الحلقة التاسعة

3K 88 15
                                    

الحلقة 9:
بعد انتهائهم من توديع شقيقتها خرجت هازان من المطار وهي تمسك بوالدتها، لقد اصرت ايجه كثيرا على البقاء و لكن هي رفضت بشدة وذلك انها لا تريد لاختها ان تبقى في موقف صعب بسببها ففي النهاية سوف تنتهي دراستها و ستعود بجانبها كما انها تشعر حقا انها بخير وليس هناك ما يدعو للقلق...
بعد إخبار فضيلة لهما انها ستذهب الى التسوق انزلها ياغيز في المكان المقصود ثم التفت الى هازان قائلا : اييه ! ماذا تريدين ان نفعل ؟
بعد ليلة امس، اصبحت هازان اكثر راحة بالحديث معه، في الواقع لم يحل شيء بعد اذ لازالا ينامان في غرف منفصلة، حتى ان حديثهما لا يتعدى الشكل العام، ولكن بطريقة ما كان مختلفا عن محادثاتهم السابقة، على الاقل لم تعد تحس تجاهه باي حقد او غضب بدون سبب، انهما فقط شخصان يعيشان معا في ذات المنزل، لا تعلم حتى مالذي سينتج عن ذلك 
- اريد رئية تلك الصالة الرياضية هل يمكننا الذهاب الى هناك ؟
- طبعا يمكننا
لم يكن المكان بعيدا جدا عن المنزل نضريا، كان يبدو صغيرا بعض الشيء مقارنة بالمكان الذي كانت تدرب به و الذي تعرفت به على سنان، كان عاديا ولكن على الاقل من الواضح ان الناس التي كانت تتردد عليه من الطبقة الراقية ..
اثناء دخولهما، تسائلت هازان داخلها عن سبب عدم امتلائ الصالة ولكن عندما دخلا اكتشفت بنفسها كم كان المكان صغيرا في الداخل وبهذا فهمت السبب، اقترب منهما شاب وهو يبتسم قائلا : هازان هوجام، مرحبا بكم
فهمت هازان من القفازات التي كان يرتديها الشاب بيده انه مدرب بوكس ..
- لا نستطيع حقا وصف مدى سعادتنا بشفائك، لقد خططنا انا و الاصدقاء لزيارتك في وقت مناسب ولكنك سبقتنا بمجيئك
- شكرا لك اااا...
ابتسم الشاب معربا عن فهمه ثم اجابها : ايرين، اسمي ايرين
- شكرا لك ايرين، من الواضح انك على علم بوضعي
قالت كلماتها ثم اتجهت بنظرها نحو ياغيز الذي نظر اليها وكانه يقول لها " ماذا كنتي تتوقعين مني ان افعل "
قالت : لقد اتيت لرئية كيفية سير العمل هنا، انت لا تهتم بي ايرين، سنتكلم لاحقا بالتاكيد فلدي ما اريد معرفته عن ما حدث اثناء غيابي
- طبعا هوجام، كما تريدون
القى الشاب التحية على ياغيز براسه ولكن هذا الاخير القاه بنظرات باردة و عصبية في المقابل، لاحظت هازان نظراته فرمقته باستغراب اما ياغيز فالتزم الصمت و اشار بيده قائلا: غرفتك من هنا
ثم اتجه بها الى بهو طويل و شاسع
دخلا الى غرفة تشبه غرفة المدير التي بمكان عملها القديم، لطالما كانت تدخل الى غرفة كهذه لانها مطلوبة ولكن دخولها كصاحبة الصالة لازال يشعرها بالغرابة، لكن رغما عنها هي الان مضطرة ان تعيش حياتها المفقودة، ولطالما كان العمل هو ميناء اللجوء بالنسبة لها، كما ان بنظرها فليس هناك بداية افضل من هذه 
نظرت الى بعض الادراج، و الخزائن ثم السجلات, لحسن الحظ انها في عملها السابق كانت دائما ترى هذا النوع من الوثائق ولعل هذا ما جعلها لا تشعر بالغرابة كثيرا ومع ذلك كانت متيقنة انها بحاجة الى مساعدة شخص لها لكي تعلم لماذا و متى تستعمل هذه الوثائق..
قالت لياغيز: انا اعرف ماهية هذه الاوراق ولكن ما كتب بداخلها وبماذا تستعمل هذا ما لا اعلمه
اقترب منها ياغيز اخذ الملفات من بين يديها قائلا : يمكنك الاستعانة بنا في بعض الاحيان، اذ اني لا اعتقد انك لن تفهمين حتى وان كنتي فاقدة للذاكرة، كما ان هذه اعمال المحاسب هو من سيشرحها لك لاحقا، ولكن المسالة المستعجلة الان هي الامور المالية، انكي لا تزالين لستي على دراية بحسابا البنك خاصتك لذا من الافضل التحدث بهذا الموضوع الان
كان ياغيز ينظر الى هازان بجدية اما هي فلم ترد ان تفسد علاقتها به مرة اخرى بسبب موضوع المال لذلك حاولت الهدوء جاهدة ثم ردت : اعتقد انه ليس لدي حل اخر
فهم ياغيز ما كانت هازان تفكر به فاقترب منها قليلا و قال :
انظري هازان، كل هذه النقود انتي كسبتها بنفسك و بعرق جبينك، هل ستخجلين من كسبكِ للكثير من النقود ؟
- ولكنك قلت لي " حسابان بنكيان" هذا يعني انه ليس واحدا فقط اليس كذلك ؟ لماذا فتحت الاخر اذا؟
تردد ياغيز قليلا فالاجابة ولكنه باشر بالحديث فور رئيته لارتفاع حاجبي هازان : عند زواجنا اتخذنا قرارا معا وهو انه يجب ان يكون لدينا حساب مشترك ايضا...لا ترمقيني بتلك النظرات فورا
قال ياغيز لها ذلك عندما شاهد الغضب يملا عيناها ثم اكمل: اساسا انتي لم توافقي في بادئ الامر حينها واعتقد ان بامكانك تصور كمية انزعاجي اننا مجبران على عيش هذه المرحلة مرة اخرى، لذلك ارجوكي هلا استمعتي الي ؟
ضمت هازان ذراعيها فوق بعضهما منتظرة اكمال ياغيز لكلامه...
- فعلنا ذلك من اجل احتياجات المنزل المشتركة او اذا حدث امر طارئ، لقد كنا نضع مبلغا معينا شهريا وفي الواقع لازلنا نفعل ذلك، كما انكي لديك الصلاحية التامة في استخدامه يعني انه بمثابة حسابك الخاص ولا تحتاجين لاستشارتي عند سحبكِ منه المال، و انا حقا اريد لهذا ان يستمر على ذات النحو.
لاتزال نظرات هازان الحادة مرتكزة على ياغيز : يعني ان كل منا يضع مقدارا من المال في هذا الحساب المشترك اليس كذلك ؟
-  نعم كيسينليكلي، بالتاكيد، لا اعتقد ان هذا الحساب يقوم على نقودي فقط !
- تمام، اذا هل يضع كل منا نفس المقدار ؟
صمت ياغيز و اطبق شفتيه على بعضهما البعض من التوتر وهو يواصل النظر اليها
...
رفعت هي حاجبيها و قالت: اظن انني تلقيت اجابتي
رمت بكلماتها ثم التفتت الى الجهة الاخرى ..
- ليس هناك ما يدعو لتضخيم الموضوع هازان، فكري قليلا، ان ما اكسبه انا يفوق ما تكسبينه كثيرا و كل منا يضع 30℅ من ما يكسبه فمن الطبيعي ان يكون مقداري اكثر، يعني انها مسالة رياضيات تماما لا غير
عادت لتنظر اليه قائلة : لديك لكل شيء جواب اليس كذلك ؟
- هل هناك طريقة اخرى لكسر عنادك بنظركي ؟ هل تعتقدين انني لا اعلم ما الذي سيحل على راسي ؟
عادت هازان نحوه فاتحة فمها باندهاش اما هو فكان يحاول جاهدا كتم ابتسامته.. - تقصد انك تفكر مطولا في ما ستقوله لي قبل حلول هذا على راسك ؟
كان ياغيز في منتهى سعادته وهو يحاول استفزازها، ركز نظراته المبتهجة على عينيها ثم اجاب: اينان اويلي، تماما هكذا، مطولا و بعمق ايضا
اشتد احتقان هازان مما ادى الى احمرار وجهها فزادها ذلك جمالا ثم اردفت قائلة وهي تحاول ابراز عدم اهتمامها : طالما انك تصتصعب العيش معي و انا اعذبك الى هذا الحد لمذا تزوجت بي اذا ؟
لم يستطع ياغيز هذه المرة كتمان ضحكته فاجابها : بيلمام، لا اعلم، وانا ايضا اتساؤل عن هذا بين الحين و الاخر
وصلت هازان الى قمة غضبها وهي تشاهده يواصل الضحك : ماذا ؟ هل هذا مضحك الان ؟
كانت تهم بالاستدارة حين امسك ياغيز بذراعها مرجعا اياها امامه متمتما: شششش،  الى اين ؟
وقفت هي الاخرى امامه مرغمة...
- وهذا ايضا لدي اجابة له، ولكن من جهة، انه ليس بالجواب القصير و من اخرى، لم يحن وقت الاجابة بعد، علاوة على ذلك ...
سكت قليلا و اقترب من اذنها موشوشا : يمكنكي ان تجدي الاجابة بنفسك
احست هازان بدقات قلبها تتسارع فور اقترابه منها، وتلاشت قوتها وهي تستنشق عطره الذي زاده رجولة، بقيت دون حركة لم تستطع التراجع او لعلها لم ترد ذلك مرة اخرى ولكن كلماته جعلتها توجه عيناها نحو عيناه الغامضتين وقالت بصوت يائس : ياغيز... هناك احتمال كبير انني لن اتذكر شيئا، تعلم هذا اليس كذلك ؟
ابتلع ياغيز غصته واجابها بصوت حزين : اعلم
احست هازان بالارتجاف الذي تخلل صوته و الذي كان يحاول دائما اخفائه، لقد قال كلمة واحدة فقط ولكنها استطاعت فهم مدى المه وكانه قد قال كلاما بحجم الدنيا...
صمت قليلا وهو يواصل النظر بعينيها اللتان كانا كسماء سوداء على وشك الامطار دموعا، وفجاة هز راسه يمنة و يسرة معربا عن رفضه ثم اضاف : لا تضني انني فقدت الامل ! لازال هناك طريق امامنا، ولكن حتى وان لم تتذكري فهناك شيء واحد اعلمه وهو ان ...
نظرت هازان بعينان متسائلتان متفحصة عبارات وجهه علها تفهم ما يدور بذهنه، اما هو فرسم ابتسامة خفيفة على محياه و قال : انكي وكما وقعتي بحبي مرة سابقا، سوف تفعلين مرة اخرى
كم ارادت ان تكون اكيدة مثله، كم تريد حقا ان تعيش و ترى ما عاشته هازان القديمة، ارادت ان تعلم... هذا الذي لا يفترق عنها ليلا نهارا، من ينظر بداخل عينيها، من تحترق روحه من اجلها، ومن يهون عليها حزنها الان، هل احبته حقا ! ارادت بشدة ان تعلم المشاعر التي حملتها تجاه هذا الرجل, ارادت ان تتذكر اللحظات التي كانت تشعر بالامان معه، ان تفهم كيف يكون الحب بدون حزن، كيف يطون مريحا جدا و غير معقد...
لقد علمتها الحياة دائما ان الامال الفارغة تسبب الما بليغا في نفس الانسان، لذلك لم تبادل ياغيز الابتسامة حتى انها تمنت ان لا يحمل كل هذ الامل داخله، لان وراء اماله هذه اربع سنوات كاملة كما اننا لا نعلم ما الالعاب التي يرسمها لنا القدر ..
لم يضف ياغيز اي شيء، تراجع الى الوراء قليلا وقد خمن انه يكفي هذا اليوم، لا يجب ان يحملها فوق طاقتها، اما هي فابتلعت لعابها ثم قالت : جيد اذا، اظن انه من الافضل ان اخذ معلوماتي عن هذا الحساب, ولكن حاليا دعني ابدأ معهم بخطوة فقط هل هذا ممكن ؟
ابتسم ياغيز ثم قال : تمام، ساتصل بالمحامي اذا
جلست امام هذا الرجل الذي ذكرها باخر مرة جلست فيها امامه عند توقيعها لفسخ العقد، انه المحامي الخاص لعائلة ايجيمان السيد خلدون، باشر هذا الاخير في اطلاع هازان بجميع المعلومات اللازمة عن حسابها هي و ياغيز المشترك حين حاولت هازان جاهدة عدم اضهارها لدهشتها من ما تسمعه..
وما ان اكمل شرحه حتى انطلقت سلسلة اسإلتها، تسائلت اولا عن ما كسبته من خلال مسالة الوجه التجميلي فاخبرها المحامي انها كسبت اموالا الى حد شرائها لبيتين، اذ انها وجدت طريقة لزيادة ارباحها عن طريق توجيه و مساعدة ياغيز لها و بالتالي قامت بشراء هذه الممتلكات لكي تعيش عائلتهاا براحة، حيث اشترت بيتا لايجه بازمير لكي تعيش به طوال فترة دراستها و منزلا باسطنبول لفضيلة..
لازالت هازان مصدومة من اخذها لخطر فتح هذه الصالة الرياضية، حتى وان كان هذا حلمها منذ زمن بعيد ولكن هي ليست ذات تجربة ولم تكن تملك الشجاعة لدرجة اقدامها على فعل هكذا شيء، ولكن لعل هازان القديمة قد قررت ان تعيش حياتها كما تريد، لعلها ضاقت ذرعا من الحدود التي لطالما رسمتها لنفسها و لعلها قررت اللحاق باحلامها بدون خوف...
نظرت الى ياغيز بغصة، رغم كل ما حدث، اليست هذه اشارة انها عشقت هذا الرجل؟ حتى وان تعذبت كثيرا من بعد سنان لكنها قد قررت رسم حياة جديدة لنفسها..

*********************************

حبايب قلبي 💖 شكراا شكرا كتييرر على تفاعلكم و كومنتاتكم و متابعتكم للقصة عنجد ما بتتصوروا قديش بيفرحني هاد الشي و بيدفعني تكمل 😘🙏💖 انشالله دايما كون عند حسن ضنكم انا قريت طلباتكم و فهمت شو بدكم و رح اعمل خليط حلو بين طلب كل واحدو انشالله يعجبكم 🙏💖
و حلقة جديدة خلصت 💖💖 شو رايكم فيها انشالله تكون نالت اعجابكم 🙏💖💖
مافيها احداث كتيرة بس فيها اشياء اكتشفتها هازان ...
شو رايكم بهازان لما يقرب منها ياغيز ؟ و قولكم رح يضعف واحد منهن او لا ؟ يا ترى هل الي عرفتو هازان و الامل يلي عطاها اياه ياغيز رح يخليها تتغير معه ؟ او رح تضل هيك على نفس الحال ؟
يلاااا بدي توقعاتكم و ارائكم و باذن الله اليوم رح نزل حلقة تانية بس بالليل 🙏💖💖💖 المهم بدي اسمع ارائكم 🙏💖 و لا تفولو اني ما عم شوف كومنتاتكم بالعكس بقراهم واحد واحد و عنجد ما بتتصورو قديش بيسعدني كلامكم الحلوووو 🙏💖💖💖💖😘😘

مفقودة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن