الحلقة 8:
عند حضورهما الى القصر، كانت والدتها، ايجه، السيد حازم وعمة ياغيز جوزيدة في استقبالهما، و كما المرة السابقة كان السيد حازم يعاملها بلطف شديد و للمرة الثانية لم تعلم كيف ستتصرف معه في المقابل ولكن على الاقل اصبحت تتبادل معه اطراف الحديث بلباقة، كان واضحا من خلال معاملة هذا الرجل المسن لها انه يعتبرها غالية على قلبه و هي ايضا لم ترد احزانه فقط بحجة فقدانها للاربع سنوات الماضية لذلك كانت تحاول قدر الامكان ان لا تغيب ابتسامتها ابدا اثناء حديثها معه..
اما السيدة جوزيدة .... لقد كانت مسالة اخرى تماما، فقد اتضح انهما لم تجمعهما ابدا علاقة ودية الى حد الان، لم تستطع هازان التوقف في التفكير ان والدتها تشاركها نفس الراي لانها كانت تعلم حق العلم ان جوزيدة لم تكن يوما راضية عن فضيلة والعكس بالعكس، كانت تعاملها ببرود شديد و اكتفت بقولها لحمدا لله على السلامة ولكن كما لو انها تقولها لانسان غريب و ليس لفرد من العائلة
لم تستطع معرفة ما يفكر به ياغيز حيال هذا الامر فقد كان فكره مشغولا طوال العشاء، كان يلتزم الصمت و اجوبته مختصرة، حاول كل من حازم و فضيلة مرارا و تكرارا اختلاق مواضيع لكسر صمتهما المتواصل ولكن لا جدوى ...
استغربت هازان عندما سمعت ان بقية الايجيمان بانتضارهما في مكان اخر لاكمال السهرة في مكان مختلف، لقد بدا لها غريبا بعض الشيء رئيتها للقسم الاول من العائلة هنا و القسم الاخر هناك ولكن للحظة تذكرت ما قاله ياغيز لوالده صباحا " هل تدرك ماذا سيحدث ان رات كل هذا العدد من الاشخاص دفعة واحدة؟"
فكرت قليلا : ترى هل هو من امر بهذا ؟ ترى هل هو من قام بهذه الحركة من اجلها ؟ وقبل ان تذهب علامات الاستفهام التي عبت فكرها هم السيد حازم بالكلام : جينشلار ايشتا، انهم الشباب، لا يستطيعون تحمل البقاء معنا ولو لدقيقة، هم ذهبوا للاستمتاع منذ زمن والان هؤلاء سيلحقون بهم, هيا اذا اردتم انتم ايضا اذهبوا لكي لا تتاخروا اكثر من ذلك، انهم ينتظرون رئيتك منذ مدة يا عزيزتي هازان
نهض ياغيز مسرعا من مكانه وكانه كان ينتظر الاشارة ثم قال : هيا اذا لنستاذن نحن
كانت ايجه و فضيلة ذاهبتان معهما لاكمال السهرة، خرج اربعتهم بعد توديع من في القصر ثم اتجهوا نحو السيارة حين استوقفتهم فضيلة بكلامها : انا لن اتي معكم الى هناك ابدا، راسي لا يحتمل تلك الاماكن اصلا كما انني ساعود الى المنزل لارتاح
قال ياغيز ( بصغة الجمع للاحترام ): لاوصلكم الى المنزل اذا
ولكن فضيلة قاطعت حديثه سريعا : اه يوك تشوجوم، ڨيريك يوك، لا تطيلوا طريقكم من اجلي، انا سامتطي سيارة اجرة من هنا ولكن بناتي امانة لديك، لا تسمح لهما بان يرهقا نفسيهما بالسهر كثيرا خصوصا انتي يا ايجه لديك طائرة في الصباح الباكر، كوني في الموعد تمام !
قالت كلماتها وهي تقبل ابنتيها
اجابها ياغيز وهو يفتح الباب الى الفتاتين: ميراك ايتمايين، لا تقلقوا
هازان وبسبب ضرورة ارتدائها لحزام الامان الذي يزيد في كل مرة من آلام ضلوعها، فضلت الجلوس في المقعد الخلفي، و بفضل ثرثرة ايجه اللطيقة طوال الطريق استطاعت تشتيت ذهنها لكي لا تفكر في االامها
لم تفهم هازان كيف هي علاقة ياغيز باختها اذ انه في القصر لم يتبادل كل من ياغيز و ايجه اطراف الحديث، ولكن الان قد اتضح ان ما قالته ايجه في المشفى عن علاقتها الاخوية بياغيز صحيح تماما، لقد كانا يتحدثان و يتسامران بود و محبة، حتى انه كان ياخذ كلامها على محمل الجد و يرد الفعل على كل ما تقوله، اذ كان من السهل على من يراهما من الخارج ان يعتقد انهما اخوة حقيقين ...
توقفت السيارة امام مكان جميل و انيق فشعرت هازان بالسعادة لعدم ارتدائها لثوب رياضي، فكرت داخلها ان حتى وان تغيرت بعض الاشياء فالايجيمان لا يزالون لا يتوانون عن انفاق النقود في اللهو و المرح
عند دخولهم الى المكان، امتلات عينا هازان فلم تستطع تمييز وجه احد من الاخر، ولكن بعد قليل رات ياغيز يتجه الى الجانب الخلفي عندما شاهد البقية وهم يلوحون بيدهم نحوهم، ادركت هازان ان هناك جزءا خاصا بهم، مفصولا بزجاج عن الاجزاء الاخرى للمكان
فور فتح ياغيز للباب، شاهدت هازان صديقتها بتول وهي تنفصل عن البقية مهرولة نحوها لتحتضنها، ولكن و اثناء شروع هذه الاخيرة في احتضان هازان صاح ياغيز و ايجه فجاة : امان! ديكات! بلطف
ابتسمت بتول وقالت : تمام، لقد فهمنا
ثم اخذت هازان بين ذراعيها ببطء لكي لا تئلمها
اما هازان فقد كانت في قمة سعادتها لرئية رفيقة دربها حتى انها استمرت في معانقتها وهي تبتسم
قالت بتول وهي تحتضنها : لقد اخفتنا كثيرا هازان، اياكي و ان تقومي بحادث او ما شابه مرة اخرى !
ابتسمت هازان و اجابتها : تحت امرك بتول هانم
ابتعدت بتول عنها لتلاحظ هازان اقتراب عائلة ايجيمان منها، صدمت وهي ترى جوكهان ايجيمان يجذبها نحوه و يعانقها حتى انها لم تفهم ما ستفعل في المقابل، ولكن لنترك العناق، فالغريب اكثر هو انها لا تتذكر قيامها بحوار ولو قصير مع الاخ الاكبر لياغيز حتى، تمتم هذا الاخير لها : حمدا لله على سلامتك هازان لقد اخفتنا حقا
اجابته هازان محاولة الابتسام : شكرا لك
و ما ان انهت نطقها لكلمتها حتى وجدت زوجته ياسمين امامها، وحتى وان لم تكن متفاعلة بقدر زوجها لكنها كانت تبتسم اثناء احتضانها لهازان، اما ما ادهش هذه الاخيرة هو هرولة سيلين نحوها مقبلة اياها من وجنتيها بكل حب، لقد كان واضحا عليها مدى سعادتها برئية زوجة اخيها بصحة جيدة
القت سيلين اخاها بنظرات عتاب وهي تتحدث الى هازان: لم يسمح لنا اخي بالقدوم اليك يا هازان، انزعجتي منا اليس كذلك ؟ انا حقا اسفة لقد تشاجرت معه حتى ولكنني للاسف لازلت لا املك كلمة امام كلمته
اكملت سيلين معانقتها لهازان ثم امسكتها من ذراعها، مما زاد من دهشة هازان و جعلها غير قادرة على كتمانها، لفت راسها باتجاه شقيقتها فالتقت اعينهما ولكن ايجه ادارت وجهها الى الاتجاه الاخر حينها ادركت هازان ان الاوضاع بين ايجه و سيلين لا تزال ليست على ما يرام ولكنها عند نظرها الى سيلين فكرت انها لا تبدو قد فعلت شيئا لازعاجها، انها ليست خبيرة في العلاقات بين الناس ولكنها تستطيع ملاحظة الحركات المزعجة بفضل والدتها و رغم ذلك لم تستطع هازان كتم نظراتها المندهشة امام لطف هذه الفتاة ...
لاحظ ياغيز ما كان يحدث فتوجه نحو اخته و جذبها نحوه قائلا بنظرات محذرة : ايشتي لهذا السبب يا اختي الحبيبة، كان القرار الذي اتخذته في عدم قدومك الى المشفى صائبا، اهدئي قليلا ماذا تحدثنا نحن ابيجيم ها ؟
خلصت ذراعها من بين يديه ثم قالت وهي تبتسم الى هازان: تمام تمام من الممكن انني لم استطع مسك نفسي قليلا ولكن ني فار بوندا ؟ ما العيب في هذا ؟ الا ابين فرحي ؟
اكتفت هازان بشكرها : شكرا لك سيلين
قال صوت : لقد اتعبتم هازان الى ان حان دوري، برافو سيزي
لفت هازان راسها نحو اتجاه الصوت لتجد سنان امامها وهو ينظر اليها مبتسما ..
عدا تقصيره لشعره، لم تلاحظ هازان اي تغير بشكله، لايزال ينظر بابتسام، لا يزال يبدو مرحا و مليئا بالحيوية كما ذي قبل، لربما لهذا السبب كانت تبحث عن اثر لوضعهم القديم اثناء عناقه الدافئ لها، ولكن بغض النظر عن مدى قوة عناق سنان لها الا ان هازان استطاعت فهم ان عناقه نابع من صداقة وليس شيئا اخر، ابتعد عنها قليلا متمتما: كم جميل عودتك معنا من جديد يا هازان، لقد اخفتنا جميعا
فهمت هازان انه لم يلمح لشيء بكلامه ولكن اختلاف الكلمات التي قالها و اختلاف عناقه جعلها تدرك انهما مقربان اكثر من البقية
رسمت على وجهها ابتسامة ثم قالت له : شكرا لك سنان
لم يتغير اي شي في نظراته ابدا، لربما هذا يعتبر غبيا جدا ولكنها حاولت فهم اذا كان يشعر بالراحة او لا حيال زواج اخيه بها، كما توقعت بالضبط، لقد مر من هذا وحتى لو بقي استياء بداخله لابد وانه قد تلاشى منذ زمن, كانت تعلم كل هذا ولكن مع ذلك فقد واصلت التدقيق به ...
جلس كل في مقعده، و شرعوا في طرحهم الاسئلة على هازان، كيف هي صحتها الان، هل لديها الام ام لا، متى ستعود الى عملها والعديد من الاسالة الاخرى....
هازان و كونها غير متعودة ان تكون مركز الاهتمام فقد شعرت ببعض الغرابة وهي تجيب على اسالتهم
لا يمكن القول ان هذا كان مخيفا، فهؤلاء الناس ايا كان ما حدث بينها و بينهم في السابق الا انه كان واضحا انهم اصبحوا مثل العائلة ولكنها تسائلت داخلها ان كانت ستشعر بهذا الاحساس تجاههم ام لا يوما من الايام
قالت ياسمين الى هازان: اييه عزيزتي هازان، لاكون صريحة لقد ادهشتني، فقد انتظرت طرحك العديد من الاسئلة عن ما حدث خلال الاربع سنوات الماضية
ساد صمت غريب على الطاولة، نظرت هازان مباشرة نحو ياغيز الذي كان يجلس مقابلا لها، ولكن هذا الاخير بالرغم من انزعاجه من السؤال الا انه لم يبين شيئا،
فكرت هازان انها لربما حان الوقت لمعرفتها لبعض الاشياء..
فهمّت بالاجابة رغم انها لم تعلم ما ستسال او عن ماذا، قالت : انا .....
قاطعتها ياسمين : سان دور هياتم، انتظري انتي يا حياتي، انا ساقوم لك بتلخيص لاهم الاحداث
وضعت كاس المشروب التي كانت تمسكه بين يديها ثم اكملت حديثها بلطافة : كما ترين هازان لقد اصبحنا عائلة، انا و جوكهان تطلقنا
لاحظت ياسمين نظرات هازان التي تدل على اختلاط افكارها فاكملت موضحة : ثم تزوجنا مرة اخرى، وكما تعلمون لسنا نحن فقط من تزوج، ولكن علي ان اعترف ان زواجنا الثاني لم يكن جيدا بقدر زواجكما
فكرت هازان بداخلها "من الواضح ان طباع هذه المراة لم تتغير ابدا" ، نظرت باتجاه سنان فشاهدته وهو يواصل الابتسام لكي لا يفسد شرحها
ايه ولكن هذه تعتبر هزيمة بحقها، فقد كان واضحا انه يشاطرها الراي..
القت سلين زوجة اخيها بنظرات انزعاج ثم شرعت بالحديث : وانا باشرت العمل لدى الايجيمان اعتقادا مني باني ساساعد باشياء صغيرة و قليلة داخل شركة العائلة ولكن الفضل لاخي ياغيز فقد استخدمني الى حد جعله لي احضر الشاي و القهوة و انسخ الاوراق
ثم لفت راسها نحو اخاها و اكملت : يمكنني القول ان العمل لديه كمساعدة مشابه للوقوع في خطء فادح
رسم ياغيز ابتسامة خفيفة بوجه شقيقته ولكن تعابير وجهه كانت بعيدة كل البعد عن الابتسام ...
فكرت هازان ان لعل سبب التغيرات التي طرئت على تصرفات سيلين هي للسبب الاتي، من الواضح ان ياغيز يعاملها كاي عامل بالشركة ولا يقوم باية استثنائات، انه يفعل ما بوسعه لكي تصبح راشدة كما انه يمنعها في كل مرة من التصرف كالفتاة المدللة, فهمت هازان ان هذه التغيرات و الحالة التي اصبحت عليها سيلين ليست هذه الاخيرة من قامت بها بنفسها بل هناك من ساعدها على ذلك ولابد ان خلال هذه الاربع سنوات قد حدثت اشياء اخرى عديدة
انفجر سنان ضاحكا وهو يقول : على ما اظن انني الوحيد الذي لم يتغير كثيرا، لازلت الابن الفاسق للعائلة ( سنسون هون متصالح مع ذاته ههههه )
كان لدى هازان افكار متعددة في ما يخص عدم تغيره كثيرا ولكنها فضلت السكوت
قال جوكهان بنبرة توحي بالغضب : و لازلت لا تخجل من قول هذا حتى !
كان سنان يهم باجابته الا ان ياسمين قاطعته محاولة تلطيف الاجواء التي بدات تتعكر
التقطت عينا هازان ياغيز لا اراديا، فشاهدت عدم انضمامه الى الحديث الذي كان يدور على الطاولة كما انها لاحظت بيده كاسا من الخمر، لم تكن تتبعه ابدا ولكنها كانت واثقة من انه كان كاسه الاول..
اعادت نضرها الى الطاولة لتدرك مدى بعدها عن المحادثات التي كانت تتدفق بينهم، لم يقوموا باستثنائها ولكنها قد فضلت الصمت و عم الانضمام بارادتها. مرحهم المتواصل وعدم تفكيرهم في الغد، زاد من شعورها بانها غريبة و ان هناك العديد من الاشياء التي تفصلهم، حتى ان ايجه و بتول اصبحوا مشاركين بالحديث، لربما لو كان هذا قبل شهر واحد من الان، لكانت ستكون مثلهم، كانت ستستمتع معهم و كانت ستتعامل معهم كعائلتها تاركة الماضي السيء ورائها
ولكن ما الفرق اذا كان شهرا واحدا او سنة واحدة .... اذ انها الان نفس هازان التي كانت قبل اربع سنوات
التقت عينا هازان ببتول فاستطاعت هذه الاخيرة ان تفهم ان صديقتها مشتتة، لعله قد حان الوقت للتحدث لذلك اشارت بتول الى هازان الى الخارج
استأذنا بحجة الذهاب الى الحمام فرفع كل من ياغيز و سنان راسه نحوهما، لاحظت هازان حركتهما ولكنها لم تنظر لاي منهما ذهبت
فور دخولهما الحمام، ادارت هازان المفتاح الذي كان على الباب و اغلقته، اذ لم ترد لاحد ان يزعجهما ثم قالت : انا على وشك فقدان صووابي بتول، انا لا افهم ما الذي يحدث و ماذا حدث، كيف يمكن ان يتغير كل شيء هكذا ؟
ربتت بتول على كتف صديقتها معربة عن تفهمها ثم قالت لها : استطيع فهم ما انتي عليه الان يا عزيزتي حتى انني افهم مشاعرك ....
- الكل يقول نفس الشيء ومع ذلك اريد ان اسئلك، هل منعتني عندما اخبرتك انني سابدا بمواعدة ياغيز ؟
لم تستطع بتول منع ضحكتها : لو قلت لك انني لم استغرب فسيكون كذبا ولكن امنعك ؟ لما لامنع شعورك بالسعادة من جديد بعد زمن طويل ؟
- لماذا و تسالين ايضا؟ لقد كنت اواعد اخاه بتول، الم تحذريني ؟ الم تقولي انه اخاه الاكبر الم تحذريني ان هذا يمكن ان يزعج سنان او انهم لن يتقبلوا علاقتنا ؟
قالت بتول ساخرة:- يمكن لسنان ان ينزعج !؟ هازان سنان لم يكن لديه الجراة للنطق بحرف حتى
استغربت هازان ما قالته صديقتها ثم قالت بصوت متقطع: ناسيل ! يعني .... يعني هل كان سنان هو السبب في فراقنا ؟ مالذي فعله ؟
- انا لا استطيع اخبارك بهذا ... لانه امر يتجوازني، هذه مسالة تعنيكما كليكما، اذا كنتي حقا تشعرين بالفضول فيمكنك التكلم معه
اتكئت هازان على الباب وقد كان ذهنها مشوشا للغاية، لم تفكر قط ان الامر بهذه الجدية، هذا يعني ان سنان قد قام بشيء ما و لهذا السبب لم تسامحه هازان, ولربما انتهت مشاعرها تجاهه عندما توقفا عن المواعدة لفترة
تذكرت للحظة سبب قبولها لعرض الوجه التجميلي الذي وافقت عليه لانها كانت تشك في اخفاء سنان لامر ما، ترى هل لهذا علاقة بافتراقهما ؟
- هل لسنان علاقة بقبولي لعرض الشركة ؟
نظرت بتول الى هازان بانزعاج ثم هزت براسها اي نعم...
لطالما كانت هازان متاكدة من وجود شيء، ولكن الان و عند تفكيرها بهذا شعرت بحسرة شديدة تعتمر قلبها، هذا يعني انه كان يخفي عنها الاشياء حتى عندما كانا يتواعدان، اي ان سبب افتراقهما كان يعود الى ما كان يخفيه سنان و لم يكن السبب شيئا جديدا، كانت تفكر بهذا ولكن سرعان ما عادت بتفكيرها الى ياغيز
قالت و كانها تحدث نفسها: ولكنني لم احب شخصا جديدا اليس كذلك ؟
- لقد احببتي ياغيز يا هازان، ولو لم تقولي لي هذا سابقا لكنت منعتك
- لقد اخبرتك عن كل شيء يخصه اليس كذلك ؟ و غرفة الفندق ؟
- نعم اخبرتني
توقفت قليلا ثم اكملت وهي تحدق بهازان التي كانت تنظر بفضول: و رغم ذلك ساقول لك هذا، هو ... لم يعد الرجل الذي التقيته في غرفة الفندق، لو رايتي كيف كان ينظر اليكي ... في الواقع هو لايزال ينظر هكذا ..
" لايزال ينظر هكذا" اغمضت هازان عينيها مع وقع هذه الكلمات عليها، هذا يعني ان الجميع يلاحظ ذلك
قالت بحزن:- لا اعلم بتول... ذهني مشتت كثيرا، اذ انني لم اعد ارى كل شخص على ما عهدته، و الحقيقة ان الله العليم الى متى سيتواصل هذا
اقتربت منها بتول و قالت:- انتي ستعلمين يا هازان، فقط امنحي نفسك بعض الوقت، كيفما رايتي الحقائق سابقا سوف ترينها مرة اخرى
- و ماذا ان عادت مشاعري كسابق عهدها ؟ ماذا اذا لم استطع ان احب ياغيز ابدا ؟
لقد جال بذهنها هذا السؤال كثيرا بالامس، لذا كانت بحاجة ماسة الى الاجابة التي ستقدمها لها بتول
- هازان لماذا تفكرين بالاسوء ؟ لماذا لا تتركين الامر على طبيعته ؟ لم يمر يومين على استيقاضك، من الطبيعي ان تشعري كما كنتي قبل اربع سنوات ولكن الوقت يمر، اتركي الامر للزمن الى اين سيذهب هذا الامر سنرى ذلك و حينها سنتحدث عن ال"ماذا ان " و ال" اما" تمام مي جانم ؟
نظرت هازان الى نظرة الشفقة التي بعينا صديقتها، فقالت بداخلها "انها لا تفهم", انها قد تعتقد نفسها تفهمها و لكنها ليس لديها فكرة عن شيء
حتى و ان كان كلام بتول منطقيا الا انها لا ترى الخوف الذي يملئها تماما كوالدتها و شقيقتها ..
هزت راسها بخيبة امل ..
- هيا لنعد لكي لا يقلقوا علينا
- انتي اذهبي انا سابقى قليلا
خرجت بتول من الحمام، فتوجهت هازان لغسل وجهها لكي تلملم نفسها ثم اخذت نفسا عميقا و خرجت هي الاخرى، لكنها وقبل ذهابها نحو الطاولة وقفت تشاهد الاشخاص الملقبون بعائلتها من بعيد، لقد كانت متاكدة من قلقهم عليها و من سعادتهم باستيقاضها و لكنهم لم يكونوا مثلها، انهم قاديرين على اكمال حياتهم من حيث توقفت عكسها هي تماما، في الغد سيكونون فرحين بوجود هازان ايجيمان معهم، سوف يدعونها للخروج و سوف يقيمون المخططات معها، وهي ستواصل تعاملها المزيف معهم بسبب عدم تذكر احاسيسها نحوهم، لانه و بنظر الجميع، فهم لا يهتموا بكيف كانت هازان قبل اربع سنوات لانهم الان عائلة و الحب المتبادل هو ما يجب ان يكون موجودا بين افراد هذه العائلة ..
لاحظت هازان ان مقعد ياغيز كان شاغرا على الطاولة، اجالت نظرها فتعلقت عيناها بالبار، شاهدت ياغيز الذي كان يجلس معاكسا لها و بيده كاسها من الخمر، بعد رايته هكذا توجهت بالسير نحوه، فعدم حديثه طوال العشاء و سكوته المتواصل هنا اكد لها وجود مشكلة، و ما ان اقتربت نحوه حتى رات فتاة شقراء بجانبه، لفت انتباهها فستان الفتاة الاحمر الذي كان يصل الى منتصف فخذها، ومن خلال حركاتها فهمت ان هذه الشقراء لم تجلس بجانبه لكي تطلب منه عنوان مكان ما، بل هدفها واضح جدا...
بعد قليل من مراقبتها راتهما وهما يتبادلان اطراف الحديث، ايا كان ما تعيشه هي و ياغيز الا انها لا تريد لهكذا فضيحة ان تحدث امام عائلة ياغيز التي اصبحت عائلتها هي ايضا و لكنها لم تستطع منع غضبها، انها هي من فقدت ذاكرتها و ليس هو، هل الرجل الذي كان بجانبها دائما لا يرى مشكلة الان في خيانتها ؟ لااا، ولكن هي لن تكتفي بالوقوف هنا و المشاهدة، سوف تذهب و تقول له بوجهه كم انه انسان ذو وجهين
ما ان اقتربت منهما جيدا حتى سمعت ما كان ياغيز يقوله للفتاة : اسمعي يا سيدة، هاير لا تتعبون نفسكم بقول اسمكم فلقد سمعته عندما قلتموه اول مرة، و لكن انا ساقول لكم هذا للمرة الاخيرة، " انا متزوج"
ثم رفع يده لكي يريها الخاتم الذي باصبعه و اضاف: و انا سعيد لكوني كذلك، كما انني حقا غير مهتم بكم تماما، لذا اذا سمحتي لي فانا اريد ان اكمل كاسي فقد ازعجتني بما فيه الكفاية ..
رمقت المراة ياغيز بنظرات احتقان ثم ابتعدت عنه ماررة بجانب هازان, اما هذه الاخيرة فقد شلت حركتها وضلت تشاهد كمية الانهيار التي كان فيها...
" و انا سعيد لكوني كذلك"، انها الان ومن خلال هذه الكلمة التي لازالت ترن باذنيها بدات تدرك بعض الاشياء التي لم تكن تلاحظها
انها ليست هي فقط من تتخبط بسبب هذه الاربع سنوات المفقودة، فان الرجل الذي امامها ايضا يتحسر من اجل فقدانه لاربع سنوات من السعادة و فقدانه لزوجته، لقد حُرم من اجمل اللحظات و الاشياء التي عاشها معها، اذ انها تعافت جسديا ولكنها اصبحت غريبة عنه تماما كما انها اصبحت تنظر اليه بكره و حقد ولهذا السبب فهو مثلها لن يستطيع اكمال حياته من حيث توقفت و كان شيئا لم يكن، حتى وان اراد لمسها فلن يفعل و حتى ان اراد قول ما بداخله فايضا لن يفعل، وحتى لو كانت لديه الشجاعة لاصلاح كل شيء فهو الان تعيس و عاجز ..
انه مثلها تماما...
اقتربت بجانبه بخطوات بطيئة ثم قالت : ياغيز
لقد كانت هذه المرة الاولى التي تنطق بها اسمه، استدار نحوها لتلتقي بحار عينيه المندهشة بضلمة عينيها ثم اكملت : لنذهب الى المنزل ...**********************
و انتهت الحلقة الثامنة على خييييير 💖😂😂 كيفني معكم ! الحلقة طويلة و حلوة نوعا ما 💖💖
يلا هلا بدي ارائكم !
كيف توقعتو العيلة رح يتصرفو معها و كيف لقيتوهم ؟ و عفكرة ضلمتو البنت سيلين 😂😂😂 البنت طلعت طيوبة 😂
و كيف سنان شو رايكم فيه هون ؟ و شو رايكم بكلام بتول ؟ واهم شي شو رايكم بتصرف هازان يا ترى هاي غيرة او متل ما هي حست ؟
يلا هلا بدي توقعاتكم !
شو توقعاتكم هل سنان تغير عنجد او هو رح يحاول مع هازان ورح يستغل فقدانها لذاكرتها ؟
واهم شي هل هازان و ياغيز رح تتطور علاقتهم من هاي الليلة ؟
أنت تقرأ
مفقودة (مكتملة)
Romanceتوقفت للحظة، اجالت نظرها بتفاصيل وجهه الجميل الذي زينته الشامات المتناثرة هنا وهناك، مدت يدها المرتعشة بلطف لكي لا توقضه، هناك شعور قوي داخلها يدفعها لتلمس هذه التفاصيل الدقيقة بكلتا يديها، مررت اصابعها برقة متحسسة كل مكان في وجهه لتستقر اخيرا فوق ش...