الفصل19

324 6 1
                                        

نار الحب 19
الجميع ينتظر ماذا ستقول ملاك و كلهم ترقب فمسحت ملاك دموعها و قالت بصوت مخنوق بسبب تأثير البكاء: أنا التقيت بحسام صدفة في المطعم فقد كنت في أداء تجريبي لوظيفة جزئية لي لأني كنت أود أن أساعد في مصروف البيت و في دفع تكاليف المشفى ولم أشأ أن أخبركم لأني أعلم أن أختي حنين لن ترغب في ذلك و ستمنعني وسترغب أن تتكلف لوحدها بذلك. ثم اتجهت ملاك ووقفت مقابلة لأختها وأمها: أنا يستحيل أن أفعل اي شيء سيء يا أمي أو أفعل ما يغضب الله عز وجل. أقسم أني كنت أريد فقط مساعدتك ياأختي وتخفيف الحمل عليك.
تذكرت حنين المكالمة التي وردت ملاك واتجهت نحوها وعانقتها بشدة والدموع تخونها وقالت بحنو: كفى بكاء ياأختي. أنا آسفة لأني شككت فيك. ثم ازدادت دموع حنين شدة وقالت بخجل: أنا آسفة لأني صفعتك من دون أن أسمعك. أنا جد آسفة ياأختي لقد تسرعت في الحكم عليك.
سعدت نهلة لما سمعته من ملاك وأثرها موقفها فاغرورقت عيناها بالدموع وقالت: أنا فخورة بك ياابنتي. ثم اتجهت ملاك الى أمها وعانقتها بشدة. في حين تأثر حسام بالموضوع أما أحمد فاستهزء وقال: أي كذبة هذه قد قلتيها. فما دخل أمر الزواج بالشغل في مطعم.
رد حسام بغضب من أحمد: أنا قلت ذلك لأنك أهنتها ولم ترد الصمت فكانت تلك الطريقة الوحيدة لأسكتك ياهذا.
رد أحمد بتهكم: أنا لست طفلا صغيرا لتخدعوني بهذا الكلام وبدموع التماسيح يا هذا.
لم تستطع حنين أن تتمالك نفسها وصرخت في وجه عمها : أخرج أنت من هنا ولا تعد أبدا فكما أنك بريء منا نحن كذلك بريؤون منك. اخرج فنحن لا نحتاج لتبرير أي شيء لك.
أحمد بتوعد: حسنا سأذهب الآن لكن بالتأكيد سأعود وسيكون لي حديث آخر معكم وستخرجون من هذا المنزل في القريب العاجل.
غادر أحمد وتوجهت حنين الى حسام قائلة بخجل: نعتذر منك يا دكتور على كل ماحدث.
حسام: لا بأس يا آنسة حنين فأنا أتفهمك. والآن سأغادر فلي شغل في المشفى.
ملاك: شكرا لك وآسفة عذبتك معي
نظر حسام مطولا الى ملاك ثم كاد يغادر إلا أنه استدرك أمرا وقال: لقد نسيت الأمر . إن السيدة نهلة تستطيع أن تبدأ الترويض الطبي من الغد إن شئتم في مشفى الشاوي.
فرحت حنين وملاك لسماع الخبر وقالت حنين: شكرا يا دكتور أسعدتنا. حسنا يا دكتور سن..
قاطعتها نهلة: لا يا حنين. من أين سنأتي بأموال الترويض هي الأخرى ونحن حتى لم ندفع تكاليف المشفى. أنا لن أذهب
حنين: لا تقلقي يا أمي سأتدبر الأمر . إن صحتك هي الأهم الآن. أرادت نهلة التعقيب لكن حنين لم تتركها. فقالت حنين لحسام: غدا إنشاء الله سنأتي ونبدأ الترويض .
*****
في الليل كانت حنين في غرفتها تفكر في كل ما حدث لها منذ الصباح وفي ملاك الصغيرة التي تعمل كل مابوسعها لمساعدتها. لم تستطع حنين النوم فتوجهت الى غرفة ملاك وطرقت الباب وقالت بهمس: ملاك ألازلت مستيقظة
ردت ملاك: أجل ياحنين. ادخلي
دخلت حنين وتوجهت الى سرير ملاك وجلست قربها وقالت بحنو: أختي أنت لست غاضبة مني أليس كذلك
ملاك: بالطبع لا ياأختي فأنا من أخفيت الأمر منذ البداية
عانقت حنين ملاك بشدة وقالت لها: لا تفكري أبدا في العمل ياأختي وأهتمي فقط لدراستك ولا تنسي أنها سنتك الأخيرة في الثانوية وستتخرجين قريبا ثم إنه لم تبق مدة طويلة لإمتحاناتك فاهتمي بها لتنجحي
ملاك: لكن يا أختي ...
قاطعتها حنين: لا تقولي شيئا فأنا سأتدبر أمر الشغل والمصروف وتكاليف المشفى وسأجد عملا قريبا إن شاء الله فلا تقلقي و على كل فهذه سنتي الأخيرة في الجامعة وسأتخرج قريبا. لدا لاتهتمي بأمر المال. فأنا سأتكفل به. حسنا ياأختي
ملاك وقد اقتنعت: حسنا. أنا سأهتم بدراستي الآن لأفرحكم. ابتسمت حنين وملاك ونامتا قرب بعضهما.
*****
حل صباح جديد و بدأت حنين في البحث عن شغل.وفي كل مرة لاتجد توقيت مناسب مع توقيتها الجامعي أو لا تقبل في الوظيفة. فكرت مليا وودت لو انها تعود الى شركة مراد لكنها لم ترغب أبدا في ررؤيته مجددا لكنها تذكرت أمها وأختها اللتان تعولان عليها وقالت في نفسها: لا بأس يا حنين. إن أمي وأختي أهم لي من كرامتي. سأذهب فإن وجدت مكاني لازال شاغرا فهذا دليل على ان الله اختار لي أن أوظف هناك.سأفعل أي شيء من أجل عائلتي ولن أهتم.
فاتجهت حنين الى شركة الشاوي.
******
استيقظت فاتن بتثاقل و تذكرت حسام وأنها لم تصلح علاقته به الى حد الآن فنهضت واتصلت به لكنه لا يجيب. ففكرت في الذهاب اليه الى مكان عمله في مشفى والدها.
لبست فاتن ثيابها ونزلت الى أسفل فوجدت الجميع يتناولون إفطارهم فلحقت بهم وأفطرت ثم توجهت الى المستشفى في حين أن مراد ومحمود توجهو الى الشركة.
وصلت حنين الى الشركة وتوجهت الى مكتب مسؤول الموظفين ثم طرقت الباب ودخلت
حنين: معذرة يا سيدي جئت أسأل عن...
قاطعها المسؤول قائلا: آه آنت الانسة حنين. تفضلي
حنين: شكرا لك سيدي. في الحقيقة جئت أسألك إن كانت الوظيفة ماتزال شاغرة
المسؤول: أجل طبعا فأنا لم أجد من هو بمثل كفاءتك ووددت ان تعودي
حنين: إذن أأستطيع العمل منذ اليوم
المسؤول: أكيد. وكما تعلمين فإنك ستكونين السكرتيرة الخاصة للمدير التنفيذي والذي هو السيد مراد الشاوي.
شعرت حنين بغصة لمجرد سماع اسمه وقالت : أجل أعلم سيدي. شكرا لك. لكن هل لي أن أسألك أن تعطيني راتبي مقدما يا سيدي.
استغرب المسؤول من طلب حنين فقال لها: إنه أمر صعب. لكن إن أردت فعليك ان توقعي التزاما ينص على انك لن تقدمي استقالتك في الشهر الأول أو أنك ستدفعين ضعف راتبك إن فعلت.
فكرت حنين مليا ووافقت على السرط فوقعت.
المسؤول: إبدإي عملك من اليوم واذهبي لجزء المحاسبة فأنا سأخبرهم أن يدفعو لك راتبك
حنين: شكرا لك يا سيدي.
خرجت حنين من المكتب وظلت واقفة أمام الباب تفكر فيما إذا كان قرارها صحيحا. تأففت ثم ذهبت لتسأل عن مكتبها لكنها رأت مراد كان يسير مع رجل يبدو عليه الحزم والشدة. انتبه لها مراد فابتسم في نفسه وقال في سره: لقد عدت أسرع مما توقعت. ثم أكمل طريقه رفقة والده. أما حنين فاغتاظت وقالت : يارب أعني على العمل هنا و قرب هذا السيد. يارب.
*****
أفطرا ملاك ونهلة ثم توجهتا للمشفى للقيام بالترويض. وصلتا الى المشفى حيث استقبلهما حسام وأدلهما على غرفة الترويض ثم تركا نهلة مع المروضة في حين اتجه هو وملاك الى حديقة المستشفى وبديا في تناغم تام.
وصلت فاتن الى المستشفى وتوجهت الى مكتب حسام لكنها لم تجده فسألت عنه ثم اتجهت الى الحديقة وبحثت عنه الى أن رأته يتحدث مع فتاة لم تعرفها من تكون لأنها تعطيها ظهرها. واستغربت لما رأت حسام يضحك بشدة فهي لم تعتد علبه يضحك بذلك المنظر. اقتربت فاتن الى أن رآها حسام وقالت: حسام كنت أبحث عنك منذ الصباح.
حسام باستغراب: فاتن. لم أنت هنا.
استدارت ملاك وصدمت لما رأت فاتن وفاتن هي الأخرى صدمت وقالت: ماذا تفعلين أنت هنا أيتها الحثالة.
لم تنطق ملاك بأية كلمة وتجاهلتها لكن حسام لم يعجبه قول فاتن فقال لها: احترمي الآنسة يا فاتن ثم إن إسمها ملاك وليست حثالة
فاتن بلا مبالاة: ومن يهتم باسمها. إنها لاتهمني والحثالة تناسبها ألا تظن ذلك يا حسام
حسام بغيظ: حسني ألفاظك يافاتن لن أسمح لك أن تعامليها هكذا. فإن كانت لاتهمك فهي تهمني أنا
انصدمت ملاك وفاتن لما قاله حسام وشعرت ملاك بالسعادة في حين ان فاتن اغتاضت وقالت:ماذا تقصد يا حسام أتفضل هذه علي أنا
حسام: افهميها كما أردت لكن لن ءسمح لك أن تنقصي منها
زاد اغتياظ فاتن وزاد معها إعجاب ملاك بحسام. وظلت ترمقه بنظرة إعجاب الى أن نادت الممرضة على ملاك لتأخذ أمها وذهبت ورافقها حسام وتركا فاتن تثور من شدة الغضب فقالت بتوعد : ستندمين يا هذه فأنا فاتن ولن تهزمني فأنت لن تستطيعي مواجهتي. أما أنت يا حسام فستكون لي في النهاية. فليس هناك من يرفض فاتن الشاوي.
***********************************************

نار الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن