•الفَـصلُ الثّـاني عَـشر.

4.5K 261 300
                                    

« صـدى صرختك حـطّمت الصمت، و صدّعت الجُدران. »

 »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.












•••

كـان هاري مستلقياً على فخذي السيّد توملينسون، الّذي يعبثُ بخصـلات شعره، و يُدلك فروته بأصابعه الثخينـة، يضغط عليها تـارة، و يُحررها تارة. أما الصّـغير فيغمضُ عينيه بإسترخاءٍ شديد، يتنهدُ بين الفـينة و الأخرى. هو يرغبُ بالبقاءِ هكذا للأبد، و أن يظلّ السيـد توملينسون يعتني به.

لم يتحدّثا بحرف. حينما أتى لـوي، الصّغير بتلقائية وضع رأسه على فخذيه دون أن ينبس ببنت شفَة. لم يعلم ما الّذي حدث معه، لكنّ فكر أنه قد رآوده حلم سيء كالعَـادة، و لهذا يبدو حزيناً جداً. إن كانت تلك الطّريقة الوحيدة ليُخفف عنه، حيث علام يبدو لا نيّـة له بإخبارهِ عما حدث، فلا بأس.. لا يملك أي مانع أن يبقيا هكذا ما تبقّى من اليوم.

قـال هاري بصوتٍ مُنخفض هاديء دون أن يفتح عينيه :
« سيّد توملينسون، غنّي لي. »

لطـالما اعتاد على الغنـاء لهاري حينما كَـان صغيراً. يغنّي له كلما بكى، أو عندما لا يستطيع النّوم بسببِ الخـوف. يصرّ على أن صـوت السيد توملينسون يقوم بتهدأة أعصـابه، و نسيان جميع الأمورِ السيئة التي في رأسه.

مدَّ لـوي كفه الآخر نحو وجنةِ هاري، يُداعبها بِبطءٍ و لطف، فيما يمعن النّظر في وجهه :
« كنّـا صغاراً لنعلمَ أننا امتلكَـنا كل شيء..
صغار جِداً، أتمنى لو رأينا كُل شـيء..
أنا آسفٌ لأنّي أؤذيـك يا عزيزي..
كنّا صِغاراً جداً..
مؤخراً، كنت أنظرُ للخلفِ كثيراً..
أنا و أنتَ هو كل ما عرفته..
من الصّعب التفكير في أنّـك قد تكرهني..
لكنّ كل شيءٍ مختلف الآن..
لا يُمكنني التّصديق أني استسلمتُ للضغوط..
عندما قالوا حـب كهذا لن يستمرّ للأبد..
لذا دفعتكَ عنّي لأني لم أعلم ما هو الأفضَل..
و الآن أدركت..
أننا كُنا صغاراً جداً.“ »

اعتـدل هاري جالساً بِحزن، ثم رفع ذِراعيه ليعانقَ السيّد توملينسون بِقوة، الّذي استسلم لِعناقه، و لم يُحاول تبديل وضعيتهما. حشر الصّغير رأسه بين عُنقه و كتـفه، و لُـوي رفع ذراعه يمسح على ظَهره بِهدوء، ينتظره ليتحدث.

صَدى | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن