•الفَـصلُ الخَـامِس.

6.3K 286 235
                                    


« صـدى صرخَتُكَ حطّمت الصّمت، و صدّعت الجُدران. »

 »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.









•••


جلـس هاري على فـراشهِ، بعدمـا سكب لنفسهِ بعض الحُبوب، مع حـليب الفراولة. يتناول طعامه بإنعـدام شهيّة، و الدّموع تملأ حدقتيـه، بجانـب الكدمات السوداء التي تـركت أثراً فظيعاً على جـسده. مسـح دموعه الّتي سقطت دون أدنـى تحكمٍ منه، و تنشق أنفه.

نـظر لدماه بِحنق، قائلاً بصوتٍ مختنق :
« هذا غضبُ السيد توملينسون، لو كنتُ فتىً جيد لما حدث كُل هذا. »

نهض من مـكانه، يغسل الصّحن و المِلعقة، و عـاد ليجلس على فِرآشه مرة أخرى. تكور على نـفسه، يحدق في المقعدِ الخاص بالسيّد توملينسون بصمت. أغمض عيناه بتعب، و رفع الغطـاء فوق جسده حتى يحصل على بعضِ النّوم.

لم يستطـع النوم، مما جعله يعتدل عابسـاً بشدّة. الأفكـارُ السيئة تُلاحقه، ماذا إن تركـه السيد توملينسون..؟ ماذا إن أخـرجه من غُرفته..؟ ماذا إن فتـح ذلك البـاب المخيف له و أجـبره على الخروج..؟ انتفض جـسده بخوف، هذا لن يَـحدث، السيد توملينسون يحبه، لن يـفعل هذا. سيكون فتىً جيد، لن يقع في نفسِ الخـطأ مجدداً.

أدآر رأسه للنافذة الصّغيرة المرتفعـة جداً، نهض من مكانـه و جـلب مقعد السيّد توملينسون، و عدة أقلام. صعـد عليه محاولاً الوصول لَها، كانت بعيدَة للغاية عنه، لكنه لم يمنع نـفسه من مدّ يده للأعلى قليلاً داخل القُضبان كي يَحصل على بَعض أشعة الشّمس، و بقي يبتسمُ بسعادة من دفئها، فيما يحرك إحدَى أقلامه الّتي في يده صَوب الشّمس حتى يستمد بعض الدفءِ مثلـه. لطالما أحَب فعل هـذا.

خرجت شـهقة صغيرة حينما سَقط القلمُ منه خارج النّافذة، انقبضَ قلبـه بخوف، و أغمض عينـاه محاولاً تخيّل ردة فعل السيّد توملينسون لو عـلم بذلك. هذه المـرة قد يـرميه خارجاً حقاً. قوس شفتيـه ببكاء، ثم إرتفع على أطـرافِ أصابعه بشكلٍ مُؤلم يحاول الوصول لقـلمه. بقي يتحسس العشب الرّطـب، مبتلٌ قليلاً، لكنه لا يملك أدنـى فكرة عمّاهيته.

صَدى | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن