موازين (انت لي)

1.2K 113 37
                                    


"احذر فلقد اعلنت الحرب علي قلبك
جميع الأسلحة مباحه.. سأضع قلبك نصب عيناي هدفاً.. و سأظفر به رغماً عن انفك و مهما كانت نتيجه المعركه فلن يخرج قلبك سالم ولن اخرج خالية الوفاض"

"مليكة الليل"

لقد رجوته ان لا يتخلي عني ويتركني.. ان لا يقوم بقلع جذوري و رمي في ارض قاحله مثل زرع شيطاني لا أصل له ..

طلبت منه التمسك بي.. اخبرته انني لا امتلك سواه بعد رحيل امي.. اقسمت عليه بكل عزيز ان لا يرحل هو الاخر لأصبح يتيم الأبوين و هو علي قيد الحياة .. ظللت اردد... انا احتاجك ابي.. لا ترحل.. ابي..

و فقط هو ذهب بعد ان اخبرني.. هنا سيكون أفضل لك.. انا افعل هذا من اجلك "

توقف بعد ان كانت الغصات تقطع كلماته
حاول جاهداً المحافظه علي كبريائه وان لا يذرف الدموع ولكن خانته عينيه لتطيح الدموع من مقلتاه كما طاح والده منها ذاك اليوم...

يذرفها واحده تلو الاخري في صمت مطبق... و من لا يعرف دموع الرجال اصعب ما يكون وما يحدث الآن إقرار علي انه لم يعد لديه القدره علي تحمل المزيد... طفح كيله ويجب ان يتحدث بما داخله قبل ان ينفجر..

"انا اسفه... حقاً اسفه "
تمتمت بصوت ضعيف شجي مطوقه لكلا وجنتيه بيديها مسحت اللؤلؤ المتساقط من عينيه..فيما تحرك بؤبؤ عينيها ذهاباً وإياباً تجول بها ملامح وجهه الكمد.. لا تشعر بمقلتيها التي تذرفان الدموع منذ بدأ حديثه..

بأجفان مغلقه اهتدت يديه لتمسك بيدها الموضوعه فوق وجنته.. انفرجت شفتيه لتطلق سراح انفاسه المشتعله اثر بكائه..
أحكم إغلاق جفنيه قائلاً

"لا تأسفي.. لا يجب علي كلانا ان يفعل... انا لم أكن مخطئاً يوماً في حقه.. صدقاً لم افعل.. لقد كنت طفلاً مليكه وكنت بحاجةٍ له..

لما لم يحتويني كما يفعل الأباء عادةً. الم يكن أبي.. لما فعل بي ذلك.. انا لم أسيء له يوماً.. هل احبها اكثر مني لذا تخلي عني؟ الم أكن الأحق بحبه! .. او لست من لحمه و دمه؟!

..إذاً لما ابعدني هكذا قائلاً هذا الافضل لي! .. ما هو الافضل في ان أكون بعيد عن عائلتي! اجلس بميتم وانا والدي علي قيد الحياه.. ما ذنبي لأشعر بنظرات الشفقه موجهة نحوي؟ .. الم اكن صغيراً لتحملني الحياة أعباء لست أهلاً لها"

بإبهامها تلاحق الدموع المنهمره من عينيه.. و استنشقت ماء انفها المسال من وقت لأخر

"توقف عن لوم نفسك حبيبي لا تفكر بالأمر كثيراً.. ما حدث قد حدث انت لا تستطيع العودة بالزمن الي الوراء وتغيير ما حدث..
لن تستطيع سؤاله لما فعلها ومهما كانت
اسبابه اعلم جيداً انك لم تخطئ انت
لم تكن طفلاً سيء بل هم كانوا... "

مليكتيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن