13

4.5K 92 0
                                    

البارت:13
عاد ياغيز مساء متأخرا جدا،فقد كان يبدو عليه التعب الشديد،دخل غرفته ووجد هازان مستيقظة بانتظاره كما أمرها أن تفعل.كانت تحس انها كالدمية بين يديه،يتحكم بمواعيد نومها واستيقاظها و خروجها و كلامها و كل شيء.فرغباتها و جوارحها و اراؤها كانت مطموسة أمامه.
قطب حاجبيه وقال:لو في مرة تفاجءينني و تستقبلينني كزوجة اشتاقت لزوجها بعد غياب اسبوع عنها.
نظرت نحوه بحقد وقالت:لا تكذب الكذبة و تصدقها،تعلم جيدا علاقة زواجنا.
تنهد و مسك رأسه بين يديه،كان يبدو عليه التعب الشديد لكنها لم تشفق و لن تشفق عليه ابدا.فهو لم يرحمها ولم يستمع الى توسلاتها كل ليلة و لم يرأف بدموعها وعذابها،هو لن يستحق و لو ذرة من اهتمامها و رحمتها،نهض من الأريكة و توجه للحمام ليستحم،في هذا الوقت فتحت هازان درج المنضدة التي بجانبها واخذت منه ظرفا يحتوي على تحليل يفيد بأنها حامل بشهر،خرج من الحمام وهو يرتدي بنطالا قطنيا و عاري الصدر،مسح شعره بالمنشفة جيدا و رمى بها أرضا و توجه نحو السرير ليقترب منها لكنها قفزت الى الجهة الاخرى هاربة منه ووقفت قائلة :لا تقترب مني.
ضحك وقال:آلله آلله مالذي يجري معك؟لم اقد السيارة كل هذه المسافة لاستقبل هذا الجفاء منك،هيا تعالي الى هنا.
رمت بالورقة بوجهه وقالت:من اليوم فصاعدا لن تقترب مني،فقد حصلت على مرادك اخيرا.
اندهش لما تقوله واخذ الورقة وقراها جيدا ثم نظر اليها بدهشة عامرة كأنه غير مصدق و قال:هل حصل؟هل انت فعلا حامل؟
اجابته ببرود:أجل لقد قمت البارحة بالتحليل بالمستشفى والنتيجة إيجابية.
اقترب منها بسرعة وتحسس بطنها وقال:هل فعلا ساصبح أبا، انه اروع شعور.
هازان بحزن:اجل اروع شعور ساحرم منه.
نظر نحوها وقال:لكل شيء ثمنه و انت قبلت الثمن،غدا ساخذك الى المستشفى لاعادة التحليل و بعدها ساشتري لك منزلا باسمك كما وعدتك و الباقي لما تلدين .
هازان:لدي طلب آخر  أيضا
ياغيز:ما هو لقد كثرت طلباتك.
هازان:اريدك ان تسجل ايجه بالجامعة التي تدرس فيها،اعلم ان مصاريفها غالية،لكن يمكنك ان تقتطع من المال الذي ساخذه بعد الولادة.
قهقه ياغيز ضاحكا وقال:هل تريدين ان اسدد فواتير دخول ايجه لجامعتي؟
هازان :هل افهم انك ترفض الفكرة؟قلت لك اقتطع من المال الذي ساخذه بعد الولادة.
لم يتوقف ياغيز عن الضحك ثم قال:الم تفهمي ما قصدته بعد؟انت فعلا غبية.
غضبت هازان لنعتها بالغبية وقالت:حسنا ساسجلها بجامعة حكومية وتكون اقل ثمنا.
توقف ياغيز عن الضحك وقال بجدية:رغم سلبياتي الا انني رجل علم واشجع كل من يجب الدراسة،لهذا لا تقلقي،اعتبري انها سجلت و ستبدا الدراسة بعد شهرين.
فرحت هازان بالأمر و قالت:شكرا.
اجابها:انها هدية حملك،ثم بعد شهرين ستنتقلين مع ايجه الى اسطنبول للعيش هناك.
هازان :كان لدي طلب اخر.
ياغيز بنفاذ صبر:ماهو؟لقد كثرت طلباتك؟
هازان بسرعة:اريد ان استأنف دراستي لانال شهادتي الثانوية.
اندهش ياغيز وقال:هل تمزحين؟و الحمل؟
هازان:سادرس حرة بالمنزل،فقط ساحضر الإمتحانات.
بعثر ياغيز شعره و قال:حسنا انا موافق على الا ترهقي نفسك والا تعرضي الجنين للخطر و الا ستندمين.
هازان بفرحة:اعدك،ساهتم بالجنين،شكرا لك.
ياغيز وهو يستلقي على الفراش:هيا لننم فالوقت متأخر و غدا سنذهب باكرا الى المستشفى.
استلقت الى جانبه و حضنها ليغط بالنوم بسرعة اما هي فبدأت ترى بريق أمل يشق طريقها وطريق اختها.

عشقي عذابي دموعي (مكتمله)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن