الفصل 5

488 13 0
                                    

نار الحب الفصل5
نائمة في السيارة و عيون مراد تراقبها وتتأملها لم يدر ما الذي كان سيفعله بها و كيف سمحت له نفسه في التفكير في أذية فتاة لم يكن لها ذنب في كل ماحدث و لم أعطى لهذا الموضوع كل تلك الجدية. أوقف السيارة أمام البحر ثم خرج منها ليستنشق بعضا من الهواء النقي تاركا ملاك نائمة في السيارة  استوقفته ذكريات الماضي مع أمه فتأثير تلك الصفعة أيقظت لديه ذكريات دفينة جدا جدا.هذه الذكريات التي  بسببها كان سيؤذي من لا ذنب له. أخذ هاتفه النقال واتصل بصديقه حسام فقد كان في أمس الحاجة لمن يستمع له ويرشده إلى طريق الصواب
مراد بنبرة حزينة: مرحبا حسام كيف حالك
حسام:أنا بخير وأنت لم تعجبني نبرة صوتك
مراد صمت قليلا ثم تابع:لا أدري ياحسام ما كنت سأفعله بسبب ذكريات الماضي و أيضا هناك فتاة أهانتني منذ يوم تقريبا وصفعتني ولكن ...
حسام بدهشة: ماذا تقول يا رجل. ما قصة الصفعة هذه و أية إهانة قد يتعرض لها مراد الشاوي
مراد صمت قليلا ثم أردف: أجل لقد حدث كما قلت لك. لقد كانت فتاة بسيطة لكن عيناها مليئتان بالتحدي لقد ذكرتني بها . لقد كانت لها جميع صفاتها حتى جمالها الطبيعي والبسيط كان يشبهها
حسام: مهلا ،أتقصد
مراد بحزن: أجل أقصدها هي بالذات. تلك الفتاة تشبهها جدا لدرجة أني بصعوبة تمالكت نفسي أمامها ولكي لا أشعرها بذلك أرميت على وجهها المال لتذهب وتبتعد لكنها صفعتني كما حدث تماما منذ سنوات
حسام بدهشة: لا لا هذا كثير يا مراد. كل هذا التشابه . لكن من تكون هذهالفتاة الشبيه
مراد: بالصدفة نسيت هويتها في الشارع و عرفت منها أن إسمها حنين. صمت مراد قليلا وأردف بابتسامة حزن تعلو شفتيه: و أختها الآن معي ...
قاطعه حسام قائلا: لا تقل لي أنك فعلتها
مراد:لا فأنا لم أستطع أذيتها. الحمد لله أني عدت إلى رشدي في الوقت المناسب وإلا كنت شعرت أني أكبر حقير لأذيتي لفتاة بريئة
حسام:مراد أعد البنت الى منزلها الآن وإنس قصة الشبه بين المدعوة حنين تلك و نرمين. فالله يخلق من الشبه أربعين وتلك مجرد صدفة
مراد:أجل معك حق سأنسى وسأعيد الفتاة إلى منزلها وأعتذر منهما
حسام:هذا هو الصواب بعينه. حسنا يامراد يلزمني أن أغلق الخط إنهم يحتاجوني في المستعجلات بسبب حادثة سير
مراد: حسنا فليكن الله في عونك
أغلق مراد الخط و اتجه الى السيارة معيدا ملاك التي كانت لا تزال تستغرق في نومها  إلى بيتها
في بيت حنين
فتحت حنين الرسالة ووجدت فيها خبر أن والديها إرتكبا حادث سيارة خطير في الطريق. لم تصدق حنين الخبر فقد أصيبت بهلع وصدمة شديدين و تقرأ الرسالة وتعيد قراءتها لعلها تجد حرفا يبدل معنى الجملة وهي تقول و الدموع تنهمر من عينيها:لا يمكن أن يحدث هذا، لايمكن . وهي تبكي بشدة لدرجة أنها لم تعلم مالذي تفعله فحتى عنوان المستشفى الذي نقل إليه أبواها غير موجود. تتصل وتعيد الإتصال بالرقم من غير أي إجابة وكلها ألم وبكاء وقهر. فقررت أن تذهب وتبحث مستشفى بمستشفى وأن لا تظل واقفة هكذا. إتجهت حنين نحو الباب ووجهها مليء بالدموع و عندما فتحته وجدت مراد يحمل أختها حنين كان على وشك أن يطرق الباب
حنين بهلع:ما بها أختي ملاك ومن تكون ياسيد
مراد مدخلا ملاك إلى الداخل وواضعا إياها في غرفة الجلوس الموجودة قرب المدخل:لا شيء إنها نائمة فقط...
ام يكمل مراد جملته تلك حتى رن هااتف حنين التي أجابت بلهفة وعيناها مغرورقتان بالدموع
-حنين بسرعة: ألو
المتصل: يا أنسة لقد إتصلنا بك كثيرا المهم إن رقمك هذا مسجل في هذا الهاتف باسم بنتي حنين و
حنين مقاطعة إياه ببكاء شديد: أرجوك أسرع وأخبرني في أي مستشفى نقل والدي بعد الحادث
صدم مراد لما سمع ما تلفظت به حنين
المتصل: مشفى الشاوي الخاص
حنين ببكاء: مشفى الشاوي. أين يوجد هذا المشفى أوووف
مراد متدخلا : أنا أعرف المشفى سأوصلك إليه
أغلقت حنين الخط وقالت لمراد : هيا أسرع أرجوك
مراد : حسنا يا حنين فقط إهدإي قليلا
غادر مراد و حنين المنزل قائدا مراد سيارته بسرعة جنونية تاركين ملاك وحدها نائمة في الصالة. بعد مدة وصلا إلى المشفى ودخلت حنين مسرعة تبعها مراد لتسأل عن حالة والديها
حنين وعينيها مليئتان بالدموع متحدثة للإستقبالات:أرجوك هناك حادثة سير وقعت و الضحيتان كانتا رجل وامرأة أين أجدهما
موظفة الإستقبال بعد بحث سريع:آسفة ولكن الرجل توفي قبل وصوله المستشفى أم المرأة فهي في المستعجلات لتعرضها لنزيف حاد في الدماغ
حنين بصدمة : ماذا. أبي مات وأمي في المستعجلات ثم فقدت الوعي وكادت أن تسقط لولا أن مراد أمسك بها في الوقت المناسب وهو يقول:آنسة حنيييين. ثم أخذها و وضعها في أقرب غرفة و نادى على الممرضات للإعتناء بها.
الظلام لا شيء سوى الظلام موجود برأس حنين و الدموع تنهمر من عينيها بسكون بالرغم من أنها لا تزال فاقدة الوعي. ظل مراد يتأملها و يشفق على حالها. رن هاتف في جيبه فوجد أنه هاتف حنين الذي ظل معه فخرج من غرفة حنين لكي لا يزعجها و رأى أن الرقم مسجل باسم ملاك فاستنتج أنها أختها تردد كثيرا في أن يجيب وبماذا سيجيب ثم بعد تفكير أجاب بهدوء
ملاك: هيه يا حنين أين أنت و كيف عدت إلى المنزل وأنا كنت...
مراد: انا مراد وأختك حنين في المشفى
ملاك بخوف : لماذا مالذي حدث لأختي
مراد بعد صمت طويل: أختك بخير فقط تعالي لمشفى الشاوي ملاك بخوف: حسنا حسنا أنا آتية بسرعة
أغلق مراد الخط وهو يقول في نفسه كيف ستكون ردة فعلها لما تعرف أن أبوها مات وأمها في المستعجلات. ثم نظر نظرة شفقة إلى حنين من خلال الباب
يتبع...

نار الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن