•الفَـصلُ التّـاسع عَشر.

3.7K 223 182
                                    




« صـدى صَرختك حـطمت الصّمت، و صـدعت الجُدران. »

 »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.









•••

لـوي إستطَاع سماع صوت أنفَـاس هاري القـصيرة بوضوحٍ شـديد، و شعر بقلبه يـخفق بعنفٍ بين أضلاعه، و ساقـاه لا تقويان على حمله لـذا اضطر للجلوسِ على فراشـه، يُمسك الهاتف بـقوة كأنه تـرياقهُ الوحيد.

نَـطق لوي بهدوءٍ مُحاولاً التلذذ بكلِ حرفٍ يخرج من بين شفتيه :
« آري. »

توسّعت عينـا هاري بذهول حينمَا سمع صوت لوي عَبـر الهاتَف، ارتجفت يَده الّتي تُمسك به، و تجمّعت الدموع في محجريـه. بقي يلتفت يميناً و يسـاراً يبحث عن هـيئةِ جـسده.

خـرج صوته ضعيَفاً و متلعثماً :
« سَيـد.. لو.. سيد لو. أين أنَـت..؟ لا أستطيع رُؤيتك. لقد.. أريد العـودة للمنزلِ أرجوك، تعال لتأخـذني من هُنا. لقد إنتظرتكَ كثيراً، و أنت لم تأتِ بعد، و المكـان هنا ليس لطيفاً.

أرجوك تعـال لتأخذني، لقد افتقدتكَ كَثيراً، افتقدت غرفتي و افتقدتُ اللعـب معك. أيـضاً.. الطعام هنا سيء، أريد أن تطهو لـي. أفتقدتُ أيضاً حُبوب إفطـاري، و النوم بَجـانبك.

أعدك أنـي سأتصرفُ كراشدٍ من الآن فصاعداً، لكن أرجوك تعال لتأخذني من هُنـا، أنا لا أحب هذا المـكان. »

مُعظم كلمات هـاري كانت غير مـفهومة، لأنه نـطقها بـسرعة أثناء بُكـاءه و شهقاتِه المُرتَفـعة، لكن لوي استطـاع فهمها جيّداً، و استمع لها بإنصاتٍ شديد فيما دموعه تنهمر بصمتٍ على وجنتيه. لا يصدق لأي حدٍ قام بخذلانه، طوال هذه الأيـام هو كان بإنتظاره.

لـقد أمـضى وقتاً و الصمت حـليفه، يشـعر بأنه أُلجم، و لا يستطيع قول شـيء تعبر عن أسـفه الشديد، و خذلانه لأعـزِ و كل ما يَـملك في حياته.

« سـيد لوي. »

تحدّث هاري مجدداً، حـينما هدأت شهقاته قـليلاً، و دُموعه تُلطخ وجنـتيه الحمراوتين. لعق شـفتيه و سَـأله بصوتٍ مبحوح :
« هل ستأتي لأخـذي..؟ هل كَرهتني لـهذا جعلت السيد ويليـام يأخذني..؟ لكنّك.. لكنك وعدتني، وعدتني أنّه رَحـل و لن أره مُجدداً، و الآن لقد.. لقد أخذني، و حتى أنّه حطم..

صَدى | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن