نار الحب الفصل 8
لم يعرف مراد بم سيجيب و ماذا سيقول مبررا فعلته تلك فهو يعلم أنه أخطأ.
مراد بتوتر: بصراحة يا آنسة حنين أنا كنت... لم يتمم مراد جملته تلك حتى سمعا ملاك متجهة نحوهما و هي تنادي
ملاك: حنين يا حنين
حنين بخوف: ماذا يا ملاك هل حدث أي مكروه لأمي
ملاك و هي تلتقط أنفاسها: أمي أفاقت ياحنين. أمي أفاقت
حنين بفرح: أحقا ما تقولينه. أمي استيقظت
ملاك بابتسامة:أجل ياحنين والدكتور حسام معها الآن يطمإن على حالتها
حنين: الحمد لله ياربي. هيا لنذهب الآن يا ملاك
مراد:سآتي معكما أيضا
خرج الدكتور حسام من غرفة نهلة أم حنين فأسرعت حنين وملاك إليه ويتبعهما مراد.
حنين : هل أمي بخير هل نستطيع الدخول و رؤيتها الآن
حسام : أجل بكل تأكيد إنها بخير والحمد لله ولكن قمنا ببعض الفحوصات الأخرى للإطمئنان أكثر على حالتها.
ملاك: شكرا يا دكتور على إهتمامك بأمي
حسام: إنه واجبي يا آنسة. حسنا سأغادر الآن وتستطيعون الدخول لرؤيتها لكن لا تتأخرو كثيرا وواحدة بواحدة. أما أنت يامراد فأريدك على انفراد
توجهت حنين هي الأولى ودخلت لرؤية أمها أما مراد فقد ذهب برفقة حسام إلى مكتبه
مراد: أعلم ياحسام يجب علي الإبتعاد لكن إنني أفعل هذا بدافع الإنسانية فقط
حسام: لا ليس هذا ما أريد التحدث فيه معك. الأمر يتعلق بالمريضة. بعد إجرائنا للفحوصات الأولية إكتشفنا أنها أصيبت بشلل بسبب توقف القلب الذي أصابها أثناء العملية.
مراد بصدمة: ماذا شلل
حسام: أجل بالرغم من أنه لم نتأكد بعد ولكن كل النتائج تشير إلى هذا و سنتأكد بمجرد استيقاظ السيدة. وكل مايخيفني أن تكون قد أصيبت بشلل كلي
مراد بهلع و حسرة: يا إلهي هاتين المسكينتين كيف ستتقبلان الأمر
حسام: إنه قضاء الله وقدره و أتمنى أن تحدث معجزة ويكون تحليلي خاطئ هذه المرة.
خرج مراد من غرفة حسام واتجه نحو غرفة نهلة و كله حسرة وشفقة على مصير هذه العائلة. رمق مراد حنين التي كانت تجلس وحدها و عيناها تدمعان فاتجه نحوها وجلس بجانبها و أعطاها منديل لتمسح به دموعها وقال لها بحزن وهو يفكر في ردة فعلها إن علمت أن أمها قد تصاب بالشلل
مراد بلطف: لا داعي للبكاء يا آنسة. كل شيء سيكون على مايرام إنه إبتلاء من الله عزوجل ليختبر صبركما
حنين وهي ممسكة بالمنديل ورأسها مطأطأ للأرض: ونعم بالله
خرجت ملاك من غرفة أمها و تبكي هي الأخرى فاتجهت صوبها حنين وعانقتها عناقا شديدا وهي تقول: لا بأس يا أختي كل شيء سيكون بخير إن شاء الله. أمي تحتاجنا أن نكون أقوياء الآن. لنصمد ياأختي لنصمد ونصبر
حركت ملاك رأسها بالإيجاب و أخبرت حنين أنها ستخرج لحديقة المشفى لتستنشق بعض الهواء النقي.
رن هاتف حنين فأجابت بحزن وعياء شديد: ألو سها
سها: اتصلت لأطمإن عليك لم لم تحضري للمحاضرة
حنين بحزن: سها والدي توفي و أمي في المشفى
سها بصدمة و بكلان متقطع: ما..ذا تقولين . إنك فقط تمزحين يا حنين. لا يمكن أن يكون هذا صحيح
حنين ببكاء: في نظرك سأمزح في هذا الأمر يا سها إننا في المشفى
سها : أي مشفى سآتي حالا
أخبرت حنين سها باسم المشفى لتستدير سها وترى أن الأستاذ هشام كان يقف خلفها
هشام: مابها صديقتك لم لم تحضر للدرس
سها: لا أعلم بالضبط لكن إن والدها توفي وأمها ترقد بمشفى الشاوي في حالة خطيرة. آسفة ياأستاذ علي أن أذهب الآن
هشام: إنتظري سأوصيلك. في أي مشفى هم
سها: مشفى الشاوي
هشام : قلت الشاوي
سها: أجل. هيا لنسرع أرجوك
عند ملاك
كانت ملاك جالسة أرضا في حديقة المشفى و تبكي من شدة الحسرة على فراق والدها و حالة أمها التي لم تصدق ولم تتوقع يوما أن تراها في ذلك المنظر و مستقبل عائلتها وكيف سيعيشون. كل ذلك جعلها تستمر في البكاء الى أن سمعت صوت أحدهم يمد لها قنينة ماء و يقول لها بحنان: كفى بكاء ياآنسة. لن يتغير أي شيء ببكائك هذا لن يرجع أبوك للحياة و لن تشفى أمك ببكائك ونحيبك. بدل من بكائك اسألي الله عزوجل و ادعيه و تأكدي أنه سبحانه سيجيب دعاءك.
ملاك وهي تمسح دموعها: أجل معك حق ولكن إن هذا كثير لا أعلم كيف سنتغلب على كل هذا يا دكتور
حسام وهو يجلس بجانبها: لا تنسي يا ملاك أن الله إذا أحب عبدا ابتلاه. فاصبري و قاومي وتقربي من الله عزوجل فذلك سيجعلك تشعرين بالقوة
ملاك : أجل إنك محق. شكرا لك يادكتور كلامك أشعرني بالراحة
حسام بابتسامة: حسنا يا ملاك إذن اذهبي وتوضئي وصلي وادع الله عزوجل وكفى بكاء.
***
وصلت سها وهشام الى المشفى واتجها للإستقبالات و سألا عن غرفة أم حنين. بينما كانا يتجهان للغرفة رن هاتف هشام ليطلب من سها أن تتجه للغرفة وأنه سيلحق بها ريثما يجيب عن هاتفه.
وصلت سها الى عند حنين و ضمتها و واستها أما مراد فقد غادر ليترك الصديقتين على انفراد. انتهت مكالمة هشام و بينما كان في الممر متجها الى غرفة حنين التقى بمراد
مراد بضيق: أهذا أنت ما الذي تفعله هنا وماالذي أتى بك
هشام بابتسامة جانبية: أهذا سؤال أنسيت من أنا ومن أكون
مراد : لا لم أنس يا ........
يتبع....
أنت تقرأ
نار الحب
Romanceرواية نار الحب عندما تفقد أعز الأشخاص في هذه الدنيا عندما تظل وحيدا في مواجهة الذئاب عندما تفرض عليك الحياة أن تظل قويا ولا تستسلم عندما يظل الماضي يتبعنا و نحاول أن نهرب منه لكن دون جدوى عندما يكون الحب مرادفا للضعف ونحاول أن نهرب منه لكن يظل يت...