البارت :3
رن جرس الهاتف الارضي بمنتصف الليل ،لم تشأ هازان الرد عليه،فهي لا يهتم احد لمكالمتها بل و لا تملك حتى هاتفا نقالا.سمعت أصواتا و صراخا و ضوضاء بالقصر،و رغم ذالك لم تشأ ان تخرج من غرفتها .بقيت مستلقية بسريرها فجسدها كان يؤلمها بسبب التعب،سمعت طرقا على بابها و نهضت لتفتح غرفتها لتجد ايجه والرعب بعينيها،كانت الصدمة تعلو وجهها ،ادخلتها وسالتها قائلة :ما بك تكلمي.
ايجه و الدموع بعينيها : اختي لقد تلقو الخبر الآن انا الأغا حازم و زوجك يغيت قد تعرضا لحادث سير مروع.
احست هازان بفرحة بداخلها و قالت: و كيف حالهما؟
ايجه:زوجك قد توفي ،اما حازم بك فحالته خطيرة.
تنهدت هازان وقالت:ارتحت من ذالك السادي،و اتمنى ان نرتاح من الجميع لنخلص منهم،اعدك سانقذك من هنا و لن تعايشي ما عايشته.
ايجه:انتبهي يا اختي ان يرو السعادة في عينيك،فيعاقبونك.
هازان بحزن:هاتين العينان منذ 6 سنوات لم تعرفا سوى البكاء و الدموع،دعيهما يضحكان ويسعدان قليلا.
سمعت نواح حماتها و خرجت لتشمت فيها و ما ان راتها حماتها حتى انقضت عليها بالضرب لما رأت السعادة بعيني هازان،حاولت ايجه الدفاع عن اختها لكنها تعرضت للضرب هي أيضا.
مر اسبوع كان القصر مليئا بالناس اتو من اجل التعزية، فيغيت فلا توفي بالحادث اما حازم فقد اصيب بشلل برجليه نظرا لإصابة عموده الفقري اثناء الحادث.
كان الاخوة ايجمان حزينين على فقدان اخيهم،كان ياغيز هو ايضا حاضرا،و قد كان هو اول من تلقى خبر الحادث وأول من وصل الى المستشفى.حزن لشلل ابيه و بعد اسبوع آخر جمع حازم زوجته أولاده و زوجاتهم بغرفة المكتب و قال:بعد موت يغيت الذي كان ذراعي الأيمن فاتا قررت ان أوكل يوكهان ذراعي الأيمن و سنان ذراعي الأيسر. ستقومان بما كنا نعمله انا و المرحوم يغيت و لكن كل شيء سيبقى تحت امرتي.
وافقا ابنيه على ذالك،ثم التفت الى ياغيز وقال:و انت ياغيز متى تتزوج و نرى اطفالك؟انظر لقد رحل اخاك دون أن يترك لنا طفل من رائحته.
نظر الجميع نحو هازان بمقت ،لاحظ ياغيز نظراتهم نحو هازان وقال:ليس الآن، عندما يحين الوقت ساتزوج،ذاتا انا وفرح مرتاحين هكذا.
حازم بغضب:لكني اريد حفيدا.
ياغيز :ابي لديك ثلاث احفاد ما شاء الله.
حازم:لا اريد تكرار ما حدث ليغيت،مات دون ان نرى اطفاله،الله يجازي الذي كان السبب.
كانت هازان مضغطة كثيرا بعد موت زوجها وخصوصا بعد ضربها،فلم تعرف من أين اتتها الشجاعة لتقف و تقول بصوت قوي:ابنكم من كان عقيما ولست انا
