الفصل 38 والأخير
ظل محمود وفاتن بالسيارة إذ كان محمود فقط يخمم وينظر في الفراغ من زجاج السيارة ثم قالت فاتن: ماذا ياأبي ألن نرتجل من السيارة
محمود: سنفعل يا فاتن لكن قبل كل شيء أودك أن تحضري نفسك ولا تنهاري لما ستسمعين بالداخل
فاتن: لقد أقلقتني يا أبي. ماذا تقصد
تأفف محمود ثم قال: لا شيء يا فاتن..هيا لنذهب
ترجل محمود وفاتن من السيارة وتوجها الى المنزل وطرقا الباب ففتحت ملاك وعلت ابتسامة محياها ثم عانقت فاتن وقالت: مرحبا يا فاتن. أنرت المنزل بقدومك
بادلت فاتن الإبتسامة وقالت: شكرا يا ملاك.
نظرت ملاك الى محمود وقالت : مرحبا بك يا سيدي ثانية. لم أستطع توديعك في المرة السابقةة
محمود: شكرا يا ابنتي. أنا من غادر من دون أن يخبرك
فاتن باستغراب: أسبق لك ان التقيت بوالدي يا ملاك
دهشت ملاك وقالت: أهذا السيد والدك يا فاتن
فاتن: أجل إنه أبي.
ملاك: لم أكن أعرف..على كل تفضلا
دلف محمود وفاتن الى المنزل ولم يلحظ محمود نهلة فسأل ملاك: أين هي والدتك يا ملاك
ملاك: إنها في غرفتها يا سيدي. سأذهب وأرى ان كانت مستيقظة سأحضرها الى هنا
فاتن: ان احتجت المساعدة نادي علي يا ملاك.
ملاك: حسنا.أشكرك يا فاتن.
دخلت ملاك الى غرفة نهلة ووجدتها مستيقظة تنظر الى أعلى فقالت ملاك:جيد أنك مستيقظى يا أمي. فلدينا ضيوفا
تساءلت نهلة في نفسها عن هوية الضيوف فتوجهت ملاك الى نهلة وساعدتها على الجلوس على كرسيها ثم أخرجتها من الغرفة.
بمجرد رؤية نهلة لمحمود خفق قلبها من شدة الخوف فيما توجهت فاتن الى نهلة و حيتها وكذا فعل محمود الذي برقت عينيه و كأنه يعتذر بشدة من نهلة.
دخلت حنين الى المنزل وقلبها كان يخفق بسرعة مما حدث مع مراد . ولم تسترد أنفاسها حتى فوجئت بمحمود و فتاة جالسان في الصالة. استغربت حنين من الفتاة وتذكرت أنها رأتها في مكان ما لكنها لم تتذكر بالضبط أين. ألقت حنين التحية على محمود وعلى الفتاة ثم نطقت فاتن: مرحبا آنسة حنين. أتذكرتني أم لا
حنين وهي تحاول التذكر: بصراحة أنا متأكدة أني رأيتك بمكان ما لكن لا أتذكر بالضبط أين
فاتن: لقد التقينا في المرة الأولى بالمطعم وفي المرة الثانية بالمشفى
حنين وقد تذكرت: أجل صحيح. تذكرت الآن يا آنسة
فاتن: أكيد أنت مستغربة من أين أعرفك وماذا أفعل هنا الآن. حسنا أنا فاتن الشاوي. أخت مراد الشاوي
حنين: يا للصدفة.. تشرفت بمعرفتك آنسة فاتن.. في الحقيقة التقينا في ظروف سيئة لكن لا بأس
فاتن: انسي الماضي يا حنين فنحن أبناء اليوم
ابتسمت حنين ةقالت: معك حق يا فاتن.
كادت حنيت تجلس الا أنها سمعت طرق الباب فتوجهت وفتحت الباب و صدمت برؤية مراد وهشام معا فنظرت الى مراد ثم قالت بصوت متقطع: تف..تفضلا.
دخل هشام و مراد فيما تساءلت حنين في نفسها عن سبب قدوم الإثنين معا و كذا فاتن ومحمود.
نظر محمود الى الإثنين وقال لهما: أقدمتما معا
د هشام ومراد في نفس الوقت: بل التقسينا عند الباب
ابتسمت الجميع خفية لصدفة حديثهما في نفس اللحظة. ثم بعد ذلك قال محمود: لقد أحضرتكم الى هنا لأن لدي ما أخبركم به بما أن نهلة للأسف لا تستطيع التحدث .
صمت الجميع ترقبا لما سيقوله محمود فيما أن محمود ظل ينظر الى نهلة بندم شديد ثم أكمل محمود والندم بادي على نبرته: حسنا قد تستغربوا لكني أعرف نهلة قبل مدة طويلة جدا فقد التقيت بها عندما كنت لا أزال شابا وكنت طائشا... كانت نهلة تشتغل في مقهى كان ملكا لوالدي حينها.و أنا كنت أتعاطى للكحوليات بشدة ..وذات مرة بينما كنت تحت تأثير الكحول قمت..قمت ...بانتهاك عرضها لكن أقسم لكم أن الأمر لم يكن عن وعي مني فقد كنت تحت تأثير الكحول..وفعلت ما فعلت.
استغرب الجميع لما قاله محمود واندهشوا فيما ظلت حنين تنظر فقط لأمها التي كانت تدمع بشدة وتتحاشى النظر الى ابنتيها. ثم أكمل محمود بندم: أنا لم أقصد ما فعلته فقد كان الأمر خارج سيطرتي . بعد ما فعلته بنهلة حملت وأنا بمجرد معرفتي بالأمر اتفقت مع المولدة يأن تخبر نهلة أن الولد ازداد ميتا وأنا أهذت ابني فلم أشأ أن يظل ابني في الظروف المزرية التي كانت تعيشها نهلة.. أخذت ابني و لكن حينها كنت تزوجت بوالدة مراد وعندما أخبرتها بالأمر رفضت أن أكفل ابني بشدة حينها قدمت ابني لزوجة أخي لتكفله وكما قالت بتلك الطريقة سيظل في مرآى عيني وأنا قبلت.. أما نهلة فظنت أن ابنها مات..
وهنا قال هشام بصدمة: ماذا تقصد..أأنت تقصد أني..
صمت محمود وطأطأ رأسه وقال : أجل يا هشام..في الحقيقة أنت ابني وبست ابن أخي.. أنت ابني وابن نهلة...
صدم الجميع بما قاله محمود و فتح الجميع فمه بدهشة أما هشام فقد أحس بضياع كبير ثم اغرورقت عيناه بالدموع وقال: هذا لا يمكن..لا يمكن..كيف فعلت هذا..كيف. ..
ثم نظر هشام الى نهلة وبدأت عيناه تذرفان الدموع بدون توقف واقترب منها ثم أمسك يدها وقال بصوت مليء بالدموع: أمي...أنت هي أمي..أمي ... ثم عانقها بشدة وبكيا وظل هشام يقبل في يدي نهلة من الأمام ومن الخلف ويقبل رأسها..تأثرت نهلة بشدة و حاولت أن تتحدث بصعوبة وقالت بصوت متقطع جدا: ا...ب....نيي
تفاجئ الجميع وركضت حنين وملاك الى نهلة وقالتا بعينين مغرورقتان: أمي...أمي ....بدأت تتحدثين ثم ذرفا دموعا حارة..
خرج مراد وظل فقط يفكر فتبعته فاتن و قالت : في النهاية..هشام هو أخونا...الآن فقط فهمت لم أبي كان يسامحه ويهتم به في كل الظروف..
صمت مراد قليلا ثم قال بحزن: هشام..لا أتذكر أني اتفقت معه في يوم من الأيام..ولكني مع ذلك لم أكن أكرهه...بالرغم من أفعاله كانت طائشة و في بعض الأحيان كنت أحس أنه يكرهنا أو ماشابه..لكن اليوم اكتشف أنه أخي...والمشكل الأكبر أن أمي هي من فارقته عن والده...صمت مراد ثم قال: أنا حقا أرأف بحال هشام كثيرا فلا أحد يستحق هذا..
فاتن : لقد صدمت من أبي كثيرا...لم أتوقع أنه يخفي سرا كهذا وأنه فارق أما عن ابنها..هذا لا يصدق..
أكملت فاتن حديثها فإذا بمحمود خرج من المنزل فنظرا له والخيبة تعلو محياهم... نظر اليهم محمود ثم طأطأ رأسه و أراد أن يغادر إلا أن فاتن قالت له بخيبة: كيف سمحت لك نفسك يا أبي أن تفعل هذا...فقك قل لي لقد صدمتني كثيرا..
رفع محمود رأسه ونظر الى فاتن لكنه لم يتحدث ثم أكمل طريقه لكنه سقط في وسط الطريق.
هرع مراد وفاتن و هي تصرخ: أبيييي
*****
نقل محمود الى المشفى و أدخل الى غرفة الفحص و ظل مراد،قاتن، هشام وحنين ينتظران خارجا وكلهم قلق عن صحة محمود الى أن خرج الطبيب فأسرع له الكل و قالت فاتن: ما به أبي يا دكتور
الدكتور: لا يوجد ما أخفيه عنكم.. فالسيد محمود كان يعاني منذ مدة من مرض بالقلب و هو يعلم بالأمر و أي صدمة قد تعرضه لأزمة قلبية قد تؤدي للوفاة لا قدر الله.. المهم هذه المرة نجا منها بأعجوبة وتخطى الأمرلكن لا يزال تحت الخطريجب أن تعتنو به بشدة لكي لا يتعرض لأزمة أخرى و الأعمار بيد الله.
مراد: أنستطيع رؤيته
الدكتور: أجل فلقد استفاق الآن ولكن ادخلوا واحدا تلو الآخر لكي لا ترهقوه
غادر الدكتور فيما ظل الجميع في صدمة كبيرة ... فلا أحد كان يعلم بأمر مرض محمود ثم دخل كلواحد من أبنائه ليروه فسبقت فاتن و بكت بشدة و طلبت من والدها أن يسامحها و تبعها مراد الذي قال له وعيناه مغرورقتان بالدموع: أبي.. أنا صدمت من كل ما فعلته لكنك ستظل أبي وسأظل أحبك رغم كل الظروف أرجوك صح بسرعة و عد كما عهدتك.
ثم بكا مراد فيما ذر
ثم بكا مراد فيما ذرف محمود الدموع وخرج. بعدها دخل هشام و بدأ يبكي بشدة ثم قال له: أنت أبي وأنا فعلت أشياء سيئة و أخبرك أني سامحتك و أمي أيضا تبدو أنها سامحتك منذ زمن... فإن كان الله يسامح لم لا نسامح نحن البشر ثم مسك يده وقبلها و اغرورقت عيناهما فقال محمود بصعوبة: ابني أنا آسف
هشام: لا بأس المهم أن تصح الآن وتعود لنا كما كنت.
****
مرت عدة أيام تحسنت فيها حال محمود وخرج من المستشفى و بدأت نهلىة الترويض الكبي وحالتها تتحسن يوما بعد يوم. علاقت هشام و مراد تحسنت و دمجا شركتيهما معا مما أدى الى تقوية الشركة. اجتازت ملاك وحنين اختباراتهما و تخرجت حنين من الجامعة و ملاك من الثانوية العامة. أما فاتن فبدأت مشروعا خاصا بها خارج مؤسسة الشاوي لإثبات ذاتها.
اختفى رامز ولا أحد علم أين ذهب أما نرمين فقد وافتها المنية بعد صراع مع المرض الذي نخر جسدها. و أحمد أصيب بمرض في عموده الفقري فأصبح ملازما الفراش. أراد حسام أن يقدم الملف للشرطة ليتعاقب الا أن مراد منعه من ذلك و سامحا بعضهما.
أصبحت حنين تعمل مع أخيها هشام و مراد كمديرة مالية بعد تخرجها و بعد انتهاء اجتماع في أحد الأيام غادرت حنين و كاد مراد يتبعها الا أن هشام منعه وقال له: ألم انوي أن تتحدث مع أختي بعد يا أخي بشأن زواجكما.
مراد: لا أعلم منذ ذلك اليوم لم أفاتحها بالموضوع.
هشام: ماذا تنتظر. على كل لقد حدثتها أمس وتبدو أنها موافقة
مراد: حسنا أتعلم هذه المرة سآتي لخطبتها مباشرة ولن أسألها
هشام: أحسنت. فكرة جيدة. إذن أحضر أبي وحسام وفاتن وايتيا الى المنزل اليوم ليلا لننهي هذه القصة
ضحك مراد وهشام وبالمساء قدم مراد وعائلته و تقدما لخطبة حنين من هشام فقبلت . بعد ذلك نغزت فاتن حسام فسعل و قال بتوتر: أنا أيضا أستغل هذه الفرصة وأطلب يد ملاك إن قبلت
خجلت ملاك و أسرعت الى غرفتها والسعادة تغمر قلبها فيما ضحك الجميع وقال محمود: الآن أصبح الفرح فرحين الحمد لله
و نطقت نهلة بصعوبة: الحمد...لله.
فتوجهت حنين وقبلت يد أمها و قالت : الحمد لله يا أمي..حالتك تتحسن يوما بعد يوم..أكيد أن أبي سيكون سعيدا بهذا.
وابتسم الجميع بسعادة ثم قال هشام ممازحا فاتن: الكل تزوج لم يبق سوى أنا وأنت يا فاتن أختي..
ضحك الجميع ثم قالت فاتن: ابحث لي عن عريس إذن يا أخي وأنا سأبحث لك عن عروسة فلدي صديقات عدة
هشام بمرح: لا لا الا صديقاتك.
و تعالت صوت الضحكات بيت حنين فقالت نهلة في نفسها: الحمد لله رجعت الضحكة والإبتسامة تعم الببت ثانية.. اللهم أدمها نعمة...
******
أنت تقرأ
نار الحب
Romanceرواية نار الحب عندما تفقد أعز الأشخاص في هذه الدنيا عندما تظل وحيدا في مواجهة الذئاب عندما تفرض عليك الحياة أن تظل قويا ولا تستسلم عندما يظل الماضي يتبعنا و نحاول أن نهرب منه لكن دون جدوى عندما يكون الحب مرادفا للضعف ونحاول أن نهرب منه لكن يظل يت...