الحلقة العاشرة

2.9K 69 19
                                    

الحلقة 10:

لازالت هازان تشعر بالفضول حيال سبب افتراقها هي و سنان، ولكن بما انها كانت صدمة بالنسبة اليها فهي لا تستطيع الرئية او التفكير جيدا، لم تكن فتاة غبية، كما انها كانت تعلم ان سنان القديم لم يكن بالانسان البريئ ابدا، لطالما كانت تشعر داخلها بانه سيكسر قلبها بطريقة ما، ولكن حينها لم تعلم حتى لماذا لم تفكر بهذا جيدا قبل ان تئمنه على قلبها، يعني باختصار ان ما تشعر به الان ليس بخيبة امل فعلى اي حال هي كانت تعلم ان هذا سيحدث ولكن ما يشغل ذهنها هو تاكدها من ان السبب وراء افتراقهما لم يكن بسيطا ابدا، لقد فعل شيئا كبيراا وهو ما جعلها تدخل في شيء لا يمثلها وهو مسالة الوجه التجميلي ولكن بطريقة ما نجحت بهذا الامر..
عضت هازان شفتيها ثم قالت متوجهة بالحديث الى ياغيز : ما لا افهمه هو كيف نجح هذا الاعلان بهذه الطريقة ؟
لم تفت حركتها ياغيز الذي ركز نظره نحو شفتيها الكرزيتين، كم اشتاق ان يلتقطهما بين شفتيه و يروي عطشه من لذتهما ولكنه لا يستطيع حتى ولو اراد ذلك بشدة، ابتلع لعابه ثم تمتم : تبدين جميلة
رفعت هازان احدى حاجبيها معربة عن عدم استيعابها لما قاله ثم قالت: الجميع يمكن ان يكون جميلا ولكن ليس الجميع يستطيع ان يكون وجها تجميليا
ثم تمتمت داخلها " عدا ذلك، انا لست فتاة جميلة لدرجة ان اكون وجها تجميليا
القى ياغيز نظرة خفيفة باتجاهها وقد فهم ما يجول بخاطرها : تفكرين بنفس الشيء مرة اخرى اليس كذلك ؟ انا متاكد انكي قلتي بداخلك " انا لست جميلة لهذا الحد "
لم يكتم ضحكته اما هي فقد حدجته بنظرات غير مصدقة، كيف يستطيع هذا الرجل في كل مرة سماع ما يجول بذهنها !
قال لها وهو يبتسم: كل ردود افعالك هذه اعرفها هازان حتى انني حفضتها عن ضهر قلب... لو تعلمين كم ان حركاتك لم تتغير ابدا سوف تستغربين.
كم هذا مزعج، الرجل يعلم عنها حتى الاشياء الخاصة، لا يمكن الهرب منه ابدا، لقد كان وكانه يقراها ككتاب مفتوح..
لاحظت هازان كم كانت نظرات ياغيز اليها ناعمة و تنم عن العشق، سرح بخياله وهو يشاهد تفاصيل وجهها التي لطالما مرر اصابعه فوقها متحسسا اياها، لطالما قبل كل مكان بوجهها متى شاء، ضل على حاله هذه غارقا في ذكرياته مع حبيبته التي اصبحت ممنوعة، اما هي فبدون ان تشعر سلبت عيناه منها وعيها، لتسبح في بحارها محاولة فهم ما كان يفكر به او الاصح ما كان يتذكره...
خجل السيد خلدون امام المنظر الذي كان يشاهده فابتلع لعابه ثم هم بالرحيل بهدوء لكي لا يقاطعهما ولكن هازان لم تكن غائبة عن الوعي بقدر ياغيز، اذ تفطنت به وهو يهم بالخروج.. شكرته على تزويده لها بالعديد من المعلومات الخاصة بالبنوك و التعاملات المالية الاخرى ثم ودعته هي وياغيز الذي افاق من غفوته على صوتها ثم ذهب..
بعد خروجه احست بنوع من الراحة النفسية اذ انها الان على دراية بالكثير من الاشياء كما في السابق لذلك شعرت برغبة كبيرة في معرفة بقية الاشياء، تجولت في الصالة من بدايتها حتى نهايتها كما تحدثت مع الموضفين مسجلة بذهنها من منهم الخبير في هذا الميدان، كان الجميع يتحدث معها بكل احترام و ود في ذات الوقت، لقد بدى الجميع سعيد بشفاءها مما جعلها تدرك كم ان الاناس المحيطة بها طبيعيين و ودودين فزاد هذا من شعورها بالراحة...
فكرت هازان انها تجولت اليوم بما يكفي فتوجهت هي و ياغيز بالخروج لتلتقيا امام الباب باصغر فرد لعائلة ايجيمان "سيلين" التي صاحت فور رئيتهما و ارتمت مقبلة اخاها : اااااه انتما ايضا كنتما هنا ؟
اندهشت هازان من مشاهدتها امامها اولا ولكن فور رئيتها للحقيبة الرياضية التي كانت بيد الفتاة فهمت سبب تواجدها هنا، لقد اتضح انها تتردد على الصالة لممارسة الرياضة..
رفع ياغيز حاجبيه وهو يدقق النظر بها ثم قال : لماذا للا نكون هنا، هل تعتقدين اننا ناتي الى هنا لممارسة الرياضة مثلك ؟
لم تجد هازان معنى للعصبية التي كانت تتخلل صوت و نظرات ياغيز فقد كان يبدو غير سعيد برئية شقيقته هنا ابدا...
شعرت سيلين بتشنج اخاها و لكنها لم تبين ذلك بل حاولت المزاح للتخفيف من احتقانه: انت مزوح كالعادة اخي، انا عنيت بكلامي انني لم اتوقع رئية هازان هنا خاصة وانها لم تتعافى جيدا بعد، هازان انتي كيف تستطيعين التعامل مع هذا الرجل ! احيانا يكون عصبي لدرجة !
قاطعها ياغيز قائلا بحدة : انتي اتركي هذا.. و قولي ماذا تفعلين هنا اولا ؟
لوحت سيلين بالحقيبة التي بيدها امام وجه اخاها قائلة: برايك ؟
تنفس بعمق و باشر بالحديث محاولا تمالك اعصابه : سيلين، انتي كنتي تاتين هنا فقط من اجل التمرن على البوكس لدى هازان
تفاجات هازان من ما سمعته فرددت داخلها " ماذا !"  كيف استطاعت ان تصبح صديقة لهذه الساحرة الصغيرة ؟
- ولكن هازان ليست المدربة الوحيدة، اصلا كما تعلم فانا لا اتدرب منذ ما يقارب الشهر ... ايام بشعة لا اعادها الله، والان اتيت لكي اغلق باب هذه الايام، ني فار بوندا ؟ ماذا في هذا ؟
لم تفهم هازان سبب التوتر الذي كان بينهما ولكنها قررت التدخل فعلى الاقل هي لديها ما تقوله في ما يخص هذا الموضوع ..
- يمكنكي الاستمرار مع الاستاذ ايرين، فانا لازال لدي وقت لكي اعود الى عملي
ابتسمت سيلين له وقالت: هذا هو الصواب، وانا اقول هذا ايضا، اذا كانت زوجتك تقول ان اكمل مع ايرين هوجا لماذا لا افعل ! ليس هناك مشكلة اليس كذلك عزيزتي هازان ؟ لن ابدو وكانني ابيعك هكذا ؟
رفعت هازان حاجبيها وهي تحاول ايجاد اجابة مقنعة انه لم يخطر ببالها شيء كهذا ابدا كما حاولت جاهدة ان تكون اجابتها غير وقحة ولكن ياغيز قاطع تفكيرها قائلا : لا لا انا اعلم جيدا ان همك ليس درس البوكس... اظن انني مهما فعلت لن استطيع منعك من ما بذهنك.
هازان وعند مشاهدتها لنظرات سيلين الدقيقة لاخاها، احست وكان اجراسا ترن بذهنها معلنة عن فهمها للموضوع، معاملة ياغيز لايرين بتلك الطريقة، عدم تصديقه لحب اخته للبوكس و التوتر الذي بينهما ....
اذا كل هذا بسبب ان السيدة سيلين علقت بشخص جديد ..
- ايه! اصلا انا لا استوعب كيف انك الى حد الان لازلت تحاول منعي عن فعل اي شيء وانا قد تجاوزت الثامنة عشر من عمري منذ زمن !
اكملت حديثها ثم اقتربت من هازان، ضغطت على ذراعها مودعة اياها ثم تركتهما بجانب بعضهما و دخلت الى الداخل.
فرك ياغيز وجهه بكلتا يديه و قد كان يبدو في قمة احتقانه اما هازان فقد اصبحت تفهم انه يفعل هذه الحركة عندما يحاول الهدوء و تمالك اعصابه..
نظرت اليه وقالت: هذا لا يعتبر غير منصف اليس كذلك ؟
اجابها :- ربما ... ولكن من نتحدث عنها هي سيلين، قد تبدو لك انها تغيرت كثيرا ولكنها لازالت تتصرف بتهور و دلال، لازالت تفعل ما يخطر ببالها غير مبالية براس من ستقع المشاكل بعد ذلك...
- ما الذي يجعلك تعترض عن ايرين ؟ فالشاب يبدو محترما جدا
- انها سيلين يا هازان، انا اواصل الخوف من ايقاع نفسها في بلاء، لو كانت عاشقة لفهمت ذلك ولكن همها الوحيد هو التسلية، كما ان ايرين يتصرف معها بود شديد و هذا يزعجني كثيرا
عضت هازان شفتيها محاولة كتم ضحكتها، اذ لم ترى ياغيز هكذا ابدا من قبل لقد بدى لها غريبا ان ترى الثلاجة وهو يحاول حماية شقيقته، فكرت داخلها "اذا ياغيز ايجيمان ايضا كاي اخ كبير طبيعي يتدخل بعلاقات شقيقته الصغرى و بما تفعله، انها تواصل اكتشاف اشياء جديدة عنه يوما بعد يوم فيا ترى مالذي ستكتشفه بعد !
عند عودتهما الى المنزل دخل ياغيز فورا الى المطبخ لتحضير شيء للاكل، اذ انه لم يسمح لها بدخول المطبخ منذ خروجها من المشفى، اعترضت هي في البداية ولكن ياغيز اغلق النقاش بقوله لها انها يجب ان ترتاح لكي تتحسن كما اضاف ضاحكا " طبخي الذ من طبخك "، لم تغضب هازان يومها لان حقا الاكل الذي كان يطبخه لذيذا جدا، وافقت حينها ولكنها اصرت ان تقوم هي بالاعمال بعد شفائها..
اثناء وجوده بالمطبخ، كان جزءا من هازان يحاول ايجاد اجوبة لاسالتها، لهذا السبب اخرجت حاسوبها الخاص الذي علمت بوجوده هذا الصباح، لم تهتم به كثيرا، ولكنها الان لم تستطع اسكات الاشارات التي بداخلها، كما انها ارادت ان تشاهد هذا الاعلان بنفسها، سوف تفهم الان بنفسها اذا كان يستحق هذه المبالغة او لا ...
انزعجت هازان عندما طُلب منها كلمة العبور، جربت البعض من الكلمات السرية التي خطرت بذهنها ولكن لم تفلح، حتى انها جربت رقم بطاقة ائتمانها و رقم حسابها اللذان عرفتهما صباحا ولكن النهاية كانت صفر.. كيف ستستطيع الاعتياد على حياتها في حين انها لا تنجح حتى بهذا ؟
تنفست بعمق لتتخلص من التوتر، يجلب عليها الهدوء والا لن تستطيع حل هذا الامر، قالت في نفسها "كوني منطقية، فكري" ، تاكدت اولا من ان اول خانة كانت سنة ميلادها 1990 ثم شرعت في وضع تاريخ ميلادها، ميلاد اختها، ثم والدتها، اشهر ميلادهم حتى الايام كتبتهم ولكن لا جدوى
نظرت حولها لعلها تجد شيئا، نظرت الى غرفة نومها متوجهة نحو طاولة الحمام، بحثت بين الادراج و في كل مكان على ان تجد وثائق، و في النهاية وجدت محفظة المضامين، تفحصتها هازان فاذا بها تلمح تاريخ ميلاده
14\04\1987
فكرت قليلا ثم قالت بنفسها " لما لا"، هرولت نحو الحاسوب و كتبت1990  1987 فاذا به يفتح امامها...

************************

اسفة عالتاخييير حبايبي بس ما كنت فاضية ابداا 🙈🙏💖
وهييك خلصة الحلقة العاشرة من مفقووودة 💖💖💖💖 انشالله تكونو حبيتوها 🙏 المهم بدي رايكم بكل شي 💖💖💖💖
يلاااا شو توقعاتكم للحلقة الجاية يلي هي الليلة رح نزلها 💖
شو توقعاتكم شو رح تلاقي هازان بالكمبيوتر ؟ شو رح تشوف ؟ و اذا لقت شي شو رح يكون رد فعلها ؟ 🙏💖💖💖😘😘
تسلمولي على تفاعلكم و كومنتاتكم الكتيييير حلوة عنجد 🙏🙏💖😘

مفقودة (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن