الحلقة 1:
بيب بيب بيب (bip bip bip )
امراة في ريعان شبابها قد فتحت عيناها بسبب الصوت المرتفع للالات التي تحاذيها. كانت و كأن عيناها كانت مغمضة ولم تبصر النور لمدة طويلة، فتحتهما لترى الغرفة ضبابية وكل ما فيها قد قلب راسا على عقب، رمشت عيناها عدة مرات و من بعد بضعة محاولات استطاعت ايجاد نضرها الذي بدا بالاتضاح رويدا رويدا. ارادت التحرك ولكنها بالكاد استطاعت النظر حولها بارتباك.
ما الذي حدث ؟ اين هي ؟ لقد استطاعت من الرائحة التي عبت المكان و من الجدران البيضاء المنعدمة الالوان ان تعلم انها في مستشفى ولكنها بالكاد تتذكر سبب وجودها هنا، كانت تحاول تجميع الاجزاء التي تكدست بذهنها و من بين ما حاولت تجميعه استطاعت تذكر اين كانت اخر مرة. بدات الحقائق تتخذ مكانها رويدا رويدا في ذهنها مما بعث و ملا في نفسها شعورا مفاجئا بالخوف الشديد ادى الى ارتجاف قلبها اذ ان اخر ما تتذكره هو القائها بنفسها امام السلاح الذي كان يوجهه ياسين .
حاولت التحرك بياس ولكن الم شديد على مستوى ضلوعها جعلها تاخذ نفسا عميقا بداخلها. هذا يعني انها اصيبت اذا، ولكن كم مر على دخولها و نومها هاهنا ؟ كان عقلها قد وصل الى اقصى درجات من الذعر عند تفكيرها باحتمال بقائها هنا منذ مدة طويلة و كانها قد فقدت مفهوم الزمن لديها، كيف تم احضارها الى هنا ! هل اجرت عملية ام لم تجري ! عدم رئيتها للشخص الذي يحتل ذهنها و الذي تنتظر دخوله ! انها لا تتذكر شيئا بتاتا، استسلمت الى شعور الخوف الشديد الذي ارتفع لديها الى درجة شعورها بالاختناق كلما تذكرت ان امها و ايجه كانوا معها وسط ما حدث، ماذا اذا كان قد اصابهما مكروه ايضا ؟ هل لهذا السبب هي مستلقية هنا بمفردها ؟
حاولت الحركة مرة اخرى كما حاولت التخلص من الانابيب الرقيقة التي تكبل يديها ولكن كل مجهود تقوم به يعود بالالم على جسدها و كانها قد اصيبت في عدة اماكن ليس واحدا فقط، ولكن من الممكن ان الرصاصة تؤثر على الجسم باكمله...
انتزعت اخر انبوب من ذراعها ثم انزلت ساقيها محاولة الوقوف و ما ان لفت راسها حتى عادت لتقع على سرير المستشفى مرة اخرى، حينها دخلت ممرضة الى الغرفة - أاااا ! لقد افقتي ! انتظري، انتظري اياكي! لا تحاولي النهوض
قالت امراة في المنتصف من عمرها عندما شاهدت هازان وهي تحاول النهوض مرة اخرى، ثم اكملت : و لكن لماذا اخرجتي هذه الانابيب من ذراعك ؟ هذا غير مسموح! هيا تمددي فورا، ولكن هياا !
ساعدتها الممرضة على التمدد بلطف، اما هازان فلم تحاول الرفض اذ فكرت انه من غير المجدي ان تقاومها خاصة وانها قد كانت سعيدة بصفة مبالغ فيها عندما رئتها مستيقضة. اثناء اعادة الممرضة وضعها لانابيب المصل التي انتزعتها هازان من ذراعها انكمشت ملامح وجه هذه الاخيرة من شدة الالم، وكأن جسدها باكمله قد تحسس، اما الممرضة فرمقتها بنظرات و كانها تعتذر منها ثم قدمت لها كاسا من الماء و قالت : اشربي ارجوكي
تركت هازان الماء في فمها و اخذت نفسا عميقا معربة عن الرضا، وعند اعادتها للكاس الى الممرضة لاحظت ان اليد التي كانت تحمله بها قد كانت ترتجف و ذلك بسبب ضعفها الشديد.. شيء غريب كيف حدث و ضعفت عضلاتها لهذه الدرجة بالرغم من كونها مدربة رياضة لسنوات عدة ؟
شردت هازان بافكارها محاولة تحليلها لسبب ضعفها لهذه الدرجة و لكن سرعان ما استفاقت من غفوتها على صوت الممرضة وهي تخاطبها و الابتسامة تعلو محياها : انا اهتم بك منذ ثلاثة اسابيع، لقد سعدت حقا باستيقاضك
صدمت هازان من ما قالته الممرضة و قالت: ماذا ؟ ثلاثة اسابيع ؟
ثم اكملت في ياس: لا انا يجب ان اكون قد اصبت الليلة الماضية، اوليس هذا سبب وجودي هنا ؟ هل جرحي عميق الى هذه الدرجة ؟ ام ان... ام انه قد تسبب في ضرر ؟ يعني...
حملقت الممرضة بها و قد اختلطت افكارها ثم قالت : هل قلتي اصابة ؟؟؟
و ما ان سمعت هازان سؤالها حتى اجابتها بعناد : نعم اصابة، اين ثيابي ؟ اذا اريتني ثيابي فبالتاكيد ستجدين عليها اثار دماء او اطلاق نار انا متاكدة
لم تفهم الممرضة ماهو بصدد الحدوث ولكنها اقتربت من السرير لتنظر الى هازان عن قرب ثم اردفت : ولكن سبب احضارك هنا لم يكن هذا ! لقد تعرضتي لحادث سير قبل ثلاثة اسابيع بالتحديد، الا تتذكرين؟
أنت تقرأ
مفقودة (مكتملة)
Romanceتوقفت للحظة، اجالت نظرها بتفاصيل وجهه الجميل الذي زينته الشامات المتناثرة هنا وهناك، مدت يدها المرتعشة بلطف لكي لا توقضه، هناك شعور قوي داخلها يدفعها لتلمس هذه التفاصيل الدقيقة بكلتا يديها، مررت اصابعها برقة متحسسة كل مكان في وجهه لتستقر اخيرا فوق ش...