« صـدى صَرختك حـطمت الصّمت، و صـدعت الجُدران. »
•••
لـوي إستطَاع سماع صوت أنفَـاس هاري القـصيرة بوضوحٍ شـديد، و شعر بقلبه يـخفق بعنفٍ بين أضلاعه، و ساقـاه لا تقويان على حمله لـذا اضطر للجلوسِ على فراشـه، يُمسك الهاتف بـقوة كأنه تـرياقهُ الوحيد.
نَـطق لوي بهدوءٍ مُحاولاً التلذذ بكلِ حرفٍ يخرج من بين شفتيه :
« آري. »توسّعت عينـا هاري بذهول حينمَا سمع صوت لوي عَبـر الهاتَف، ارتجفت يَده الّتي تُمسك به، و تجمّعت الدموع في محجريـه. بقي يلتفت يميناً و يسـاراً يبحث عن هـيئةِ جـسده.
خـرج صوته ضعيَفاً و متلعثماً :
« سَيـد.. لو.. سيد لو. أين أنَـت..؟ لا أستطيع رُؤيتك. لقد.. أريد العـودة للمنزلِ أرجوك، تعال لتأخـذني من هُنا. لقد إنتظرتكَ كثيراً، و أنت لم تأتِ بعد، و المكـان هنا ليس لطيفاً.أرجوك تعـال لتأخذني، لقد افتقدتكَ كَثيراً، افتقدت غرفتي و افتقدتُ اللعـب معك. أيـضاً.. الطعام هنا سيء، أريد أن تطهو لـي. أفتقدتُ أيضاً حُبوب إفطـاري، و النوم بَجـانبك.
أعدك أنـي سأتصرفُ كراشدٍ من الآن فصاعداً، لكن أرجوك تعال لتأخذني من هُنـا، أنا لا أحب هذا المـكان. »
مُعظم كلمات هـاري كانت غير مـفهومة، لأنه نـطقها بـسرعة أثناء بُكـاءه و شهقاتِه المُرتَفـعة، لكن لوي استطـاع فهمها جيّداً، و استمع لها بإنصاتٍ شديد فيما دموعه تنهمر بصمتٍ على وجنتيه. لا يصدق لأي حدٍ قام بخذلانه، طوال هذه الأيـام هو كان بإنتظاره.
لـقد أمـضى وقتاً و الصمت حـليفه، يشـعر بأنه أُلجم، و لا يستطيع قول شـيء تعبر عن أسـفه الشديد، و خذلانه لأعـزِ و كل ما يَـملك في حياته.
« سـيد لوي. »
تحدّث هاري مجدداً، حـينما هدأت شهقاته قـليلاً، و دُموعه تُلطخ وجنـتيه الحمراوتين. لعق شـفتيه و سَـأله بصوتٍ مبحوح :
« هل ستأتي لأخـذي..؟ هل كَرهتني لـهذا جعلت السيد ويليـام يأخذني..؟ لكنّك.. لكنك وعدتني، وعدتني أنّه رَحـل و لن أره مُجدداً، و الآن لقد.. لقد أخذني، و حتى أنّه حطم..
أنت تقرأ
صَدى | L.S
Mystery / Thriller[ مُكتملة. ] •• " أسرِع عَزيزي، هُناك سَلامٌ فِي الصّمت.. لا تَبكِ، لا.. سَأكونُ قريباً.. نحنُ لا نُريد إهدارَ دُموعكَ فِي الليل.. لِذا، لا تَذهب بعيداً بِهذا البُكاء.. ركّز، لا تَفقد إشارتك.. افتح عَقلك، لا تنسَ السّبب.. لا تُغلق عينيكَ الآن يا طِف...