« صَـدى صرختُـك حطّمت الصمت، و صدّعت الجُدران. »
•••
« أنا أسمـعكَ أوليڤر. »
نطق إيليـو بصوتٍ بارد و غير مُرحب بالمرّة، لقد أمـضى أوليڤر أكثر من عشر دقائق دون أن يـنبس بحرف، و إنما يتأمـله و حسب. هو تـجاهل حتى شعور الحرارة الـذي يشعر به إزاء هذه النـظرات، و يتجاهـل فكرة أنها تعـيد إليه بعضاً من ذكرياتِ الماضي.
أومـأ أوليڤر :
« آسـف. »إلتـزم الصمت لعدةِ ثوانٍ، قـبل أن يبدأ في السرد :
« أنـت تعلم أنّي اضطررت للرحيلِ لأجلِ التجـنيد الإجباري، صحيح..؟ كان من المُفترض أن أعـود بعد عام، لكنّي لم أفعل. و أنا بـكلِ صدق نادم لأنّي خذلـتك، و ربما السبب الذي سأحكيه لك الآن لن يغفر لي، لكن أرجو أن تسمعه. »سحب نـفساً عميقاً :
« كنتُ في مهمـةٍ إستطلاعيّة، و حـدث طلق نـاري بيننا و بـين بعض الجماعات الإرهابيّة. ثـم.. ثم قبل رحـيلي سمعت صوت بكاء طفل، صغير جداً بالكادِ في سنتهِ الثانـية، و اكتشفت أنّي قتلتُ والده الذي كـان أحد هؤلاء. »إختنـق صوته قليلاً :
« لم أشـعر بقدر هذا الألم في حـياتي من قـبل، كيف أنّي أفقـدته والده بأبشعِ الطرق، و أمامه.. حتى لو كنت واثقاً أنه لن يتذكر شيء. لم أستطع تركـه خلفي، و أنا أعلم جيداً أنـه سيموت جوعاً في العرآء. لم أستطع تركـه يعاني بينما أشعر بذنبٍ فظيع لما اقترفتـه يداي بحقه. »اقـشعر جسد إيـليو بلا وعي من هـولِ الموقف، ليتـابع أوليڤـر :
« لقد طلبتُ من القـائد أخذه، و أمضيت أكثر من أسبوعٍ في محاولتي لإقناعه بالإحتفاظ به بدلاً من إرساله لإحدى الجمعيات المعنية بتلك الأمـور. وعدتـه أنّه لن يؤثـر أبداً على أدائـي في واجبي تجـاه الوطن، و هو بالكـاد وافق. »إبتـسم بخفة وكأنه تذكر شيئاً :
« تناوبنا عـلى الإعتناءِ به أنا و أصدقـائي هناك، كان إضافة رآئعة جعـلتنا ننسى قُبح و وحشيـة هذا المكـان. حتى القـائد الذي رفضه في البـداية.. وجدناه لاحقاً يتناوب معنا في الإعتناءِ بـه، و كنتُ ممتناً لهم.
أنت تقرأ
صَدى | L.S
Mystery / Thriller[ مُكتملة. ] •• " أسرِع عَزيزي، هُناك سَلامٌ فِي الصّمت.. لا تَبكِ، لا.. سَأكونُ قريباً.. نحنُ لا نُريد إهدارَ دُموعكَ فِي الليل.. لِذا، لا تَذهب بعيداً بِهذا البُكاء.. ركّز، لا تَفقد إشارتك.. افتح عَقلك، لا تنسَ السّبب.. لا تُغلق عينيكَ الآن يا طِف...