« صَـدى صرختكَ حطّمت الصـمت، و صـدّعت الجُدران. »
•••
من المُؤلـم وداع الأحبّـة.
هـذا ما كان على كـاي الخـوض فيه للمرّةِ الثّـالثة، حينما قـرر سيهون الرّحيل بعيداً لموطنـه الأم، و رفض أخـذه مَعه. فيـما يعد الحـقيبة له، حيث طائـرته ستقلع في السّـابعةِ مساءاً، لم يـستطع منع دموعها من السقوط كحباتِ ندى فوق ثيـابه. لم يمنع نـفسه من إستنشـاق رآئحته التي تـقوم بتهدأته في الحَال.
طوال تلك الأيـام، و بينما سيهون في رحلةِ عـلاجه. بذل كُـل جهده ليعتاد على غيـابه الجُزئي على الرغم من أنه يزوره كل يوم. الآن.. كيف سيعتاد على غيابه الكُلي..؟ كيف سيقضي ما تبقّى من أيامه القـادمة دون رؤيته، أو معرفة أخبـاره..؟ لماذا يبدو هذا سهلاً جداً بالنسبة لسيهون..؟ هل توقف عن حبـه..؟!
تمنّى لو بإمكانه طرح كل هـذه الأسئلة، لكنّـه يكره إبداء مشاعره، لم يعتد على هَـذا. لا شيء سيقنع الأخـير بتغيير رأيه، و لهـذا لن يحاول. يعلم أن سيهون طالما عـزم على فعل شيء، لن يوقـفه أحد. تماماً كما نجح بتخريب حياة توملينسون للأبـد.
لم ينبسا بحرفٍ طـوال طريقهما نحو المَـطار، سيهون كان مُمتناً لذلك. إستطاع الشعور بهـالة كاي الحزينة، وجهه الشـاحب، و حتى أعينه الحمراء. لم تكن مشاعره واضحـة تماماً، هو نفسه يـجهل إن كان ما يفعله صحيحاً أم خاطئاً. هل بتخليه عن كـاي - و لو بشكلٍ مؤقت - سيشكل أي فارق في علاقتهما..؟!
يعلم أنّ كـاي يستحق شخصاً أفضل مـنه، و أنه ليس بالشخص الجيد كفاية لأجله. يعلم أيضاً بذهابه هناك، هو سيقوم بإيلام كيلهما فـقط، و لن يغير هذا أي شـيء. على من يضحك..؟ لا يملك أي أصدقاءٍ هناك، و عائلته ليست حقاً أفضل عائلة قد يحصل المَرء عليها.
كـاي عائلته، لماذا سيتخلى عنه الآن..؟!
نهض سيـهون من مـكانه حينما سمع النداء الأخيـر لطائرته، بدا متردد جداً من الرّحيل. يتمنى لو يحدث أي شيء ليوقفه، أو حتى يطـلب كاي منه للمرةِ الأخيرة أن يبقى، و حينها سيبقى. يشعر بشعورٍ سيء، غير مريحٍ البتة.
أنت تقرأ
صَدى | L.S
Mystery / Thriller[ مُكتملة. ] •• " أسرِع عَزيزي، هُناك سَلامٌ فِي الصّمت.. لا تَبكِ، لا.. سَأكونُ قريباً.. نحنُ لا نُريد إهدارَ دُموعكَ فِي الليل.. لِذا، لا تَذهب بعيداً بِهذا البُكاء.. ركّز، لا تَفقد إشارتك.. افتح عَقلك، لا تنسَ السّبب.. لا تُغلق عينيكَ الآن يا طِف...