« صَـدى صرختُكَ حطّمـت الصمت، و صدّعت الجُـدران. »
•••
يـومٌ عادي، كأي يوم عُطـلة بالنسبةِ لإيليو الـذي يقضي مُعظم وقته في المَـنزل. لم يكن من السـهل الإعتيادُ على الوحدة، و هـو الذي كان مُدلل والديـه. بعد رحيلهما، اختلفَ كُـل شيء، و قد وجـد أن المسئولية أصعب بـكثيرٍ مما إعتقده أثناء مُـراهقته.
مازال يشـعر بنوعٍ من القلق بخصوصِ لوي، على الرُغم من أنهما أبـعد ما يكون عن مُسمى صديقين، إلا أنّـه لا يستطيع تجاهل فكرة أنهما زملاء عملٍ على الأقـل. لطالما شعـر بفضولٍ شديدٍ نحـوه، و في كل مرةٍ يحاول فيها الإقتراب يجده قد صدَّ عنه لسببٍ مجهـول. بالنهـاية، أيقن أن شخـص كـ لوي من الصـعب - أقرب للمستحـيل - التعامل معه، و لهـذا قرر الإبتعاد عن طـريقه.
كان يُـشاهد إحدى الأفلامِ القديمة التي إعتـاد على مشاهدتها مع والديـه، في حِـجره صحن رقائِق ذُرة، و عُلبة بيـرة. يـحاول إقناع نفـسه أنه ليـس وحيداً، في حين أن كل جُزءٍ منـه، من رأسـه حتى أخمص قـدمه يصرخ بالوحدة.
قلّب عيـناه حينما سمع صوت رنين جـرس منزله، و بـقي جالساً مكانه دون أن يتحرك إنشاً واحداً. بكل تأكيدٍ سيكون رجل البـريد الـذي يسلمه الضـرائب الشـهرية، على كُلِ حـال.. هو سيتركهـا أمام عتبةِ البـاب حينما يفقد الأمـل في أن يجيـبه أحد.
إنزعـج أكـثر ما إن سمع الرنين مرة أُخـرى، و أخـرى.. حتى شعر بالغـضب. أبعـد الصحن عن حجره، و سار بخطى سـريعة نحو البـاب ليفتحه، بوجهٍ متهجمٍ للغـاية. تصنّم مكَـانه ما إن رأى أوليـڤر بشحمه و لحـمه يقف أمامه، بجسده المُثـير هذا. ما اللعنة..؟ عليه أن يوقف هذا التـفكير حالاً..!
عقد حاجـباه بغضب :
« ما الـذي أتى بك بحـق الجحيم..؟ »اقتـرب أوليڤر منه بعـض الشيء :
« لم أعتـدك وقحاً، إيليو. »لم يـكن إيليو في حالةٍ جـيدة لخوضِ جدالٍ أو حتـى شجار، لذا همَّ بإغلاقِ باب المنـزل بوجهه، لولا الأكـبر الـذي ضغط بكفـه صوب البـاب كي يمنعه من إغلاقـه. هذا أغضبه، و جعـله على شفا حُفرةٍ من فقدان أعصـابه.
أنت تقرأ
صَدى | L.S
Mystery / Thriller[ مُكتملة. ] •• " أسرِع عَزيزي، هُناك سَلامٌ فِي الصّمت.. لا تَبكِ، لا.. سَأكونُ قريباً.. نحنُ لا نُريد إهدارَ دُموعكَ فِي الليل.. لِذا، لا تَذهب بعيداً بِهذا البُكاء.. ركّز، لا تَفقد إشارتك.. افتح عَقلك، لا تنسَ السّبب.. لا تُغلق عينيكَ الآن يا طِف...