الحلقة 20:
- ابنتي انظري لايزال معنا متسع من الوقت، لنذهب لإحضار بعض اشيائك و نأتي، ماذا ستفعلين في المنزل بمفردك؟
كان كل من فضيلة، ايجه، ياغيز و هازان ينتظرون في صالة الاستقبال، عندما كانت هذه الأخيرة تتابع بانزعاج محاولات والدتها في إقناع ايجه على البقاء معهم في الفندق، لقد كانت تعلم جيدا أن شقيقتها تريد المكوث مع أصدقائها في نفس المنزل لتوديعهم خلال الأيام الأخيرة للدراسة، انهن فتيات شابات ولابد أن لديهن العديد من الأشياء التي يردن فعلها قبل افتراقهن ولكن من المؤكد أن والدتها لن تستطيع تفهم ذلك...
كانت ايجه تصغي بملل إلى إلحاح والدتها الذي لا ينتهي وهي تنظر نحو ياغيز بأمل، وهو بدوره كان ينتظر انهاء موظفة الاستقبال الإجراءات اللازمة..
تنفست ايجه بعمق وهي تشاهده يمد يده نحو الموظفة التي قالت: بويرون افندم، تفضل يا سيدي، الجناحين خاصتكم يحملان الرقم 508 و 509
نظرت هازان الى ياغيز خلسة بدون أن تحس والدتها ثم اقتربت منه وقالت: هل حجزت جناحين؟
استدار ياغيز نحوها السيدة فضيلة ثم أعاد نظره إلى هازان هامسا باذنها : لقد كنتي تبذلين قصارى جهدك لكي لا تنتبه والدتك لشيء لهذا السبب لم استشرك في ما يتعلق بالغرف، ولكن إذا اردتي يمكننا حجز غرفة أخرى بسريرين
هزت هازان رأسها يمنة و يسرة ثم اجابت: هاير، لاا، لقد أتينا إلى هنا من أجل ايجه، إذا علمت امي ببقائنا في غرفة بسريرين لن تتركنا و شئننا، كما أنني لا أريد أن اشغل ذهنها بشيء آخر غير ايجه، فهذا اسبوعها، ولا يجب أن ندمره بمشاكلنا..
صعد الجميع إلى الغرف بعد اتفاقهم على الالتقاء في الأسفل بعد ساعة، صعدت ايجه مع والدتها إلى الغرفة و ياغيز و هازان إلى خاصتهما أيضا
فور دخول هذه الأخيرة الجناح استطاعت تخمين كلفة الليلة الواحدة في هذا الفندق، حيث لم يتحدثا في هذا الموضوع مسبقا، لأن ياغيز من قام بالحجز للجميع، حتى تذاكر الطيارة هو من تكلف بها، لقد اهتم بكل المصاريف بدون استثناء ولكنها لن تقبل أن يتحمل هو مصاريف والدتها أيضا، يجب عليها أن تحدثه في هذا...
- ياغيز، انا اريد ان اتحمل تكاليف بقاء والدتي هنا
حدجها ياغيز بنظرات تنم عن الانزعاج..
- هازان اتمنى ان لا تفتحي هذا الموضوع ابدا
- اما ندين؟ ولكن لماذا؟ أليست هذه نفقاتنا المشتركة؟ يمكنك التكفل بالقسم الخاص بي، تمام، ولكنك لست مجبرا على فعل هذا من أجل امي، هيم او بينيم انيم، غير ذلك أنها امي انا، على الأقل لدي الحق في فعل شيء من أجلها
- وانا لدي الحق أيضا
توقفت هازان فور نطقه لجملته الأخيرة، في كل مرة يتمكن من الانتصار عليها بمجرد كلمات بسيطة ولكنها ذات معنى غائر و عميق بالنسبة إليها، لم تواجه صعوبة في تصديقه عندما قال لها في المطار أن ايجه هي من عائلته ولكن عندما يتعلق الأمر بوالدتها فهي دائما ما تكون لديها شكوك، لربما هي لا تعلم كيف أصبحت علاقة ياغيز بامها، ولكنها أيضا تخشى أن يكون ياغيز قد قال هذا فقط لكي يتحمل مسؤولية إدمان والدتها على الفخامة و الروعة..
كان من الواضح أن ياغيز لم يخطر بذهنه اي من هذه الأفكار، حتى أن هذا الأمر لا يزعجه، أو لنقل انه لم يعد يزعجه..
اخذ ياغيز حقيبتيهما إلى الغرفة دون أن ينطق بحرف فتبعت هي الأخرى خطواته في صمت..
دخلا إلى الجناح الذي كان يحتوي على شرفة شاسعة حتى انها يمكن أن تتسع لاكثر من عشرة اشخاص، أعجبت هازان بها وخاصة بمنظر البحر الذي كانت تطل عليه، ولكن وبسبب اشعة الشمس التي كانت تطل من قمة التلة،ارتفعت حرارة الغرفة..
انتبه ياغيز لهذا فقام بإشعال التكييف، حينها هازان حولت نظرها نحو السرير الرحب الذي كان يتوسطها..
- انا سانام على الاريكة
نظرت هازان إلى الاريكة التي كان يتحدث عنها ياغيز، لقد كانت اريكة ثلاثية اي أنها ذات ثلاث مقاعد ولكنها لا تبدو بالشيء المريح ابدا..
- سننام عليها بالتناوب
ضيق ياغيز عيناه اللتان كانتا تعكسان زرقة البحر المواجه له ثم عبس بوجه هازان التي استمرت في التحديق به..
- وهذا أيضا ليس قابل للنقاش؟
- هازان على ما اعتقد فأنتي لا تفكرين بجدية بأنني سأجعلك تنامين على الاريكة؟
ني فارميش؟ ماذا هناك؟ هل تعتقد أنني سانزعج من نومي على الاريكة؟ لقد نمت في أماكن افضع من قبل، و الاريكة لا شيء مقارنة بهم
- انا لا أعتقد انكي ستنزعجين من نومك عليها، يمكنك أن تكوني متأكدة من هذا ولكنني اعتقد أنني رجل نبيل ولهذا السبب لن اسمح لسيدة أن تنام على اريكة
كانت هازان تعلم أن قيامه بهذا ليس بدافع النبالة فقط بل له أسباب أخرى لكنها آثرت الصمت لاعتقادها بأن المسألة لا تستحق النقاش..
شرع ياغيز في تنظيم ثيابه داخل الخزانة حتى أنه لم يترك لها المساحة أو الفرصة للتكلم مما بعث بنفسها شعور بعدم الراحة، إلى متى سيواصل احراجها بأفعاله هذه التي ما إذا دلت فقد تدل على نبالته و حبه لها و لعائلتها..
بعد الظهيرة، أرادت هازان بشدة الخروج و التجول في كل أنحاء ازمير، ورغم الحرارة العالية الا انها كانت تشعر بطاقة عالية لذلك اعتقدت أنها ستنسى مشاكلها بابتعادها عن الوجوه التي تزعجها، بزيارتها لأماكن جديدة، وببقائها مع عائلتها لفترة.. تجولت في مختلف أرجاء المدينة وهي تنظر إلى الأشياء المعروضة من دكان لآخر مستمعة إلى دردشة شقيقتها المرحة لكنها كانت تستمتع بنسمات الهواء التي دغدغت بشرتها أكثر من أي شيء آخر، كان كل شيء على ما يرام و كما أرادته أن يكون دائما..
بعد تجوالها احست بالجوع الشديد فاتجه بهم ياغيز إلى إحدى المطاعم الفخمة بالمنطقة..
إذ أن منذ خروجها من المشفى وهي تحاول تناول فقط الأطعمة المتوازنة ولكنها لم تتمكن من استرجاع وزنها حتى أن بمرور الوقت و مع ازدياد مشاكلها مع ياغيز قد فقدت شهيتها على الاكل، ولكنها الان تشعر بالراحة و الاستمتاع لدرجة أنها تريد تذوق كل أكلة في لائحة الطعام..
طلب ياغيز الطعام للجميع ثم عاد لينظر نحوهم فالتقت عيناه بعينا هازان التي كانت تحدق به براحة على غير عادتها، و الحال ان هذه الأخيرة شعرت بالسعادة و السكينة وهي تشاهد ملامح وجهه التي تنم عن الرضى، حيث انه هو أيضا وبسبب مشاجراتهما المستمرة أصبح قليل الاكل مثلها أو أكثر، و لكن ما يبدو عليه الآن هو شعوره بالبهجة و الاستمتاع مما فتح شهيته على الاكل..
كان كل منهم يتناول ما بطبقه وهم يستمعون إلى أحاديث ايجه التي لم تصمت منذ جلوسهم مواصلة اخبارهم عن طرائفها في الجامعة..
التفتت هازان إلى ياغيز لكي تحدثه في شيء لكنها لاحظت ان تركيزه في مكان آخر، لقد كان هذا الأخير ينظر باتجاه طاولة على بعد طاولتين أو ثلاث من خاصتهم، استدارت هي الأخرى لترى مالذي شد انتباهه إلى هذا الحد فشاهدت شابا ينظر باتجاه طاولتهم بالتحديد، وفور ملاحظته لنظرات هازان قام بإبعاد نظره
قالت هامسة له: نوليور ياغيز؟ ماذا يحدث ياغيز؟
اجابها وقد ارتسمت على وجهه تعابير الانزعاج:- شو شوجوك، ذلك الفتى، منذ جلوسنا وهو ينظر باتجاه طاولتنا
عاد الشاب لاستراق النظر نحوهم ولكنه حنى راسه فور رئيته لنظرات ياغيز و هازان إليه
فاضاف ياغيز وقد بان عليه الغضب : اسرارلا، و بإصرار
انتبهت ايجه و فضيلة عليهما فتوجهت ايجه إلى اختها بالسؤال : نولدو ابلا؟ ماذا حدث اختي؟ إلى أين تنظران؟
ثم استدارت إلى الخلف فالتقت عيناها بعيني الشاب..
قالت وهي تنهض من مقعدها متجهة نحوه : ااا اوزغور!
نظر ياغيز و هازان إلى بعضهما البعض..
همست إليه : انه صديقها...
اقترب منها هو الآخر و قال مصححا: صديق يسترق النظر إلينا
اعتدل ياغيز في جلسته وقد عزم على مواصلة مراقبة هذا الصديق..
أتى كل من ايجه و اوزغور إلى الطاولة...
- لاعرفكم، اوزغور، صديقي من الجامعة. اوزغور، هذه امي فضيلة شامكران، اختي الكبيره هازان و صهري اخي ياغيز
مد الشاب يده ليسلم عليهم واحدا تلو الآخر، فضيلة ثم ياغيز الذي كان يرمقه بنظرات غريبة بعض الشيء والتي لاحظها الشاب لكنه تظاهر بالعكس ثم هازان التي ابتسمت بوجهه محاولة التخفيف من توتر الشاب المسكين..
- هل تجلس معنا يا اوزغور؟ لقد كنا على وشك طلب الحلويات، لناكل معا
نظر الشاب إلى ايجه فورا، لقد كانت حركة صغيرة ولكن ايجه علمت انها ستلفت انتباه جميع من في الطاولة..
قالت مبتسمة : ايفت، اوتور لوتفن، نعم اجلس من فضلك يا اوزغور، طبعا اذا لم يكن لديك عمل آخر
أزاح الفتى الكرسي الذي يحد ايجه بعد سماعه لما قالته ثم جلس بجانبها..
نظرت هازان فإذا بها ترى والدتها التي كانت تتفحص الشاب من راسه حتى اخمض قدميه، همت بإنزال يدها تحت الطاولة لكي تحذرها ولكن هذه الأخيرة شرعت في الحديث..
- هذا يعني أنك صديق ايجه من الجامعة، انت أصيل هذه المدينة يا بني؟
- نعم سيدتي انا من هنا، وعائلتي تعيش هنا أيضا
- اوه ني ڨوزيل، ني ڨوزيل، جميل، جميل، إذا تحديدا اين تقط...
كانت تهم بإكمال سؤالها الا ان هازان تدخلت لكي تقطع سلسلة التحقيقات و الاستجوابات التي تقوم بها امها لكل شاب تراه مع ابنتها
- انت من هنا إذا... ونحن كنا نتحدث عن أنسب و أجمل مكان هنا للسباحة، لقد وصفت ايجه لنا بعض الأماكن ولكن باستطاعتك أن تساعدنا أكثر
لقد استطاعت الان تجاوز الخطر ولكنها لا تعلم تحديدا إلى كم ستستمر مراقبة والدتها لاوزغور، وعلاوة على ذلك فايجه تبدو وكأنها غير مدركة لشيء لذلك فهي الشخص الوحيد الذي باستطاعته منع والدتها من التفوه بشيء يخجل شقيقتها..
ولحسن الحظ أن الحديث قد توجه إلى مسار مريح و خالي من المخاطر..
قالت هازان وهي تواصل الإمساك بزمام الأمور: هل الشاطئ الذي حدثتنا عنه يبعد عن هنا الكثير؟
لاحظت هازان النظرات التي ألقاها بها ياغيز بعد تفوهها بآخر كلماتها، من الواضح أن الجهود التي كانت تبذلها لم تكن واضحة للجميع، ولكن ككل المرات السابقة فافكارها و أفعالها واضحة أمام ياغيز الذي نظر إليها وكأنه يقول لها "تتعبين نفسكِ عبثا"
قامت فضيلة بحركة صغيرة بواسطة رأسها فاتجهت هازان بنظرها نحوها فورا، لتدرك أن والدتها التي لم تكف عن تفحص الشاب، قد قامت بإعداد تقرير تحليلي له
كان اوزغور يقوم بشرح مفصل للطريق المؤدي للشاطئ حين اقتربت هازان من ياغيز ووشوشت باذنه : على الأقل لقد حاولت
اما هو فقد كانت ومضات من البهجة تتخلل زرقة عينيه، و السبب هي طبعا، مجرد اقترابها منه يسعده و يبعث السرور بداخله..
قالت ايجه مازحة: لم تخبرني سابقا عن هذا المكان اوزغور، لو علمت به لذهبت
اجابها الفتى راسما ابتسامة على شفتيه: لم تسأليني ابدا
رفع ياغيز حاجبيه وهو ينظر إلى اوزغور مباشرة، اما هازان فقد شرعت في الحديث علّها تستطيع كتم رغبتها في الضحك بصوت عالي..
- ما رأيك في أن تأخذنا إلى هناك يا عزيزي اوزغور؟ الوحيد من بيننا الذي يعرف ذلك المكان هو انت
هز الفتى راسه معربا عن موافقته فورا على عرض هازان، فحدجت فضيلة ابنتها بنظرات عصبية اي كيف تفعلين هذا ولكنها تجاهلتها و بقيت تتابع ياغيز الذي طلب الحساب..
قام هذا الأخير بالدفع ثم عجل من مشيته ليقترب من هازان..
تمتم : هازان انا اعرف المكان الذي كان يتحدث عنه، وحتى لو لم أكن اعرفه فلن يكون من الصعب علي ايجاده، نابمايا شالشيورسون، ماالذي تحاولين فعله؟ امكِ على وشك الالتصاق بايجه، هل حقا تريدين لهذا الفتى أن يعيش هذا؟
ابتلعت هازان ريقها ثم قالت: اوزغور صديق اختي، اي انه ليس هناك مشكلة في هذا، انا فقط اساعد شقيقتي على الخروج من بين ذراعي امي، و جعلها تعيش شبابها كما تريد مع أصدقائها، ليس هناك ما احاول فعله، غير ذلك إلى ما تلمح انت؟ ليس هناك شيء بينهما
ابتسم ياغيز نصف ابتسامة ثم قال: في الوقت الراهن
نظرت إليه بتعجب، تمام الشاب ليس خال المشاعر تجاه شقيقتها، وهذا واضح جدا ولكنها لم تلاحظ اي شيء بالنسبة لايجه اي أنها لم ترى أي شيء يؤكد لها انها تحمل له ايضا بعض المشاعر في المقابل..
همت بفتح فمها لإكمال النقاش معه في ما يخص هذا الموضوع ولكنها سرعان ما تراجعت عن ذلك حين شاهدت والدتها و الآخرين قد توقفوا عن السير لانتظارهما، التزمت الصمت ثم أكملت سيرها بجانب ياغيز إلى السيارة...
مروا اولا إلى الفندق لتغيير ملابسهم و إحضار مستلزمات السباحة ومن ثم انطلقوا باتجاه المكان المقصود..
كانت هازان تجلس في الخلف بجانب ايجه و امها التي كانت تتمتم بشتى أنواع الشتائم.. اقتربت منها هازان هامسة: اتركي الشاب و شأنه، سنذهب إلى مكان هادئ و جميل للسباحة كما اردتي لماذا تتذمرين الان، عدا ذلك طالما لستي تواقة للذهاب لماذا قدمتي معنا إذا؟ هل امسكنا بيدك بالقوة و احضرناكي؟
نظرت فضيلة بعصبية نحو هازان وقالت: كل ذلك بسبب هذا الفتى، من أين خرج لنا؟ وجد ابنتي التي مثل الوردة و علق بياقتها طبعا..
وشوشت هازان وهي تلقي نظرة نحو اوزغور لتتاكد من عدم سماعه لشيء: امي، سيسمعك، اصمتي
نظرت باتجاه المقعد الامامي ولحسن الحظ أن الشاب لا يبدو أنه قد استمع لشيء ثم حولت نظرها نحو ايجه التي كانت تشاهد الطريق من نافذتها..
تأملت قليلا فإذا بها ترى منظرا لطالما ملأ قلبها بمشاعر الغبطة و السكينة، رأت زرقة خلابة ما بين خضرة الأشجار، وحينها فقط علمت كم كان اوزغور محقا عندما اختار لهم هذا المكان، وقف كل منهم يستمتع بسحر المنظر ثم أخذوا اشيائهم و اتجهوا نحو الشاطئ
قالت ايجه باعجاب: هذا المكان حقا رائع... وكأنه الجنة
كانت ايجه تقول ما كان يجول بخاطر هازان و ما تردده داخلها منذ رئيتها لهذا الجمال..
فرح اوزغور بإعجابها بالمكان فابتسم إليها، ولكن في الطرف المقابل كانت فضيلة شديدة الانزعاج من إحراز الفتى نقاطا لصالحه أمام ابنتها
اجال ياغيز نظره حول المكان وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة ثم قال: في الواقع، هذا المكان لم يكن معروفا ابدا في الماضي ولكن على ما يبدو أنه قد أصبح مشهورا في الآونة الأخيرة
فهمت هازان ما كان يعنيه، اي انه هو من يعرف هذا المكان منذ كان مهجور، ولكن من الطبيعي حدوث هذا، فكلما كان المكان أكثر هدوءا كلما تهافت عليه الجميع مثلهم للسباحة..
توجه اوزغور لياغيز بالسؤال: هل اتيتم ( صيغة الجمع للاحترام) إلى هنا سابقا؟
اكتفى ياغيز بقوله لكلمة واحدة: بالتأكيد
استمتعت فضيلة بجواب ياغيز ثم رمقت اوزغور بنظرات حادة وكأنها تقول له" لست أنت من اكتشف هذا المكان أيها الفتى"
هزت هازان رأسها يمنة و يسرة وهي تشاهد تصرفات والدتها الصبيانية ثم قالت: اييه، هيا إذا لنتقدم أكثر لنرى المكان عن قرب
همت ايجه بنزع ما عليها استعدادا للسباحة حين اوقفتها والدتها قائلة : بنيتي هذا المكان يبدو عميقا جدا، كما أنه مليئ بالصخور، لا تسبحي إذا اردتي
دققت ايجه النظر بوالدتها وقالت: ليس إلى هذا الحد يا أمي... وكأنني طفلة.. تفضلي ذراعي إذا أردتي و اربطيني بجانبك
نظر ياغيز باتجاه البحر ماسحا ذقنه ثم قال : في الواقع والدتك على حق يا ايجه، اذكر انه بعد بضع خطوات من الدخول به يصبح أعمق كما ان الجهة اليسرى تلك مليئة بالصخور
فضيلة هانم اليوم بالتأكيد هي من أشد المعجبين بصهرها.. كانت تارة تبتسم و أخرى تعبس..
- هاه، انتي استمعي إلى كلام أخاك ياغيز، انتي لست كاختكِ، اساسا لقد تعلمتي السباحة بصعوبة.. لا تفتحي بلاءا فوق رأسي
انزعجت ايجه من كلام والدتها فالتفتت نحو هازان تطلب منها التدخل..
قالت : امي، اتركي الفتاة، لن يحدث شيء
قال اوزغور : ايجه انظري، سيكون من الصعب عليك السباحة هنا إن كنتي لستي سباحة جيدة
ثم أضاف وهو ينظر نحو ياغيز و هازان: لم أفكر في هذا و لكم أيضا سيكون صعبا ، انا اسبح هنا منذ سنوات لذلك اعتدت عمقه ولكن لا أعلم أن كان هذا سيناسبكم
رفع ياغيز حاجبيه وهو يحدق باوزغور: ليس صعبا بالنسبة الي، هل ترى تلك الصخرة من بعيد؟ لا تستغرق مني عشر دقائق للوصول إليها
ابتسم الشاب و قال: اخي، ومع ذلك انت انتبه لنفسك، يبدو لك سهلا من هنا ولكن هذه المياه خطرة
- كن اكيدا، انني سبحت في أماكن أكثر خطرا
- اصدقك، ولكن يجب عليك أن تنتبه فإذا أصابك شيء..
قاطعه ياغيز قائلا: لنقم بهذا، ندخل سويا، اسبح معي، وإذا كنت تخاف من اصابتي بمكروه فستكون بجانبي للتدخل، ولكنني لست على ثقة أن باستطاعتك السباحة إلى تلك الصخرة، لكي تدخل معي يجب أن أثق بمهارتك
نظرت هازان إلى ياغيز وقد كست وجهها عبارات الصدمة..
قال الشاب بتحدي: لقد سبحت هناك لعدة مرات
نظرت هازان نحو اوغوز الذي كان كالطفل الذي يتحدى والده في لعبة شطرنج ثم إلى ياغيز الذي ارتسمت على شفتيه ابتسامة باردة تنم عن ثقته العالية بنفسه..
اه، هذا ليس عادل ابدا..
قالت فضيلة: اوزغور يا بني، انت لن تستطيع اللحاق باخاك ياغيز
انتقلت هازان بنظرها نحو امها فلاحظت الاستمتاع الذي كان يختلجها مما يحدث حولها
- استطيع اللحاق به فضيلة هانم حتى أنني استطيع تخطيه
نظر ياغيز نحوه رافعا حواجبه ثم قال: ايه، طالما تقول هذا، إذا لنتسابق، يمكننا التسلي قليلا
نظرت ايجه الى هازان، علمت هذه الأخيرة أن ياغيز لن يفوت هكذا فرصة ابدا، ولاسيما إن كان الموضوع متعلق بغروره
قال اوزغور: قبلت
قالت فضيلة مبتهجة: انا واضح لدي من الآن من سيكون الأول
ابتسم ياغيز إليها ثم التفت إلى هازان : وانتي هازان هانم؟
حدقت به باندهاش، لم تتوقع ابدا ان يسألها ياغيز هكذا سؤال طفولي، لدرجة أنها لم تجد ما ستجيبه، ولكنها تذكرت فورا تسجيل الفيديو عندما قال لها "لن تصدقي ولكني احمل ميداليات في السباحة"
اجابته وهي تدقق النظر به: هناك احساس داخلي يقول لي أن لا أراهن ضدك
اقترب منها ياغيز لكي تستطيع سماعه ثم همس: هذا الاحساس حقا يقول الصواب
لم تستطع كتم ضحكتها أمام مرحه، ثم تمتمت داخلها "ياغيز حقا يكون طفولي في بعض الأحيان"
اما ايجه فقد واصلت مشاهدتها لما يحدث حولها و الذي كان بنظرها مجرد سخافة..
كانت تدقق النظر بياغيز الذي بادلها النظرات و على وجهه تلك الابتسامة الساحرة ولكن سرعان ما احست بتسارع نبضات قلبها مع تأجج الحرارة داخل جسدها من ما رأته أمامها...**************
هلاااااا هلاااااا هلاااااا 💓💓💓💓 اشتقتلكم يا عسولاتي 💞❣️😘😘😘 كيفكم شو اخباركم! يا رب تكونوا بالف صحة و عافية 🙏🏻🙏🏻
المهم سبت جديد و حلقة جديدة و أحداث اجدد و اجدد و اجدد ❣️💞💓 بوعدكم هالاسبوع ما رح تكونوا زعلانين لاني رح ابسطكم 🤣😂😂😍
يلااااا شو رايكم بالحلقة يا رب تكونوا حبيتوها 🙏🏻❣️ متل العادة الحلقة الأولى بتكون تمهيد للحلقة الثانية يلي هي تبع بكرا 😂😍 هدوء ما قبل العاصفة 😂
يلااا شو رايكم بالأحداث و سيرها و شو توقعاتكم لأحداث الحلقة الجاية و يا ترى شو شافت هازان خلاها تنصدم ❣️❣️😂😍
ملاحظة: تسلمولي حبايب قلبي على كومنتاتكم و كلامكم الحلوووو عنجد شكرااا 🙏🏻💓 والله ما في منكم و اسفة إذا ما برد لاني والله مشغولة بالدراسة و أشياء كتيرة والا من عيوني بجاوبكم 😍❣️
بحبكم 💞💞
أنت تقرأ
مفقودة (مكتملة)
Romanceتوقفت للحظة، اجالت نظرها بتفاصيل وجهه الجميل الذي زينته الشامات المتناثرة هنا وهناك، مدت يدها المرتعشة بلطف لكي لا توقضه، هناك شعور قوي داخلها يدفعها لتلمس هذه التفاصيل الدقيقة بكلتا يديها، مررت اصابعها برقة متحسسة كل مكان في وجهه لتستقر اخيرا فوق ش...