الحلقة 7:
نظرت هازان داخل خزانتها بحيرة، يجب عليها ارتداء شيء انيق لحضور هذا العشاء ولكنها لم تستطع اتخاذ قرار حيال ما سترتديه، جربت اولا السراويل ولكن بسبب انها لم تتغذى جيدا خلال الثلاث اسابيع الماضية فقد وجدتهم جميعا فضفاضين على مستوى خصرها، القت نظرة على الفساتين متاففة ولكنها تراجعت فور تذكرها للتورمات التي كست جسدها مما بعث في نفسها شعورا بان الفساتين لن تليق بها وهي على تلك الحالة، مع العلم ان قياسات جسدها لم تتغير كثيرا خلال الاربع سنوات، الا انها القت نظرة على جسمها فلاحظت اكتسابها بعض الطيات، باختصار يمكن القول انه ليس بالجسد الذي يبعث الثقة في نفس صاحبته، لقد كان اللون الارجواني، الاصفر و الاخضر في اماكن متعددة، لذلك لم ترد ان تخرج امام الناس وجسدها كقوس قزح..
لابد انهم قد اختاروا مكانا فخما جدا واذا حقا فعلوا ذلك فارتدائها للباس رياضي لن يكون اختيارا موفقا ابدا، تُرى كيف كانت تتعامل هازان قبل ثلاث اسابيع في حالات كهذه ؟ اي كيف كانت تقوم باختيار ما سترتديه من بين كل هذه الفساتين و الالبسة المتنوعة ؟
نزلت الى اسفل الخزانة فوجدت عدة سراويل و احزمة سوداء، ارتدت سروالا من بينهم، فظهرت مكسوة بالسواد من كتفيها حتى اسفل قدميها، اذ يخيل لمن يراها انها في حداد ولكن ليس بيدها حلا اخر، تركت شعرها مفرودا على كتفيها, ولكن فتحة ياقة قميصها التي كانت تصل الى صدرها و يداها اللتان كانتا عاريتان من اعلى الى اسفل قد بينا الكدمات التي بدات في التحول الى اللون الاصفر مما جعلها تشعر بالضجر ولكن ايضا ليس باستطاعتها ارتداء شيء اخر في هذا الجو الحار، فكرت لربما تستطيع مستحضرات التجميل تخبئتها ولكن لم يعد لديها وقت كافي لفعل هذا...
بعد فطور الصباح، تكلمت مع والدتها و ايجه، اذ ان فضيلة كانت قلقة على وضع ابنتها الصحي كما انها ارادت الاطمئنان على الاوضاع بينها و بين ياغيز، فحتى لو لم تستطع المجيئ ففضيلة لا تقدر البقاء بدون الاخبار، لم تعد هازان تستغرب من عدم فقدان والدتها لمواهبها السياسية, لانه و كما يقول المثل التركي الشهير " الانسان كيف ما كان في السابعة، فسيكون في السبعين" ..
ولكن هذه المرة استطاعت التملص من اسالتها، فاخبرتها انها تشعر بالملل و انها تريد الخروج للسير قليلا ثم دعت كل من والدتها و ايجه للحضور الى منزلها، و بهذه الطريقة من جهة سوف تمضي معهما اكثر وقت و من اخرى سوف تستطيع والدتها التفتيش و التدقيق في ما تريد معرفته بكلتا عينيها..
اثناء محادثتها لوالدتها في الصالون ادركت هازان ان ياغيز كان يستمع لكلامها و فور اغلاقها للهاتف اتجهت اليه قائلة: لقد كان يوجد منتزه حذونا على ما اذكر اليس كذلك ؟ اعتقد انه ليس هناك مشكلة اذا تمشيت قليلا !
اجابها ياغيز و قد استعصى على هازان قراءة ما يفكر به من عبارات وجهه : صحيح ما تتذكرين، ولكن اتريدين السير الان ؟ الن تنتظري عائلتك ؟
- سوف اتمشى معهم اصلا، و بهذا انت .... تنام قليلا الى حين موعد ذهابنا الى العشاء، انك تبدو مجهدا كثيرا
في الحقيقة، لم تقل هازان هذا لكي تتخلص من سجنه بل بعد سماعها لحديث حازم و اثناء تناولهما لفطور الصباح لاحظت هي ايضا كم كان يبدو منهكا جدا، و كان واضحا انه لم ينم لايام عديدة حتى انه كان يبدو كما تركته بالامس اي انه لم ينم البارحة ايضا..
امعن ياغيز النظر بعينيها مما جعلها تشعر بالتوتر و تبعدهما عنه ثم قالت : يعني سوف تقود السيارة بالمساء و اذا ضللت على هذه الحالة سوف يتشتت انتباهك اثناء القيادة
وضع ياغيز وجهه بين كفيه فاركا اياه، مما جعل هازان تستغل الفرصة و تسترق النظر اليه خلسة دون ان يحس، لقد كانت حالته هذه تختلف تمام الاختلاف عن حالة الرجل الذي كان في الصورة، وكانه لم يمر فقط اربع سنوات بل عشر, لقد فقد اللمعة التي بعينيه، انهارت اكتافه، كان وجهه كبحر راكد، بدون احساس و عواطف، في الاصل لقد كان يبدو بحاجة الى اشياء اكثر من النوم ولكنه كان يلتزم الصمت ...
اتت كل من فضيلة و ايجه فصعدت هازان بهم الى غرفتها لكي يتبادلا اطراف الحديث قليلا، لقد كانت تعلم هازان انه قد نام البارحة في غرفة الضيوف ولكن عند قدوم والدتها و شقيقتها شاهدته وهو يصعد للنوم في غرفتهما، والان عند نضرها باتجاه السرير شعرت بالقليل من الغضب، والشيء الغريب بالامر هو نومه على الجهة اليسرى من السرير، و الحال ان هازان بالامس لا اراديا قد ارادت النوم على نفس الجهة لشعورها بالراحة عليها ولكن اتضح ان هذه الجهة هي في الاصل جهة نومه هو ...
شردت هازان قليلا وهي تشاهده، لقد استطاعت فهم سبب نومه بهذه الغرفة وليس الاخرى، فهمت انه اراد عدم اضهار شيء امام والدتها و ايجه و اثبات انهما لا يزالان يتشاركان نفس السرير و قد كان يقوم بهذا بشكل طبيعي جدا لهذا لم تجد هازان سببا للاعتراض ..
بعد ذهابه للنوم ببضع دقائق، ذهبت هي و والدتها و شقيقتها الى المنتزه الذي يحدهم للتمشي، كانت ترتدي لباسها و احذيتها الرياضية التي لا تستطيع الاستغناء عنهم، اذ احست ولاول مرة انها حرة حتى انها لم تعر اهتماما الى درجة الحرارة المتزايدة.
تحدثوا معا عن التغيرات التي طرئت على حياتها الاجتماعية ولكن فضيلة و ايجه كانا طوال الوقت يوجهان الموضوع الى عائلة ايجيمان بطريقة ما، رغم علمها انهما مثل ياغيز يحاولان تنفيذ ما قاله الطبيب الا ان هذا يشعرها بالضجر كثيرا، واصلت سيرها وهي تعرج، كانت كمن لا يرى امامه من شدة حسرتها، حتى انها لم تنطق بحرف اذ كانت تفكر في الاشياء التي ستعلمها هذا المساء و ما التغيرات التي ستطرء على حياتها بسببها..
مر الوقت سريعا في الخارج، تناولا الغداء خارجا بعد سيرهما، ارسلت هازان رسالة نصية الى ياغيز تخبره بها انها سوف تتاخر قليلا بالخارج و هذا لم يفت كل من فضيلة و ايجه، كانا في انتضارها لكي تتحدث ولكن هازان كانت ترفض التكلم عن ما بينها و بين ياغيز حتى لايجه، " ايه اولسون" تمتمت داخلها " ليتشنجا هما ايضا قليلا، ذاتا اذا لم اخبرهما انا بنفسي فاحتمال اخبار ياغيز لهما مستحيل"، صحيح انها فقدت اربع سنوات من حياتها ولكنها كانت تعرف ياغيز الى درجة تخول لها ان تعلم كم هو كتوم
عادت الى المنزل لتجد ياغيز قد افاق منذ زمن حتى انه قد استعد، كان يجري اتصالا في الصالون فاشارت اليه بيدها انها سوف تصعد الى الاعلى ثم اتجهت نحو غرفتها، ومنذ ذلك الحين وهي تحاول الاستعداد...
كان يهم برفع قميصه على ذراعيه حين شاهدها وهي تنزل من السلالم، نهض من مكانه سريعا و تقدم نحوها
قالت هازان مبتسمة : انا جاهزة، لنخرج
اجال ياغيز عينيه الزرقاوين بها لبضع ثواني ثم رفع حاجبيه و اقترب منها الى ان اصبحت المسافة بينهما قليلة جدا...
احست هازان و كانها قد خرجت امام لجنة تحكيم، تُرى هل ما ارتدته سيئا ؟ هل كانت افضل في هذه المواضيع قبلا ؟ هل تبدو مخيفة الى هذه الدرجة ؟
لم يكن ياغيز يفكر في ما تفكر به هي، اذ تعلقت نظراته بفتحة صدرها الذي بان جزئه العلوي ثم انتقلت نظراته الى ذراعيها، فمد يده ليمسك بهذا الاخير بلطف ثم قال بصوت مبحوح : ا لازالت تألمك ؟
صدمت هازان من قربه و لمسه لها و من نظراته المليئة بالقلق الذي لم تكن تنتظره ولكنها ابتلعت لعابها ثم قالت : ليس كثيرا
عبرت اصابعه على اماكن الكدمات بلمسة مثل الريشة، حتى وان كانت اللمسة صغيرة، فان بشرتهما تتلامس من جديد بعد فترة طويلة، لم تفهم هازان مالشعور الذي تملكها ولكنها بقيت دون حركة وهي تنتظر ابتعاده عنها، لم تعلم كم من الوقت سيستمر هذا او لمذا لازالت تسمح له بما يفعله، فان ارادت فبامكانها ان تسحب يدها من بين لمساته الرقيقة، ولكن لفت انتباهها نسيان ياغيز لفقدانها للاربع سنوات الماضية، لفت انتباهها شعوره بانها زوجته كما ذي قبل وانه ليس هناك مانع في لمسه لها.
استسلمت للاحساس الذي يخالجها و الذي لم تفهم معناه ولكنها عشقته و احست من خلاله بشيء من الخيال، ارادت ان تفهم اكثر كيف يكون هذا الاحساس، كيف يكون شعورها وهو قريب منها، ماذا يحدث لها عندما يقترب منها، كما ارادت ان ترى كيف يكون ياغيز ايجيمان معها في حالته الهادئة و الرومنسية
اما هو فقد كان في عالمه الخاص، استمر في تمرير اصابعه على ذراعيها بنعومة ثم رفع عيناه نحو عينيها ولكنه سرعان ما ادرك ماهو بصدد القيام به، شعر بالاحراج كثيرا ثم سحب يده من ذراعها متراجعا الى الوراء ثم قال : المعذرة! .... سوف اعود فورا
ومن دون نطقها باي حرف، عادت لتصعد الى غرفتها، كان صدرها ينتفض من مكانه، اطلقت تنهيدة قوية تاركة انفاسها التي لم تدرك حتى متى قامت بحبسها ....
لم ترى هازان ياغيز يظهر الحب الى احد ما قبل اربع سنوات، لقد كان معضم الاوقات مسيطرا، محبا للعمل و بعيدا بعض الشيء ( اي انه يضع مسافات بينه و بين الجميع دائما)، في بعض الاحيان كان يريد ان يقول بعض الاشياء رغم صرامته، ولكن في ذلك الوقت لم تكن هازان تفهم تصرفاته و كلامه على انها ود بل كل حركة منه كانت تغضبها، حتى انها الى حد الان لم تكن تدرك انه رجل عاطفي الى هذه الدرجة، اما الان فهي ترى جيدا مشاعره تجاهها، ولكن في نفس الوقت تحاول التعامل مع حقيقة ان هذه المشاعر هي الجوهر نفسه، لربما قد تعودت على هذا طول سنوات زواجهما بشكل ما لان عند حديثهما لاول مرة بالمشفى استطاعت فهم ما شعر به عندما علما بعدم تذكرها لزواجهما، لم تعلم كيف ذلك، كيف شعرت به و باحساسه ولكنه حدث هكذا لا اراديا، وما حدث قبل قليل ... انه شيء لا يُحتمل حتى عند التفكير به، لقد كان فقط ....
لم تستطع الاجابة على سؤالها حتى لنفسها و لكن الفضول كان يقتلها عن ماهية هذا الاحساس ...
لقد ارادت ان تعلم ماذا سيحدث ان انزل كل منهما درعه، ماذا سيحدث عندما يتحركان من دون تفكير
اخذت نفسا عميقا داخلها في ضيق، لقد كان هناك العديد من الاشياء التي لا تعرفها و لا تفهمها وهذا ما يعذبها..
تقدم ياغيز نحوها ممسكا بين يديه وشاحا احمرا ثم قربه نحوها و قال: اذا سمحتي لي ؟
اكتفت هازان بهز راسها معربة عن الموافقة ثم رفعت شعرها ليرمي به ياغيز على كتفيها اما عيناها فقد كانتا تراقبان حركاته الرقيقة في صمت..
انزلت راسها فلاحظت ان الوشاح قد استطاع ستر بعض الكدمات، كان يجب ان يخطر هذا ببالها اولا ولكن خزانتها كانت غريبة عنها الى درجة انها لم تفكر ابدا في البحث عن وشاح ...
رسمت على شفتيها ابتسامة امتنان وقالت : شكرا لك، لم تخطر ببالي، لقد فكرت بشكل مطول في ما سافعله ولكن هذه الكدمات لم تسمح لي بارتداء شيء ابدا، لابد انني لازلت ابدو بشعة
رفع ياغيز حاجبيه ثم اردف قائلا : ان لم احضر هذا الوشاح لانكي تبدين بشعة يا هازان، انا فقط لاحظت عند نزولك من السلالم عدم ارتياحك بقميصك لهذا احضرتها، انا الان لا يهمني سوى شعورك بالراحة
و كما شائت العادة، في كل مرة يقول فيها ياغيز شيئا يجعلها غير قادرة على الاجابة او الاصح انها لا تجد ما ستجيبه، وهل هناك اجابة على هذه الكلمات اللطيفة ؟
لم تعلم هذا ايضا، اذ ان الرجل الوحيد الذي كان يغازلها هو سنان و حتى هذا الاخير لم تكن معه في موقف كهذا من قبل، لم تستطع اجابته ولحسن الحظ ان ياغيز لم يكن ينتظر اجابة على كلماته ، اتجه نحو طاولة المطبخ ليلتقط مفاتيحه ثم قال لها بلطف : اذا انتي جاهزة لنخرج
اما هازان التي كانت تتبع حركاته و سكناته بعينيها لاحظت فجاة وجود خاتم زواج في اصبع يده، كيف لم تلاحظ هذا من قبل ؟ لقد كان ذهنها مشتتا الى درجة انها لم تعر اهتماما لهذه الاشياء ابدا، جيد ولكن اين خاتم زواجها هي؟ لم يكن بين اشيائها الخاصة التي احضرتها اليها الممرضة في المستشفى، لربما ياغيز قد اخذه! ولكن اذا اخذه فلماذا لم يعطها اياه الى حد الان ؟
كانت تقف هناك كالغائبة عن الوعي حين لاحظ ياغيز حالتها تلك فهرول نحوها قائلا : هل هناك شيء ؟ هل انتي بخير ؟
استفاقت من غفوتها على صوته فرفعت راسها نحوه و قالت : يوك بير شي*********************"****
و حلقة تانية خلصت 💖💖💖💖
شو رايكم فهاي الحلقة ؟
كيف كانت الرومنسية الياغهازية معكم ؟ 😂😂😂 اكيييد سبيتوو ياغيز الف مرة لانه بعد عنها 😂😂😂 و اكيد حبيتو هازان لانها استسلمت و طلعت لساتها ضعيفة قدامووو ! 💖💖💖
يلااا بدي رايكم فالحلقة و فتصرفات هازان و ردة فعل ياغيز ! و يا ترى شو هي الاشياء يلي بانت لهازان انو ياغيز محتاجها 😂😂😂😂 ( الشاب ضاربو التصحر صرلو ثلاث اسابيع 😂😂😂)
المهم يلا بدي توقعاتكم عن شو رح يصير بالعشاء !
انشالله الحلقة و الاحداث نالت اعجابكم 🙏🙏😘😘💖
أنت تقرأ
مفقودة (مكتملة)
Romanceتوقفت للحظة، اجالت نظرها بتفاصيل وجهه الجميل الذي زينته الشامات المتناثرة هنا وهناك، مدت يدها المرتعشة بلطف لكي لا توقضه، هناك شعور قوي داخلها يدفعها لتلمس هذه التفاصيل الدقيقة بكلتا يديها، مررت اصابعها برقة متحسسة كل مكان في وجهه لتستقر اخيرا فوق ش...