الحلقة 23:
- واخيرا!! متى سينتهي هذا النعاس يا ابنتي قولي لي لكي أعلم؟ لقد وعدنا ايجه أن نتناول الفطور معا كما أن لدينا أعمال كثيرة علينا القيام بها، و الحفلة على الساعة الثانية وانتما لم تفطرا حتى
هازان والتي شاهدت ياغيز واقفا أمام البوفيه يختار ما سيتناوله، نظرت إلى امها بضيق، نعم، لقد استيقضا في منتصف النهار، ولكنها الان ليست في حال يسمح لها بالتفكير في النوم، لازالت لم تتحدث هي و ياغيز عن الوضع الذي وجدا نفسيهما به صباحا، لذلك تصرفت وكأنها قد استيقظت بمفردها في السرير، وما اشعرها بالراحة هو عدم ذكره لما حدث، اساسا لقد كان الأمر بمثابة الظلم بالنسبة إليه فقد كانت هي من احتضنته، وفوق ذلك أخجلت نفسها أمامه، لازال ذهنها يحمل الأطنان من الأفكار، كانت تتناول افطارها و عيناها شاردتان في مكان آخر حين التقت نظراتها بنظرات والدتها المتفحصة..
انها تعلم جيدا هذه النظرة، من المؤكد أن هناك أشياء فضيعة تدور في ذهنها مرة أخرى..
قالت هازان : ني؟ ماذا؟
زحزحت فضيلة كرسيها مقتربة من هازان وقالت: في العادة، في المنزل تعانين من الأرق ولا تنامين الا بصعوبة، ولكن مالذي حدث الان و نمتي كالكوالا
حملقت هازان بعينا والدتها محاولة فهم مقصدها، اساسا ذهنها مشوش وفوق ذلك لن تنشغل بحل كلمات والدتها المعقدة
- لقد كنت متعبة، متعبة، وها أنا نمت ماذا هناك!
- وياغيز أيضا، أليس كذلك؟
- ماهذا يا أمي من عند الصباح؟ هاير، يبدو لي انني فوتت شيئا مرة أخرى، ولكن يا ترى لماذا لا أتوق هذه المرة للسعي وراء ما تفكرين به
تاوهت فضيلة بتذمر: هاه! وفوق ذلك عندما قلت لك ضعي فساتين النوم تلك نظرتي الي ببلاهة، انظري لقد اتضح انهم في المكان و الزمان الصحيحان
صدمت هازان من ما قالته امها، لدرجة شعورها بالاختناق الشديد مما تسبب لها في السعال، حينها كان ياغيز يتقدم نحو الطاولة وفور رئيته لحالتها، أسرع الخطى و مدها بكأس العصير الذي جلبه لنفسه، اما هي فلم تنتبه لكأس الماء الذي كان أمامها فمدت يدها هي الأخرى و أخذت منه العصير..
حدجت امها بنظرات عصبية ثم شربت القليل من العصير وقالت ملمحة : على أي حال يا أمي العزيزة، نحن نعتذر، والان إذا سمحتي لنا نريد أن نتناول افطارنا و نلحق هذه الحفلة، هل يمكن؟
كانت تتفوه بكلامها راجية والدتها بعينيها أن لا تخرج من فمها اي كلام غريب..
- حسنا، حسنا، انا اساسا قد أكلت، انني انتظركم في الخارج في جهة الحديقة، استعجلا قليلا.
كان ياغيز يبدو خجلا قليلا، وفوق ذلك احس انه يجب عليه الحديث مع هازان
- انت لا تهتم لها، انها متضايقة بينها و بين نفسها وما إلى شابه، سناكل بسرعة و سنلحق
هز ياغيز راسه معربا عن موافقته..
قالت هازان هذا ولكنها في الحقيقة لم تكن تعير انتباهها للأكل الذي أمامها حتى، من جهة مشاهدتها لهدوء ياغيز و من جهة أخرى توترها، ما يحيرها هو كيف يكون باستطاعته تناول الإفطار معها وكانهما لم يعيشا شيئا بالأمس، لم تكن تحلم بهكذا موقف طبعا ولكن الأمر صعب و يزداد صعوبة بنظرات ياغيز المباشرة، لماذا يتصرف بشكل طبيعي؟ لابد انه قد نسي الامر، وهذا يعني أنها هي الوحيدة التي لم تستطع النسيان..
لربما كان يجب عليها تلافي الأمر و عدم تضخيمه، أليست هي التي كانت تمثل دور البريئة صباحا؟ أليست هي من كانت تهرب من نظرات ياغيز؟ إذا ما الذي يزعجها الان؟
كانت تمد يدها نحو قارورة الماء حين ارتطمت بيد ياغيز الممتدة باتجاه القارورة أيضا، فقامت بسحب يدها فورا وكأنها قد أصيبت بصعقة كهربائية..
قالت بارتباك وهي تنظر اليه: المعذرة، انت اولا
انتبه هو لتوترها الذي لم تستطع هازان كتمه فقال لها: هل هناك خطب ما!؟
لقد كانت متأكدة من وجود خطب ما، ولكن كيف و ماذا ستشرح له، والاصح هو هل هي قادرة على الشرح؟
أجابت بهدوء: لا لا يوجد
تفوهت بهذه الكلمات عاصرة اصابعها بين يديها من شدة توترها، ولكم أرادت حينها دفن رأسها بصحنها و البقاء هكذا، لقد كانت في قمة غضبها من نفسها لمجرد تخبطها من أجله و تشوش ذهنها بسببه وفوق ذلك خجلها الذي زاد الطين بلة..
ضلت منحنية على صحنها إلى أن انتهت من طعامها..
اكملا فطورهما ثم صعدا من جديد إلى الغرفة لتغيير ملابسهما استعدادا للحفل..
خرجت من الحمام ترتدي فستانها الأزرق القصير الذي أبرز جميع منحنيات جسدها المثير لترشق عينا ياغيز اللتان مال لونهما نحو الاسوداد، تجولت عيناه عليها من راسها حتى اخمض قدميها، وكم كانت رائعة بفستانها السمائي الذي زاد من فتنة جسدها المنحوت بحرفية، كانت كلوحة فنية لأشهر و أمهر الفنانين التشكيليين، بعث شكلها القشعريرة بجسده، تحولت عيناه من شفتيها التوتيتين اللتان زينتا باحمر شفاه زادهما إغراءا و فتنة، نحو صدرها الابيض المكتنز الذي اثاره ثم نحو رشاقة ساقيها اللذان بالكاد كانت تغطيهما، كانت كلما انتقل نظره من مكان إلى آخر بجسدها ازدادت عيناه قتامة و احمر وجهه وكأن حرارة جسده قد استقرت به..
انتبه لنفسه فاعتدل في وقفته و رسم نظرة البرود المعتادة خاصته وكأن شيئا لم يكن ثم استدار نحو المرآة محاولا ارتداء ربطة عنقه، كان ذهنه مشوشا كثيرا لذلك استغرق بعض الوقت وهو يحاول كتم مشاعر الرغبة التي سيطرت عليه، إذ كان ينظر إلى المرآة ممسكا بطرفي ربطة العنق بدون حراك..
اما هي فقد احست بحرارة تجتاح جسمها، كانت نظراته تفترسها بكل ما تحمله الكلمة من معنى، انتفض صدرها وهي تتبع عيناه التي تلاشى صفائهما لتحل محله هامة سوداء قاتمة لم تعلم سببها..
شاهدته وهو يستدير وقد تحولت تعابير وجهه من الغموض إلى البرود، لم تستغرب هازان ابدا بل ابتسمت و قالت داخلها " حركة طبيعية و متوقعة من ياغيز ايجيمان"
نظرت إلى انعكاس صورته على المرآة و بالتحديد إلى ربطة عنقه، ثم أعادت النظر إلى نفسها، ولأول مرة منذ الصباح شعرت برغبة شديدة في الضحك..
لم تستطع كتم ابتسامتها، فقهقهت..
نظر إليها ياغيز بنظرات متسائلة فقالت : المعذرة، ولكننا نبدو وكأننا قد اتفقنا على الارتداء هكذا
استمر ياغيز بالنظر بعدم فهم فقد كان مغيبا، إذ أن رئيته لها على تلك الحال اصابته بالجنون..
اومئت هي بنظرها مشيرة إلى فستانها ثم إلى ربطة عنقه، و الحال انهما كانا يحملان نفس اللون، وهذا جعلهما يبدوان وكانهما قد اتفقا على الارتداء هكذا ليخبرا الجميع كونهما زوجين..
ضحك ياغيز ثم قال : لاغير هذه لكي لا يعتقد الجميع اننا نحاول لفت الانتباه
واخيرا استطاعا الوصول إلى الحفل، وما أن دخلا حتى جرت ايجه نحوهما وهي ترتدي زي تخرجها، شعرت هازان بسعادة غامرة، واخيرا ما لم تستطع هي فعله ستفعله شقيقتها، كانت تشعر بالتوتر و الحماس و كأنها هي من ستتخرج...
جلست هي على مقعدها بجانب ياغيز ووالدتها لتتسارع ضربات قلبها عند اعلانهم لتسليم شهادات التخرج لكافة الطلبة، بدأت الأسماء تُقرأ، فوضعت هازان يدها على قلبها لا اراديا، لم تكن دقات قلبها بسبب السعادة و الحماس فقط، بل استرجاعها لأول يوم لشقيقتها في المدرسة حين أمسكت يدها ومشيا في الحي بسعادة بالغة، حملها لحقيبتها، صنعها للمجتها، شرائها الحلوة لها، معانقتها لها عند سقوطها و بقائها مجبرة على شرح الوضع لها عند سؤالها عن معنى موت ابيها و نظرها بعينا اختها الزمرديتين وهي تحاول الابتسام....كل هذا مر كالشريط أمام عينيها لتسقط دمعة سخية من بينهما..
شعرت بيد دافئة تلامس يدها ثم تمسكها بهدوء، رفعت نظرها فإذا بها ترى نظرات ياغيز الحنونة وقد استقرت عليها لتدرك حينها انه قد علم بماذا تشعر، لم تعلم كيف ذلك ولكنها كانت متأكدة انه فهمها..
قالت بصوت خافت فقط يصل إلى مسمعه: اتمنى ان تكون مساحيق التجميل خاصتكم لا تسيل مع الدموع ياغيز باي
- انا لا اصنع مساحيق تجميل بدون جودة عالية هازان
تشبثت بيده وهي ترسم باتسامة على وجهها...
قامت هازان بتهنئة اختها معانقة اياها وقد سالت قطرات ساخنة من بين عينيها، تقدمت والدتها نحوها وهي تقول مازحة : هل تبكين؟
مسحت دمعها باصابعها ثم توجهت نحو الحمام ذلك لأعتقادها بأن ماكياجها قد سال بسبب دموعها، نظرت إلى المرآة فشعرت بالراحة وهي ترى أن وجهها لم يتأثر كثيرا، عدلت ما يجب تعديله، أخذت نفسا عميقا ثم خرجت وهي تجول عينيها باحثة عن امها، ايجه و ياغيز..
كانت تلف وجهها يمنة و يسرة حين اقتربن منها بعض السيدات..
- المعذرة، ولكن وجهك يبدو مألوفا كثيرا، هل انتي ممثلة يا بنيتي ؟
هازان وعلى وجهها تعابير الاندهاش من ما تقوله هذه الخالة : هاير افندم، ديلم، كلا يا سيدتي
- الله الله! لقد قالت حفيدتي عائشة انكي مشهورة
بعد تفكير عميق، ادركت هازان أن لربما هذه السيدات لسن مخطئات كثيرا في ما يفكرن..
- في الواقع.. لقد عملت كوجه تجميلي لإحدى الشركات لمستحضرات التجميل، لربما تذكرتنني من هناك
- هاه، بالطبع، لقد كانت عائشة تحظر اللافتات التي تحمل صورك إلى المنزل، و ابنتنا تستخدم كثيرا مساحيق ماركتكم، اه ولكن ماشاءالله، انتي اكثر جمالا عن قرب، هل تستخدمينها انتي أيضا أو اقول لحفيدتي أن تتوقف عن استخدامهم؟ مع ان وجهك جميل جدا وليس به اثار سلبية ولكن إذا كانت المستحضرات ذات جودة سيئة علي أن احذرها..
ابتسمت هازان و قالت محاولة طمئنتها : ليرتاح داخلك سيدتي، انا لازلت استخدمها ولم الاحظ اي ضرر
شعرت هازان بنوع من الغرابة وهي تتفوه بتلك الكلمات، لقد كانت تعاني سابقا من مجرد فكرة الوجه التجميلي تلك والان هاهي تقوم بالترويج للماركة الخاصة بشركة زوجها، انها حقا لا تستطيع تصديق نفسها، لو رآها ياغيز ماذا كان سيفكر..
ولكن الخالات كن قريبات من القلب و بذات الوقت كثيرات الأسئلة و خاصة عندما قمن بسؤال هازان من أجل من قدمت إلى الحفل علمت هذه الأخيرة حينها انها لن تستطيع النجاة منهن ابدا، لكنها سرعان ما احست بيد تمسك خصرها بخفة..**********************
مرحباااااااااااا حبايب قلبييييييي 💖💖💖💖😍😍😍😍❤️❤️❤️❤️😘😘😘 كيفكم و كيف احوالكم و أحوال دراستكم و شغلكم 🤔 يا رب يكون كل شي منيح و تكونوا دايما من الناجحين يا رب 🙏🏻🙏🏻🙏🏻💖😍
اييييييه شوووو حماسكم لتكملة القصة؟
انتهت حلقة اليوووم و بكرا كالعادة حلقة كمان 💖💖💖🙏🏻 انشالله طبعا
كيف كانت الحلقة؟ بعرف انو ما كان فيها أحداث بس حلقة بكرا انشالله رح تكون احلى...
طيب شو توقعاتكم رح يصير بالحفل و كيف رح يقضوا بقية الأيام بازمير؟
يلاااا بخليكم هلاااا 😍😍😍😍 كونوا بخير 🙏🏻💖
أنت تقرأ
مفقودة (مكتملة)
Romanceتوقفت للحظة، اجالت نظرها بتفاصيل وجهه الجميل الذي زينته الشامات المتناثرة هنا وهناك، مدت يدها المرتعشة بلطف لكي لا توقضه، هناك شعور قوي داخلها يدفعها لتلمس هذه التفاصيل الدقيقة بكلتا يديها، مررت اصابعها برقة متحسسة كل مكان في وجهه لتستقر اخيرا فوق ش...