« صـدى صرخـتكَ حطّمت الصّمت، و صدّعت الجُدرآن. »
•••هـاري كَان يَدور حول نَفسـِه بمنتصفِ غُرفته عِـدة مرّاتٍ بشـكلٍ يجلب الغثيان لأي شخصٍ يُرآقبـه. يبدو وكأنّ هذه لُعبته المُفضلة، الدّوران حـول نفسه حتى يصيبه الدّوار و الغَثيان. يرى كُل ما بالغرفةِ يتحرك بسرعةٍ مهولة رُغم دورانه البطييء نسبيّاً، فيـما يرسم إبتسامة واسِعة سعيدة على شفتـيه.
بعد مُرور خمس دقائـق كاملة من الدّوران، شـعر بالتّعب، متوقفاً بصعوبة. سرعان ما ألقـى بجسده فَوق فراشه مُحدقاً في الجُدران الّتي ما تـزال تتحرك. هـذا يُضحكه حقاً.
وضعَ كفه على بَطنه قائلاً بصوتٍ سَعيد :
« أنا حـامل. »تحدّث موجهاً كلماته نـحو دُماه. هو مـا زال يتذكّر ما قالتهُ والدته بينما تقصُّ له كيف أنجبته، و الأمور الّتي شعرت بِها. أهم و أول شَيءٍ كان شعورهـا بالدّوار، و لِهذا يحب الدّوران حول نَفسه، يُقنعها أنّه حـامل فعلاً.
« أنا حـامل بِدمية. »
زَحف قليلاً ليستلقي جـيداً فوق وِسادته، و دُماه تُحيطه. هو لا يـملك الكثير لِفعله، عدا اللعب، النوم، الإستحمام، و الطّعام. لقد أرهـق جسده تماماً باللعبِ بعد حمّامه الطّويل دَاخل حوض الإستِحمـام المُمتليء بالفُقاعات.
عَبس بعدمِ رضى حينما سَقطت عيناه عَلى النّافذة الصّغيرة. الليلُ قد حلَّ، بينما السيّد توملينسون لم يأتِ بعد، و هو جائِع جداً. ليس من عَـادته التّأخر، هو دوماً يأتي بِهذا الوقت لأجلِ عَشـاءه. تثآءب بكسل شَديد، مُحتضناً الغِـطاء لجسده، تقّلب قليـلاً لينام على جانـبه الأيسـر، رآقـب دُمـاه لعدة دقائـق قصيرة، و لم يـشعر بنفسهِ إلا و قـد استسلـم للنّوم متجاهلاً معـدته الّتي تتضور جوعـاً. بدا أنَّ النّوم أكثر إلحاحاً من رغبتِـه في تناولِ الطّعام.
أنت تقرأ
صَدى | L.S
Mystery / Thriller[ مُكتملة. ] •• " أسرِع عَزيزي، هُناك سَلامٌ فِي الصّمت.. لا تَبكِ، لا.. سَأكونُ قريباً.. نحنُ لا نُريد إهدارَ دُموعكَ فِي الليل.. لِذا، لا تَذهب بعيداً بِهذا البُكاء.. ركّز، لا تَفقد إشارتك.. افتح عَقلك، لا تنسَ السّبب.. لا تُغلق عينيكَ الآن يا طِف...