الحلقة 12:
وقفت في حالة من التوتر و بجانبها السيد حازم امام مبنى شاهق تاتي اليه للمرة الاولى. نظرت الى الاسم الذي كتب على اللوحة المعلقة على الباب فانتابها شعور شديد بالخوف، " الاخصائية النفسية سيزين اتاي"، اخذت نفسا عميقا ثم استدارت الى السيد حازم: لم يكن هناك داع لقدومكم الى حد الباب، شكرا جزيلا لقد اتعبتكم معي ( صيغة الاحترام)
- وهل هذا معقول ؟ على العكس فانا راضي تماما من قدومي معك، سيزين هانم هي من اصدقاء العائلة لذلك يمكنك الوثوق بها
هزت راسها بالموافقة ثم قالت: ولكن كما قلت لكم، ساسعد كثيرا اذا لم تحدثوا ياغيز عن هذا الامر، يجب... يجب علي حل بعض الاشياء بداخلي اولا
لم يكن السيد حازم داخله مرتاحا من هذا الامر ولكنه لا يريد ان يزعزع ثقة هازان به ولهذا السبب هز راسه معربا عن فهمه لها ثم قال: جيد يا ابنتي طالما انتي تريدين هذا... اذا نلتقي هنا مرة اخرى عند انتهاء الحصة
- هاا... هاير، هيش جيريك يوك، ليس هناك داعي ابدا، لقد عطلتكم بما فيه الكفاية عن عملكم اساسا، لذلك عودوا الى عملكم ارجوكم
- اولماز، مستحيل، انتي تعتبرين امانة لدي حتى انكي لم تتعافي بعد، من هنا فصاعدا ساوصلكي الى حيث تريدين سالمة غانمة، اساسا الحصة ستدوم ساعة واحدة لذلك سانتظر
لم تعلم هازان ما ستقول، فمهما قالت لن يقتنع ابدا اساسا هي تشعر بالخجل منه الان لذلك لن تصر كثيرا عليه، نظر اليها حازم بحنان فبادلته هي بابتسامة ثم قامت بتوديعه و دخلت..
بعد رئيتها لذلك الحلم فكرت انها بحاجة الى مساعدة شخص ينير عقلها، ذلك لان الاشياء التي تظهر يوميا امامها ليس باستطاعتها فهمها و استيعابها بمفردها، لن يكون طبيب امراض عصبية هو الحل لان المشكلة ليست براسها، كانت متاكدة انه لن يستطيع فهم ما يخالج صدرها لان المشكلة كانت هناك ..
لقد دار نقاش طويل في الصباح بينها و بين ياغيز في ما يخص اقناعه للذهاب الى العمل، لقد فعلت كل شيء لتثبت له انها بخير ولكنه اصر على عدم تركها بمفردها بالمنزل حتى عندما اخبرته انها ستتصل بوالدتها للقدوم اليها لم يقبل بذلك ايضا، حينها ادركت هازان انه اكثر رجل عنيد شاهدته بحياتها، ولكن خلال هذه الايام استطاعت هازان فهم نقطة ضعفه، فاخبرته انها لم تعد تحتمل معاملته لها كالمريضة، ليست فخورة باستخدامها لنقطة ضعفه تجاهها هذه ولكنها لم تعلم اذا لم يخرج من المنزل كيف ستستطيع هي الذهاب الى الاخصائية النفسية بدون علمه وهي لا تريده ان يعلم بهذا الان فهي غير مستعدة لسماع موشح من الاسئلة عن سبب ذهابها، كما انها لن تستطيع اخباره عن الفراغ الذي تشعر به بداخلها، الفضول الذي يتملكها في ما يخص سنان، الاحلام التي تراها و عدم معرفتها لما ستفعله وهي بجانبه... لن تستطيع الاعتراف له بكل هذا وفي ذات الوقت اذا لم تخبر احدا فسيقطع نفسها..
لهذا السبب، ، اتصلت بحازم ايجيمان كونه الشخص الوحيد الذي يستطيع مساعدتها بدون طرح اسئلة و الذي يستطيع دلها على الطريق الصحيح
و هذا الاخير بدون محاكمتها او طرحه لاي سؤال وجد الشخص المطلوب، اخذ موعدا لها ثم احضرها الى مكان عمل السيدة سيزين..
و هي الان مضطرة على فتح هذا الباب اللعين و الدخول، و افراغ ما كانت تشعر به منذ ايام الى شخص غريب لا تعلم حتى اذا كان صالحا ام لا.
اخذت نفسا عميقا مبعدة الافكار السيئة من ذهنها ثم طرقت الباب.. دخلت فاذا بسيدة جميلة في 40-45 من عمرها تقف من مكانها مبتسمة وهي تمد يدها نحوها قائلة: هازان هانم، مرحبا بك، انا سيزين اتاي
مدت يدها هي الاخرى و صافحتها وهي متاكدة من ملاحظة المراة للبرودة التي بيديها، نظرت اليها باضطراب ولكن السيدة سيزين لم تقل شيء و اشارت بيدها نحو المقعد المقابل لطاولتها لهازان طالبة منها الجلوس ثم حنت راسها على الملفات التي كانت توضع امامها تقراها و بعد مدة قصيرة رفعت راسها ناظرة الى هازان : لا تؤاخذيني، قرات تقريرك ولكن على ما يبدو انني امام وضع امر به للمرة الاولى، لقد كان لي العديد من المرضى الفاقدين لذاكرتهم باكملها ولكن لم يكن لي الى يومنا هذا مريض فاقد لاربع سنوات فقط من حياته
كان قولها لكلمة مريض صعبا و سيئا بالنسبة لهازان ولكنها لم تقل شيئا اما الاخرى فابتسمت و اردفت: ليس هناك داع لتوترك او خوفك هازان هانم فلا يبدو لي ان وضعك سيطول كثيرا، فعلى الرغم من نسيان الانسان لماضيه الا ان مشاعره تبقى ثابتة و انا على ثقة اننا سنستطيع استخراج هذه المشاعر عاجلا ام اجلا
حدقت هازان بعينا المراة اللتان كانتا تشعان ثقة ثم استجمعت شجاعتها وقالت: جيد وهل كان لديك مريض يشعر بفراغ كبير بداخله من قبل ؟
حكت هازان عن ما تشعر به الى الطبيبة و هذه الاخيرة بدورها واصلت طرحها العديد من الاسئلة و هازان تبادر بالاجابة مما ساعدها على التخلص من التوتر قليلا، في بداية الحصة لم تفتح هازان نفسها كثيرا للمراة ولكن بعد ذلك لاحظت انها تتكلم عن ما بداخلها بكل ارياحية و بدون تكلف..
- احلامك تلك، لقد قلتي انكي ترينها لاول مرة اليس كذلك ؟
- ايفيت، ولكنه لم يكن كالحلم... وكانه كان حقيقة، يعني ... لا اعلم حقا
- لقد كان باستطاعتك سؤال زوجك اذا كانت حقيقة ام لا، لمذا لم تسئليه ؟
امسكت هازان بيدها و شرعت في فركها ليسود صمت غريب في الغرفة...
- لماذا تخافين هازان هانم ؟ هل لازلتي لا تثقين بزوجك ؟
- هاير، ليس كذلك، لا اعتقد ان ياغيز سيكذب علي، في الواقع العكس تماما فانا اخاف من ما سيقوله لي لانني متاكدة من قوله الحقيقة
رفعت الطبيبة حاجبيها تعجبا ثم قالت: لقد قلتي انكي كنتي تشعرين بالسعادة حينها او هل انا اخطئت الفهم ؟
دققت هازان النظر نحو المراة ثم اجابتها: السعادة.... نعم لقد شعرت بالسعادة ولكن ما ابحث عنه انا هو الاجوبة و انا لازلت غير مدركة لسبب السعادة التي شعرت بها، هذا... هذا ليس امرا مريحا، لا استطيع تقبل هذا بدون ان اعلم سبب اي شيء، او بدون ان استجوب و اتسائل عن شيء...
- انا افهم
قالت الاخصائية النفسية ذلك ثم انحنت تكتب ملاحظة داخل دفترها، ثم تركت القلم من يدها و قالت متسائلة: جيد، و متى بداتي تشعرين بهذا الفراغ ؟
- لا اعلم متى تحديدا ولكن ما اعلمه هو انه اصبح امرا لا يحتمل وكان شيئا يطبق على صدري مانعا تنفسي، وكانني اقوم بخطا مخيف في مكان ما، وكانه قد بقي شيء ناقص بداخلي، بعد ... بعد ذلك الحلم لقد ازداد هذا الشعور لدي كثيرا، و كانه كان بمثابة التحذير لي، هل تفهمينني ؟
ضلت الطبيبة على حالها تنتظر مواصلة هازان حديثها..
- انا... انا في الواقع اريد ان اجد الاشياء التي فوتها بعد الان، لقد سئمت من مواصلة العيش محافضة على نسق حياتي الذي يخبرني الجميع به، اشعر وكان الجميع يقول لي " انتي الان زوجة ياغيز ايجيمان، انت الان عائلته، انتي اهم شخص بالنسبة اليه، لقد اصلحتي علاقتك مع عائلته، لديك عمل جديد، لديك اسلوب حياة جديد، وانتي مضطرة على عيشه" انهوبمثابة ان تحاول قراءة رواية لطفل تعلم القراءة و الكتابة حديثا..
انا لازلت غير مستعدة لعيش هذا و انا اموت خوفا من تذكري لحياتي المفقودة، و الجميع يتصرف بشكل منسق لحياتي، انا متزوجة لشخص لا اعرف اي شيء عنه و علاوة على ذلك لا اعلم حتى سبب افتراقي عن شقيقه، كيف لانسان ان يبدا علاقة جديدة بدون ان يعلم سبب انتهاء الاخرى ؟
حدقت بها الطبيبة بكل دقة متسائلة: يعني في هذه اللحظة تفكرين انكي لازلتي تكنين مشاعرا لشقيق زوجك ؟
- بيلميوروم، لا اعلم، حقا لا اعلم، فقط اريد ان اعلم كيف وصلت الاحوال الى هنا، ليس ان احس و ليس ان ابدا في اشياء جديدة، انا فقط اريد اريد معرفة ما راته هازان القديمة و لماذا قامت بهذه الاختيارات، وكما قلت لكي انا الشيء الوحيد الذي ابحث عنه هو الاجابات، اريد ان اعلم مالذي تركته وراء ضهري، في حين ان الجميع يريد مني ان اكمل الطريق من حيث خرجت منه، انا كيف ساكمل ذلك الطريق بدون معرفة سبب خروجي اليه ؟
تبسمت السيدة هازان قائلة: تلخيص للوضع يستحق التقدير 👏 جيد و مِن مَن تعتقدين ان باستطاعتك اخذ هذه الاجابات ؟
ابتلعت هازان لعابها ثم قالت بشكل مقطع ينم عن الخجل نوعا ما: اونجيليكلي، اولا ...... اهمها ستكون لدى سنان
دققت هازان النظر بعيني المراة لكي ترى اذا كانت لم يعجبها جوابها او اذا كانت ستلومها على تفكيرها هذا ولكن الاخرى كانت تحافظ على ابتسامتها..
- اعتقد انني لن استطيع الاستمرار مع الاخرين اذا لم اوضح الامور معه اولا، علاوة على ذلك، كوني زوجة لغيره.... انا حقا لا اظن انني سانجح في ان اكون زوجة احد اخر طالما لا اعلم كيف وصلت انا و سنان الى هذه الحالة
- لكنكي تثقين بياغيز باي
- نعم اثق به ولكن....لا استطيع تحمل انتضاره لي، احيانا يحاول اخفاء ذلك ، ولكنني اعلم انه يريد مني ان اتذكر العديد من الاشياء، اعلم انه تفكير قاسي جدا و افهم كم ان الوضع صعب بالنسبة اليه ايضا و لكن ليس بيدي حيلة، اليس ضلما بحقه اذا تصرفت على اساس انني اتذكر فقط لانه يحبني ؟
- اذا كنتي هذا ما تشعرين به تجاهه فيمكنكي اخباره ذلك بصراحة، و يبدو ان زوجك رجل متفهم الى درجة فهمه هذا الموضوع
- ربما افكاري تجاهه هكذا ولكن البقية... لا اعلم. لا يزال موضوع سنان كانه محرم بيننا، وفهمه لذلك مستحيل.
تنفست هازان بانزعاج وهي تفكر بداخلها " كيف ساستطيع ان اقول له انني اريد معرفة مشاعري تجاه اخاه الان ؟ من هو الرجل الذي يقبل بهذا ؟ "
نظرت السيدة سيزين اليها بتفهم وقالت لها: هذا نستطيع حله مع الوقت هازان هانم، لا اقول لكي انه سيكون سهلا و بدون الم، ولكن الان سلامتكي و شعوركي بالهدوء اهم شيء، ليست هناك اية علاقة سهلة ابدا و خاصة بما تمرين به انتي فانا استطيع فهم كم هي صعبة، ولكن اذا استمريت في التصرف و التفكير على انكي لن تتذكري شيء فهذا لن يوصلنا الى نتائج جيدة
- يعني... تقولين ان اثق بغريزتي ؟
- اذا كنتي تفكرين ان هذه غريزة فالاستمرار بهذا سيكون اختيارا جيدا، لان غريزاتنا جميعا لا تكون من فراغ، احيانا تكون مزيجا من افكارنا، وارى انكي اذا لم تخطي خطوة فالمشكلة التي تعيشينها الان ستكبر، اذ يمكن ان تكون هذه المخاطرة جيدة لحياتكي، انا لا اقول لكي ماذا تفعلين ولكن يمكنني القول ان هناك بعض الاشياء اذا لم تقومي بتجربتها فسيكون ذلك قرارا خاطئا، و هناك ما يجب ان تريه لكي تعيشي
هازان لاول مرة تستمع لكلام احدهم و تقتنع به و يشعرها بالراحة، لربما كانت سيزين هانم محقة عندما قالت لها انها يجب ان تتحرك، انها تريد الان ان تعيش باتباع غريزتها، لقد حان الوقت لتصرفها كهازان التي تعرفها...
- شكرا جزيلا سيزين هانم********************
بعرف انو اعتذاري ما رح يكفي لحتى تسامحوني على تاخري عليكم يا اصدقائي بس مع هيك رح اعتذر مرة تانية لان عنجد معكم حق تزعلوو و تفقدو حماسكم للقصة و هيك لهيك انا كتير اسفة على تاخري و كنت امبارح رح نزل بس حبيت نزللكم حلقتين بذات اليوم مشان عوضكم عن التاخير 💖💖💖💖💖💖🙏🙏🙏🙏
المهم و هيك خلصت حلقة جديدة و توقعاتكم طلعت غلط عن سبب اتصال هازان بحازم ...
الحلقة ما كانت فيها احداث كتيرة بس الحلقة الجاية يلي رح نزلها بالليل رح تكون احلى و فيها اشياء حلوة 💖💖💖
يلاا شو رايكم بالحديث يلي دار بين هازان و الاخصائية ؟
و يا ترى شو يلي رح تعملوو و شو هي الخطوة الي رح تخطيها لقدام ؟
شكراا كتييير على تفاعلكم و كومنتاتكم يلي بتسعدني و انشالله تكون الحلقة عجبتكن و دايما كون عند حسن ظنكم 💖💖🙏🙏😘😘😘
بحبكم والله ما في منكم بالوقت يلي انا بمل و بقول خلص ماح كمل لما بشوف حماسكم كتتير بفرح و بلاقي حالي برجع ترجم و اكتب 💖💖🙏 شكراا 💖😘🙏
أنت تقرأ
مفقودة (مكتملة)
Romantizmتوقفت للحظة، اجالت نظرها بتفاصيل وجهه الجميل الذي زينته الشامات المتناثرة هنا وهناك، مدت يدها المرتعشة بلطف لكي لا توقضه، هناك شعور قوي داخلها يدفعها لتلمس هذه التفاصيل الدقيقة بكلتا يديها، مررت اصابعها برقة متحسسة كل مكان في وجهه لتستقر اخيرا فوق ش...