•الفَـصلُ التّـاسع و العِشـرين.

3.3K 210 371
                                    


« صَـدى صرختُـك حطّمت الصمت، و صـدّعت الجُدران. »

 »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.











•••

بَـعد مرورِ أسـبوع، اضطـر هَـاري لتجهيـز أغراضهِ الشخصية في حَـقيبةٍ صـغيرة، مع بعضِ الثيـاب، و بعض الدُمـوع الصّـغيرة التي تتسآقط من عـينيه في كلِ تنـهيدة تخرج من بـينِ شفتـيه. كـارل يقفُ على بابِ الغُـرفة، مستـعداً لأخـذ هاري لمكـانٍ آخر بعيداً عن هذه المـدينة، و الدولة بأكملها ليبدأ حيـاته من جَـديد.

لن تـكون حياةً طالما لُـوي ليس بـها، و إنّمـا موتُ من نوعٍ آخـر.

فكّـر الصّـغير، و اختنقَ بـشدة جالساً على طرفِ الفـراش. تدريجياً بدأ يتقبّـل كارل أيـضاً، الذي اعتنى بكـل شيء حوله طـوال هذا الأسبوع، و لا يُـصدق أنه سيـلازمه شخصٌ غير السـيد لوي لثلاث سـنوات.

« هل أنتَ جـاهز، هاري..؟ »

حدّق هـاري في الفراشِ بشـرودٍ للحـظة، قـبل أن يسأله منتحـباً :
« ألا يُمكنني رؤيته لدقيـقةٍ واحدة..؟ خمس ثوانٍ حتى..؟ أرجوكَ كـارل. »

زفـر كارل ببطء، هـاري حرفياً يُكرر هذه الجُمـلة أكثر مما يتنفس. أجـابه بهدوء :
« أنا آسـف هاري، لو فعلتُ هـذا فقد يتمّ تمديد المُـدة. »

صـاح بحنق :
« كيف سـيعلمون إن رأيته أم لا..؟ »

تمتم بصـوتٍ منخفض :
« سيقومون بتتعبكَ هـاري، أنت و السيد لوي مراقبان، و ربُمـا لن تريا بعضكما أبـداً. »

بكـى هاري بصوتٍ منخفض، حينها اقتـرب منه كارل، و بين يديه صـندوقٌ صـغير من الخـشب، وضعه فوق الفراش و نـطق :
« لـقد طلب منّي إعطـاءك إيّـاه، يُمكنك فـتحه قبل أن نـرحل.
رجـاءاً لا تبكِ، سأنتـظرك بالأسـفل. »

ألقـى كارل عليـهِ نظرة أخـيرة، قلقة و غـير مُطمئنة، ثُم خرج من الغُـرفة كي يُعطيه بعض المِسـاحة. حالة السيـد توملينسون لا تختـلف كثيراً عن هـاري، لكن الفـرق الوحـيد هو أنّـه يغمر نـفسه في المـزيد و المزيد من الأعمـال المُتعلّـقة بالإدارة، يُشـغل عقله بالتفكير.

صَدى | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن