34

218 4 0
                                    

نار الحب 34
وصل محمود و حسام ووقفا أمام نرمين. كان محمود ينظر الى نرمين بغضب ظاهر فيما حسام يتلافى النظر في وجه صديقه الذي نظرا الى الإثنين بخيبة ظاهرة. عم صمت للحظة ثم قال مراد بخيبة : لقد علمت كل ما فعلته يا أبي. لكن لم فعلت هذا فقط قل لي لم. ألهذه الدرجة لا تحبني لكي تنكد علي سعادتي مع الفتاة التي كنت سأتزوجها. تخدث يا أبي لم فعلت هذا.
وقف محمود أمام نرمين ثم أمسكها بقوة وقال لها بشدة: ناذا قلت لإبني أنت. لم رجعت بعد كل هذه السنين أتودين أن تدمري حياتنا..
قطع مراد كلام محمود وقال صارخا: توقف يا أبي توقف ودعها وشأنها. كيف سمحت لنفسك أن تفعل هذا بي.
رد محمود : كيف تجرأ على أن تصرخ علي يا مراد. إن هذه الفتاة لا تناسبك ولا تناسب عائلتنا ومستوانا.
ضحك مراد يألم ثم قال: لا تناسبني..أنتزوج من يناسب نستوانا المعيشي.. كيف تسمح لنفسك يا أبي أن تقرر مكاني وتتدهل في شؤوني..لكن بالطبع فمخمود الشاوي يقرر لأولاده كيف يعيشون بشكل يناسب المجتمع و  طبقته الإجتماعية و مستعد أن يدفع ليحصل على ما يريد فكل شيء يباع ويشترى بالمال في قاموسه. تبا لأموالك يا أبي..تبا لأموالك التي دمرت سعادة أبنائك..في الأول فاتن و بعدها أنا ...وماذا بعد...
لم يحس محمود حتى رفع يده بقوة وصفع مراد أمام الكل  مما أدى الى إزدياد استغراب الجميع ثم قال بألم: كيف تخدثني هكذا.. ربيتك و درستك و فعلت كل شيء لتأتي في الأخير وتحدثني بهذه الطريقة بسبب هذه الحثالة...أنا كل نا فعلته كان لأجلكم ولمصلحتكم..ولكن أنت لا تفهم فلو لم يكن يهمها فقط المال ما كانت قبلت شرطي لها..
ضحك مراد بألم كبير ثم قال: أتظن خقا أن المال كان همها..استغليت ظرفها ورغبتها في معالجة والدتها المريضة و عرضت عليها المال مقابل أن تقبل أن تبتعد عني..أي قلب هذا يا أبي..نتى كانت صحة الناس تشترى بالأموال.. و جمعياتك لرعاية مرضى السرطان والتداوي بالمجان...أكل هذا فقط حديث أمام الإعلام والناس وأنت في الواقع تقايض صخة انرأة بحاجة للتداوي مقابل الإبتعاد عن ابنك... لقد صدمتني فيك يا أبي..صمت محمود ولم يرد ثم نظر مراد الى حسام الذي كان واقفا جنب حنين و هشام ورأسه مطأطأ للأرض ثم قال له: وأنت يا سيد حسام...يامن كنت أظنه صديقي و لا أخفي عنه أي شيء..كيف فعلت بي هذا كنت تعلم كل هذا وكل ما تعرضت له نرمين لكن أخفيته..أهذه هي الصداقة بنظرك و الله أعلم ماذا تفعل أكثر من وراء ظهري
حسام : مراد..أنا لم أفعل هذا برغبتي فقد كنت سأذهب للسجن وستسحب مني رخصة التطبيب إن عرف ما فعلته..صحيح أني فكرت بأنانية لكن لم أشأ أن أدمر مستقبلي وأنا ندمت كثيرا على ما فعلته. أقسم لك أني ندمت
مراد: ما كل هذا يا حسام..لم أتوقع منك أبدا أن تقول مثل هذا الكلام فأنت لم تفكر الا بنفسك و بمصلحتك..لقد صدمتني فيك كثيرا يا..يا صديقي.. يا من دمر كل صداقة بيننا..
حسام: حرام عليك يا مراد ما قلته.. فأنا بشر وكل البشر خطاءون ولا تعلم كم أتعذب كل ليلة بسبب ما فعلته بالماضي.. أنا آسف حقا يا نرمين..أنا أعلم أن اعتذاري لن يعيذ أمك لكن أنا نادم و أعتذر منك بشدة.
مراد: أفي نظرك كلمة آسف ستصلح الأمر أم ستعيد الماضي. أنت عار أن تكون طبيبا
تألم حسام كثيرا لكلام مراد ثم قال: صحيح فأنت يا مراد فقط تتحدث..أنت لا تعرف لم كنت بتلك الحالة ولم تسأل نفسك البتة..أنت لم تعش ما عشته أنا فأنت ولدت و بفمك ملعقة ذهب.. ومن الصعب عليك أن تعيش أو تفهم ظروفي.. أنا أخطأت وتوفيت أم نرمين بسببي وبين يدي لكن لا تنس أنها في جميع الأحوال ما كانت لتعيش لأن أجلها هو من حان وأنا كنت فقط سببا تماما كما توفي والد حنين في حادثة أسنعاقب من تسبب في الحادثة طوال عمره ..أسيكون من تسبب بالحادث قد قتل والدها عن رغبة.. لكن لا أنت لن تفهمني يا مراد..فأنت تتهمني أني فكرت بنفسي ولكن نسيت أنك أيصا تفكر بأنانية فكل ما همك هو سعادتك يا مراد..
صفق مراد لحسام ثم قال بانكسار: أحسنت يا حسام.. أحسنت..لم أكن أعلم أنك تخفي كل هذا بقلبك..لم أكن أعلم أنك هكذا يا خسارة صداقتي بك كل هذه المدة.. ويا خسارة معرفتي بك و أنت يا أبي..لا أعلم إن كنت تستحق أن أقول لك أبي لكن لقد دمرتني ودمرت فاتن ودمرت كل من يحيط بك بسبب أموالك ومظاهرك..أنا سئمت منكم جميعا.. ثم غادر مراد الا أنه في طريق مغادرته نظر الى هشام و قال له: لا بد أنك مستمتع بخسارتي الآن يا ابن عمي..لكن أبشرك أني تركت لك الشركة و أموالها وكل شيء..اربح بهم ...ثن غادر مراد والخيبة والإنكسار يسيطران على مشاعره.
كانت حنين مصدومة مما سمعت ولم يستوعب عقلها كل هذا فنظرت الى محمود و حسام بعتاب ثم غادرت وتبعها هشام.
ظلت نرمين واقفة ونظرة عتاب وثأر وحقد في عينيها على محمود وحسام ثم قالت بحقد لمحمود الذي صدم مما سمعه من ابنه: تستحق كل هذا يا محمود و أتمنى لك أكثر من هذا واعلم أن الظالم مهما تجبر وطغى سيكسر و الكاذب سيفضح أمره.. ثم نظرت الى حسام وقالت له بألم: أنت فكرت بمستقبلك بعد ما فعلته.. لكن أما كان عليك أن تفكر أن حياة الناس مسؤولية بين يديك وواجبك تطبيبهم وليس قتلهم...صحيح أن أمي لن تعود وأن وفاتها كانت مقدرة لكن على الأقل كنت اعترفت بخطإك وتحمل مسؤوليتك.
ثم غادرت فاتن وخرجت وجلست في حديقة أمام الفندق و بدأت تبكي وتتذكر والدتها ثم قالت بتحطم: رحمك الله يا أمي و أنا سآتي لك قريبا فلم يتبق لي الكثير ...

نار الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن