•مُقدّمة•

12.3K 411 219
                                    


« صـدى صرخَتُكَ حطّمت الصّمت، و صدّعت الجُدران. »

•••

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

•••

كانت غرفةً صغيرة، من الأسمنتِ و الخرسان، ذات جدران صلبة عازلة للصّوت، بأرضيةٍ غير ممهدة. تحوي سريراً واحداً متهالك، و دورة مياه صغيرة بالكاد تكفي شخصاً واحداً. بلا نِوافذ سوى واحدة صغيرة جداً للتهوية بِالكاد تكفي حجم قطّة، بقضبانٍ ثلاثة غليظة. أما الباب.. فكان من الحديد، لا يملك مقابض، أو مدخل لمفتاح. ثقيل.. و يستحيل فتحه سوى ببطاقةٍ إلكترونيّة.

هُناك مصباحٌ وحيد بزاوية الغرفة، إضاءته خافتة جِداً. يومض عدة مراتٍ في اليوم، سيفقد ضوءه خلال أيام لكن سيتمّ تغييره لمصباحٍ آخر على نفسِ هذا المستوى. سوى ذلك.. فالغرفة مجرّدة تمام التّجرد، لا يحوها أي شيءٍ آخر، و لا حتى سجّادة قديمة بالية. مُجرد أسفلتٍ غير مُمهد.

كَان يقف الصّغير أمام الباب الحَديدي، يحدّق فيه بكل ترّقب. بالكاد هو في عامهِ الثّامن. بكل يوم في نفسِ هذا الوقت، حينما يحط الظلام على الغُرفة، هو يكون بإنتظاره.

خفق قلبه بقوةٍ حينما فَتح الباب، ليطّل من خلاله شابٌ في منتصفِ العشرين تقريباً. بثيابٍ منزلية تتلائم بشكلٍ مثير جداً مع جسده الضخم مقارنةٍ بالطفل الذي أمامه. بيده كيسٌ ورقي لونه بُني، يحمل شعاراً لإحدى المطاعم القريبة من المنزل.

مدّ الكيس ناحيته ليلتقطه الصغير بلهفةٍ و سعادة ثُم يقوم بفتحهِ بسرعة. أخرج شطيرة البرجر و علبة البطاطا المَقلية ليجلس على الأرضِ متربعاً، يلتهم شطيرته بنهمٍ و سعادة. بينما الأخير يقف تماماً أمامه و يخيم عليه بظله.

رفع وجهه مُبتسماً بسعادةٍ و وِسع هامساً بصوتٍ مرتفع :
« شُكراً لك سيد توملينسون. »

مدّ هاري الأكياس الفارغة للأكبرِ حينمَا أنهى طعامه، و تُوملينسون أخرج من جيبه كيساً صغيراً يحتوى خمس قطع من حلوى الخطمي. الذي التقطها الصّغير بسرعة و فتحها بِسعادة، ليبدأ بإلتهامها بتلذذ.

مسح توملينسون بخفةٍ على شعر الصّغير :
« كالعَادة، إتفقنا..؟! »

وضع هاري كَفه على فَمه بِمعنى لن أُخبر أَحداً بشأن هذا، بعثر الأكبر شعره بلطفٍ ثم ما إن همَّ بالرحيل حتى أمسكه الصّغير من معصمه.

سأله بتردد :
« ما الذي خلف هذا المكان..؟! »

توقف توملينسون لبعض الوقت، ثم التفت له بهدوء. جذبه بخفة من معصمه ليوقفه أمام الباب، حيث كان مجرد ظلام.. فقط ظلام حالك لا يُرَ منه شيء على الإطلاق، جعل الصّغير يئن بخوف و يحاول الإبتعاد.

أبعده الأكبر عن المكان ثم قرصف أمامه قائلاً بنبرةٍ عميقة هزت دواخل الأصغر :
« ما خلف ذلك المكان، ما خلف ذلك الباب. أمورٌ سيئة للغاية هاري. أشخاصٌ يرغبون بإيذاءك و قتلك. الكثير من الوحوش المُرعبة. يحاولون جميعهم الوصول إليك، لكنك بأمانٍ هنا. »

انكمش هاري على نفسه، ليقول بِتعلثم :
« لكن ماما أخبرتني.. أنه يوجد مكانٌ جميل في الخَارج، و تتمنى أن أرآه. هناك أشياء تُدعى بالزهور، الفراشات، و الثلج. أريد رؤية تلك الأشياء سيد توملينسون. »

سأله بأعينٍ حادة :
« هل تثقُ بي..؟ »

أومأ هاري رأسه بسرعة، ليستطرد الأكبر :
« إذاً ثق في أن والدتكَ تكذب. تقول هذا حتى تَرميك خارجاً و تجعل أؤلئك الوحوش يؤذونك بشدة. »

قوس شفتيه بشدة و حُزن :
« هل ماما تكرهني..؟! »

أجابهُ دون ذرة تردد :
« أجل. »

أطرق الصّغير رأسه بشدة، و تجمعت الدّموع بعينيه :
« و أنت..؟ هل تكرهني سيد توملينسون..؟! »

مد كفه الكبيرة ليمسح على وجنته بقوةٍ و بطء هَامساً :
« أنا أحبك، و سأعتني بك طوال حياتكَ هاري. »

إبتسمَ الصّغير بشدة ليتقرب منه و يحيطُ عنقه بذراعيه. ضمه الأكبر لصدره بقوة، فيما حشر
أنفه ضد كتفه يستنشق رآئحته بعمق. بقي الأخير يمسح على ظهره بهدوء و يربت عليهِ بين الفنية و الأخرى، حتى إبتعد تماماً عنه، فيما راقبه هاري و هو يرحل مغلقاً الباب خلفه.

•••





دي البداية، حبيت أديكم جزء و نُبذة مختصرة عَنها، و يمكن الموضوع غامض جداً بالنسبالكم، لكن أكيد فيه ناس منكم أذكيا بقى عندها و لو جزء صغير جِداً من الفكرة، أو عرفت هي بتتمحور عن إيه.

مكنتش متخيلة أكتب تاني عن لاري الحقيقة، بس مقدرتش أخذل المتابعين بتوعي. بعتقد بعد الجهد اللي بذلوه يستحقوا الحاجة اللي دايماً كانوا يتمنوها مني.

الرّواية كلها إهداء لـ متابعين ستيرل، اللي فضلوا جنبي في أحلك الظروف. معنديش نية أبدأ فيها لحد ما أخلص ستيرل. لكن بس حبيت أديكم نبذة مختصرة أو حتى مقدمة و كدا.

غير كدا، شكراً لوجودكم و دعمكم، بحبكم جداً فوق ما تتخيلوا، كونوا بخير و اقضوا وقت لطيف..~💖🌠









صَدى | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن