهمت ما كنت تقصده، هممم، ولكن هنا توجد شيبنام فرح أيضا، على ما اعتقد فأنا سبب وجودها، هل كنا نستمع إليها قبل أو بعد بيتهوفن؟
هذه المرة لم يستطع ياغيز كتم ضحكته..
- اااه ! بيتلز، كوين... إذا أنت مهتم حتى بموسيقى الروك، إذا ماذا بها الموسيقى التركية؟
- انتي كبرتي على اغاني شيبنام فرح و انا كبرت على اغاني بيتلز، لا يوجد شيء غريب بالأمر
- اويلي اولسون، ليكن كذلك
ثم صاحت فجأة عند رأيتها لقرص لينكن بارك : لينكن بارك!!
أعاد ياغيز نظره إليها و قال : وهذا أيضا اشتريناه بسببك
- لقد توقعت هذا، انتظر سأقول انا بدون أن تقول انت، موسيقى المراهقين تبدو لك كئيبة بشكل مبالغ فيه أليس كذلك؟
-صحيح ولكن..
قالت متضاهرة بالانزعاج منه: سافترض انك لم تقل لي شيئا، ان تقول لشخص انه لايزال يستمع إلى موسيقى المراهقين ليس بالشيء اللطيف ابدا، اتمنى ان تكون على علم بهذا
واصل ياغيز النظر إلى الطريق و على شفتيه ابتسامة..
-هل خرج البوم جديد للينكن بارك؟ كل الاغاني التي بهذا الألبوم قديمة أليس كذلك؟ و كتب عليها مجموعة
ضلت تنظر مطولا نحو ياغيز الذي التزم الصمت للحظات ثم قال : هازان... لقد انتحر شيستر سنة 2017، هذا القرص قد قاموا به من أجل ذكراه، ولهذا السبب قمنا بشرائه
صاحت هازان وقد رسمت على وجهها تعابير الصدمة من ما سمعته: مستحيل، اولماز
كانت صدمتها شديدة وكأنها قد تلقت خبر موت احد أقاربها، لقد صعب عليها التصديق، و علاوة على ذلك انتحار..
لطالما استمعت إلى أغانيه عندما كانت تعيسة، وحيدة و عاجزة، كانت أغانيه تواسيها ..
قالت وهي تلتقط أنفاسها بحسرة: ترى ماذا حدث آخر خلال هذه الأربع سنوات؟
هناك تغييرات جيدة حصلت ولكن اربع سنوات فترة ليست بقصيرة ولربما هناك أناس كانت تعرفهم ولكنها الان لا تربطها صلة بهم...
تعلقت عينا ياغيز الزمرديتان بها ثم اردف قائلا: هل هناك داع لاحزان نفسك من أجل هذا الان؟
لم تجبه هازان على سؤاله حتى أنها لم تنتبه له ابدا فقد أبحرت في عالم من الأفكار، اما هو فاعاد النظر إلى الطريق ثانية..
اكملا بقية الطريق و الصمت هو سيد المكان، أوقف ياغيز السيارة أمام الصالة الرياضية، اما هازان فقد كادت تنسى مخططها للمساء بسبب الحالة التي اصابتها قبل قليل، لملمت نفسها و تنفست بعمق ثم استدارت نحو ياغيز..
لقد جادت فكرة الفطور نفعا، وإذا ارادا أن يعودا كما كانا سابقا فيجب عليهما أن يتوقفا عن الهرب من بعضهما البعض، لذلك أرادت أن تضع نهاية لعشائها كل ليلة بمفردها..
قالت : هل ستتاخر الليلة أيضا؟
نظر إليها بتردد ثم قال: لدي عشاء عمل مهم هذا المساء، هل تستطيعين العودة بسيارة أجرة أو ارسل لكي أحدا لاخذكي ؟
اجابته هازان محاولة إخفاء خيبة الأمل التي شعرت بها بسبب ما قاله : لقد تساءلت عن ما إذا كنت ستتاخر ام لا
لم يفهم ياغيز مقصدها، إذ ضل يحدق بها محاولا إيجاد معنى صحيح بكلامها، اما هي فقد حاولت لملمة تعابير وجهها و شرعت بالحديث محاولة الهرب من عيناه المتفحصة والتي لا يصعب عليها قراءة ما يجول بخاطرها : لقد سألت لكي أعلم إذا كان علي إعداد العشاء، ولكن انت اساسا ستتناول العشاء خارجا، إذا ليس هناك مشكلة
كانت تعلم أن كذبتها لن تمر على ياغيز حتى أنها لم تكن لتفتخر بنفسها ككاذبة جيدة ولكن نظرات ياغيز التي استقرت عليها كانت هادئة هدوءا غريب..
شعرت بالارتباك تحت نظراته فالقته بابتسامة محاولة تشتيت انتباهه..
- إلى اللقاء إذا، ايي شالشمالار سانا، عمل موفق لك
قالت آخر كلماتها و ترجلت من السيارة ثم أقفلت الباب ورائها متوجهة نحو عملها..
لم ترد هازان التحدث اكثر بالأمر، إذ أنهما لم يتحدثا ابدا عن العمل، الرجل لطالما كان رجل أعمال، و من الأكيد أن هناك سبب لكسبه كل يوم اطنانا من المال، ولو كان لديه عمل ليلا سيذهب، عدا ذلك هل هي التي لطالما تذمرت من التبرير له، تنتظر منه أن يكون مهتما بها الآن؟ ألم تكن هي التي قبل أيام فقط كانت تستمتع بالساعات التي تبقاها في المنزل بمفردها قبل مجيئه؟ أليست هي من وضعت حدود بينهما؟ أليست هي من أوضحت له أن كل منهما سيعيش حياته منفصلا عن الآخر؟
كان هناك صوت داخلها يقول لها انها حياته الخاصة و لديه الحق في عيشها كما يريد، لربما كان عشائه خارجا كل ليلة سببا لكي يهرب منها، لربما قد سئم و تعب الشاب من المحاولة، لربما هي لا تنفعه بشيء غير التسبب في توتره و تعاسته؟
انغمست في عملها محاولة تشتيت أفكارها، التقت بالمحاسب، و عرفت بعض الأشياء التي لم تكن تعلمها من قبل العمال، كما سجلت ملاحظات لنفسها تساعدها قليلا في تسيير العمل، كانت لا تزال تشعر بعدم الراحة رغم محاولاتها لاشغال ذهنها و قد زادت اتصالات سنان من انزعاجها...
نظرت إلى هاتفها بانزعاج وهي تأخذ أنفاسها، لا تعلم كم كان رقم هذا الاتصال، من بعد ذلك اليوم لم يتحدثا ابدا و هازان كانت متأكدة من أن هذا هو الأفضل، لم ترد أن تعود إلى الأشياء التي تزعجها و تعكر صفوها بعد أن قررت استعادة حياتها الهادئة من جديد، وفي ذات الوقت، هي بحاجة إلى المزيد من الوقت لكي تستطيع تخطي ما علمته ومن هنا حتى فعلها ذلك هي لا تريد حتى رئية سنان، ولهذا السبب قامت بإلغاء اتصاله مرة أخرى و اعتقدت حينها انه بهذا قد تلقى الرسالة...
مر الوقت سريعا، أدركت هازان انها الساعة 18:30، شرعت بلملمة حقيبتها متجهة نحو باب الخروج و كانت تنوي أن تستقل سيارة أجرة عند خروجها، همت بفتح الباب حين كانت على وشك الاصطدام بسيلين التي كانت تحمل حقيبتها الرياضية..
- أي، مرحبا هازان، كيف الحال؟ هل كنتي ذاهبة إلى المنزل؟
اجابتها هازان متصنعة الابتسام: مرحبا سيلين
ثم أكملت محاولة نسيان سجل سيلين القديم و الذي لايزال راسخا بعقلها: نعم، لقد انتهى عملي
- ياا لو نشرب قهوة سويا هنا في احد المقاهي، بما أنني وجدتكي جاهزة إذا لنتحدث قليلا، لم نعد نلتقي كما ذي قبل
أدركت هازان انه لم يكن لديها خيار آخر غير القبول فقالت : جيد إذا
خرجتا من الصالة و جلستا بالمقهى المقابل لهذه الأخيرة...
- لقد كنت ارمي بنفسي دائما هنا فور خروجي من العمل، و منذ أيام و انا غير منتظمة بمواعيدي الرياضية، انظري حتى أن وزني قد ازداد
نظرت هازان فلم تلاحظ شيئا..
- لا، لا يوجد مشكلة بوزنك ولكن..
- يوجد، يوجد، مع العلم انني اقضي اليوم بأكمله و انا اركض من هنا لهناك ولكن صدقي انه لايزال لدينا عمر لنقضيه جالسين، في بعض الأحيان لا أجد الوقت للجلوس، فكما تعلمين العمل كثيف و طبعا تحت نظرات اخي المحذرة لنرى كيف ستستطيعين الراحة!
نسيت هازان تماما أن سيلين هي مساعدة ياغيز..
- لقد سمعت ان لديكم عشاء عمل هذا المساء!
كانت تتفوه بكلماتها مدققة النظر بسيلين، أليست هي مساعدته! فإذا كان لديهم عشاء عمل فلماذا هي هنا إذا؟
وضعت سيلين فنجان القهوة على الطاولة ثم قالت بتردد: هازان... هل هناك مشكلة بينك و بين اخي؟

******************


وهيييك بتكون الحلقة 16 خلصت ياااا رب تكون نالت اعجابكم و حبيتوها و حبيتوا أحداثها ❤️💖💖😍😍
اييه يلااا نبلش نقاااش...
شو رايكم بيلي عملتو هازان و قرارها يلي بلشت فتنفيذه؟
شو رايكم بحكيهم مع بعض!
و شو توقعاتكم هل رح تتحسن فعلا علاقتها فيه أو رح يضلو هيك و رح تطلع بوجوههم مشاكل تانية؟
يا ترى شو رح يكون رد هازان عسؤال سيلين؟
شو رح تحكيلها؟؟؟
يلااا يخليكم تتوقعوا هلا مشان بعد شوي نزل حلقة تانية... 💖💖💖😍😍😘😘

مفقودة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن