•الفَـصلُ الثّانـي و العشـرين. [ M ]

5.9K 221 261
                                    


« صَـدى صرختُـك حطّمت الصمت، و صدّعت الجُدران. »

 »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.











•••

« أنا أسمـعكَ أوليڤر. »

نطق إيليـو بصوتٍ بارد و غير مُرحب بالمرّة، لقد أمـضى أوليڤر أكثر من عشر دقائق دون أن يـنبس بحرف، و إنما يتأمـله و حسب. هو تـجاهل حتى شعور الحرارة الـذي يشعر به إزاء هذه النـظرات، و يتجاهـل فكرة أنها تعـيد إليه بعضاً من ذكرياتِ الماضي.

أومـأ أوليڤر :
« آسـف. »

إلتـزم الصمت لعدةِ ثوانٍ، قـبل أن يبدأ في السرد :
« أنـت تعلم أنّي اضطررت للرحيلِ لأجلِ التجـنيد الإجباري، صحيح..؟ كان من المُفترض أن أعـود بعد عام، لكنّي لم أفعل. و أنا بـكلِ صدق نادم لأنّي خذلـتك، و ربما السبب الذي سأحكيه لك الآن لن يغفر لي، لكن أرجو أن تسمعه. »

سحب نـفساً عميقاً :
« كنتُ في مهمـةٍ إستطلاعيّة، و حـدث طلق نـاري بيننا و بـين بعض الجماعات الإرهابيّة. ثـم.. ثم قبل رحـيلي سمعت صوت بكاء طفل، صغير جداً بالكادِ في سنتهِ الثانـية، و اكتشفت أنّي قتلتُ والده الذي كـان أحد هؤلاء. »

إختنـق صوته قليلاً :
« لم أشـعر بقدر هذا الألم في حـياتي من قـبل، كيف أنّي أفقـدته والده بأبشعِ الطرق، و أمامه.. حتى لو كنت واثقاً أنه لن يتذكر شيء. لم أستطع تركـه خلفي، و أنا أعلم جيداً أنـه سيموت جوعاً في العرآء. لم أستطع تركـه يعاني بينما أشعر بذنبٍ فظيع لما اقترفتـه يداي بحقه. »

اقـشعر جسد إيـليو بلا وعي من هـولِ الموقف، ليتـابع أوليڤـر :
« لقد طلبتُ من القـائد أخذه، و أمضيت أكثر من أسبوعٍ في محاولتي لإقناعه بالإحتفاظ به بدلاً من إرساله لإحدى الجمعيات المعنية بتلك الأمـور. وعدتـه أنّه لن يؤثـر أبداً على أدائـي في واجبي تجـاه الوطن، و هو بالكـاد وافق. »

إبتـسم بخفة وكأنه تذكر شيئاً :
« تناوبنا عـلى الإعتناءِ به أنا و أصدقـائي هناك، كان إضافة رآئعة جعـلتنا ننسى قُبح و وحشيـة هذا المكـان. حتى القـائد الذي رفضه في البـداية.. وجدناه لاحقاً يتناوب معنا في الإعتناءِ بـه، و كنتُ ممتناً لهم.

صَدى | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن