48

3.7K 84 0
                                    

البارت : 48
تنهدت وهي تتذكر ما جرى تلك الليلة المشؤومة،فبعدما خرجت كريمة لبست هازان ملابسها وخرجت نحو المضيق،بقيت تنظر اليه بصمت و هي تتأمل جماله بنور القمر الذي انعكس على مياهه فجعلها تسر الناظرين،كان يبدو هادئا  و عميقا.بدات بمحادثته قائلة :هل تاويني من فضلك انا وطفلي الذي لم يرى الدنيا بعد؟ارجوك كن رؤوفا بي ،فهذه الدنيا ظلمتني كثيرا واستنفذت طاقتي و قوتي،لن أحارب ،اريد فقط الهدوء،اريد النسيان،اريد ان ينتهي هذا العذاب.انت من ستساعدني.انت من ستنهي آلامي و تمسح دموعي،انت من ستعانقني و ستنيمني باحضانك،انت من ستعوضني عن حبي الضائع و اخوتي المدمرة و عن امومتي المسلوبة مني بابشع الطرق.لقد خسرت هذه الليلة ،عشقي ،احلامي،طموحاتي سعادتي،امومتي، شرفي،كرامتي.اختي و زوجي،و لم ييبقى لي سوى الألم، فهل الاشرار هم من يفوزو بالنهاية؟
ها انذا استغيثك لكي انهي حياتي فكن رحيما بي ارجوك.ثم اغمضت عينيها لتلقي بنفسها لولا ايدي رحيمة مسكتها بآخر لحظة ومنعتها.
كان السيد احمد عجوز يملك منزلا ذو طابقين،الأرضي عبارة عن فرن و الأول مسكن.كان متزوجا من زوجته  زينب، هي في مثل سنه تقريبا.كانت زوجته عقيما فلم يحظو بالأولاد. عاشا يحبان بعضهما من دون التحسر على الأبناء. استقبلا هازان بصدر رحب و لم يسالاها عن قصتها أبدا، اخبرتهما انها حامل من رجل احبته ولا زالت تحبه لكن القدر فرقهما و انها وحيدة من دون مأوى ،اكتفت بهذا لانها خافت الا يصدقا انها كانت عرضة لخطة دنيئة، اقترحا عليها البقاء معهما فشكرتهما لانها كانت بحاجة للاستقرار ،خصوصا وهي حامل و من دون نقود أيضا. كانت تساعدهما بأعمال الفرن و اصبحت واحدة منهما حتى انها اعتادت عليهنا وأصبحت تحس بالسعادة تخترقها رويدا رويدا وخصوصا بعدما كبرت بطنها واصبحت تحس بذالك الكائن الصغير الذي يسكن احشاءها.
عادت بها الذكريات من جديد عندما امسك بها ذالك العجوز وتذكرت كلماته التي كانت مثل الحكم.:ابنتي انت لا تزالين شابة،لما تريدين انهاء حياتك؟فهذا حرام
هازان وهي تشهق:اعلم انه حرام،لكن ما اعيشه من ظلم وقهر هو اكثر من حرام.
الجوز:يا ابنتي ان الله هو من اعطى الروح و هو من سياخذها بموعد حدده هو فقط.
هازان:لكن الاشرار لم يدعوني اعيش سعادتي،فقد سلبو مني كل احبتي.
العجوز:دايما هناك عدالة الاهية لا تياسي.
هازان:لقد تاخرت كثيرا تلك العدالة الإلهية، فانا انتظرها منذ ان صغري،منذ ان تيتمت.
العجوز :صدقيني يا ابنتي،سوف تأتي  العدالة الإلهية حتى ولو طالت،الله ليس بظالم وهو من ينصف عباده.
هازان:انت لا تعرف شيئا عني و لا بما مررت به،لقد اخذو مني كل اسباب سعادتي فلماذا ساواصل العيش و لمن؟
العجوز:انه هكذا ابن آدم عندما يكون سعيدا يتمنع عن الشكر وعندما تسلب منه سعدته يجزع و يخاف و يستسلم.لا يا ابنتي الذي اعطاك سبل السعادة يمكنه اخذها منك باية لحظة و يمكنه ارجاعها لك باية لحظة أيضا. لهذا ثقي بالله و بانصافه.ثم فكري ،فلابد من وجود سبب لتعيشي من اجله.تحسست هازان بطنها وتذكرت جنينها
وقالت:معك حق،هناك من ساعيش من اجله
و ثقت بكلمات ذالك العجوز  و رافقته لمنزله و منذ ذالك اليوم وهي تعيش معهما،فقد عوضها الله عن والديها لانهما  كانا يعاملانها معاملة الوالدين.فربما السعادة بدات تخترق طريقها اليها من جديد

عشقي عذابي دموعي (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن